الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سميرة توفيق واردوغان وخاتمي وحكومتنا الرشيدة

احمد حسن العطية

2015 / 12 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اجزم أن معظم الشعب العراقي يعرف الرائعة سميرة توفيق ولا يعرف أسماء معظم وزراء الحكومة العراقية الرشيدة , فأنا شخصيا لا اعرف اسم وزير السياحة ولا اسم وزير الثقافة ولا اسم وزير العلوم والتكنولوجيا ( يمكن هاي الوزارات حلوا ودمجوا شي على شي ) والكثير من الوزراء وأعضاء مجلس النهاب العراقي ولكني اعرف وأحفظ معظم أغاني الجميلة سميرة توفيق صاحبة أجمل عيون عرفتها شعوب المنطقة العربية وأتصور أن هذا حال جميع العراقيين لذلك أوردت هنا أغنية لسِميرة بكسر السين ( حسب قول شيابنا التي سحرتهم الرائعة ) عنوانها ( يهلا بالضيف ضيف الله ) وكأن سميرة تشرح حال العراقيين الآن أمام التدخل التركي والإيراني في الأرض العراقية حيث أن هناك تطابق غريب بين كلمات الأغنية وحال العراق الآن بقيادة حكومة الدعوة الإسلامية وفي ضل الصفويين والعثمانيين الجدد , وكلمات الأغنية هي كالآتي :
يهلا بالضيف ضيف الله
أحباب الروح إي والله , ما ممنرضى تروح من عنا لا والله , مما نرضى تروح لا والله
عالديرة الله جابك , ردك من طول غيابك , وأنا دخيله الله
وهذا حال المكون السني في العراق الذي رحب بالتدخل التركي في العراق وهو نفس لسان حال المكون الشيعي الذي رحب بالتدخل الإيراني في العراق
ثم تقول في مقطع أخر :
أيام راحت واجت , ما غمضت عيني , وقبلت حكمك على راسي وعيني يا يابا , ومهما العدا يتعبوا , مهما يروحوا ويجوا , لا يكدروا يفركوا ما بينك وبيني .. يا آخ يا ويلي .
وهنا الطوائف المتناحرة في العراق ( السنة والشيعة ) فيما بينها لأسباب لا يعلموها تقبلُ حكم الأجنبي ( وهي الممنونة ) وتبيع العراق وتاريخه وحضارته لأي أجنبي يشترك معها بالمذهب والمعتقد .( ولحد يبيع وطنيات براسي )
ثم تسترسل الرائعة سميرة فتقول :
يا أمير القوم غايتنا
تبقى مكيف غايتنا
اسكن بربوع ديرتنا
شتي وصيف بديرتنا , عالديرة الله جابك , ردك من طول غيابك
وأنا دخيله الله
وكأنها تتحدث هنا على لسان الذين يرحبون بالمحتل والأجنبي وتدعوه للسكن والعيش في أرض العراق التي كانت عصية عليهم منذ سنين طويلة .
يقول الشاعر :
لا يلام الذئب في عدوانه إذ يكن الراعي عدو الغنم
لقد دفعت حكومات الاحتلال في العراق منذ عام 2003 ولحد الآن المكون السني إلى أحضان الدول الإقليمية التي تعادي العراق ومن تلك التي لديها أطماع في الأرض العراقية عن طريق ممارسة سياسيات التهميش والإقصاء المنظمة والتعامل بريبة مع كل سنة العراق باعتبارهم كلهم صدام حسين وكان نتيجة لذلك مع دفع الدول الإقليمية والعربية التي تعادي الحكومة العراقية الجديدة باعتبارها تمثل امتداد للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية مع تغافل أمريكي مقصود تحول سنة العراق إلى تبني فكر مقاومة الاحتلال وحكومته ومن ثم تبني الفكر المتطرف ودخول القاعدة وداعش في المناطق السنية فالسني في الموصل والانبار صار عنده قناعة ( جهنم داعش ولا جنة الحكومة ) وهذا قد يستمر فترة أطول إذا لم يتم وضع حد لانتهاكات القوات الأمنية والحشد الذي يحارب داعش وإذا لم يتم إشراكهم في الحرب ضد الدواعش لأنهم وهم نازحون يعانون شظف العيش في ظروف لا يعلمها إلا الله سيكونون صيدا سهلا لكل التنظيمات المتطرفة ويؤيدون كل أجندة خارجية تركية أو سعودية أو قطرية أو حتى أجندة صادرة من الشيطان نفسه .
وصدق الشاعر البردوني وكأنه يصف حال العراق الآن حينما قال :
وبرغمي يصبحُ الغازي أخي بعدما أضحى أخي أعدى الأعادي
فلو تكلمت حكومتنا الرشيدة الليل والنهار وأقامت الدنيا ولم تقعدها عن التدخل التركي في الأرض العراقية فإن جواب الآخرين سيكون لماذا تسكتون عن التدخل الإيراني السافر في عراقكم و( زعلانين بسبب التدخل التركي ) لو لأن الإيرانيين شيعة والأتراك سنة . وتعال طلع ( هالزمال من هالوحلة ) .
ويقول العظيم أبو الطيب المتنبي :
ومن نكدِ الدنيا على الحرِ أن يرى عدوٍ له ما من مصاحبته بدُ
الذي يحدث في العراق هو بداية لتقسيم الأرض والناس إلى سنة وشيعة ويبدو أن حكومة الدعوة في العراق من أهم أدوات هذا التقسيم وهي التي تدفع الشعب في العراق عنوةً إلى أحضان إيران وأحضان تركيا ونستطيع القول الآن أن الشعب العراقي منقسم مجتمعيا فالشيعة في العراق كله لإيران والسنة في العراق كلهم لتركيا ودول الخليج العربي , وبمباركة أمريكية إقليمية من دول المنطقة . والشعب المسكين ( رايح ) بالرجلين , والأرض العراقية تستباح من الصفويون والعثمانيون وأبو يسر حكومته الرشيدة يندد ويستنكر ويهدد بالذهاب إلى مجلس الأمن متناسيا ب ( إن الرأي رأي القاهرِ الغلابِ ) . وإن القوي بكل أرض يُتقى . وإن التقسيم حادث لا محالة وإن سايكس بيكو جديدة قد لاحت ملامحها رغما عن الجميع .
الرائعة سميرة توفيق لها أغنية عنوانها ( بسك تجي حارتنا ) , فمتى يرددها سياسيو العراق بمختلف طوائفهم أمام خاتمي واردوغان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر