الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


؟?لماذا لزم الآمر

جورج المصري

2005 / 11 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حاولت جاهداً من كل قلبي أن أمنع نفسي من الكتابة ولمدة يوم راحه علي الأقل ولكنني لم أستطع البعد عن القلم، لأن الموضوع يزداد إشتعالا في قلبي كلما قرأت الصحف المصرية وشاهدت البرامج التلفزيونية العربية المتأسلمة المتمصرة المتأخونة. أكاد ألا اصدق أنكم كذبتم الكذبة الكبرى بأنكم الأفضل ومازلتم تصدقونها بعد 1400 عام. ووصل بكم الحال أنكم في قاع الشعوب وما زلتم لا تتبينون السبب بل تعتقدون أن الحل هو السبب فترغبون في المزيد منه.

لو قلت لكم أننا أفضل منكم!!! بالتالي نكون قد إقترفتا نفس الخطأ لو كانت وجه المفاضلة هو العقيدة؟ ولكننى الآن أعتقد أن المفاضلة هي رجاحة العقل و التحضر و الممارسة العملية مع نظم الحياة العصريه و التمدن و الذكاء. و أستطيع أن أقول فعلا أننا أفضل دون أدني شك وبلا غرور ولكن هل هذا يخدم مصر؟ بالقطع لا؟

دعونا نتخيل أسرة واحده تعيش في بيت كبير لديه 10 أبناء 8 منهم متحجروا العقل و العقلية. لا يفكرون إلا في المتع ألجسديه ولا ينظرون إلي المرأة إلا أنها هدف جنسي فقط للمتعة وخلفة العيال حتى ولو لم يستطيعوا أن يطعموهم. ويقولون أن الجار الغني الذي يطلقون علية الشيطان الأعظم هو الذي يجب أن يدعمهم ويعطيهم من الإعانات ما يكفيهم، ولأن الجار ذو خلق وعلم وعقيدة مختلفة ويحنو علي الفقراء ويرغب في أن يساعد هؤلاء الذين لا يدركون أنهم ألد أعداء أنفسهم، ولم يكتفوا بأن يكنوا العداء للجار الذي يطعمهم بل يكنوا العداء للأشقاء الذين يتبنوا عقيدة الجار و التي تحثهم علي السلام و المحبة وخدمة البشر جميعا دون النظر ألي عقائدهم، وكلما حاول هذين الشقيقين بناء أي شئ أو التقدم بأي صورة حضارية جديدة يخرج الأشقاء ومن يتبعهم من أبناء شبوا علي شيمة أهلهم الكسالى المتخلفين بإلقاء اللوم علي الأشقاء المسالمين بأنهم يرغبون في التحكم فيهم ، بينما هم ينتشلوهم من الحضيض لأنهم باتوا عمي و لا يروا الطريق.

المريض النفسي المصاب بالمرض النفسي الذي يؤدي به إلي أن يرتكب من الحماقات و العنف ما يضره ويضرَّ كل من يحيط به فهو لا يشعر بمرضه بل يتهم كل من يحاول مساعدته بأنه هو المريض وينتهي الأمر به في مصحة عقلية أو أن يعيش هائما في الشوارع هذا بعد أن يكون قد دمر حياته ودمر حياة آسرته معه.

هذا هو حال أشقائنا في الوطن من المسلمين أنهم مصابين بعقدة النرجسية وكلما رأوا مدي تخلفهم يظنون خطأ أن سبب التخلف هو أشقائهم في الوطن الأقباط.
فالقبطي لا يتزوج إلا زوجة واحدة والأغلبية تعيش مع هذه الزوجة العمر كله وغالبا ما ينتج عن هذا الزواج طفلين علي الأكثر وبالتالي يتركز جهد الأب و الأم حول هذين الطفلين حتى ولو كانوا فقراء فتجد أن هذين الطفلين يأخذون من العناية الكثير مما لا يأخذه أبناء المسلمين من العناية لان عددهم في الليمون ومهما كانوا أغنياء فقلة العناية تنتج نسبة عالية جداً من المواطنين أقل ثقافه و أقل علم وأقل أخلاق وأقل حب للمجتمع لأنهم لم يعرفوا الحب الحقيقي داخل الأسرة.

ربما سيثور البعض من وجهة نظري لمجرد إنني أتكلم عن حقيقة الوضع كما نراه. نعم أننا احتملنا رذالة الأخ المريض لمدة 14 قرن ولم نحاول بما يكفي أن نساعده علي الشفاء وإكتفينا بأننا نقول أننا أصحاء فلا خوف من مرض المريض أن يتغلب علينا طالما أننا لا نتدخل في شئونه ولنتركه يفعل ما يريد. ولا نقترب منه لكي لا تصيبنا العدوى.

للأسف أصيب مجتمعنا القبطي بالعدوى هو الآخر ولكن بصورة مختلفة، المجتمع القبطي لا يعرف سبب تقدمه ولا يعرف سبب تأخره لان الحياة القبطية أصبحت حياة روتينيه لا يعرف الأقباط أو الغالبية العظمي منهم ألا القشور أو المظهرية منها، فلذلك تجدهم لا يجدون في المعرفة الحقيقية التي جعلتهم متفوقون عبر القرون وبدأ المرض يسري في أوصالهم فأصبحوا يرددون نحن الأفضل ولكن دون معرفة لماذا هم الأفضل، ومع مرور الأيام وإلانصهار الخاطئ للمجتمعين معاً بسبب الأعلام العربي المتخلف تجد الفريقين يتحدُون في السقوط ألي الهاوية.

لذا لزم أن أنبهكم للتغيير القادم بلا محالة فإستمرار الحال من المحال و التغيير هنا لا يعني أنه تغيير إلي أفضل بل قد يكون إلي الأسوء. فلزم النظر ألي الخطوات القادمة في حياة مصر سياسيا و تأثيرها علي المجتمع المصري .

أقباط المهجر يدقون نواقيس التنبيه للخطر و إختاروا أن يقيموا مؤتمرهم خارج مصر. فلماذا؟
أقباط المهجر بما فيهم من مسلمين و مسيحيين يرون بكل وضوح المرض الذي تعاني منه مصر لأنهم عاشوا في جو نقى جديد من الحرية التي نقت المصري في أعماقهم و أوصالهم بعيداً عن هلوسة الأعلام العربي الملوث بل الأعلام المريض الذي خلق من شعوب المنطقة مرضي و مصابين بمرض عضال يتكشف لمن يعيش خارج المنطقة. فالعرب و المسلمون وبعض الأقباط مصابون بنوع من النرجسية المزمنة لا يعلم أحد منهم عنها!! وكيف يمكن لتلك المجتمعات أن تعالج منها ؟
ولهذا سيجتمع الأقباط في واشنطن لتشخيص المرض وتقديم الحلول للعلاج منه. و إلى اللقاء القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري