الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفسير اية قاتلوا الذين يلونكم من الكفار

سامر أبو سمرة

2015 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل الاية تؤكد الرواية !!؟؟؟
=====================
" أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله ..... الخ .. " __ (يَٰ-;-ٓ-;-أَيُّهَا ٱ-;-لَّذِينَ ءَامَنُواْ قَٰ-;-تِلُواْ ٱ-;-لَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ ٱ-;-لۡ-;-كُفَّارِ
وَلۡ-;-يَجِدُواْ فِيكُمۡ-;- غِلۡ-;-ظَةٗ-;-ۚ-;- )
====================
زميل سلفى استشهد بالاية الكريمة ليؤكد ان الرواية صحيحة و لا تخالف القرآن ...
هل صحيح ان هذة الاية تأمرنا بقتال من حولنا من الكفار وان نغلظ عليهم لمجرد انهم كفار قريبين منا من حيث المكان .. اليس قتال الكفار لمجرد انهم كفار – على اساس الفهم التقليدى للاية – ضد مبدأ حرية الاعتقاد لانه امر بالقتال على اساس دينى .. الم يأمرنا الله بان لا نعتدى لانه لا يحب المعتدين .. كيف يستقيم فهم الاية على هذا النحو مع باقى الايات التى تؤكد حرية الاعتقاد و عدم البدأ بالاعتداء على الغير ...
النظر السليم و التدبر المنهجى للاية يبين خطأ فهم الاية على هذا النحو ... الفهم السليم لمعنى كلمة ( يلونكم ) يقطع المسألة .. التفسير التقليدى للكلمة انها بمعنى الذين من حولكم من الكفار ... و حتى يتضح معنى تلك الكلمة لابد من الرجوع لجذرها ( ولى ) فى القرآن للوقوف على معناه السليم من القرآن ذاته ...
اولا هذا الجذر له مشتقات اسمية و مشتقات فعلية ..
المشتقات الفعلية مثل ... ( يلونكم ) – ( ولّى ) – ( ولّاهم ) – ( ولّوا ) – ( لولّيت ) – ( ولّيتم ) – ( تولّوا ) ..... الخ لانها كثيرة ... اما المشتقات الاسمية مثل .. ( وال ) – ( ولى ) – ( وليكم ) – ( ولينا ) – ( وليهم ) – ( اولياء ) – ( الولاية ) ... الخ .. كذلك ايضا يوجد افعل تفضيل مشتق من الجذر جاءت منه الصياغتان ( أولى ) – ( الأوليان )
الكلمة يلونكم من المشتقات الفعلية هى اشتقاق فريد و لم يرد فى القرآن فى غير هذا الموضع ... لكن ما هو معنى الجذر ولى
... هذا الجذر يحمل معنيين متلازمين كل منهما عكس الآخر فى وقت واحد ... فهو يعنى الإعراض عن اتجاها إلى ... و حينما يكون التركيز فى سياق الكلام على جهة الإعراض فلا تذكر جهة التوجة .. لذلك تحمل معنى الإعراض ﻻ-;-نه هو المقصود بالكﻻ-;-م .. مثال لذلك . حينما ولّى موسى عليه السلام مدبرا من العصا حينما رآها تهتز كأنها جان ..
( ( فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون
التركيز هنا ليس على الجهة التى ذهب اليها موسى بل على الجهة التى ابتعد عنها موسى فليس يهم إلى أين ذهب إنما المهم انه ابتعد عن جهة الخطر أو الخوف من وجهة نظره
و حينما يكون التركيز على الجهة التى نتوجه اليها فلابد من تحديدها ... و حينها يكون المعنى أننا اعرضنا عن الجهات الأخرى و توجهنا و قصدنا تلك الجهة ... فالله حينما أمر رسوله و المؤمنين
(فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ )
( فولوا وجوهكم شطره ) يعنى انهم سوف يعرضون عن كل جهة .. و لكن متجهين فقط إلى الوجهة التى حددها الله لهم ... و هكذا فالذي يتولى الله اى انه يترك كل ما سواه متجها إلى الله فقط .
و من هذا المعنى الذي بينته يترتب عليه معانى أخرى أيضا مرتبطة بالسياق .. فالتولى إلى جهة يترتب عليه الاعتماد عليها أو طلب العون و المساعدة منها و من هنا جاء اشتقاق كلمة المولى و موﻻ-;-ه و موﻻ-;-كم و غيرها فى القرآن و التى تحمل معنى التوجه إلى و الاعتماد على تلك الجهة و طلب العون و الدعم منها ... و من هنا نفهم كلمة الوﻻ-;-ية
( ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت
و من المعانى الأخرى التى ترتبط بالسياق و تضاف إلى المعنى الأساسى .. هو التوجه إلى بقصد السوء و الإيذاء و الاعتداء .. و مثال ذلك فى القرآن ( قاتلوا الذين يلونكم من الكفار ) فالله ﻻ-;- يأمر المؤمنين بقتال الناس أو الكفار بغير سبب ﻻ-;-نه تعالى امرنا فى آيات أخرى أن ﻻ-;- نعتدى على أحد ﻻ-;-نه ﻻ-;- يحب المعتدين
( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )
.. إذن يكون معنى كلمة ( يلونكم ) هنا انطلاقا من معنى جذرها فى باقى آيات القرآن و اتفاقا مع معنى هذا الجذر.. اى الذين يتوجهون نحوكم قاصدين السوء و الإيذاء .. ف
( يلونكم ) من ولى بدون تشديد اللام و هو صيغة الاشتقاق الفعلية الوحيدة بدون تشديد حرف اللام .. بخلاف باقى الاشتقاقات الفعلية من الجذر و هذا يشير إلى قدر من الاختﻻ-;-ف فى معنى و هدف التوجه .. فمعنى ولى بتشديد الﻻ-;-م تشير إلى التوجة إلى الشيء بغرض طلب العون او التقرب أو الاعتقاد .. لكن هنا عندما أتت بدون تشديد حرف الﻻ-;-م أشارت إلى أن معنى و هدف التوجة إلى الشيء ارتبط بالايذاء و العدوان ... أيضا ﻻ-;-حظ كلمة من الكفار و التى تفيد التبعيض بمعنى أنه ليس كل الكفار يحاربونك لكن منهم من سيتوجه إليك بالعدوان و هذا هو من يجب عليك محاربته و أن تغلظ عليه .. و بهذا يتسق المعنى كله فى الآية بشكل متكامل و مع منهج القرآن بشكل عام و هذا يبين فساد الاستشهاد بهذه الآية على أن الله أمرنا بقتال الكفار بدون سبب فقط ﻻ-;-نهم كفار أو ﻻ-;-دخالهم فى الدين تصديقا للرواية المفتراة على الرسول بأنه أمر أن يقاتل الناس حتى يشهدوا أن ﻻ-;- اله اﻻ-;- الله ... الخ هذا الكلام المفترى على منهج الله ... ارجو المعذرة على اى تقصير فى المقال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز