الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التحالف الغربي مع العرب ، ضد الاتحاد السوفييتي في حرب افغانستان ، يعود من جديد .
حامد حمودي عباس
2015 / 11 / 25الارهاب, الحرب والسلام
في حوار بين قناة العربية الحدث ( سعودية المنشأ والهوى ) ، ومتحدث تركي ، لبيان حقيقة الاسباب طر الوقوع في حرب استنزاف كالتي وقع فيها الاتحاد السوفيتي السابق في افغانستان .. وما أضر بي غاية الضرر حينها ، عندما لم تسأل مذيعة القناة ، ذلك المتحدث ، وعن قصد طبعاً ، عن اسباب ونتائج استنزاف القوات السوفيتية يومذاك ، وما هو الاختلاف بين الغايات الحقيقية لمن اشرفوا على عمليات الاستنزاف تلك ، وبين غاياتهم اليوم ، لو قرروا ان يوقعوا العالم في الشرك ثانية كما اوقعوه من قبل ، حين خلقوا المناخات الملائمة لوجود ( القاعدة ) ومن بعدها ( داعش ) ..
ان التاريخ ، باعتقادي ، يتوقف اليوم ، ليستنسخ ذات الصفحة التي سجلها عندما تحركت الولايات المتحدة الامريكية بقواتها الغاشمة ، مدعومة بالاموال التي اغدقها وبسخاء كبير حكام السعودية ، لاقتلاع النظام التقدمي في افغانستان بقيادة مجيب الرحمن ، بحجة محاربة الشيوعية ، ليحل محله نظام متخلف قام بسلب الحريات العامة ، وتدخل في ابسط خصوصيات الفرد الافغاني وبشكل مفزع .
وقد اعقب ذلك دخول البلاد في وضع سادت فيه عشوائية لم يسبق لها مثيل ، حين غابت فيه مؤسسات الدولة المدنية ، لتكون بديلاً عنها هياكل ميتة ، هي عبارة عن تنظيمات دينية متطرفة ، راحت تتخبط ضمن حروب ليس لها اسباب حقيقية غير انها عبارة عن تسابق على السلطة .. وكان المناخ السياسي والاجتماعي بعد انسحاب الجيش السوفيتي عن افغانستان ، مريح جداً لإنبات زرع جديد ، لا يقل خطورة عن نبات الافيون ، وهو تنظيم القاعدة ، بقيادة السعودي بن لادن ، ومن ثم مجيء تنظيم ( طالبان ) على اثر حرب ضروس خاضها هذا التنظيم مع الاجنحة الاخرى للاسلام السياسي في البلاد .
هذه هي النتائج التي أظهرها التحالف الامريكي السعودي في حربه ضد السوفييت ، والذين قدموا الى افغانستان لنصرة القوى التقدمية الحاكمة في البلاد ، بعد ان شعروا بغزو وشيك سيحل في بلاد يشترك الاتحاد السوفيتي معها بحدود مشتركة .
لقد كانت النتائج التي افضت لها تلك الحرب ، وما صنعه ذلك التحالف الشرير ، هو بداية لما حل بالعالم ولحد هذا اليوم من وباء فكري وديني ومذهبي ، مصدره التنظيمات المتطرفة ، والتي حمل لوائها العرب الافغان معهم حين عودتهم الى بلدانهم بعد انتهاء مهامهم هناك .. حيث اصبحت بيروت ودمشق وبغداد واليمن والجزائر وتونس وليبيا وغيرها من البلدان العربية ، ملاذاً للعشرات من الشاذين المتطرفين ، لينخرطوا في مجاميع امتهنت توزيع اسباب الموت على الابرياء بواسطة الاحزمة الناسفة ، وتفخيخ الاطفال ، وضرب معالم السياحة وتخريب كل شيء له صلة بالحضارة .. وكانت مآذن الخطابة للمشعوذين في المملكة العربية السعودية ، تشكل دعماً لرفد التنظيمات الارهابية المتطرفة في الوطن العربي ، قبل ان تقرر الولايات المتحدة ، تحجيم دور القاعدة ، وقتل زعيمها ، وخلق منظمة اكثر قوة واوسع انتشاراً أسمتها بالدولة الاسلامية في العراق والشام ( داعش ) .
لم تكن الولايات المتحدة الامريكية وبقية التحالف الغربي ، ولا ملوك السعودية وحلفائها الخليجيين ، قد دخل في حساباتهم بان الذنب سوف يضرب الرأس ، وتعود فوهات النار لدى الارهاب متوجهة الى صدورهم ، لتسبب لهم كل هذا الفزع العام المحدق بشعوبهم واجهزتهم الامنية الرصينة .
لم يدخل في حساباتهم يوماً ، بان التحالف ضد الاتحاد السوفيتي في افغانستان ، سوف يؤدي ، بعد حفنة من السنين ، الى ان يقوم نفر قليل من الشباب المتشدد ، من غير مواطنيهم ، بترويع شعوبهم وتهديد مصالحم وبشكل سافر .. إذ لم يكن ( عبد الحميد ابو عود وصلاح عبد السلام ) وسواهم ممن وضعوا اجهزة الامن الفرنسية والبلجيكية والاوربية عموماً ، تحت اشد درجات الانذار ، والتخبط ، والخوف ، لم يكونا هذين الارهابيين سوى صنيعة لمعمل متواصل الانتاج ، تبدأ خطوطه يوم دخلت القوات الامريكية مع الاموال السعودية لمحاربة مجيب الرحمن ونظامه في افغانستان .
ويبقى ذات الحال ، حينما ينوى الامريكان ، ومعهم النظام السعودي ، ويالتحالف مع تركيا ، احد صانعي تنظيم داعش النشطين ، وهم يدخلون مجتمعين لخلق ظروف قديمة جديدة لاستنزاف الجيش الروسي ، وهو يقاتل من اجل انهاء لعبة داعش سيئة الصيت في المنطقة .. وان أية قراءة منصفة وعقلانية لما يحدث الان على ساحة المعركة مع داعش وبقية الانشطة الارهابية المتطرفة ، سيجد المرء من خلالها ، بان الاصطفاف المعادي للروس في حربهم على الارهاب في المنطقة ، ما هو الا تأكيد لا ريب فيه ، بان هذا الاصطفاف ، هو المتضرر الحقيقي لو تحقق الانتصار على تنظيمات داعش والنصرة وغيرهما من معاقل التطرف في العالم .
الروس دخلوا الميدان من الخلف وبقوة هذه المرة .. وتحول الغول الامريكي فجأة ، وبتأثير مباغت من الضربات الروسية الموجعة لداعش ، من مارد يتباهى بانه الناطق الوحيد باسم العالم ، وهو المقرر ولوحده ، متى تنتهي داعش ، والى أي حد من الزمن ستبقى ، تحول هذا المارد الاسود الى مجامل ، قلبه يخفق رحمة لضحايا الحروب ، ومستقبل رحب الصدر للاجئين من السوريين والعراقيين ، ومردداً بانه لا يبغي من وجوده في المنطقة الا لتخليص الشعب السوري المسكين من ظلم نظام بشار الاسد ، باعتباره هو المسبب لوجود الارهاب وليس غيره ! .
ان على القوى الفاعلة في البلدان العربية المتضررة بفعل نشاطات القوى الدينية السلفية المتشددة ، ان تنتبه لنوايا التحالف الجديد ضد الروس ، وهم يحاولون تصحيح مسار لعبة سوف لن تنتهي ولن تنتهي معها تجربة داعش وغيرها من مراكز التطرف والتكفير، لو بقيت الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من العرب ، يتحركون وبحرية مطلقة ، لحماية دواعي الارهاب وبطرق اصبحت مكشوفة وبشكل واضح للجميع ..
لقد اصبح من الواضح جداً ، بان ثمة تحالف جديد ، ينظمه البنتاغون ، واداته حلف شمال الاطلسي ، قد بدأ بالتحرك لمقاومة النشاط الروسي في محاربة معاقل الارهاب في كل من سوريا والعراق ، كما هو الحال تماماً في افغانستان من قبل .. وان نتائج هذا التحالف ، ستكون امتداداً للرعاية الامريكية السعودية مرة اخرى ، للانشطة المتطرفة في المنطقة والعالم .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - استدراك
حامد حمودي عباس
(
2015 / 11 / 25 - 22:22
)
لقد سفطت مني سهواً ، واثناء عملية استنساخ المقال ، الفقرة الاولى منه بحيث جاءت مبتورة غير كاملة المعنى ، والنص الاصلي للفقرة المذكورة هو (( في حوار بين قناة العربية الحدث ( سعودية المنشأ والهوى ) ، ومتحدث تركي ، لبيان التداعيات التي اعقبت قيام تركيا باسقاط الطائرة الروسية ، فقد اجاب في معرض حديثه ، بان روسيا ستقع في حرب استنزاف كالتي وقع فيها الاتحاد السوفيتي السابق في افغانستان .. وما أضر بي غاية الضرر حينها ، عندما لم تسأل مذيعة القناة ، ذلك المتحدث ))... الخ .
لذا ارجو المعذرة عن هذا الخطأ غير المقصود .
.. ما الذي تأمله تركيا من تقدم المعارضة في سوريا؟
.. مشاهد جوية تظهر دمارا في بلدة المطلة على الحدود اللبنانية
.. مجزرة بقصف إسرائيلي على تجمع للنازحين جنوب غزة
.. طفلة خائفة تصرخ: وينك يابا.. بعدما أضاعت عائلتها على طريق ال
.. البرلمان الفرنسي يحجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء ميشال بارن