الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلفزيون العقل الحر: حل على طاولة ازمة الشرق الاوسط

خلدون الغانمي

2015 / 11 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حينما نتكلم عن الحرب الفكرية والايدولوجية ضد الارهاب فأننا نتكلم عن الاعلام بالدرجة الاولى، ماذا يستطيع هذا الاعلام ان يقدم؟ وما هي الطريقة الملائمة لذلك؟ ومن سيقوم بذلك؟، هذه هي الاسئلة الاساسية التي يواجهها هذا الحل.
للاجابة عن السؤال الاول بماذا يستطيع هذا الاعلام ان يقدم؟ وهو السؤال الاكثر اهمية لانه ينطوي في داخله على الجواب الكامل للأزمة الفكرية والايدولوجية التي وقع فيها الارهاب الديني حيث ان الارهاب ببساطة شديدة هو ليس طغيانا لقيادات معينة وليس سوء فهم منهم للاطروحة الدينية التي يقاتلون في سبيلها بل هي ايدولوجية متكاملة مبنية على اسس وقواعد تحتاج ان تدرس بدقة حتى نستطيع ان نقوم بتفنيدها وبناء ايدولوجية بديلة متكاملة.
هنا تأتي مرحلة السؤال الثاني بما هي الطريقة الملائمة للقيام بذلك؟ بحسب رأينا نرى بأن الاعلام المرئي هو الاكثر والابلغ تأثيرا فالارهابيون اعتمدوا الارهاب المرئي لصناعة الرعب داخل قلوب الشعوب المسالمة بل وداخل قلوب شعوبهم هم واكثر من ذلك داخل قلوب افراد تنظيماتهم.
من خلال طريقة صناعة الرعب تلك خلقوا الكثير من التوتر والهستيريا في كل انحاء العالم اضف الى ذلك ابرازهم للجانب الايجابي بالنسبة لمريديهم ومحبيهم من خلال اعلامهم المرئي ذلك. فنستطيع اذن ان نجزم وبوضوح ان جزء كبير ولا يستهان به من قوة تنظيم داعش على سبيل المثال هو الاعلام المرئي الذي اعتمده القائمون على هذا التنظيم لذا ستكون الآلية هي الاعلام مقابل الاعلام.
نصل الان الى من سيقوم بهذا الدور الاعلامي الذي يقوم على تفنيد رؤيا وتصورات الارهابيين بشكل علمي وموضوعي فلا يمكن ان يتجادل عالم بايولوجيا ضد رجل دين ولا يمكن ان يتجادل عالم رياضيات مع رجل الدين ايضا. اذن فالمقاومون لهذا الفكر يجب ان يكونوا قد درسوه باسلوب تخصصي حتى يتمكنوا من ايجاد نقاط ضعفه الحقيقية والقادرة على هدم بنيان الارهاب بالكامل فحتى تستطيع ان تهدم بناية ما بدون ان تؤثر على البنايات المجاورة فانت تقوم بخطوتين رئيسيتين الخطوة الاولى الحصول على الخبراء القادرين على تنفيذ هذه المهمة وثانياً ان هؤلاء الخبراء سيقومون بتحطيم البناية من الداخل فهم سيعرفون كيفية الوصول الى اركان تلك البناية وبالتالي تحطيمها بسهولة.
هنا وفق كل هذه المقدمات يأتي دور تلفزيون العقل الحر الذي جمع الخبرة والدراية والآليات اللازمة لنجاح عملهم. فقد اجتمعت الخبرة من خلال بعض النشطاء العلمانيين من الذين سبق لهم وأن كانوا رجال دين مسلمين شيعة وسنة وقرروا انشاء هذه القناة التي ومن خلال اسمها يمكن لاي متابع ان يدرك الغاية والهدف والسبب بانشائها، فالعقل الارهابي ليس اكثر من عقل غارق في التقليد وغارق في الاصولية. وحتى يتمكن الانسان من التخلص من تأثير السلف والدعوات الارهابية فلا يوجد حل امامه غير ان يقوم بتحرير عقله.
بابسط الامكانيات تحرك هؤلاء النشطاء لبناء هذه القناة والتي فتحت ذراعها للحوار والنقاش مع العديد من الاطروحات فاستضافوا رجال دين مسلمين ورجال دين مسيحيين وكتاب علمانيين وكتاب ليبراليين ومدونين بارزين وفتحوا مواضيع في غاية الحساسية يتحرج عن طرحها ان لم نقل الكل فأغلب وسائل الاعلام في الشرق الاوسط وفي غضون اقل من ثلاثة اشهر من انشاء القناة جلبت انتباه العديد من وسائل الاعلام الدولية وايضا جلبت انتباه اصحاب الفكر الاصولي المتحجر حتى قاموا باصدار فتوى باهدار دم مؤسسي قناة العقل الحر، الامر الذي لم يثن طاقم القناة من الاستمرار بقوة بمنهجهم واسلوبهم الهادف لنشر الفكر العلماني وثقافة السلام والمحبة والتعايش وقبول الآخر.
وسائل الحرب الفكرية ضد الارهاب التي تقدمها قناة العقل الحر
1- مناقشة الوضع التعليمي والتربوي في بلدان الشرق الاوسط حيث نرى في القناة ضرورة تخليص ابنائنا واطفالنا من غزو الموروث الثقافي المشوّه. لذا نحن نرى ضرورة الغاء مواد التربية الاسلامية من مناهج الدراسة في كافة المراحل غير التخصصية حيث ارتكبت الحكومات المحلية في بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا واحدة من اكبر الاخطاء التي ساعدت على نمو التطرف في المجتمع وهو بملئ عقول الاطفال والمراهقين بالكثير من الصور الوحشية اللاانسانية سواء عن طريق كتب التاريخ او عن طريق كتب المناهج الدينية.
2- مناقشة باب الجهاد في الفكر الاسلامي حيث ان اغلب الفكر المتطرف يعتمد على هذا الباب باحكامه الكلية العامة اما الاحكام التفريعية فيدخل بها العديد من بوابات الفقه الاسلامي مثل باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وباب القصاص والحدود وبعض البوابات الاخرى. لذا نقوم نحن بدراسة هذه الابواب بالكامل وخصوصا باب الجهاد بالدرجة الاولى ونقوم بايجاد حلول لهذه الابواب من خلال تقديم مفكرين وكتاب ورجال دين يقفون على الطرف الثاني من الفكر المتطرف ليعرضوا فكرا متنورا يفسر الاسلام بطريقة اخرى بعيدا عن الفكر الاصولي.
3- طرح الرؤيا العلمانية عن الحياة السياسية والحياة العامة في الدولة وذلك من خلال تبيين ضرورة فصل الدين عن الدولة وضرورة كون الحكومة والدستور وقانون البلد يقفون بمسافة واحدة من جميع ابناء الشعب باختلاف معتقداتهم واديانهم وعدم تجريم اصحاب الاقلام الحرة تحت عناوين ازدراء الاديان بل وندعوا في القناة الى تجريم اصحاب الاقلام المتطرفة والذين يحاولون طرح الافكار التكفيرية التي تهدم النسيج الوطني المتنوع.
4- تقديم الوطن كقيمة عليا من خلال الحث على اعادة بناء الارث الحضاري العميق للشرق الاوسط كالحضارة الفرعونية والسومرية والبابلية والاشورية والاكدية واحياء تراث الشعوب والاقليات التي اندثرت او ضعفت بسبب عامل الثقافة الهجين الذي جاء به التاريخ الاسلامي فقد فقدت العديد من شعوب المنطقة ارثها الحضاري والتراثي والتاريخي بسبب الانهماك الشديد في إرث الخلاف الاسلامي وخصوصا الصراع الاكبر بين الطائفة السنية والطائفة الشيعية فنحن في القناة نحاول اعادة ربط المواطن بوطنه. فحين يقوم الارهابي بحرق علم وطنه فهو بذلك يحرق كل القيم الوطنية والتاريخية لبلده وبالتالي تغيب عنه القيمة للانسان وللحضارة وسيكون ولائه الشخصي لأناس لا يمتون لارضه بصلة وليس لهم اي قيمة لتأريخه وحضاراته وهذا ما فعلته داعش في المتاحف الكبرى في مدينة الموصل وفي الاثار في مدينة تدمر وما قتلهم للعلامة الدكتور خالد الاسعد إلا اشارة ورسالة صريحة لهذا المعنى.
5- تقديم انموذج الثقافة البديلة عن ثقافة العنف والتطرف وهي ثقافة التعايش وقبول الآخر وذلك من خلال تقديم نماذج لتجارب علمانية ناجحة كالتجربة الكندية و الامريكية وغيرها من دول اوربا الغربية حيث الاستقرار الاقتصادي وحيث احترام الانسان بغض النظر عن عقائده او عرقه او لون بشرته فقمنا باستضافة العديد من النماذج الانسانية في الولايات المتحدة لتقديم تجاربهم الشخصية والاجتماعية والانسانية الجميلة لابناء الشرق الاوسط.
نحاول في تلفزيون العقل الحر تقديم الانموذج العلماني كحل متكامل لكل ازمات الشرق الاوسط وشمال افريقيا وما نتميز به هو اننا من ابناء الشرق الاوسط الذي يكتوي بنار الارهاب هناك، بمعنى اننا نجد الحلول من رحم الواقع، ففينا النشطاء من العراق ومصر وسوريا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ولبنان والسعودية. فالحل لن يأتي من الخارج. فالعقل الحر الذي نجح باحتواء اغلب نشطاء الشرق الاوسط استطاع وفي غضون مدة عشرة اشهر ان يكون المنبر الامثل لعلمانيي الشرق الاوسط. كلهم يشتركون في همٍ واحد وهو ايجاد وطرح حلول على طاولة ازمات الشرق الاوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز