الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. والصراع القديم الجديد بين ايران والسعودية / الجزء الرابع

راضي العراقي

2015 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استمرت السعودية في مواقفها الداعمة للولايات المتحدة في المنطقة ، ومع بداية الغزو السوفيتي ونجاح الثورة ( الاسلامية ) في ايران واللذان تزامنا معاً في العام 1979 ، وجدت السعودية نفسها في موقف جديد . فكانت حاضرة مع الولايات المتحدة في دعم ما عرف في حينها بالمجاهدين الافغان الذين قاوموا الغزو السوفيتي لافغانستان الامر الذي ادى الى ظهور جيل جديد من الارهابيين وعلى رأسهم اسامة بن لادن .. ثم جاءت الحرب العراقية الايرانية عام 1980 لتضع السعودية امكانياتها في خدمة صدام في حربه ضد ايران ..وليكون العراق كماشة النار التي استخدمتها السعودية ودول الخليج الاخرى لاتقاء نار الخطر الايراني المتمثلة بشعار تصدير الثورة الاسلامية فكانت دماء العراقيين ثمناً للامان الذي عاشته دول الخليج طيلة فترة الثمانينات .. واستمر الوضع الى ان حصل الغزو العراقي للكويت عام 1990 لتتحول السعودية الى قاعدة لقوات التحالف التي انشأتها الولايات المتحدة من ثلاثة وثلاثين دولة لطرد العراق من الكويت وكانت حرب الخليج الاولى بداية لتغيير شبه جذري في سياسة السعودية اتجاه العراق .. فبعد ان وفرت الدعم العسكري والمادي واللوجستي لقوات التحالف واستطاعت ان تقتلع العراق من الكويت . عملت على استقبال اللاجئين العراقيين في مخيمات رفحاء بعد الانتفاضة الشعبانية التي حصلت عقب هزيمة الجيش العراقي وطرده من الكويت عام 1991 .. واستمرت السعودية في موقفها المعادي للعراق وعملت مع باقي دول الخليج على ادامة الحصار الاقتصادي الخانق والذي فرض بموجب قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن بعد غزو العراق للكويت . واخيراً جاء الغزو الامريكي للعراق في العام 2003 لاسقاط نظام صدام حسين لتحدث الانعطافة الاخرى في سياسة السعودية اتجاه العراق بعد ان وجدت السعودية ان ايران اصبحت اللاعب الابرز في العراق وانها استطاعت ان تجيّر الاحزاب الدينية الشيعية التي وصلت الى السلطة لخدمة مصالحها . وأحست السعودية ان امريكا بغزوها للعراق قد قدمت العراق على طبق من ذهب الى ايران . وكان عليها ان تتواجد على الساحة العراقية فعمدت الى دع القوى الاسلامية السنية لمواجهة النفوذ الايراني الذي بدأ يقض مضجع ال سعود الخائفين دوماً من ايران وطموحتها في تحقيق شعارها الاثير بتصدير الثورة الاسلامية الذي رفعته منذ العام 1979 ..فكانت ايران الراعية لشعار البراءة من الكفار وعلى رأسهم الشيطان الاكبر امريكا تمارس لعبة جذب الحبل مع السعودية وخاصة اثناء مواسم الحج وذلك باثارة المشاكل من خلال التظاهرات التي ينظمها الحجاج الايرانيون .. واصبح الصراع السعودي الايراني مكشوفاً بعد سلسلة التطورات الاقليمية التي شملت سوريا والبحرين واليمن وعموم المنطقة بعد ما سمي بثورات الربيع العربي . فتحول الصراع الى معركة كسر العظم بين الطرفين بعد ان امتد نفوذ ايران الى كل المنطقة حتى وصل الى البوابة الجنوبية للسعودية ، من خلال الدعم الايراني للحوثيين في اليمن .. واصبحت النار الايرانية قريبة من جدار ال سعود المرعوبين من فقدان عرشهم .. فالحوثيون من الخارج يضاف اليهم الشيعة المتواجدين في المنطقة الشرقية من السعودية المتحفزين دوما للتمرد والثورة على ال سعود بسبب الشعور بالاضطهاد والتمييز الذي يعاني منه هؤلاء الشيعة والذين يتواجدون في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط .. ولهذا كان رد الفعل السعودي حاسماً ضد التحركات الايرانية سواء في دعمها لحكومة البحرين التي هي الاخرى تعاني من نفوذ ايران داخل المجتمع الشيعي البحريني الذي يشكل الاغلبية او من خلال الحرب والتدخل المباشر في اليمن ضد الحوثيين فكانت حملتهم المسماة ( عاصفة الحزم ) هي قمة الجموح السعودي نحو تصحيح اوضاع المنطقة التي مالت كفتها باتجاه ايران بعد ان استطاعت ايران الدخول الى العراق وسوريا ولبنان والبحرين من خلال الانظمة والاحزاب والميليشيات المتواجدة في هذه البلدان وبعد ان استطاعت ايران ان تفرض ارادتها على المجتمع الدولي في مباحثاتها الماراثونية الطويلة خول البرنامج النووي الايراني الطموح . كما ان الصراع الخفي بين امراء ال سعود بدأ يظهر الى السطح الامر الذي وضع عرش ال سعود في مهب الريح خاصة بعد ان ظهر جيل جديد من الامراء الشباب المتحفزين والطامحين الى السلطة . فالعشرون الف امير الذين يشكلون العنصر الرجالي لال سعود يتنافسون على المناصب وعلى موارد المملكة الهائلة المتأتية من الثروة النفطية المتوافرة فيها .. فجيل ابناء المؤسس ( عبد العزيز ال سعود ) بدأ بالانقراض بعد اكثر من نصف قرن على وفاته .
نعود الى تأثير السعودية على العراق لنقول ان الامر بدأ يفلت من ايديها واصبح المواطن العراقي يدرك مدى خطورة هذا التأثير فشيعة العراق ينظرون الي السعودية على انها راعية الارهاب التكفيري الوهابي الذي يستهدفهم منذ سقوط نظام صدام الى الان فيما بدأ سنٌة العراق الذين كانوا يرون في البداية الى ان السعودية عي قدس الاقداس يبدون اليوم منقسمين الى من يراها داعمة لهم باعتبارها القطب المنافس لايران وبين من يراها على انها خذلتهم وتركتهم لقمة سائغة لميلشيات الشيعة المدعومة من ايران وان الدعم السعودي لم يكن كافياً بل ويفتقر الى الرجاحة والحكمة .. وان سلبية مواقف السعودية لا تقل تأثيراً عن مواقف ايران .
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين التحليل للاحداث؟
محمد لفته محل ( 2016 / 1 / 5 - 17:23 )
حجي لماذا السرد بدون تحليل؟ انا افضل لك ترك الكلام بالسياسة التي لها اهلها.

اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-