الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات المصرية مصيرية تاريخية

عبد السيد مليك

2015 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حزمت حقائبي استعداداً لرحلة العودة الى المانيا من حيث أتيت بعد تجربتي في المشاركة في انتخابات برلمان 2010 مرشحاً عن أكبر دائرة من الناحية الجغرافية وهي دائرة البحر الاحمر شمال. ولكوني شاهد عيان على كمّ الفساد الذي تباشره أجهزة الدولة في إقصاء كل من هو شريف أو نظيف اليد لأنه لا يخدم منظومة الفساد، وعلى الجانب الآخر هذه الاجهزة تساند النائب الذي يصرف الملايين ببذخ للوصول الى قبة البرلمان، فليس من المعقول أن يصرف مرشح على حملته الانتخابية من ثلاثة الى خمسة ملايين جنيه مصري في حين أن كل ما يتقاضاه عن الدورة البرلمانية طيلة اربع سنوات لا يتجاوز ستمائة الف جنيه مصري.
فيكون الشغل الشاغل لهذا النائب هو الاستفادة من الحصانة في إبرام الصفقات المشبوهة لاسترداد ما صرفه بسخاء على حملته من دعاية شراء اصوات الفقراء أضعافاً مضاعفة، ويكون هذا الفساد الواضح تحت أنظار ومباشرة الفاسدين الأكبر من الحكومة .في المقابل أن يكون هذا النائب آداة طيّعة للحكومة ويظهر هذا جلياً عندما كان يُنادي رئيس المجلس: (وعلى الموافق يتفضل برفع يده، وفي خلال ثوان معدودة يُعلن موافقة).
لقد حزمت حقائبي واليأس يُحاصرني من قتامة الموقف السياسي في مصر. وسافرت وفي داخلي الف سؤال عن كمّ الفساد والفاسدين. هل هذا ما تستحقه بلاد بقيمة وحضارة مصر؟
بكل أسف كانت قناعتي بالحسابات المادية الملموسة أو بلغة المصريين "واحد وواحد يساوي اثنين" أن هذا البلد يحتاج الى عشرات السنين ليخطو خطوة في طريق الديمقراطية أو معجزة في زمن انتهت فيه المعجزات، إلا أن ما حدث في 25 يناير 2011 لا يُعد سوى أن ارض مصر استقبلت معجزة التغيير على أيدي شبابها وفي أقل من ثلاثة شهور من الانتخابات البرلمانية في أكتوبر 2010 .فكانت بكل المقاييس معجزة ولدت على ارض مصر من رحم المعاناة والقهر. وهي معجزة لكونها جاءت خارج توقعات كل السياسيين أو حتى السحرة والمنجمين.
وعلى الرغم من أن ميلاد هذه المعجزة على أيدي شباب مصر وشيوخها رجالا ونساء، إلا أن الرؤيا ظلت ضبابية قاتمة وتأكد ذلك من خلال برلمان الاخوان في 2012. توقف البرلمان المصري منذ ذلك التاريخ وحتى الآن اي ما يعادل اكثر من ثلاث سنوات تعتبر هي فترة إعدادات وإصلاحات وتعديلات. وهذه الفترة الزمنية البعيدة في ظل التغييرات السياسية والاتجاه الجاد نحو الاصلاح جعلت هذه الدورة الانتخابية أو برلمان 2015 برلمان مصيري تاريخي.
وإن كان أهم سمات هذه الدورة كأول برلمان حقيقي بعد الثورة قد قضى على سماسرة الانتخابات وحدّ من ظاهرة الرشى الانتخابية كسمة رئيسية من برلمانات العهود السابقة وهي تُحتسب خطوة على طريق الاصلاح وادخال نظام القائمة الذي يوزع الادوار بين جميع فئات الشعب وطوائفه في المشاركة السياسية. لكن ظل هناك امتحان قوي للدستور والقوانين المعدلة وامتحان شفافية التطبيق يتلخص في الآتي:
1 - كيفية التعامل مع الاحزاب ذات المرجعية الدينية تحت قبة البرلمان؟
2 - كيفية القضاء على ظاهرة تهميش الاقليات (الاقباط – المرأة – المصريين في الخارج – ذوي الاحتياجات الخاصة) المُدرجة على قوائم معظم التيارات لخدمة مصلحة حزبية معينة؟
3 - هل نواب البرلمان الجديد قادرون على رصد نبض الشارع وتقديم أولويات فعّالة للقضاء على العديد من الظواهر التي تسببت بخلل كارثي في المجتمع كالبطالة (الفقر) والتعليم والصحة؟
4 – هل القانون قادر هذه المرة على ان يقدم لنا برلماني بحقوق وواجبات المواطن العادي أم ستظل الحصانة هي العصا السحرية للتجارة المحرمة او المشبوهة لنواب البرلمان الجديد؟
هذه التساؤلات تداعب خيالات المصريين في هذه الفترة، وهي ما ورد عن سير العملية الانتخابية الحالية وما سوف يؤكدها انعقاد اول جلسات للبرلمان المصري الجديد حتى يتأكد للجميع: هل ما زلنا على ما كنا عليه في السابق (وسياسة عاش الملك مات الملك)، أم أنه بالفعل شاءت لنا أقدارنا أن تنصفنا أمام برلمان تاريخي يضعنا على مفترق طرق للاصلاح ووضع خريطة سياسية جديدة نحو مستقبل أفضل لمصر والمصريين.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با