الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة

الشدادي عزالدين

2015 / 11 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة " حب الحكمة "

" الحكمة شيء جميل ، والحب هو حب الجميل ،فالحب إذن هو حب الحكمة "
أفلاطون


الجمال إذن بتعبير أفلاطون جمال الحكمة والمعرفة ، فأرقى أنواع الحب عنده حب الحكمة الذي لا ينضب وكأنه بئر عميق مليء بكنوز المعارف والأفكار ، وحب الحكمة بهذا الشكل واجب أخلاقي قبل أن يكون حتمي وأساسي لبناء مجتمع المعرفة والعلم ، فمجتمع بدون هذين العنصرين يشبه الجسد بدون روح ، وفي إطار هذا الحب يحتفل العالم بأسره بهذا الجمال ، جمال الحكمة (الفلسفة) التي اختارت لها من بين الأسماء صوفيا تلك الطفلة التي وردت في رواية " عالم صوفي " وهي تبحث عن إجابات لأسئلة تردها من شخص مجهول ( فيلسوف) يسألها عن أسباب وجودها وما تحمله من اسم وهوية، ليرافقها في رحلة مليئة بالحب تبدأ بالتدريج في معرفة العديد من قضايا الوجود .
إن الاحتفال بهذا اليوم هو احتفال برحلة تعود بداياتها إلى ما قبل الميلاد ، رحلة قافلتها وزادها العلوم العقلية والرياضية والاستنباطية التي تسعى إلى فهم الكون الشاسع بمختلف تناقضاته ، وذلك من خلال سلك طريق العقل والنقد والفحص ومسايرة اللوغوس إلى حيث يذهب بنا ( أفلاطون ) غير عابئين بتعب عملية البحث المضنية والشاقة التي تضيء جغرافيا العالم بشموع من حب وسلام ومعرفة ، وفي كل سنة كذلك ومن خلال احتفالنا بالفلسفة نصغي إلى الوجود ونستمع إلى قلبه كما يستمع الطبيب إلى نبضات قلب مريضه فيعرف سر ألمه وشكواه ، فيبحث له عن الدواء المناسب والعلاج الملائم ويرافقه في رحلة تبدأ بالمرض وتنتهي بالشفاء ، فيتحول الجسد إلى أسطورة مليئة بالحكايات والقصص.
كذلك استحضار هذا اليوم هو اعتراف بأهمية الفلسفة في بناء مجتمعات التقدم والرقي واعتراف بشرعية فلاسفة وعلماء أفنوا عمرهم في سبيل سعادة العالم وسلامه وأمنه ، فعاشوا غرباء عن الناس لكي يؤمنوا لهم حياة هنيئة وجامعة لكل الأعراق والجنسيات ، وليؤسسوا مدنا خالية من مظاهر الاستغلال والاستعباد ، نابضة بمعاني الحرية والعدالة والإخاء وبدون حروب ولا نزاع ، على أساس ما يجمعنا أكثر مما يدفعنا إلى التنازع والصراع الذي لا يولد إلا العنف والقتال ، وبذلك رسم هؤلاء الرجال معالم طريق التفكير السليم والنقد الهادف إلى بناء مدن فاضلة مؤسسة على قيم رفيعة المستوى شكلا ومضمونا تتيح لناشئتنا العيش في سلام عقلي وروحي خالص ونقي من شوائب الخرافة والجهل البعيدة كل البعد عن ما هو عقلي ومنطقي صرف .
إن احتفال مثل هذا تشجيع وبحث متواصل عن الحكمة والمعرفة ، والرغبة في إدراك المعارف لهدم كل المعتقدات والخرافات والإيديولوجيات المليئة بأفكار معتمة وسوداوية في مضمونها وفعلها تسعى قدر الامكان ومن خلال ما تملكه من قوة وسيطرة إلى بسط جهلها وتخريبها القصدي لكل محاولات التفكير في محاولة منها لخلق كائنات تافهة فارغة من الفكر والمعرفة كخواء البحر من درره ولألأه ، ليغدوا هذا الاحتفال حبا يخلده العالم بأسره وتحت شعار واحد " الفلسفة محبة الحكمة "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت