الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام … دين إرهاب ؟

ضياء البوسالمي

2015 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقال منشور على موقع نواة.


تنويه: هذا المقال ليس كمقالات جهابذة “التّحليل السّياسي” أو “المختصّين في الجماعات الإسلاميّة”، و إنّما هي مجرّد محاولة – بسيطة – للإجابة عن مجموعة من التّساؤلات التي تُطرح كلّما عاد النّقاش حول الإسلام. و منذ البداية أُعْلِمُكَ عزيزي القارئ أنّك إن كنت من أولئك الذين يعتقدون أنّ الإسلام دين التّسامح و أنّ الإرهابييّن لا يمثّلونك فأقترح عليك – كما قال الإعلاميّ المصريّ إبراهيم عيسى في برنامجه – أن تُعيد النّظر في الأمر أو أن تجد حلاّ معهم لنعرف المُمثِّل الحقيقيّ للإسلام و إلى أن يحين ذلك الوقت إرحموا الإنسانيّة !

الإرهاب لا دين له !؟

كانوا يأخذوننا إلى الحرب، حرب على اناس لم نعرفهم ولم نكرههم من قبل، حتى على رفاقنا ومواطيننا واقربائنا.
علي شريعتي، دين ضدّ الدّين.

هل سمعتم يوما إرهابيّا صرّح أنّه ملحد ؟ هل وجدتم في الكتب الإلحاديّة ما يشجّع على إرتكاب المجازر بإسم الإلحاد ؟ هي مجموعة من الأسئلة (التي تبدو غريبة) تتبادر إلى ذهني كلّما سمعت شعار “الإرهاب لا دين له” بعد كلّ عمليّة إرهابيّة تستهدف مجموعة من الأبرياء بإسم الإسلام. والحقيقة أنّ البحث عن إجابات شافية لن تكون مهمّة سهلة، فالمُتمعّن في ما يحصل في كلّ أنحاء العالم من دمار بإسم الدّين يلاحظ أنّ الإرهابيّ الذي يفجّر نفسه أو يقتل غيره يَسْتَشْهِدُ بآياتٍ و أحاديث يعترف جميع المسلمين بقداستها وأهمّيتها في الموروث الإسلاميّ. و سنتعرّض لبعض الآيات التي يعتمدها هؤلاء لنُبَيِّنَ أنّ النّص القرآنيّ يطرح إشكاليّة التّأويل التي يمكن أن تؤدّي إلى كوارث. وحتّى لا يخرج علينا أحدهم بحججٍ من “جَيْبِهِ” من قبيل “الآيات لا تُفسّر إلاّ في سياقها”، تجدر الإشارة إلى أنّ تفسير هذه الآيات تفسيرا حرفيّا هو ما أدّى إلى ظهور التّطرف وهي نفس المنهجيّة المتّبعة في فهم 3 آيات مختلفة تُبرز كيفيّة إيجاد حجج قرآنيّة لأعمال إرهابيّة و منه فإنّ “داعش” و غيرها وجدت ما يخدم مصالحها في القرآن.
1/ الآية رقم 4 من سورة محمّد : “فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ”. من الواضح أنّ النّص يدعو إلى أمرين قطع الرّؤوس ثمّ الأسر و التّنكيل و إذلال العدوّ وهو ما نشاهده في مختلف عشرات الفيديوهات التي يُعدم فيها أبرياء.
2/ الآية 29 من سورة التّوبة : “قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”. و هذه الآية تلخّص مجموعة الإعافات الدّينيّة التي تجعل الفرد يرتكب مثل هذه الجرائم، دعوة إلى قتال غير المسلم (إنتفاء قيم التّسامح و الإنسانيّة) ثمّ التّجييش بالإنطلاق من مسلّمة مفادها أنّ الإسلام هو الدّين الحق ليزيد إقتناع معتنقيه بضرورة سفك الدّماء لإعلاء الدّين الحق. وفي حالة إستسلام العدوّ فإنّه يقع تخييره بين القتل و الجزية و قد كانت هذه أكثر المظاهر التي تدلّ على إغتصاب حقوق الآخر وهو ما يطبّقه أنصار “الدّولة الإسلاميّة” في كلّ عمليّة. فأرض الكفّار هي أرض جهاد ومحاربتهم تكون بشتّى الطّرق (أحداث باريس الأخيرة خير دليل على ذلك)
3/ الآية 84 من سورة النّساء : “فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا”. كأغلب آيات القتال نلاحظ الدّعوة إلى تحريض المؤمنين وهي الوسيلة التي يتّبعها الإرهابيّون من خلال ضخّ أموال طائلة لإنشاء قنوات تلفزيّة، مواقع واب و مجلاّت هدفها الأساسيّ تطبيق مثل هذه الآيات من خلال الدّعوة إلى الجهاد و سفك دماء الكفّار لإعلاء الرّاية السّوداء.
من خلال 3 آيات فقط يمكن أن نلاحظ الكمّ الهائل من الحقد و الكراهيّة التي تحتوي عليها هذه النّصوص و التي تُعْتَبَرُ مرجعا للإرهابيّين. فأبجديّات القتل والإرهاب موجودة بكثافة في الموروث الإسلاميّ وهذا من الأسباب الرّئيسيّة التي تؤدّي إلى إقتناع الشّباب بهذا الخطاب و إعتقادهم أنّهم يهبّون لنصرة دينهم.

خرافة الإسلام المعتدل
يخرج علينا في المنابر الإعلاميّة مجموعة من المفكّرين الذين يتشدّقون بخرافة “الإسلام المعتدل” وهذه الظّاهرة عموما على إختلاف مدارسها الفكريّة فهي تحاول إيجاد طريقة للتّعايش بين الإسلام و الدّيموقراطية، و لكن فشل معظم التّجارب – التي بدأت في العالم العربي منذ أكثر من قرن – بات واضحا. و ذلك راجع أساسا إلى طغيان الخطاب المتشدّد وتغييب و تهميش أطروحات العديد من أعلام الفكر الذين حاولوا تجديد الموروث الإسلامي (محمّد أركون، جورج طرابيشي، هشام جعيّط، محمّد الطالبي …) و هم مجموعة من المفكّرين الذين حاولوا “إنقاذ الإسلام” ولكنّهم للأسف فشلوا في ذلك بل منهم من قضّى حياته منفيّا كنصر حامد أبو زيد مثلا. وهو أكبر دليل على إنتصار ثقافة الموت وانتشار مرض الإسلام وهو التّشدد كما بيّن ذلك الشّاعر و المفكّر الرّاحل عبد الوهاب المؤدب.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متى ترسو السفينة على شآطئ الامان؟؟
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 12 / 8 - 03:45 )
نحن في سفينة ـ متعددة الربآنات ـ تتقآذفها الامواج في بحر لجي منذ 1400 سنة ولا ندري متى ترسو السفينة على شآطئ الامان. ان اول مسمار دق في تكوينها كان في غآر حرآء وتوالى بنآؤها الى ان كمل وتم وكان انزآلها في البحر مباشرة بعد موت محمد ولقد حاول الاصحاب كل يقودها ولكن قباداتهم لها كانت قيآدات مهلهلة وليس قيآدآت مبنية على بوصلة تؤدي بنا الى شآطئ الامآن. ان البعض يعزو عدم القيادة الصحيحة للسفينة الى خلل في تركيبة السفينة لان دفة السفينة كانت بمنتهى الدقة لاستجابة اي عمل اداري ولو كان عكس التيار مما ادى الى وجود مسآرات تضل الطريق الى شآطئ الامآن وهذا ما نعانيه من تشتت وكان باني السفينة اراد لها ذالك عن سبق اصرار.من نصدق؟. هل نصدق الروآت ام نصدق اصحاب المذاهب التي تكفر بعضها بعضا ام نصدق القرآنيين ام نصدق المدآفعين عن الله من كيد مخلوقأته؟.ان ما يقوم به المفسرون الجدد للقرآن بتحوير معانيه لانقاذ الناس من شرور تفاسير رجال الدين ـ المعتمدين ـ باسم الله الذين سخروا الرعآع مختلي العقول لتصديقهم بما يقولون بدون دليل غير قآبل للتقض هو غير قآبل للصمود امام عدم صدق الدليل على الموروث.شكرا لك.


2 - متى ترسو السفينة على شآطئ الامآن؟؟ ـ الجواب
سمير آل طوق البحرآني ( 2015 / 12 / 9 - 04:46 )
عندما نبعد الدين عن السياسة ونجعله شانا شخصيا ويكون شعارنا المكتوب على دور العبادة بالنور الكهربآئي:
الدين لله والوطن للجميع وفي المحلات العامة:
ان انت انصفتني حقي فانت اخي ** آمن بالله ام آمنت بالحجر.

هل تتفق معي؟؟.شكرل لك.


3 - تعم اتفق معك وابصم بالعشر
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 12 / 9 - 06:45 )
شكرا لك.

اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟