الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المساجد كمقرات حزبية

جمال هاشم

2005 / 11 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت منظمة حماس الفلسطينية منطقية مع نفسها حين رفضت التوقيع على ميثاق الشرف المتفق عليه بين الفصائل الفلسطينية، وكانت النقطة التي أفاضت الكأس هي (تحييد المساجد) باعتبارها أماكن للعبادة وبيوتا لله، وجب أن تبقى بعيدة عن الصراعات الحزبية، فرفضت حماس هذا البند، لأنها -مثل جميع المنظمات الإسلاموية- توظف المساجد في الاستقطاب السياسي وفي الدعاية لمواقفها وفي حسم الخلافات السياسية دون احترام لقدسية المكان. فمثل جميع المنظمات الإسلاموية، فإن استغلال المسجد وتوظيفه سياسيا يعتبر حجر الزاوية في استراتيجية هذه المنظمة الأصولية المتطرفة مع تغليف كل ذلك بشعارات مقاومة المحتل، وهي في العمق مقاومة طموح الشعب الفلسطيني في بناء دولة ديمقراطية علمانية يتعايش فيها الجميع. إن استغلال المسجد هو استغلال لفضاء غير قابل «للخوصصة» وبيت خصصه الله لجميع المسلمين دون تمييز، بالإضافة إلى أن المؤمن داخل المسجد يكون في علاقة مباشرة بربه ويكون في حالة نفسية وروحانية، تجعله يتقبل ما يقوله الخطيب على أساس أنه أوامر إلهية، وهنا تظهر انتهازية الجماعات الإسلاموية التي تتعمد الخلط بين طموحها السياسي في الحكم والخطاب الديني الشمولي. إن ما تقوم به حماس الأصولية المتطرفة في فلسطين، يقوم به «معتدلونا» في المغرب، من خلال الدفاع عن بناء المساجد العشوائية ومحاولة السيطرة عليها وإخراجها من تحت وصاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ولعل ما يجري في مدينة تطوان من سعي حزب العدالة والتنمية لتعيين بعض القيمين على المساجد القريبين منه في تحد واضح لكل القوانين الساعية إلى تنظيم الحقل الديني، يؤكد خطة الإسلامويين الساعية إلى تحويل المساجد إلى مقرات حزبية، ولقد ظهر النائب البرلماني على حقيقته التكفيرية في اجتماع رسمي حين اتهم جريدة الأحداث وموظفيها بالإلحاد، لأنها كشفت مخطط الحزب في «الحمامة البيضاء» التي بدأ الظلاميون يهددون نصاعة بياضها. لقد اتهم بوخبزة سلطات الإقليم بالانصياع لتحذيرات الأحداث المغربية، حين سعت إلى تطبيق القوانين المنظمة للمجال الديني، وهذا يكشف جزءا من استراتيجية العدالة والتنمية التي «آمنت» بالمؤسسات لاستغلالها من الداخل، وتوظيف صفة «برلماني» لتكثير سواد «أمة» الحزب بكل الطرق، بما فيها تعيين قيمين موالين للحزب على المساجد والدفاع عن المساجد العشوائية. إن "الأحداث المغربية" ستبقى بالمرصاد لـ «بوخبزة» ولكل «آباء جهل» الآخرين الذين يحاولون إيقاف عجلة الزمن للعودة بالمغرب إلى عصور الانحطاط : فهذا يتحدث عن القومة في 2006، وهذه تتحدث عن جمهورية، وغيرهم يهدد من الدانمارك أو من داخل السجن و«المعتدلون» يوظفون المؤسسات للزحف عليها سنة 2007 من خلال توظيف المساجد وقرصنة الدين ... لكن رغم اختلاف أساليبهم واستراتيجياته فإن هدفهم واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب