الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغة التسامح

حسين جاسم الشمري

2015 / 12 / 2
المجتمع المدني


يفتقد العالم اليوم لانبل القيم الانسانية التي من شأنها ان تجعل المجتمع يتعايش بسلام في كل الظروف, وتلك النبل التي افتقدتها شعوب عدة انما وصلت لهذا الحال بسبب مصالح شخصية بحتة او ظهور بعض الجماعات المتطرفة التي اخذت تعمل بقاعدة (اسلم تسلم) لاجبار الاخرين على تغيير دينهم او ملتهم او مذهبهم لاظهار جبروتهم والوصول الى غايتهم مستخدمين جميع الاساليب المتاحة, وما تجري في العالم من حروب فئوية او عرقية او مذهبية انسحبت على دول اخرى لم تكن تعرف لغة القتل والتهجير ونفي الاخر بحجج ابتكروها لتمرير وسيلتهم المرسومة سلفا, وما يحصل اليوم في العالم العربي خصوصا على ارض الشام والعراق واليمن وغيرها, ما هي الا خطط مرسومة لتفتيت الشعوب وجرها الى مطاحن القتل والنفي, ولو نظرنا الى ما يجري في العراق نجد ان الشعب العراقي قبل العام 2003 لا يعرف لغة العنف والقتل والخطف التي نراها بوضوح اليوم في الساحة, وهذا يثبت ان الاجندات الخارجية التي تبحث عن تدمير الشعوب هي المخطط لذلك وقد وجدت الاحزاب والتكتلات والسياسيين خير جنود لتنفيذ تلك المآرب, والدليل ان المحاولات العديدة التي نادت بالمصالحة الوطنية وشرعت قانونها فشلت لان هنالك من لا يريد خيرا ولا يؤمن بلغة التسامح والتعايش السلمي لانه سيفقد سلطته وقوته في حال لو حدث ذلك.
الواجب الوطني علينا اليوم كاصحاب اقلام حرة وناشطين ومنظمات مجتمع مدني وافراد ومثقفين وكل من يستطع ان ينطق حرفا, هو فتح الطريق المغلق من قبل تلك الاجندات وطرح الافكار والمشاريع الحقيقية للوصول الى اهدافنا المرسومة في ارساء التسامح ونبذ العنف بجميع اشكاله ومسمياته, وحث المجتمع على نبذ كل ما يصادفه بدءً من الكلمة التي تنطقها الالسن.
ولننشد للعالم اجمع ولمجتمعاتنا العربية بغض النظر عن انتمائاتها العرقية والدينية والطبقية بان يكونوا متسامحين متحابين باسم الانسانية التي خلقت لجميع الاديان والمذاهب بل حتى للامنتمين لدين معين, لنرفع الضغينة من قلوبنا ونلغي تهميش الاخرين ونتسامح فيما بيننا ونعيش تحت خيمة واحدة وهي خيمة الانسانية قبل ان تكون خيمة الوطن الواحد, هنالك اناس كثيرون لغتهم العنف والسلاح والرصاص لكنهم يحتاجون لمن يذكرهم ان يتركوا ذلك ليعيشوا بسلام مع الاخرين.
وعلينا اليوم ان نزرع تلك البذرة التي نحاول من خلالها دفن الفتنة التي كانت نائمة من خلال تقبل الاخر مهما كان ومن اية ملة لبناء مستقبل يستند لحضارة البلدان التي تعايشت عبر كل تلك العصور, والخطوات التي تسير عليها الجمعيات والمنظمات المتخصصة بهذا المجال كانت خجولة في السابق لكنها تبرز اليوم للنهوض بنشاطاتها من اجل ترسيخ مفهوم الانسانية والتسامح وتسمية ايام معينة بذلك, والحملة الكبرى التي ستنطلق منتصف الشهر المقبل مطلع العام الجديد ستكون الخطوة الاولى لحملات قادمة لترسيخ تلك المفاهيم بين اوساط المجتمع العراقي لجعلها بعد ذلك رسالة للعالم اجمع والشعوب التي تعاني من تلك الظاهرة المقيتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين