الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلام متعدد.... وقراءات متعددة..!!!

فايز الخواجا

2015 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"اسلام"متعدد وقراءات متعددة ومذاهب متغايرة...
واستحقاقات العقل المسلم تجاه ذلك والحل التاريخي....
الواقع بعد اطلاعاتي المتواضعة على التراث الاسلامي والتاريخ الاسلامي, والصراعات التي شهدتها مساحة هذا التاريخ طولا وعرضا,استطيع ان اقول انني انفي وجود اسلام واحد وحيد, بل انني اتحدث عن اسلام متغاير ومتباين باختلاف الفرق والمذاهب والحركات والفقهاء والأئمة, فضلا عن الاختلاف بين الشعوب واختلاف تطورها ولغاتها وسجاياها, وهذا ليس اسقاطا على الواقع ابدا, وانما هو الواقع بعينه, ويستطيع اي انسان ان يدركه بوضوح وبدون الحاجة الى عبقرية وقوة ذهنية, ولا ينقض ذلك وحدة ممارسة الطقوس والعبادات والشعائر الدينية, ولكن الحديث عن التماهي الكلي والوحدة الكلية التامة والمعنى الاحادي هو وهم وخداع للذات وللعقل, لان الواقع كاسر ولو رفضناه, وصادق ولو رفضناه, ومجسد امامنا في حياتنا ولو لم نعترف به.
ولا حاجة الى شواهد,فالواقع العياني بليغ, فالمسلمون مختلفون في ما بينهم بعد وفاة الرسول الكريم,يمارسون هذا الاختلاف في تفسير النص المقدس, وتأويل الخطاب, ويتصارعون في محاكمة الحوادث التاريخية على طول التاريخ الاسلامي... مما جعل الهوية الواحدة لا تتناغم ولا تتفق مع ذاتها من خلال تباين مكوناتها وممارساتها وانماط صياغتها.....
وقد يحتج غاضب وينفعل..!!! ولكن الغضب لا يخفي الواقع والانفعال لا يحلا اشكالا تاريخيا ولا مشكلة تتعمق وتزداد مأساوية مع الايام والسنين والعقود والقرون... بل علينا ان ندرك ان هذا ليس عيبا ولا نقصا ولا نقوصا في قيمة الاسلام وشموخه الاخلاقي وتساميه العالي وما يتفق مع فلسفة الخلق الالهية والتي تضع الانسان في احسن الصور... بل بالعكس تماما ان في هذا الاختلاف ما ينتج الابداع والابتكار في اعادة صياغة مشروع الفهم ومنهجية البحث والدراسة لتشكيل ارضية للانطلاق ونفض ما تكلس وتخثر وتحجر وتجمد طول عدة قرون...................
كم احزن كثيرا عندما ارى صدامات اطلاق النار هنا بين اصحاب المذاهب والرؤى المختلفة... واراقبها واحاول ان افكفك ثناياها وكم ادرك ان كلا من المتصارعين يحمل الآخر من خلاله بدون ان يراه ويشعر به وهذا ما يذكرني بقوس قزح والوانه المتداخلة معا...
ان الاقرار بتعدد القراءات للاسلام الحنيف, حيث ان اختلاف هذه القراءات ليس سياقا شاذا فجميع الديانات القديمة والسماوية تعيش حالة تباين القراءات والسلوكيات والممارسات...
وهنا اذكر حادثة:انني التقيت في احدى المرات مع شباب المان وجلسنا معا لتناول القهوة العربية في مكان لطيف... واستغربت منهم عندما قالوا اننا مسيحيون ولكننا لا نؤمن بعذرية مريم...!!! وان كنيستهم بالقرب من الكنائس الاخرى...!!!
واستدركوا ان كلا منا يمارس طقوسه لوحده بحرية تامة...!!!!!
اخواني اخواتي اصدقائي...ان الاعتراف بهذا يشكل مجالا للحوار ولممارسة الابداع والابتكار, ويشكل نضوجا واضحا لمحاورة الآخر والاتصال والتواصل معه ويخلق مساحة رحبة للتفاعل والتبادل وهذا يطرح قبول الآخر واحترامه في وطن واحد... بدون الدخول في مهاترات ما يسمى بالتقارب بين المذاهب والتي لا ارى فيها محاولات جادة على الاطلاق طيلة عدة قرون في التاريخ... خصوصا انها قد تحوصلت حول نفسها وانغلقت عليها واصبحت"ايدولوجية".... واعتقد ان عدم الاعتراف بهذا التعدد لن يكون الا مشروع فتنة وتحريض وقتل وتخريب على امتداد التاريخ القادم..............
وارجو ان نفهم الواقع ومتغيراته لصالح الانسان الذي خلقه الله تعالى على صورته......................!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب


.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت




.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط