الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبوذر ينفض تراب قبره ويعود من جديد

علي فائز

2015 / 12 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قرر أن ينبش قبره ويشق كفنه ويعود إلى مواصلة ثورته، عاد إلى الحياة مرتديا كفنه الأبيض، حاني الظهر، عكر صفوه ما سمعه عن الحكام الظلمة، حاملا على ظهره هموم المظلومين والمعذبين، وعلى لسانه تتجسد صرختهم، عاد وهو حاملا عصا يتوكأ عليها وعيناه الشاحبتان تمثل الشرارة الأولى للثورة، ثورة تحمي الفقير وتقي المحروم وتسود بها العدالة الاجتماعية بين الناس أجمعين؛ محاولا إيقاظ شعب هدم فيه روح الثورة وعاظ السلاطين.
وقف أمام أبواب المنطقة الخضراء وصرخ بعالي صوته: « أتتكم القطار بحمل النار! اللهم العن الآمرين بالمعروف التاركين له. اللهم العن الناهين عن المنكر، المرتكبين له »، ثم عاد والتفت إلى جماهير شعبه وقال محرضا على الثورة: يا شعبي العزيز سياسة المستكبرين الظالمين المستعمرين سياسة ( جوّع كلبك يتبعك )... فسيبقى الشعب العراقي المظلوم في عوز وفقر وضياع وإرهاب وتشريد وتقتيل مادام هؤلاء يتسلطون على الرقاب.
خُيّل للحكام الظالمين أنّ غضبة كان لنفسه أو أنه ربما كان عن فاقة ألمَّت به، أو مطمع يدفعه إلى ذلك. فساوموه وقالوا له: نعطيك الإعلام والرواتب ونسلم لك مفاتيح المكاتب الدينية؛ رجاء أن يسكت أو يكف، لكنهم وجدوه خلاف ما كانوا يتوقعون. انه يحمل همّ أمة ومستقبل أمة باسرها .
توجس الحكام الظالمون خوفا منه ومن ثورته وكلماته التي تمثل صحوة للشعب فبدأوا بمراقبته ومضايقته ..
غادر المنطقة الخضراء متجها صوب النجف حيث يتمركز في دهاليزها وعاظ السلاطين، لاحت في الأفق قبة الإمام علي (عليه السلام) فقال في قرارة نفسه: ما اقربكم من علي، وما أبعدكم عنه، لقد خدعتم الناس باسمه، تهتفون للحكام الظلمة (علي وياك علي!!! ) متى كان علي مع الظلمة والفاسدين!! اوجبتم على الناس انتخابهم وقلتم ان المشاركة في الانتخابات مثل المشاركة في بيعة الغدير! ما اقبحه من غدير وما اقبحها من بيعة تؤدي بصحابها إلى نيران جهنم.
وصل إلى دار كبير وعاظ السلاطين، وقال له: إنّك الاسوأ على الدين والمذهب ولن يأتي أسوء منك أنت من أسس أساس الفساد في هذه البلاد، أنت من أوجبت انتخاب المفسدين باسم الدين والمذهب، والدين والمذهب منك براء، وهذه النتيجة التي وصلت لها الآن، أنت من أرسل الشباب الحالم إلى مقصلة الموت لأجل اسباب سياسية قذرة، أنت من أوجب الانتخابات تحت سلطة الاحتلال وطائراته ودباباته ورشاشاته وحرابه وانتهاكه لحقوق الشعب العراقي الإنسانية؛ من مصادرة الحريات وانتهاك المحرمات والمقدسات والاعتداء على النساء والأطفال والشيوخ واعتقالهم وتعذيبهم، أنت من دعا الناس على التصويت للدستور بـ نعم . أنت وحاشيتك سارق لأموال العتبات المقدسة التي اتخمت فيها بطونكم واشبعتم شهواتكم منشغلين بلهوكم وحولكم اكباد تحن إلى القد، أنتم سراق أموال الأرامل واليتامى والفقراء.
التفت الناس حول أبي ذر وأصبح لهم الشعلة التي تنير دربهم نحو الحرية والعدالة على الرغم من أنهم قلة قليلة وفّت لرعاية الحق.
كتب وعاظ السلاطين إلى الحكام الظلمة: أن أبا ذر تجتمع إليه الجموع ولا أمن أن يفسد عليكم في القوم حاجة، جيشوا الجيوش ضده ونحن بدورنا سنبث عليه الشبهات باسم الدين؛ حتى تكون مبرر لقتله، ولا تثور الناس علينا، اقصفوا داره بالطائرات، لاتدعوا له باقية، احرقوا جثث اتباعه واسحبوها في الشوارع، اقتلوا حتى الطفل الرضيع؛ خوفا من أن يكبر ويعلن الثورة!
لم يتمكنوا من قتل أبي ذر، ولازال يمثل شعلة الثورة من منفاه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في