الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاديان الابراهيمية .. رسالة سماوية ام حاجة انسانية ؟

راضي العراقي

2015 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تختلف الاديان الابراهيمية الثلاثة في طريقة ومبررات ظهورها ولكنها تتوحد تحت راية واحدة اسمها الدجل وتلبس ثوب واحد اسمه الخرافة المقدسة .. وهذه القداسة المزعومة هي التي ادامت الاديان بل انها يجب ان تكون اهم متركزاتها .. وكل منها انطلق بمبررات معينة تختلف جزئيا عن الاخر .. فالديانة اليهودية والتي هي امتداد لدعوة ابرام بن تارح حسب التوراة وابراهيم ابن ازر حسب الرواية القرآنية والذي خرج مهاجراً من ارض اور الكلدانية في العراق الى بلاد الكنعانيين طلباً لموطن اكثر خصوبة و يلبي طموحه وطموح عائلته التي هاجرت معه والتي كانت تضم زوجته سارة وابن اخيه هاران بن لوط وابيه كما تقول الرواية التوراتية ومن هذا الطموح وهو امتلاك ارض وموطن ، خرجت خرافة شعب الله المختار الذي كرمه ( الاله ) ليعطيه ارض كنعان حلالاً زلالاً له ولذريته من بعده وهكذا بدأت الديانة اليهودية على اساس الافضلية التي منحت لهم من هذا الاله فأستوطنت عائلة ابراهيم ومن بعده ذريته ارض فلسطين ومن ثم اضطرتهم الظروف ليستقروا في مصر اثر وصول يوسف بن يعقوب بن اسحق ابن ابراهيم الخليل . كما جاء في قصة يوسف المعروفة ومن ثم خروج موسى بهم من مصر بعد ان استوطنوا فيها ما يقرب من اربعمائة سنة وجملة الخرافات والاساطير التي حيكت عن معجزات موسى بعصاه التي تتحول الى افاعي وكيف شق البحر بها ليؤمن خروج جماعته من مصر ثم ضياعهم في صحراء سيناء وسعيهم للوصول الى ارضهم التي استوطنها جدهم ابراهيم القادم من العراق .. اي ان الديانة اليهودية ما كان لها ان تظهر لولا حلم الارض الجديدة التي راودت مخيلة ( النبي ) ابراهيم .. والتي اسفرت عن ميلاد ديانة جديدة اضاف عليها احفاد ابراهيم الكثير والكثير من الخرافات والاساطير لتصل الينا الان بهذه الصيغة والتي كانت نهايتها قيام دولة اسرائيل في منتصف القرن الماضي استكمالاً لذلك الحلم القديم . والذي تحقق على يد الحركة الصهيونية العالمية ..
ثم ظهرت الديانة المسيحية والتي كانت تبدو محاولة تصحيحية لمفاهيم يهودية كانت سائدة .. فظهور المسيح في ارض فلسطين حيث تبدو الطبيعة اكثر رحمة و جمالاً من ارض اور الكلدانية موطنهم الاصلي ومن مصر وصحراء سيناء التي تاهوا فيها اربعين سنة كما تذكر الخرافات اليهودية والاسلامية المنقولة عنها .. اي ان طبيعة البيئة جعل مباديء المسيحية اكثر تسامحاً واقل عنفاً .. فحياة المسيح القصيرة نسبياً لم تكن تحمل الكثير من العنف والكراهية .. فكانت تطلعاته في بدايتها تدعوا الى السلام والمحبة او تهذيب العقائد اليهودية المنحرفة والتي تمييز اليهود عن باقي البشر على انهم شعب الله المختار ..لكن حلم المسيح انتهى بصلبه بوحشية .. ومن ثم بدأ تلامذته في صياغة تلك المباديء لتضاف اليها الكثير والكثير جداً من الخرافات والاساطير وتحولت المسيحية الى اداة بيد من يريد السلطة فكان انتشارها في اوربا في القرن الثالث الميلادي على يد الامبراطور الروماني قسطنطين الاول والذي جعل الديانة المسيحية ديانة الدولة ونقل العاصمة من روما في الغرب الى القسطنطينية والتي هي اسطنبول التركية حاليا . وبذلك تحولت الديانة المسيحية الى ديانة حكومة وسياسة ومطامع ومكاسب .. اي ان الديانة المسيحية انتقلت من وجهها المتسامح الذي قامت عليه بغض النظر عما اضيف اليها من خرافات واساطير الى اداة قتل ودمار بيد اهل السياسة وتجار الحروب .
وتستكمل حلقة الديانات الابراهيمية بظهور الاسلام في القرن السابع الميلادي في صحراء الجزيرة العربية حيث قساوة الحياة وصعوبة الحصول على ما يديمها . فجاءت احكام هذا الدين متطرفة وقاسية ومنسجمة مع قساوة الحياة وصعوبة العيش في اجواء لا تخلو من الوحشية والعنف والصراع من اجل البقاء . فاحلام البدوي في الماء والخضراء والوجه الحسن لايمكن ان تتحقق الا بالخروج من هذه الطبيعة القاسية نحو مناطق اكثر خضرة ومياه ونساء جميلات فكانت غزوات الفتح الاسلامي في البلدان المجاورة لجزيرة العرب في بلاد فارس وبلاد الروم او بلاد الاصفر كما سماها ( النبي ) محمد عندما اغرى مقاتليه ببنات الاصفر عندما قال ( إغزوا بنو الاصفر تغنموا نسائهم ) .. فأصبحت حملات الفتح تتسابق لنيل هذه الجوائز المغرية حتى اوصلتهم تلك الغزوات الى بلاد فارس والهند وحدود الصين في الشرق والى بلاد الاندلس في الغرب .. فكانت الغنائم بأنواعها تنهال على المقاتلين في دنياهم وستنتظرهم ايضاً في اخرتهم ان استشهدوا او ماتوا في القتال . فجنان الخلد بانهارها وخمورها ونسائها ستكون بانتظارهم في جنة عرضها كعرض السموات والارض .. فمن لم يضمن الغنائم في الدنيا فانه سيجدها في الاخرة . وعلى هذا الاساس قامت مباديء الجهاد الاسلامي ، في تلك البيئة البائسة والفقيرة ، فلم يكن بالامكان الحديث عن الجنة وحدائقها في بيئة اخرى تحتوي على الماء والخضرة والوجه الحسن التي اشرنا اليها .. وعلى هذا الاساس يمكن ان نفسر افتقار اوربا والمناطق ذات الطبيعة الجميلة والموارد الوفيرة الى ظهور الاديان والانبياء .. فلم نشهد نبياً يظهر في اوربا او في امريكا او اي منطقة اخرى من العالم وهو يتحدث عن المغريات مثلما ظهر الانبياء هنا في هذه البقاع القاحلة .. وهكذا يتضح ان الاديان تعكس حاجة البشر في المناطق التي يسكنونها اكثر من كونها رسائل الهية موجهة اليهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع كبير
محمد لفته محل ( 2016 / 1 / 5 - 18:47 )
اختصار الامور بهذه الطريقة يضر بالحقيقة كثيرا، الموضوع يحتاج لجهد اكبر وتقصي اعمق حجي وانت قادر على هذا لو اردت ذلك.


2 - ان طبيعة البيئة جعل مباديء المسيحية اكثر تسامحاً
سيلوس العراقي ( 2016 / 1 / 5 - 20:05 )
لماذا لم تشر الى طبيعة البيئة .. اكثر تسامحا ؟
انها البيئة اليهودية


3 - أبرمتنا ( سيلوس ) بكثرة تخريفك عن اليهودية
بنعربي ( 2016 / 1 / 6 - 05:22 )
لماذا لا تجعلك بيئتك - يا دجال أعورالبصروالبصيرة -، متسامحا مثل خصمك المسيحي التاريخي اللدود؟!

كنعان شـــماس: رحم الله الشيخ نمر النمر وكل ثوار الفكر

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=499493

يســـلم قلمك النبيل يا استاذ مالوم ابورغيف وكل الخـــزي والعار لقتلة ثوار الفكر نعم العــار لمحاكم الوهابيون الســــــــــعاودة يكفي محاكمهم خزيـــــــــا انها تخلو من محامـــي واستئناف ورحم الله المظلوم نمر النمر والخزي الاكبر للذين صنعوا دولة الســــــعاودة والذين يحمونها الانكليز والامريكان دعاة حقوق الانسان المنافقين
---------------------------------------------------------------------------


سيلوس يهود صهيوني سياسي منافق ضال مضل لقارىء ( الحوار المتمدن ) البسيط فقط غير المثقف الواعي.