الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين ليلى الديوانية و لمياء بغداد

جمشيد ابراهيم

2015 / 12 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بين ليلى الديوانية و لمياء بغداد
كلنا مجانين لان المادة التي نتكون منها مجنونة. لا تحتاج الى حب ليلى لتصاب بالجنون لانك مجنون اصلا. هكذا اتذكر ليلى من الديوانية خاصة و ان الجنون الكردي (shet) بالبنت العربية يسمى بالفارسية (ديوانه). صوب عدسة التكبير على وجهها لترى كيف يتبخر جمالها و انت لا زلت في الدرجات الاولى من التكبير و الان صوب عدسة التكبير على لمياء من بغداد (من الفارسية بغ داد: هدية الرب) زيّد التكبير تدريجيا الى ان تصل درجة التكبير الى اقصى حدها و عندما لا تستطيع التكبير اكثر استمر بالتكبير في خيالك الى ان تصل الى الصفر و يتلاشى كل شيء و تجد ان النهاية هي اللاشيء او لربما تنتهي بالموجات مرة و بالذرات مرة اخرى لتحتار ماذا تصدق في هذا الكون المجنون و يختفي الفرق بين ليلى الديوانية و لمياء بغداد.

يقال باننا دخلنا عصر الرقميات في جميع نواحي الحياة من الكتب و التلفون و الراديو و التلفزيون و السياسة و العمل و الطب و البنك و الادارة .. و لكن علم الرياضيات يعتقد بان لغة الكون كانت دائما مدرجة مرقمة فماذا اذن عن الماء؟ المكان؟ الزمان؟ الجاذبية؟ الفراغ؟ تاتي الانجليزية digital من الاصبع للاشارة الى العد و لكن ما يسمى بالرقمي لا يشير بالحقيقة الى الارقام الا رمزيا لان المقصود هو سيلان الطاقة فحتى الصفر في الرقميات ليس واضحا لانه لا يعني غياب الطاقة كليا بل لا تزال هناك طاقة ضئيلة بين 0 و 0.8 فولت و هذا يعني ان الصفر ليس صفرا 100% و الواحد ليس واحدا بالدقة الرياضية.

هناك بالفعل اشياء كثيرة يمكن عدها و لكن هناك ايضا اشياء اخرى لا يمكن عدها مثل الماء و السماء و الهواء؟ نعم نتكلم عن الانحلال Resolution و بكسل pixel الصور و بان شبكية العين مقسمة ايضا الى نقاط / بكسلات ( 6 ملايين لضوء النهار) ولكن هل يمكن قياس كل شيء؟ نعم تستطيع ان تقسم و تقسم و تقسم او تكبر و تكبر و تكبر الى ان تنجن.

الا يعنى هذا اذن ان الكون مزيج من عمليات رقمية و غير رقمية كالتيار الكهربائي في الاعصاب؟ قسم اي شيء تريد ستصل الى الجزيئات التي تنقسم بدورها الى ذرات و اخيرا االى بروتونات و نيوترونات و الكترونات و في هذه المرحلة تتصرف المادة بجنون اما كذرات (digital) او موجات (analogue) حسب نوع الحب لتحتار بين الحبيبة الاولى و الثانية؟ ليس محيطنا digital و لا analogue كما نقرأ من Kathrin Passig و Aleks Scholz لانها ليست الا افكارا بشرية اما المادة فانها مجنونة تتصرف كما يحلو لها مرة بدرجات ليلى الديوانية و مرة بموجات لمياء بغداد.
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مسجدا يؤوي نازحين في دير البلح وس


.. مقتل وإصابة طلاب بحادثة انقلاب حافلة في كولومبيا




.. رحلات الإجلاء تتواصل.. سلوفاكيا تعيد رعاياها من لبنان


.. ما الذي قدمته إيران إلى لبنان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي؟




.. فرنسا.. مظاهرات في باريس تنديدا باستهداف المدنيين في لبنان و