الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول)-السحر والساحر-المقال الخامس

نبيل هلال هلال

2015 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن التراث الإنساني على ثلاثة أوجه : التاريخ المكتوب , وهو أقل ما نعرف , إذ يغطي حقبة زمنية لا تزيد على نحو خمسة أو ستة آلاف عام . والتاريخ المحكِي , وهو تاريخ شفهي تناقلته الأجيال عبر السنين قبل اختراع الكتابة , مما عرّضه للتحريف بالحذف والإضافة , فجاءنا بصورة شائهه , وهو ما سميناه بالأساطير . أما الجزء الأهم فهو التاريخ المجهول , مجهول من حيث محتواه وزمانه. وجاء التعبير عن (التاريخ)في القرآن في مصطلحات مثل: قصص الأولين , وأساطير الأولين , وأنباء القرى .
إن سكان الكهوف البدائيين كانوا بقايا مجتمعات أكثر تقدما, لكن البدائية فُرِضت عليهم بسبب كوارث طبيعية ماحقة أفنت مجتمعاتهم , أو بسبب دمار مِن صُنع الإنسان نفسه كما أسلفنا, بل هناك من العلماء من يؤكد أن العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث , لا يوجدان إلا في خيال المؤرخين الأكاديميين كما سيرد في موضعه من الكتاب. إن الغبي وحده هو من يفكر بطريقة من سبقوه , والأحمق هو من يدَعُ الآخرين يفكرون له , أما المبدع فهو من يفكر بطريقة مختلفة , والعبقري هو من يفكر بطريقة مختلفة جدا, وبين هذه الفئات يتوزع منتجو الحضارات ومستهلكوها , ومدمروها. وكان حلم غزو الفضاء والطيران يراود الإنسان دوما, وتناولت رواياتُ الخيال العلمي الهبوط َعلى سطح القمر , وكان ذلك لوقت طويل محض خيال يستبعده البعض ويسخر منه البعض الآخر, لكنه الآن حقيقة لا ينكرها أحد .فلماذا لا يكون هناك أيضا مَن هبطوا من الفضاء على كوكبنا؟ فالعلماء يرجّحون وجود كائنات غيرنا في الكون , والقرآن لا يرجّح , لكنه يؤكد, اسمع معي الله تعالى يقول:{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ }الشورى29 ,.... {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا الله وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النمل65 ,.... {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء الله وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}النمل 87 ,....{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء الله ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ }الزمر68 , ..... {أَفَغَيْرَ دِينِ الله يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }آل عمران83 , ..... {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ }الرعد15 ,..... {أَلَمْ تَرَ أَنّ َالله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ}الحج18 .
ووضع الباحثُ السويسري المعروف "إريك فون دانيكن" نظريته الشهيرة بشأن نزول مخلوقات فضائية في وقت سابق إلى الأرض , ونظرا لما كانت تتمتع به هذه المخلوقات الزائرة من قدرات هائلة فاقت بكثير السائد مما كان يعرفه الناس آنذاك-بحسب نظريته- فقد ظنوها آلهة , واعتبروا ما ظهر على أيديها من خوارق - وهي كذلك إذ خرقت مألوفهم مما يعرفون – اعتبروها آيات دالة على الألوهية . وبعد أن غادرت هذه المخلوقاتُ الزائرة الأرضَ , لسبب لا نقف عليه بعدُ , مضى الناس في صنع تماثيل تصور هذه (الآلهة) وانتهى الأمر بهم إلى تقديسها وعبادتها. وقد زود هؤلاء الزائرون أهلَ الأرض بمعارف وتقانات متقدمة وصفتها الأجيال التالية بأنها (سِحر), لذا يكتسب لفظ (السّحْر) في الوجدان الإنساني معنى المقدرة التي تفوق المألوف , (والساحر) بالضرورة هو القادر على ما لا يقدر عليه غيره.انتهى المقال الخامس ويليه السادس - بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول)-نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة