الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يشعياهو ليبوفيتش ، نبي الغضب ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 11 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



يشعياهو ليبوفيتش ، نبي الغضب ..!!
هو فيلسوف وعالم يهودي إسرائيلي ، (1903- 1994)، وللتعريف به ،سأقتبس ما كتبه، اليعيزر غولدمان المفكر والفيلسوف والمُتأثر كثيراً بأفكار ليبوفيتش .. يقول : " يتضح بأن سر إثارة أفكاره (ليبوفيتس) ، والسبب وراء الاعتراض الذي تواجهه هذه الافكار ، هو لأن ليبوفيتش يُجبرنا بوضوح شرس على رؤية القرارات المركزية التي يجب علينا اتخاذها في وقتنا الراهن بخصوص الدين ، والتي كان من المُريح لنا أن نتملص منها .. يمتاز ليبوفيتش بقدرة على الغوص او الولوج (في الاعماق )، ،الصراحة وعدم الخوف من مواجهة المتناقضات التي تُميّزُ الفكر الديني الجاد " ... وللتذكير فليبوفيتش كان متدينا ...!! وربما لاحقاً سأستعرض بعض أفكاره عن الألوهية..
وقد خاض صراعات فكرية على عدة جبهات ، ومن أهم هذه الجبهات ، صراعه ضد الإحتلال الإسرائيلي ودعوته للإنسحاب من الأراضي المُحتلة ، مُباشرة بعد الإحتلال ، أي في العام 1967. لأنه يعتبر بأن احتلال شعب آخر ، سيعود بالضرر على الشعب الحاكم قبل المحكوم ..
وفي كلمة له أمام مؤتمر العمال الإجتماعيين سنة 1980 ، أختار الحديث عن "الحاكم" و"المحكوم " ، وسأقتبس منه بعض الفقرات .. خصوصاً على خلفية ما يدور من نقاش عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعن "نضال الشعب الفلسطيني " ، يقول : "حالياً فإن الواقع الاجتماعي النفسي في "مؤسسة" الحكام والمحكومين، لفكرة "أرض اسرائيل الكاملة "، مسمومٌ بمشاعر العدائية المتبادلة ، والتي تحولت الى كراهية عمياء ، وشعور بالإحتقار المتبادل ..لستُ بحاجة للشرح ، كيف يتعامل اليهودي – الاسرائيلي "العادي" والحاكم مع العربي المحكوم . لكن هناك حاجة لإيراد نموذج عن كيفية رؤية الشعب الحاكم للشعب المحكوم وفي ضوء العلاقة التي تكونت بينهما ..وقد قال طالبٌ عربي يتعلم في جامعتنا (خلال نقاش حاد بين طلاب عرب وطلاب يهود )، قال هذا الطالب ، "عندما يأتي العربي الى مدينة يهودية ،ماذا يرى ؟ كل عمال البناء هم عرب ، كل عمال النظافة ، الشوارع والأرصفة هم عرب ... وكل الزانيات يهوديات" . في ظل الأجواء الاجتماعية والنفسية للعلاقة بين الحاكمين والمحكومين ، لا يستطيع أي طرف من الاطراف أن يرى شيئاً إيجابياً في الطرف الآخر " ، واذا قُلنا لهذا الطالب العربي ،بأنه لولا جهازنا التعليمي لبقيت فلاحاً أميا كابيك وجدك ، سيُجيبنا بأن كل هذا (التعليم ) لا يساوي شيئاً طالما هو يشعر بالإذلال لإنتمائه لشعب مستعبد ، ومحروم من حقه الأساسي كباقي الشعوب في الإستقلال...هكذا تتشكل علاقة الحاكمين والمحكومين ، وفي اطارها ، لا شيء قابلٌ للإصلاح ، لا حسن النوايا ولا الخطوات الجيدة، ولا تطلعات سامية وصادقة، تُجدي نفعاً .. إلإصلاح الوحيد فقط ، هو الخروج من هذه السلطة.. .(حاكم ومحكوم ) .
أنا على قناعة بأن الوجود اليهودي خارج الخط الأخضر سيزول ... ويبقى السؤال ، ما هو الثمن – من ناحية الخراب الداخلي – الذي يتوجب علينا دفعه قبل أن ننسحب الى ما وراء الخط الأخضر .... الوضع القائم هو نتاج تاريخٍ من الفين سنة وغير قابل للإصلاح ،حتى لو كان هذا التاريخ مشوهاً.. نعرفُ تاريخ الشعب اليهودي خلال هذه الفترة ، ونعلم ايضا تاريخ الشعب العربي في ال1400 سنة الأخيرة .. ونتيجة لهذا التاريخ غير القابل للتغيير ، هناك شعبان ، وكل واحد منهما مدرك بكل جوارحه بأن هذه الارض هي ارضه . ... المخرج الوحيد ..هو تقسيم البلاد بين الشعبين ...وهذا الحل هو الكفيل بالقضاء على علاقة الحاكم والمحكوم بين الشعبين .. ولن أخدع نفسي وأخدعكم بالقول بأنه ستنشأ علاقة جيرة حسنة وهدوء بين الشعبين ..".

مرّت 35 عاماً على هذا الحديث ، وما زال طازجاً وكأنه قِيل اليوم ... فالسيطرة على شعب أخر ، دون حقوق اساسية ، يُلحق ضررا داخليا للشعب المُسيطر والمُتحكم بمصائر شعب آخر ...
فالمخرج ، لصالح الشعبين ، هو تقسيم البلاد .. كما قال ليبوفيتش ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أعتقد أن المخرج هو التقسيم!!!
أفنان القاسم ( 2015 / 11 / 29 - 16:28 )
الأمور تعقدت كثيرًا وتداخلت وحل الدولتين يبدأ بحل أولي على طريقة دولة غزة ومعان مثلاً، ثم غزة ومعان والضفة، ولم لا بعد ذلك غزة ومعان والضفة وإسرائيل... تحياتي القلبية يا سعادة السفير... على فكرة أوقفت التعليقات عندي لأحول دون مهاترات النازيين، فلم يسمع السيد رزكار لي، للحد من هيمنتهم، وكانت الطريقة الوحيدة لمواجهتهم: لا تقرأ العنوان -إرهابيون تل أبيب مضافًا ومضافًا إليه كما فعل واحد على عجلة من أمره، فالموضوع إرهابيون والمكان تل أبيب، ليتغير المكان في كل مرة.


2 - تحياتي الحارة
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 11 / 29 - 16:52 )
مساء الخير
لاحظت بأنك أغلقت باب التعليقات وارجو ان يكون هذا الامر مؤقتا
قل رأيك في كل شيء..
كنتُ قد بدأتُ بكتابة مقال لك لانك غبت ، لكن مقالك طالعني ففرحت..!!
يعطيك العافية ولا يهمك!!
سلامات حارات

اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة