الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برامجنا تعليمية ام تجهيلية

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 12 / 3
المجتمع المدني


في السنة الأولى يقدم نص للقراءة مكتوب بخط اليد و كلمات متـقاربة الحروف بالنسبة للسن، و مفردات صعبة. ففي السنة الاولى تستعمل مفردة "خلاب" عوض "جميل" القريـبة من فهم التلميذ. تستعمل كلمة " يستـنشق" عوض "يشم" القريـبة من لغة البيت. و من جهة اخرى فلماذا هذه المطبوعات و كتاب الوزارة موجود؟ هذه المطبوعات يدفع ثمنها اي هناك اغراض تجارية. هل تخضع هذه المطبوعات للرقابة؟
تجرى الامتحانات على مطبوعات. الصور صغيرة و بعيدة عن الجمل المعبرة عنها و عن الاسئلة و يطلب من التلميذ ان يبحث او ينقب عينيه في الصورة و يحزر اتجاه السؤال الى اي موقع، اضافة الى عدم دقة السؤال. يتم تعليم التلميذ على حفظ الجمل بدل الحروف و كيفية قراءة كلمة و جملة و بالتالي بناء الكلمة و الجملة. اي حفظ صورة السلم دون تعلم كيفية تسلقه. قـتل للتكوين اللغوي و بالتالي التـفكير بحكم الجدلية القائمة بين اللغة و التـفكير.
اضافة الى ذلك يتم حصر التلميذ في الابتدائية منذ السنة الاولى لأربع ساعات متـتاليات. بربكم هل هذا معقول؟ الجسم الصغير للطفل المندفع الى الحركة يتم تـقيـيده بالمقاعـد لأربع ساعات. كيف سيشعر بالالتـذاذ بالدرس و كيف سيقبل عليه؟
هذه الطريقة البائسة القائمة على الحفظ الاعمى و لا تـنـشط مكامن التفكير من شأنها خلق عقول متكلسة غير قادرة على التـفكير و الابداع و انما على التـلقي و الحفظ. هناك ارادة لخلق دجاج بشري للاستهلاك و ارادة في قـتل انسانية الانسان بما هو كائن مفكر بحرية و استـقلالية.
لأجل ذلك تجد نسبة كبيرة من تلاميذ الأرياف ينـقطعون عن الدراسة لأنهم لا يتحصلون على التعليم التحضيري قبل دخول المدرسة. المدرسة التي اصبحت تـفـترض تحصل التلميذ على التعلم التحضيري المسبق. طريقة التعليم هذه تقوم على الاب او الام او معلمة المحضنة التي تقرأ له النص مثلا عـدة مرات و تـتابعه حتى يحفظه.
اضافة الى ذلك فاغلب المدرسين مستواهم ضعيف جدا و لا علاقة لهم بما تعنيه كلمة تدريس. المدرس الذي لا يـبني علاقة حميمية بينه و بين التلاميذ لا يستحق ان يدرس. التعليم قائم على المحبة اما ما تـشهده اغلب قاعات الدرس من الابتدائية الى الجامعة هي آلـة خشبـية متكلمة. من ذلك ان مدرسا في مادة الفلسفة مثلا عوض ان يهتم بتبسيط المفاهيم الفلسفية و البحث عن الامثلة الحسية القريـبة من الفهم تجده يتطاوس على التلميذ بمصطلحات فلسفية غريـبة عنه. عقدة النقص و عـدم السيطرة على المادة يعكسها مثل هذا التصرف الذي يجعل من الفلسفة مجرد احجيات. نفس الشيء في الابتدائية حيث لا يتم فعلا الترجمة الفعلية للمفاهيم حسب القدرات العـقـلية للتلميذ.
نذكر هنا ان نسبة المتحصلين على الشهائد الجامعية في المانيا تبلغ مئة في المائة من نسبة الملتحقين بالابتدائية. اضافة الى ذلك فان المتحصلين على الشهائد يكونون تـقريـبا في نفس المستوى من التحصيل العلمي. لن نتحدث هنا عن الشهائد الجامعية بل رسائل الدكتوراه التي يتم احرازها بالمال او النقل و الترجمة في بلادنا. انه الامتداد الطبيعي للنجاح بواسطة دروس التدارك عند نفس الاستاذ المدرس و هي عبارة عن رشوة. و طبعا هذا الكلام لا ينسحب على الجميع و إلا لكان الامر سوداويا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م