الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُسْلِم...وإشكاليَة التَفْكِير

بولس اسحق

2015 / 11 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الزملاء الكرام:
تتعدد جوانب الإشكالية في طريقة تفكير المسلمين اليوم بأزمتهم وبالسبيل الأنسب للتعامل مع تلك الأزمة . لكن هناك مشكلةً أساسية تتمثل في انهم كمسلمين يظنون أنه بما أن الإنسان المسلم يطبِّقُ وحي الله وبما أن الله مطلقٌ وغيبيٌ فهو – أي ذلك الإنسان المسلم - أيضاً يتحرك في نطاقٍ شبهِ مطلقٍ أو شبه غيبيٍ ولا يتحرك في حدود الزمان والمكان . والنتيجة المنطقية لهذا إذاً أن نعتبر أن ذلك الإنسان خارج الزمان والمكان بما أنه يتعامل مع الوحي ، وهذا مبدأٌ خطيرٌ جداً يجعلنا دائماً في ذبذباتٍ بين التشاؤم والتفاؤل ، نتفاءلُ لأننا نظن أننا خارج قوانين الزمان و المكان وأننا لذلك سنصلُ حتماً إلى ما نريد بقوةٍ مجهولة ، ثم نصطدمُ بالواقع ونجد أننا محكومون بالزمان والمكان فنتشاءمُ ونيأسُ ونظنُّ أن الله قد تخلى عنّا أو أن ثمة خللاً موجودٌ ولانعرف ماهيته . وأكثر ما يثير اعجابي في مسالة اشكالية تفكير المسلم هي فكرة تبرأ المسلم من حقيقة دينه أثناء النقاش معه مختلقا بذلك دينا خاصا به غير عابئ بتضليل كافة الفقهاء والمحدثين وتكذيب القران نفسة، فما ان تأتيه بالحديث من البخاري يجيبك أن البخاري الا بشر! تذكر له الأية الواضحة يأتيك بتفسير يتحدى اللغة! المهم عنده الدفاع عن مجموع الأفكار المسبقة و ليس النقاش للإستفادة.
فما إن يبدأ أحدنا بالحوار مع أي مسلم حتى يضع له المسلم جملة من المسلّمات اليقينية الغير قابلة للنقاش حتى لو لم يكن هناك دليل واضح على صحتها ويؤمن بكتابه ولا يُفكر ولو للحظة بأن ينظر لهذا الكتاب بعين الحياد بل ينظر إليه بعين المُصدق مهما رأى من أمور لا يقبلها عقل ولا منطق كالحث على الارهاب والقتل " ويحاول المسلم تفسير قرآنه بالاستعارة من المفاهيم الحضارية والإنسانية الجديدة التي ابتدعها البشر وحشرها حشراً في دينه ليبدو الأمر كما لو أن تلك الفضائل هي من أخلاق الإسلام وأتسائل أحياناً أين كانت تلك الفضائل عندما أقدم المسلمون على ذبح ونهب وإحراق الكثير من الحضارات الراقية من دون أي مبرر سوى أن محمد طلب منهم نشر هذا الدين ومن لم يؤمن يدفع الجزية وإن لم يدفع يُسلب ! يا لها من أخلاق فعلاً.
فأخوتنا في الإنسانية المسلمون " إن كانوا ينظرون إلينا كبشر ولا أعرف " ما إن تتم مواجهتهم بشيء مُسيء في قرآنهم أو في أحد كتب الحديث الصحيحة حتى يتبع معك احد الأساليب التالية في تفنديها :
1-إما أن يتهم الآخر بأنه لم يفهم الآية بشكلها الصحيح وكما يجب أن تُفهم " من منطلق العاطفة الدينية التي تُخدر العقل ويقول لك إنه لا يأخذ بها بل استنتاجه منطقي " وعذراً على التشبيه هل رأى أحدكم حشاشاً يقر بأنه يتعاطى الحشيش بالرغم من قوة رائحتها عليه؟ بالطبع لا . ويحاول فوراً إسقاط ما يراه حضارياً بهذا الخصوص في إحدى المجتمعات الراقية بما يخص الحالة في تلك الآية وإلباسها ذلك الثوب الجديد حتى يُظهرها بأقرب مظهر مقنع للقارئ لها ولو اضطر أن يكذب أو يحور بمعناها الواضح الصريح !
2- أن يقوم بتكفيرك والبدء بالشتيمة والسباب وهم الغالبية , وإن رأيت مسلم " متعلمن " يقول لك إن هذا ليس من الدين في شيء والاسلام براء منه- كالارهاب مثلا- , أقول لهؤلاء عفواً يا أفاضل إن هذا هو الدين بوجهه الآخر الذي ترفضون النظر إليه وتحاولون تقليم أظافره . تماماً كمثالنا السابق نفس الحشيش ولكن جرعة أكبر هذه المرة .
3- أن يبدأ بتحوير دينه بالكامل بما يتوافق مع هواه ورؤيته الشخصية حتى لو وقف خارج دائرة الدين بكل معنى الكلمة ليفهك أن الفضائل والأخلاق بأعلى درجاتها الطوباوية هي ما جاء به الإسلام وهو ينفع لكل عصر وزمان ولا يجب أن يُمس به شيء فقط وإن الناس هم من لا يفهم معان تلك الآيات المحكمات !!
4- أن يبدأ باللعب على وتر العاطفة لديك بأنه يُحبك ويكره أن يفكر أنك ستدخل إلى جهنم عندما يعجز تماماً ويحاصر فكرياً
5- العاطفة الدينية : هي ما تربى عليه المتدين منذ الصغر ولا يحب أن يشعر أنه كان مخطئاً طوال هذه الفترة بما يعتقد أنه الصواب فيدافع عن معتقده بأي أسلوب كان , أو يتمحور كل فكر جدلي عنده حول محور الدين حتى يصل لله بأي طريقة حتى لو لم تكن مجانبة للمنطق العقلاني . المهم إلباس الدين ثوب المنطق بطريقة عجيبة غريبة .
5- كل المؤمنين ينطلقون من افتراض بأن القرآن من الله و أنه كامل، و لذلك هم يرفضون مجرد التفكير بإمكانية أن يكون فيه خطأ، فالخطأ إما بمحدودية عقولنا التي لا تستوعب اعجازه أو حكمته، أو غيبيات لا يعلمها إلا الله، أو مفسر ضل عن المعنى المقصود و معجم أخطأ في المعاني و الألفاظ، أو العلم الحديث الذي قد يكتشف أنه قد اخطأ في تفسير بعض الظواهر.
6-اطلاق تسمية الكافر وهي الصيغة المحببة لإله المسلمين يطلقونها على كل من شكك برسولهم أو لم يصدق به ، وهي تنطوي على اتهام بمعرفة الحق والحود عنه، لأن كفر تعني غطى أو ستر، وكأن الكافر ستر الحقيقة عن عقله وهو بداخله يعلم، فأصبح كل من يعارض دينهم مكابر ويعرف الحق لكن له مصلحة في إخفاءه، أي أنه يسب كل هذه الفئات، بل ويتعدى السب إلى توعدهم بالتنكيل والإذلال والإيذاء الجسدي وإلحاق أضرار جسيمة بهم إن لم يتبعوا رسول الارهاب بشكل أعمى، وهناك بعض الكفار الاستثناء، فقد نزل إله المسلمين بذاته من علياءه لتبادل السباب والردح معهم لخاطر نبيه.
هذه هي أساليبهم في الحوار, أعطوني مسلم واحد ينظر إلى اله القران وكتابة والنبوة على أنها أمور قابلة للشك والطعن حالها كحال أي فرضية مهما بلغت من قوة الحجة والعقلانية . مع أن فرضية اله القران وصحة القرآن والنبوة هي من أكثر الأمور القابلة للشك لكثرة الأخطاء الفادحة وتلاشي الأدلة على تبيان صحتها .
أعطوني مسلم واحد يقول بأن اله القران من الممكن ألا يكون موجود ولكنه مجرد هلوسات من خيال محمد وهو فرض قابل للتحليل والبرهان بتسلسل منطقي انطلاقاً من قاعدة ثابتة من دون أن يقرب العاطفة ويراعي حالته النفسية التي قد ترميه في أحضان الدين . أن ينظر بتجرد إلى الأمور التي حوله.
أعطوني مسلم واحد لا ينسب كل ما هو خيّر وحسن إلى دينه حتى لو لم يأت دينه به , ويفند كل ما هو سيء وواضح وضوح الشمس في جوهر عقيدته بحجة أننا لم نفهم الآية أو الحديث أو أن أخطاء العامة لا علاقة لها بالعقيدة !! كما لو أن أولئك العامة لم يتعاطوا من مخدر الدين الاسلامي ويجاهرون بذلك ليلا نهارا وعلى رؤوس الاشهاد حتى وصلوا لتلك الحالة.
إذاً كيف ايها الزملاء نستطيع أن نبني حواراً مع المسلمين حول عقيدتهم طالما أنهم يتبعون الأساليب التي ذكرتها أعلاه وهي واضحة .
والخلاصة... ان المشكلة هي أن المسلمين يفسرون آيات ويلون عنقها وهي ليست بحاجة لتفسير فنصها واضح , إن طلبت منك أن تجلب لي ماء لأني عطشان سأقول لك " من فضلك أريد كوباً من الماء " هل ستقول لي هل تريدها معدنية أم ساخنة أم باردة أم مدعمة بالفلور ..الخ !!!!!! هل تريد الماء الآن أم بعد خمس دقائق أم أن الماء الذي تريده ذو مواصفات خاصة أم أنك تشرب المياه الثقيلة المستخدمة في التخصيب النووي! أكيد لا وهذا ما أقصده بكلام المفسرين الذي يفسرون بهذه الطريقة (وكمثال من باب التسلية..فقد خص معظم المفسرين صفحات وصفحات عن ماذا كان اسم النمله التي تكلمت بلسان عربي مبين مع المدعو سليمان)
فالفكرة او العقيدة القوية هي الفكرة او العقيدة الواضحة التي ليست بحاجة لتأويل وتفسير واتهام الآخر بالتجهيل إن لم يفهمها!! وصدق من قال: كلما زادت الفكرة هشاشه كلما زاد ارهاب أصحابها فى الدفاع عنها. لاننا نعلم ان: 1+1=2 هل هذه صعبة!! لماذا اذن ليس عند اله القران هذا الأسلوب ؟؟...تحياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طرق افراغ الحوار من محتواه
رافد رامز ( 2015 / 11 / 22 - 10:36 )
يتفنن بعض المناقشين الاسلاميين بطرق كثيره في محاوله تبرير الحقائق والتلاعب في معاني الكلام ويدخلون في الافتراضات والتاويل وان سياقات الكلام ليست كما تبدو للهروب من الحقيقه ويتركون صلب الموضوع ويشوشون عليه باسئله وهميه استفزازيه لاحراج المقابل لاثبات ىانهم على صواب وعلم والمقابل جاهل لايعلم ومن هذه الطرق
تحويل النقاش بطرح امثله ركيكه وكانه جالس في درس محو الاميه ولا يذكر كلمه مما في النقاش
الجواب على السؤال بسؤال اخر والتهرب من نقاش اي شئ في المقال بالرغم من وجود الكثير من الاثباتات في المقال
تحدى الاتيان باثبات وعندما يحاجج بالاثبات يسكت ويتهرب ولا تسمع منه شئ
الصراخ والعويل والتهديد واتهام الاخرين باهانته ودينه بالرغم ان مافي النقاش واضح ومثبت في دينه وجزء اساسي من معتقده اما هو فمن حقه اهانه معتقدات الاخرين ووصفهم بالكفارلان معتقده يسمح له بل يامره بذلك
كل هذا من اجل افراغ الحوار حول النقاش من مضمونه كلهم تدربو وتلقنو في بيوت تفريخ الارهاب والاجرام والكراهيه على هذه الطرق لاسكات الاخرين هي عمليه مدروسه وموجهه
تحياتي

اخر الافلام

.. جد الطفلة -روح الروح- يرزق بحفيدة جديدة


.. فى الجنة يا رفعت .. رسالة وداع حزينة من جمهور الأهلى للاعب ا




.. صاحب مقولة روح الروح جد الطفلة الشــ ـهيدة ريم يُرزق بحفيدة


.. 167-An-Nisa




.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري