الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتداء التركي السافر والاجراءات الواجب اتباعها وطنيا

سعيد ياسين موسى

2015 / 12 / 10
المجتمع المدني


اثار الاعتداء التركي العسكري بتدنيس ارض العراق وخرق السيادة الوطنية ,ردود افعال شعبية ورسمية كبيرة في الاستنكار والدعوات لمواجهة الاعتداء بشكل حازم ,ومن نافلة القول ان السبب الرئيسي هو تشرذم المواقف السياسية وسلبيتها في اغلب الاحوال و نتيجة عدم اعتماد وحدة العراق ارضا وشعبا كثابت وطني لدى بعض القادة السياسيين على الاقل كانطباع شخصي ,والاعتداء نتيجة لعدة سياسات فاشلة يتحمل مسؤوليتها الجميع دون استثناء ,المهم نحن امام اعتداء سافر وتجاوز للحدود الوطنية عسكريا وامام واقع اقليمي ودولي حرج ,مع القصور في الاداء السياسي والذي وجد له ظل في اداء عسكري وامني ادت الى انهيار النظام المحلي في العديد من المحافظات والاقليم تصل الى الخيانة العظمى اتحاديا ومحليا .
الان نحن امام واقع لابد من اتباع سياسات متعددة الاتجاهات محليا ودوليا واقليميا والذي يهمني كعراقي ما العمل وماهي الاساليب الواجب اتباعها لردع المعتدين .
الخيار الشعبي ,بلا مزايدة على موقف الشعب العراقي ,وقد قال الشعب كلمته من الفصائل المسلحة وتجنيد الجهود واضافة عدو اخر الى جنب داعش الارهابية وهم تركيا والمتعاونين معها محليا .
سياسيا ,بعد استيعاب الصدمة لابد من قرار وطني لمواجهة الاحتلال التركي دون الخوض في التفاصيل المؤلمة وهذا ما حصل بشكل خجول في مجلس النواب ولابد الالتزام كليا لما تقرره الحكومة من اجراءات وطنيا ودوليا.
ان راس الحربة في تنفيذ ارادة الشعب هو الحكومة العراقية بكافة مؤسساتها التنفيذية الامنية والدفاعية والدبلوماسية.
اولا , الخيار العسكري,لابد من وضع الخطط لردع المعتدين الاتراك وكانه واقع لا يمكن تغييره بالسياسة والتفاوض, كاستراتيجية رادعة والتهيئة لذلك بشكل موازي للجهود والاجراءات السياسية وطنيا واقليميا ودوليا.
ثانيا ,الخيار الدبلوماسي ,من الواجب تحشيد التاييد الدولي لمناصرة العراق وفق القانون الدولي ,واداء فاعل يوازي حجم الاعتداء وخرق اعراف حسن الجوار,والكثير من الدلائل الواقعية تشير الى انخراط تركيا في تمويل وتجهيز وايواء ودعم داعش وادامة جرائمها وباعذار شتى .
خيار الخطاب الاعلامي الموحد للعراق ,ترسل رسالة الى تركيا والمتعاونين معها محليا ,والتعبئة للفظهم داخليا وتقريعهم والدعوة لتقديمهم للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى ,مع التعبئة الوطنية للشعب لدعم القوات المسلحة وتحشيد الامكانات لتحقيق النصر .
الخيار الاخر ,هو الاتصال المباشر بين الحكومتين ,وعلى الحكومة العراقية ان يكون لها خطاب واحد لا غير,اخراج القوات التركية المعتدية دون قيد او شرط ,ولا مناص من ذلك.
تحديد العلاقات الاقتصادية مع تركيا مهما كانت النتائج والتداعيات مع توفير البديل ,والشعب كان سريعا في رد الفعل من خلال التظاهر ومقاطعة السلع والبضائع التركية ,كما اهمية قطع وايقاف الخط التركي لنقل النفط ,لان العراق غير مستفيد وهو وسيلة لتهريب وسرقة النفط وليس لها مردود اقتصادي للعراق,مع وجود نفس السياسة الاقتصادية لدى روسيا الاتحادية مما يكبد تركيا خسائر مباشرة وغير مباشرة للاقتصاد التركي .
ويبقى الخيار الدبلوماسي وهو الاهم للتتويج بردع الاعتداء التركي ومن المعلوم ان الخيار الدبلوماسي ياخذ من الوقت الكثير ,وهو التوجه الى الامم المتحدة ومجلس الامن ويتطلب ذلك جهود مهمة وحثيثة مع الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن الدائميين مع الدول العشر غير الدائميين ,لادانة الاعتداء وسحب القوات التركية المعتدية وفق القانون الدولي ومعاقبتها بلا تدليس والقبول بانصاف الحلول,كذلك التوجه الى الاتحاد الاوربي لحرمان تركيا بشكل دائم من احلامها لعضوية الاتحاد واستثمار موقف المعارضين لها ,اما الجامعة العربية على العراق ان يسرع في عقد جلسة مجلس الجامعة مع استصدار وثيقة منها تدين الاعتداء وابلاغ مجلس الامن ,كما حصل مع العراق في الاعتداء على دولة الكويت,مع دعوة منظمة الدول الاسلامية لنفس الغرض .
ولكن تبقى الجبهة الداخلية هي الاهم والاساس ,ان احلام بعض الاطراف السياسية في الانفصال واخرين في الاقلمة بايحاءات دولية منها تعتبر صديقة للعراق ولكن تتبع سياسات معادية للعراق ووحدته ,هي من اسباب الواقع المؤلم الذي وصلنا اليه ,لان وحدة العراق ليس من الثوابت السياسية لدى بعض القادة السياسيين ,
ان الوقوف صفا واحدا حكومة وبرلمان وشعب ,هو خط المواجهة الاول لكل ما يحصل من انهيارات.
والله تعالى والعراق والشعب من وراء القصد.
سعيد ياسين موسى
بغداد10/12/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا




.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب


.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت




.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين