الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الكاتب و المفكر المصرى طلعت رضوان ج 2

سامح سليمان

2015 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


س : هل الثقافة العربية ( أدب _ فن _ فكر _ سلوك ) ثقافة قمعيه عنصرية تراثية أم تقدميه حداثية، وهل توجد علاقه بين الموروث الديني والاجتماعي و الثقافي و بين ما تتعرض له المنطقة العربية من صراعات و أزمات؟

ج : أعتقد أنها ثقافة معادية لروح العصر الحديث ، بسبب طغيان الماضى على الحاضر، والعداء للعلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية ولحرية المواطن (الفرد) فى استقلال فكره ، وتعظيم آلية (التلقين) فى التعليم وبالتالى تجريم الحق فى الاختلاف وقمع أى تفكير حر. ولعلّ من بين أسباب التخلف الحضارى والتكنولوجى فى المنطقة (سواء عند العرب أو فى مصر) هو عدم الانتباه لجوهر التقدم الذى حدث فى أوروبا ، عندما تم الانتصار على الكهنوت الدينى ، حيث أنه (بفضل العلماء والفلاسفة) تمّ ترسيخ حقيْن للمواطن : الأول حق الاختلاف والثانى (وهو أهم من الأول) حق الخطأ ، على أساس أنّ : صواب اليوم قد يكون خطأ الغد ، والعكس صحيح.

س : ما رأيك فى التجربه شبه الليبراليه التى خاضتها مصر منذ عام 1923 حتى 1952 هل نحتاج الى العوده الى هذا النموذج ، أم تلك أصوليه فكريه و نحتاج إلى نموذج جديد ذو خصوصيه مصريه ، وما هى طرق تحقيق تلك الرؤيه و ما هى المعوقات ؟ و هل بالفعل العلمانيه لا تتناسب مع المجتمعات العربيه كما يرى الدكتور يوسف زيدان ام انها هى الحل ؟

ج : أعتقد أنها تجربة غاية فى الأهمية. وأنا لى كتاب فى هذا الشأن صدر عن مكتبة الأسرة عام 2010 بعنوان (الليبرالية المصرية قبل يوليو52- النشأة والأفول) وفرّقت فيه بين الليبرالية الفكرية والليبرالية السياسية ، وأنّ سقف الأولى كان أعلى بكثير من سقف الثانية ، بسبب ألاعيب السياسة وسحر كراسى السلطة.. إلخ بينما كان المفكرون الليبراليون على وعى بأهمية دولة القانون ودولة المواطنة ، لدرجة أنّ عميد الثقافة المصرية (طه حسين) كتب دراسة فى مجلة الحديث أمشير/ فبراير1927 انتقد فيها اللجنة التى وضعتْ دستور1923 بسبب المادة رقم 149 التى نصـّـتْ على أنّ ((دين الدولة الإسلام)) وقال إنّ تلك المادة لن تفرّق بين المسلمين وغير المسلمين فقط ، وإنما سوف تفرّق بين المسلمين أنفسهم ، لأنّ كل (مسلم) يفهم الإسلام بطريقته الخاصة ، وأنّ المسلمين لم يتفقوا على مفهوم واحد للإسلام ، وشارك معه د. محمود عزمى وآخرون ، كما أنّ تلك الفترة شهدتْ (ثورة فكرية) حقيقية لدرجة أنْ يكتب عبد الحميد الحديدى ومحمود عزمى وآخرون أنّ تدريس الدين يكون مسئولية (البيت) وليست مسئولية المدارس ، خصوصًا عندما يكون بالوطن تعدد أديان ، وكتب كثيرون (مثل فكرى أباظة) وطالبوا بإلغاء خانة الديانة من جواز السفر ومن كل المحررات الرسمية. كما أنّ تلك الفترة شهدتْ (ثورة) حقيقية فى تعظيم دور المرأة ، حيث نجد العديد من الأسماء التى ساهمتْ فى حركة التنوير، أمثال منيرة ثابت ودرية شفيق وسعاد الرملى وهدى شعرواى.. إلخ .


س : هل النص الدينى مشكله فى حد ذاته ام ان التفسير فقط هو المشكله ، و ما هو الحل ؟

ج : يذهب ظنى أنّ الأنظمة التى تتعامل مع أية مرجعية دينية هى أنظمة مُستبدة ، ولا يهمها مصلحة المواطن الشريف ، خاصة الفلاحين والعمال إلخ ، لأنّ أية دولة تود التقدم والحرية لشعبها لابد أنْ تعى الحقيقة التى لا خلاف حولها وهى تكريس (دولة القانون) ومصر عرفتْ تلك الدولة القانونية (مع بعض التحفظات) منذ عهد محمد على ، ثم كان التراجع بعد كارثة أبيب/ يوليو52 ، عندما حوّل عبد الناصر الأزهر من جامع إلى جامعة. وأنشأ محطة إذاعة (القرآن) والمُـموّلة من جميع دافعى الضرائب (مسلمين ومسيحيين) كما أنّ النص الدينى (القرآن) الذى هو كتاب الأغلبية من المواطنين فيه تفرقة بين الرجل والمرأة وبين المسلمين وغير المسلمين ، وفيه نصوص مسكوت عنها مثل (الجزية) ومثل منظومة (ما ملكت أيمانكم) وأعتقد أنه لو جاءنا (خليفة) مسلم – حتى ولو كان من ماليزيا – كما قال مهدى عاكف – وأراد أنْ يطبق (شرع الله) فى الجزية وما ملكت أيمانكم ، فإنّ أحدًا لا يستطيع مخالفته ، وإلاّ كان سلاح (الكفير) جاهزًا للقضاء عليه.

س : كيف ترى الأخلاق هل هى نسبيه ام مطلقه ، و هل يوجد ارتباط شرطى بين الدين و الأخلاق ؟

ج : أرى أنها نسبية : فأخلاق العصور القديمة تختلف عن أخلاق العصر الحديث ، وأخلاق سكان الاسكيمو تختلف عن أخلاق غيرهم من الشعوب . و(الأخلاق) فى دولة مثل السعودية أنّ (كعب) المرأة يــُــثير الرجل ، والمرأة ليس لها حق قيادة السيارة ، وكل ذلك من منظور أنها (تفتن) الرجل ، بينما الأخلاق فى أميركا وأوروبا واليابان والصين والهند إلخ (كراهية الكذب) ولدينا فى الحضارة المصرية بردية فيها نص يقول أنّ الآلهة ((تمقت الكذب كما تمقت البراز))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تُدخل الاحتلال في ا


.. محبوب عبد السلام : مشاركة الحركة الإسلامية ضرورة لوقف الحرب




.. كارلو أكوتيس: كيف أصبح قديساً في الكنيسة الكاثوليكية؟


.. محبوب عبد السلام : مشاركة الحركة الإسلامية ضرورة لوقف الحرب




.. يهود من الحريديم يتظاهرون في تل أبيب احتجاجا على قانون التجن