الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سبب تفشي الارهاب بين المجتمعات السنية

خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)

2015 / 11 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يستغرب المجتمع البشري من مسلمين وغير مسلمين فظاعة ووحشية الجرائم التي يرتكبها الجهاديين الإسلاميون منذ 2003 وحتى ألان، ومنها قطع رؤوس البشر وحرقهم وهم احياء وإغراقهم ايضا، ناهيك عن جرائم اغتصاب النساء والأطفال!!
ولا يسعفنا الوقت للإسهاب في ذكرها.
أعزى غير المسلمين سبب الجرائم التي ارتكبها الجهاديين من اغتصاب وقتل ونهب إلى الطبيعة الصحراوية القاسية والعنيفة التي نشأ فيها المسلمون الأوائل، والذين يعتبرهم السلفيون السلف الصالح ويتفانون في تقليد كل الإعمال والممارسات التي قاموا بها آنذاك.

وبطبيعة الحال رفضنا نحن كمسلمين تفسير أتباع الديانات والمعتقدات الأخرى.

فقلنا أن الإسلام دين توحيد لله تعالى، ودين محبة ويسر ورحمة وسلام وفق فهمنا للدين الإسلامي الذي ورثناه من أهلنا، وأعزينا هذا الإرهاب إلى الغلو والتطرف والفهم الخاطئ للدين الإسلامي من قبل الارهابيين.
والحقيقة الدامغة التي لابد لنا من الإذعان لها هي أن هذا الإجرام والإرهاب الذي نراه اليوم ما هو إلا نتيجة أو حصاد للفكر السلفي الذي نشأ وتطور بعد وفاة النبي محمد بمئات السنين، ومما ساهم في تطور وانتشار هذا الفكر هو موضوع الأحاديث المنسوبة للنبي، والتي يعتبرها الكثير من المسلمين الآن حديث الله أو كلامه.

يستند الفكر السلفي الجهادي إلى كم هائل من الأحاديث المنسوبة للنبي محمد والتي يحض الكثير منها على العنف والعداء والتكفير لغير المسلمين، كما تتضمن هذه الأحاديث على المزيد من الأفكار التي تصف العذاب في القبر وفي النار وما إلى ذلك مما يرهب النفس البشرية ويدفعها إلى عمل المستحيل للخلاص من هذا العذاب .

الفكرة أو القصة التي وددت ذكرها في هذا الموضوع هي تجربتي الشخصية مع الحركة السلفية الوهابية التي انتشرت في العراق بأموال سلفيو نجد والحجاز في بداية التسعينيات، وبالتحديد منذ بداية التسعينيات.
ففي عام 1994 وعندما كنت مراهقا مستقبلاً الحياة بعنفوان مطلق، وبعقل صغير وتجربه قصيرة.
التقيت بأحد دعاتهم في احد الجوامع، وكان شاب ملتحي قصير الهندام مرآه يخبر بتدينه الشديد.

حدثني هذا الرجل بأسلوب لطيف مهذب عن الموت والاخره، وبين لي أن حياتنا لا قيمة لها دون رضى الله عنا وما إلى ذلك من المواضيع، ومن جمله ما حدثني به هو ما يسمى بعذاب القبر، وقال في ما معناه من الآيات والأحاديث أن الإنسان بعد الموت يبقى تحت التعذيب المشدد في قبره حتى قيام الساعة، وربما لمليارات السنين!!!! على اعتبار أن كل يوم في حياة القبر (البرزخ) يعادل ألاف السنين مما نعد نحن كبشر، الأمر الذي أرهبني بشكل لا يوصف، وزرع الرعب والقلق في أعماق نفسي في حينها وجعلني مستعدا للقيام بأي شي في سبيل الخلاص من ذلك العذاب الوحشي.
ولحسن حضي أنني تحررت من ذلك الكابوس اللعين بعد قرابة أسبوعين، قضيتهما متردداً إلى ذلك المسجد أتعبد والرعب يملئ قلبي والخوف يسيطر على هواجسي، وكان سبب خلاصي من ذلك الفخ هو أنني وفي غمره خوفي ورجائي لله أن يغفر لي ولا يعذبني ذلك العذاب الأبدي، برقت في ذهني فكره مفادها أن الله هو رحمن رحيم وغفور ولا يمكن أن يكون بكل هذه القسوة المطلقة وخصوصاً أنني لم ارتكب جرما ولا ذنب، وبهذا نجيت من فخ كان من الممكن ان يحولني إلى إرهابي او ربما انتحاري يرتكب المزيد من الفضائع والجرائم بهدف الهروب من ذلك العذاب الأزلي ويفوز بالجنة الموعودة.

ينبغي أن نعلم مدى تأثير تلك الخرافات المنسوبة للنبي محمد والتي دون أحدثها بعد قرابة ال 200 عام بعد وفاته على عقول أبنائنا وهم الوقود لحروب تنظيم الدولة الإسلامية داعش، سيما وان جميعنا كمسلمين يؤمن بأنها بها.
دمتم بخير القارئات والقراء الأفاضل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ