الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصادر الارهاب في الاسلام السياسي

صلاح زنكنه

2015 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أعتقد أن جل مصادر الاسلام السياسي العنجهي في الارهاب يستمد بشكل كبير من منابع الاسلام السلفي الجهادي الذي يتخذ من مقولة (القرآن يهدي والسيف ينصر ) شعارا مركزيا له , أي أن القرآن هو الكتاب والمنهج والدستور ومن لا يهدتي ولايؤمن بمحمد نبيا ورسولا فالقتل مصيره , والسيف هو أيقونة الذبح والنحر والابادة عند المسلم المجاهد الذي يعد كل الآخرين من الديانات الأخرى كفارا وقتلهم واجب ألهي ان لم يسلموا أو يدفعوا الجزية صاغرين , بل حتى المسلمين المنضويين تحت راية الاسلام لا يسلمون من العقوبات الصارمة في حالة اختلافهم (مع) أو اجتهادهم (في) أو تمردهم (على) الشريعة التي تقتص منهم عبر الجلد والرجم وبتر الأطراف وقطع الرؤوس ولهذا لقب خالد بن وليد بـ ( سيف الله المسلول ) الذي بطش بعشرات الاف من عباد الله بسيفه البتار وهو يتلذذ بمجرى دماء ضحاياه , والتاريخ الاسلامي شاهد على ما أقول وها هي الوهابية والأخوان والقاعدة وداعش تكمل المهمة على أحسن وجه وهم خير خلف لخير سلف .
فالحاكمية مثلا مبدأ اسلامي ويعني الحكم الرباني وافراد الله وحده الحكم والتشريع تبعا لقوله (والله يحكم لا معقب لحكمه) و (إن الله يحكم ما يريد) و (ولا يُشرك في حكمه أحدا) من خلال شخص ينوب عنه فهو خليفة المسلمين عند السنة أو الامام ولي الفقيه عند الشيعة , وأي حكومة أو سلطة خارج هذا الاطار فاقدة للشرعية ويجب محاربتها من باب وجوب اطاعة أمير الجماعة أو ولي الأمر كونه صاحب الحل والعقد وتقديم السمع والطاعة له وعدم الاخذ بأي مذهب غير مذهب الخليفة أو الوالي أو الأمير مالك القرار الشرعي والذي يملك الكلمة العليا على الأمة , وسرعان ما تلاقف الاسلام السياسي هذا المفهوم وتبناه والذي يقمع حرية التعبير وينتهك حقوق الأنسان ويهمش المرأة ويحتقر الأقليات ويطلق يد الحاكم في مصائر الناس والبطش بالمعارضين لصناعة دكتاتورية غاشمة تستمد جبروتها من جبروت الله .
ودار الحرب حسب الفقه الاسلامي الذي يرى ان كل ديار العالم غير الاسلامي هي دار حرب أو دار كفر مادامت لا تخضع للحكم الاسلامي ولا تطبق فيها شرائع الاسلام أذن هي ديار كفر وشرك وعدوان ولابد من محاربتها حتى ان تهدتي الى هداية الاسلام كون الاسلام هو دين الحق وخاتمة الاديان ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) فالارهاب كفيل بدحر العدو واخضاعه .
وفق هذا الرؤية العمياء يبرر العقل التكفيري العمليات الارهابية في عقر دار الحضارة الغربية ويشرعنها ويعطي الحق للمسلم اغتنام أموالهم وسبي ذراريهم (نساءهم) , ووفق هذا المنهج الاهوج يشرعن معظم شيوخ وأئمة المساجد في اوربا نكاح الاوربيات الغربيات ولا يعدونه من باب الزنا كونهن كافرات ويعاملن معاملة السبايا والامات .
اذا أردتم البحث عن جرثومة الكراهية والعنف والتكفير ستجدونها في بيوت الله الفارهة حيث مفاقس السلفية والأصولية وخزائن جهنم , فرياض الأرهاب ومدارسه وأعدادياته وتعليمه العالي ينطلق من الحرم المكي والجوامع والمساجد في السعودية (الوهابية وابنها الشرعي الاخوان المسلمون )ويتم تسويقه الى أرجاء المعمورة بسخاء اسلامي عبر ذباحين ومفخخين ومفجرين وانتحاريين من جيوش المجاهدين الذين يسعون لتناول وجبة الغداء مع الرسول في جنة الخلد والتفرغ للحوريات الشبقات الى أبد الأبدين .
وقد يرد عليّ بعضهم بمحفوظة يحفظها جمهور كبير من المغفلين والسذج يكررونها كما الببغاوات في كل وقت وحين مفاده ان الاسلام دين رحمة ومحبة وغفران , وهل الرحمة والمحبة والغفران مجرد أقوال أم أفعال؟
لا أتحدث شخصبا عن ما يدعيه الاسلام من قيم أخلاقية وأنما أتحدث عن ما ارتكبه المسلمون من شنائع باسم الاسلام وتحت راية الله أكبر وهي سلوكيات لا أخلاقية تتنافى مع المفاهيم الدينية والقيم الأنسانية ويضع المسلم في خانق ضيق لايحمد عليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-


.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف




.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم