الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام والعنصرية وجه لوجه (جزء عاشر):

بشاراه أحمد

2015 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العنصرية والتمييز العنصري الذين هزمهما الخاتم الأمين - (2):

فكيف هزم محمد الخاتم العنصرية والقبلية والقومية والرأسمالية في عقر دارها وقهرها, وبيَّن المدمنين لها ولمروجين والمطورين,,, من عرب وأعراب بادية ويهود ونصارى وغيرهم من الملحدين والمجوس والصابئين فعرَّاهم تماماً وفضحهم فأن أظهر لكل شريحة أو فصيل منهم توصيفه بكفاءة وفعالية؟

أولاً: خلو القرآن الكريم "تماماً" بكل سوره وآياته من أي إشارة إلى نسب النبي الكريم محمد الخاتم أو قبيلته أو آبائه وأجداده وأبنائه وأزواجه وأهل بيته,,, - حتى على أقل تقدير - كما فعل مع موسى وأخيه هارون وأمه وأخته, وجانب كبير من حياته والأحداث التي قابلها, كقتله للقبطي بالخطأ, ووروده ماء مدين, وزواجه من إحدى الإمرأتين التين كانتا تذودان عن السقيا,,, الخ. وكذلك الحال مع إبراهيم الخليل عليه السلام, وزوجاته وأبنائه إسماعيل الذبيح, وإسحاق ومن بعده يعقوب فيوسف والأسباط,,, الخ. ثم عيسى وأمه وجدته إمرأة عمران, ومعجزاته ثم رفعه هو وأمه إلى ربوة ذات قرار ومعين,, فالأسئلة البديهية والمنطقية كثيرة منها مثلاً:
1. لماذا لم توجد سورة صغيرة توثق لنسب النبي الكريم الخاتم, أو سورة مثلاً لخديجة أو لعائشة أو لأم النبي كما أنزل سورة لأم عيسى بإسمها, وكانت من السور الطوال, بجانب سورة آل عمران ؟؟؟

2. لماذا نجد سورة "محمد" - التي سماها الله بإسمه – جاءت خاليةً "تماماً" من أي ذكر لنسبه أو قبيلته أو فيها شيء لذكر مآثره وتمجبده,,, وفي نفس الوقت كانت من أقصر السور التي جاءت بأسماء أنبياء ورسل قبله (أقل منه قدرا وهامة ودور)؟؟؟ ..... ولماذا لم تتضمن السورة أسماء أبنائه (القاسم, وعبد الله, وإبراهيم), ولماذا لم تتضمن سورة محمد شيء عن إبنته فاطمة الزهراء وإبنيها الحسن والحسين), وباقي بناته زينب وأم كلثوم ورقية؟؟؟ .....

3. ولماذا لم يذكر النبي محمد بإسمه سوى (أربع مرات فقط) في كل سور القرآن الكريم بينما ذكر عيسى خمسة وعشرين مرة بالتمام والكمال وموسى أكثر من مائة مرة؟؟؟

4. ولماذا لم يُلَقِبْ نفسه أو يلقبه غيره بما يمجد نسبه الشريف المشرف الكريم, كأن يقال مثلاً "خليل الرحمان حفيد خليل الرحمان, أو "إبن الذبيح إسماعيل, أو الخليل الحنفي ابن الخليل الحنفي أبو الحنفية", لماذا لم يلقب "بمحمد العربي القرشي" أو "أمير أو سلطان العرب أو الإمبراطور العاشمي حامي بيت الله الحرام",,, الخ,,, ولماذا عدل عن كل الألقاب التي تليق به وبذكره ومقامه وزهد فيه وقال لأصحابه وأتباعه (لا تطروني كما طرت بني إسرائيل أنبياءهم, ولكن قولوا "عبد الله ورسوله"), فهل القبلية العربية وما عرف عنها "عرقياً" وجهوياً وثقافياً عادةً يمكن أن تقبل بكلمة عبد تقال لأشرافها وعظمائها؟؟؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا بَعَثَ الله نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الْغَنَمَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَأَنْتَ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ).
وقال: (وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ).

وجاء وصفه في التوراة ؛ فعن عطاء بن يسار قال : لَقِيتُ عَبْدَ الله بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ الله فِي التَّوْرَاةِ. قَالَ: أَجَلْ وَالله إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ وَلا سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ الله حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ الله، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا) ..... وقد كان.

http://www.islam.gov.kw/eftaa/Entries/Pages/Entry20.aspx

ثم,, من هم أصحابه, وأقرب الناس إليه وأدومهم على مؤاكلته ومجالسته جنباً إلى جنب بدون حواجز,,, على سبيل المثال لا الحصر؟؟؟
1. من هو زيد بن حارثة؟
ألم يكن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. إذ في بداية عهده بالنبي أنَّه كان بصحبة أمه في زيارة لأهلها وهو غلام صغير, فَخُطِفَ زيد وبِيْعَ في سوق عكاظ فإشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد "رضى الله عنها", فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته زيداً, فأحبه النبي حباً شديداً وبادله زيد حباً بحب حتى كان يقال عنه (زيد بن محمد). وكان أنْ رآه بعض أقاربه في موسم حجٍّ فتعرفوا عليه فأبلغوا أباه بذلك بعد عودتهم لديارهم فجاء أبوه وعمه للنبي مسرعان لفداء إبنهم بالمال.

عرضوا الفداء على النبي فقال لهما: (أدعُوْهُ فَخَيِّراهُ, فإنْ إخْتَارَكُمَا فَهُوَ لَكُمَا بِغَيْرِ فِدَاءٍ وإنْ إخْتَارَنِيْ فَوَاللهِ مَا أنَا بِالَّذِيْ أخْتَارُ عَلَىْ مَنِ إخْتَارَنِيْ), فقال زيد: (والله يا رسول الله أنت مني بمنزلة الأب والعم وما أخْتَارُ عليك أحد قط). فقال له والده (أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك يا زيد؟), فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إشْهَدُوْا أيُّهَا الجَمْعُ أنَّ زَيْدَاً إبْنِيْ يَرِثُنِيْ وأرِثَهُ),, فمضى والد زيد وعمه وهما في إطمئنان عليه - كان ذلك قبل تحريم التبني بقوله تعالى في سورة : (أدعوهم لآبائهم).

لم يقف الحال مع زيد عند رسول الله إلى هذا الحد من التكريم, بل وزوجه النبي من إبنة عمته السيدة "زينب بنت جحش" ذات الحسب والنسب القرشية,, رضى الله عنها. ثم طلقها زيد لعدم قدرتهما على الإستمرار في حياة زوجية سعيدة, فزوجه النبي حاضنته أم أيمن التي ولدت له سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم, فمن هو أسامة بن زيد هذا, وما شأنه وقدره عند النبي؟

فقضى النبي الكريم على خسيسة العنصرية بكل مكوناتها (من "عرق", و "حسب", و"نسب", و"فضل", و "كتافؤ",,,), ومحركاتها قضاءاً مبرماً لأول ورة في تاريخ البشرية,, والأغرب من ذلك أنه لم يأمر بها أو يشرعها للناس, بل طبقها "عملياً" بصورة كاملة شاملة في نفسه وفي نسبه الكريم, فلم يجد غضاضة في أن يزوج "إبنة عملة" من "مولاه" الذي إشترته زوجته بحر مالها وأهدته إيام, وكان من قبل ذلك لم يجد غضاضة في أن ينسبه إليه نسباً حقيقياً بلغ حد التوارث.

2. ومن هو أسامة بن زيد بن حارثة؟, هو إبن ذلك "المولى" الذي رفعه النبي الكريم إلى مصاف ساعدة قريش,, وقد نشأ أسامة بن زيد مسلماً وتربى على أخلاق الإسلام, وقد أحبه رسول الله كما أحب أباه زيداً من قبل, وقال عنه: (أسَامَةُ أحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ). وإختار له فاطمة بنت قيس رضى الله عنها. فمن هي فاطمة هذه؟؟؟

هي : فاطمة بنت قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من أشرف نساء قريش, كريمة الحسب والنسب, وهي من نسب النبي الكريم حيث تلتقي معه في جده "فهر بن مالك".

كانت فاطمة هذه تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي, فبعد أن طلقها خطبها كل من "معاوية بن أبي سفيان" و "أبو جهم" ,,ولا أحد يجهل حسبهم ونسبهم,, ومع ذلك لم رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ذلك بالاً فنصحها وأشار عليها بأسامة بن زيد "إبن مولاه" فتزوجت به عن رضى وقبول وقناعة,,, رضى الله تعالى عنهم جميعاً وأرضاهم. فقد كانوا (خير أمة أخرجت للناس) بحق وحقيقة والواقع يشهد لهم بذلك. فكانوا جميعا ًمعاول تهدم كل مدخل للعنصرية ومكوناتها ودواعيها وكانوا تطبيقاً فعلياً وبقناعة لقوله تعالى (خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها, وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءاً) لا تمييز إلَّا بالتقوى.

فمن هو معاوية بن أبي سفيان؟ .....
أليس هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، من أصحاب الرسول محمد وأحد كتّاب الوحي وهو الخليفة السادس في الإسلام ومؤسس الدولة الأموية في الشام وأوّل خلفائها. ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب،

أليس هو معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان,,, أكرم نسب لأكرم خلق اللخ محمد بن عبد الله النبي والرسول الخاتم؟؟؟
أليست أمّه: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية الهاشمية.
يلتقي نسبه بنسب الرسول محمد في عبد مناف.

و فهر هو "قريش" أو لعل جده "النضر بن كنانة" هو قريشاً الذي تنسب إليه قبيلة قريش و مضر، هو الجد السابع عشر للنبي محمد بن عبد الله.

الآن,, أنظر إلى هذا الحديث المرفوع الذي جاء فيه: ... عن أبان بن مالك الأشعري قال: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " ("أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ" ، وَقَالَ : " النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا يُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ " .).

فم ينتهي أمر أسامة بن زيد عند هذا الحد من الرفعة, بل عندما المشاركة في غزوة أحد فرده الرسول الكريم لصغر سنه, ألح عليه في غزوة الخندق لأن يمنحه شرف الإشتراك فيها فسمح له وهو آنذاك ابن عشرين عاماً, كما شارك في غزوة مؤتة التي إستشهد فيها أبوه. ثم ماذا بعد؟؟؟

أمَّرَهُ رسول الله على جيش قوامه ثلاث آلاف مقاتل يتضمن كبار الصحابة منهم أبو بكر الصديق, وقد طعن بعضهم في ولاية هذا الشاب الصغير – ولم يكن طعنهم في شخصه فهم يعلمون انه – في ظل الإسلام - ند لهم,,, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنْ تَطْعَنُوا فِيْ إمَارَتِهِ فَقَد طَّعَنْتمُ فِيْ إمَارَةِ أبِيْهِ مِنْ قَبْلُ وأيّم الله لَقَدْ كَانَ خَلِيْقَاً لِلْإمَارَةِ وإنْ كَانَ أحَبُّ النَّاسِ إليَّ وإنَّ هَذَا لَمِنْ أحَبّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ).

فهل زيد بن حارث, وإبنه أسامة كانا من قبيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سلسلة نسبه؟ أو أنَّ بينهم وبينه رابطة من دم قبيلة أو عصبة إثنية؟ .....
وهل زيد إبن حارثة في حقيقته أكثر من كونه مَوْلَاً لرسول الله, إشترته زوجه السيدة خديجة وأهدته أياه؟؟
وهل مع هذا الواقع المشهود, لديه أي مقومات أو هناك مبررات يمكن أن تجعله يحلم "مجرد حلم" بأن يكون في ذلك الوضع والمقام بلغه مع رسول الله مقاماً مرموقاً وقدراً سامياً يغبطه عليه أولو الحسب والنسب والبأس, فكانت الإمارة له ولإبنه من بعده على السادة الكرام المشهود لهم من أصحاب رسول الله من كبار أشراف قريش أمثال أبي بكر الصديق وغيره من فرسانهم وأبطالهم؟ ..... إذاَ أين هذه العنصرية والعصبية للقبيلة وللقومية يا جاهل بمقتضيات بالحرية ومعايير الكرامة وأسس الفضل والإنسانية؟؟؟

ما الذي يجعل النبي الكريم أن يغير وجه الدنيا وواقع الإنسان الموروث من واقع كفرة الجن بزعامة إلبيس اللعين, إن لم يكن أمراً من عند ربه خالق البشر والمسيطر عليه والمشرع له,, وكيف يمكن لعربي من بيئة العرب أن يطبع هذا الشرع بهذه الأريحية والعشق لشرع ربه فيطبقه في نفسه مباشرةً إن لم يكن تماماً كما وصفه الله تعالى بقوله له: (وإنك لعلى خلق عظيم). وكيف يمكن أن يقبل مجتمع الصحابة الذين جاءوا من بيئة جاهلية لا تعرف قدراً للعبيد ولا إنسانية ولا كرامة, فيقبل أشرافهم وزعمائهم في الجاهلية والإسلام بإمارة "مولى" رسول الله زيد بن حارثة, ثم إمتداد الإمارة إلى إبنه أسامة بن زيد بن حارثة وهو ابن عشرين,, إن لم يكونوا كما قال الله فيهم: (كنتم خير أمة أخرجت للناس, بأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)؟؟؟

3. ثم,, مثال آخر: ها هو ذا سيدنا "بلال إبن رباح",, لم يكن عربياً في الآساس فضلاً عن كونه من بني هاشم, أو حتى قرشياً, بل كان حبشياً من شرق أفريقيا السوداء,

ولم يكن غنياً ميسوراً أو شاباً جذاباً,

ولم يكن حراً, بل كان عبداً مملوكاً يباع ويشترى وللسخرة عند طواغيت وطغاة مكة يسمنونه سوء العذاب ويذيقونه مر المهانات والتعذيب,
أنظر! أيها الكاتب!! كيف صار حاله وشأنه, وقدره ومقامه عند كل المسلمين إلى أن تقوم الساعة, فالكل يقول مفتخراً ومعتزاً به "سيدنا بلال". فالسؤال الآن للكاتب يقول له،،
- كيف إستطاع بلال تخطي حَرَّةَ العنصرية والقبلية والجهوية والأنساب والإثنيات التي كانت سائدة في المجتمع الجاهلي الذي كان متواجداً فيه والتي كانت سائدة آنذاك,
- وما الذي يمكن أن يجعله يطمح لأن يصير حراً فضلاً من أن يكون سيداً من سادة خير أمة أخرجت للناس نِدَّاً بِندٍ, قَدَمَاً بِقَدَمٍ,, وكَتْفَاً بِكَتفٍ,, وقد كان عبداً مملوكاً مهاناً منبوذا للونه الأسود, ولجنسيته الحبشية ولفقره المدقع, ولغربته عن بلاده وأهله وقومه,,,, الخ,
- وكيف كانت معاملة مالكه ومستعبده الوثني العنصري الجبار, الذي كان يعذبه بطرحه على ظهره عارياً في رمال الحجاز المستعرة ثم يضع على صدره صخرة تمنعه من الحركة, ويسبه ومن معه بأقبح العبارات,, ؟؟؟
- وما الذي جعل أبو بكر الصديق الذي إشتراه بحر ماليه - وقد أصبح مالكه الجديد – أن يزهد فيه, ويرتضي بأن يصبح عبده هذاً سيداً حراً مثله ونِدَّاً له بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى, نعم,, لقد صار نداً لمن إشتراه وأعتقه بل ومنافساً له في القَدْرِ والفَضْل عند الله ورسوله والمؤمنين,, فأصبح كل مؤمن صادق يتمنى صحبته ويتشرف ويفتخر به, بل و يأمل ويرجوا أن يبلغ معشار فضله وقدره ومكانته عند الله ورسوله؟؟؟

إن لم يكن دافعه في هذا السلوك الغريب على الدنيا كلها, وأنه قد أطاع أمر الله ومراده وعشقه فكان من الذين قال الله تعالى عنهم في سورة الأحزاب: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ «« رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ »» - فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 23), هم أنفسهم الذين قال الله تعالى لهم في سورة آل عمران: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110),

لِمَ لا يكونون كذلك وقد علَّمَهُم وربَّاهم على وحي ربهم من نال شهادته من الله الذي قال له: (وإنك لعلى خلق عظيم), فاستحقوا بلذلك تلك الشهادة عن جدارة. جعلتهم أهلاً لأن يجعلهم الله أمةً وسطاً, ثم أعلمهم بذلك الفضل والإستحقاق,, قال في سورة البقرة: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا .... 143),, لأنهم قد سبقتهم جاهلية سوداء ماحقة إستحقت أمم كثيرة بسببها الهلاك بذنوبهم وفسادهم وإفسادهم.

ثم جاءت من بعدهم جاهلية أكثر سواداً محقةً من الجاهلية الأولى, حيث حَكَّمَ الغرب وأهل الشر والفجور فيها اللهوى والشهوة واللهو مسخراً في ذلك التقنية والمعلوماتية بأنواعها ليجعل سوادها أكثر عتمة وريحها أكثر خبثاً ونتناً, وطعمها كالزقوم طعام الأثيم, ثم تبناها وعاش فيها كالدود في الجيف, ثم أطلق عليها "حضارة" ورقي وتقدم, مع أنهم جعلوا الإنسان يستوي بالأنعام ,,, لا!!! بل أضل, حيث بلغ بهم هذا الضلال أسفل سافلين, فإعترفوا بأنهم عبدة الشيطان.

نعم,, إنه الإسلام, ورب الإسلام الذي خلق الإنسان حراً فأرسل الأنبياء والرسل ليضمن بقاء الحرية في الإختيار حتى لو كان ذلك الإختيار "كفراً به أو إلحاداً أو إشراكاً", ليكون كل إنسان - بهذه الحرية - متساوياً مع أبناء جنسه البشري سواءاً بسواءٍ ..... إلَّا مِنْ تقوى تميزه عند ربه, أو فساد يقيم عليه الحجة التي يستحق بها العذاب يوم القيامة.

4. وها هو ذا سلمان الفارسي أيضا,,, لم يكن عربياً في الآساس, فضلاً عن كونه من بني هاشم, أو حتى قرشياً, بل كان غريباً قادماً من بلاد الفرس.
لم يكن غنياً ميسوراً أو ذا خصال ومآثر تميزه عن أمثاله أو غيره من البشر العاديين,
ولم يكن حراً, بل كان عبداً مملوكاً يباع ويشترى وللسخرة, ..... فها هي مكانته وفضله وسيادته قد بلغت القمة - عند "قاهر العنصرية والتمييز العنصري والقبلية والقومية,, محمد الخاتم", - وذلك بعد أن أنعم الله عليه بنور الإسلام, والكل يعرف سيرته في تاريخ الأمم الإسلامية إلى يوم يبعثون.

5. وكذلك الحال مع صهيب الرومي ..... الذي هو الآخر كان عبداً مملوكاً ..... والكل يعرف مكانته وفضله وسيادته لدى أمة محمد (بعد دخوله الحصن الحصين لمحمد الخاتم - من ريح العنصرية والطبقية الكريهة) وذلك بعد إسلامه فإسترد حريته التي خلقه الله عليها بعد أن سلبت منه فأعادتها له آيات الكتاب المبين وسنة رسوله الأمين وخُلُقُه العظيم, فلن يفقدها أو يتوه عنها بعد ذلك أبداً حتى لو قُطِّعَ إرباً وذُوِّبَ في حامض الكبريتيك.

يظهر أن الكاتب هذا يجهل تماماً كل شيء عن الإسلام, بل ويجهل حقائق تاريخ الأمم قبل الإسلام وبعده, ومعلوماته هزيلة ومجمعة من القيل والقال والنجوى, من ومع رواد المقاهي وجلسات المرح والعبث على الارصفة وتحت الجسور,, إذ يستحيل تصور أن يكون كاتب هذا الموضوع العنصري المنحاز له معايير علمية أو أخلاقية, وإن كان كذلك, فأين أمانته التوثيقية ومصداقيته التي يحترمها ويحترم بها نفسه وفكره وعلمه؟؟؟

يمكن للإنسان - حتى غير السوي والعدواني بالفطرة ومعتاد الإعتداء والبغي - أن يمارس أمراضه النفسه, فيحقد ويكره ويجور ويبغي,,, إن سمحت له نفسه وأخلاقه بذلك, ولكن من غير الممكن أو المقبول أدبياً وأخلاقياً أن يُصَغِّر ذلك الإنسان نفسه بتعريض مصداقيته وأمانته العلمية للسخرية والتقذذ والإستهجان بهذا القدر المذهل, وذلك بمحاولته تصدير أمراضه البشعة أو تجييرها للقراء المحترمين بطريقة عبثية صبيانية مفضوحة, وذلك بالحديث عن أمور معلومة لهم أو للكثيرين منهم, وموثقة وذات مراجع متاحة للجميع وبديهية لشرائح مختلفة منهم ثم يقدمها لهم بصورة مشوهة وبطريقة مثيرة للشفقة والأسى في نفس الوقت.

مزيد من الصور التي تعكس تطبيقات شرع الله ومدى الإلتزام بها,, وحتى عند الخطأ والزيغ العفوي يركض المؤمن لاهثاً حتى يصلح ذلك الخطأ ويعود عن ذلك الزيف ويصلح ما فسد وهو جزع من الظلم أو الذنب الذي وقع فيه أو منه... مثلاً:

1. عن المعرور بن سويد قال, لقيت أبا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وعليه حُلَّةٌ وعلى غلامه حُلَّةٌ، فسألته عن ذلك فقال: إني ساببت رجلاً فَعَيَّرتُهُ بأمِّهِ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (يَا أبَا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأمِّهِ؟ ... إنَّكَ امرؤٌ فِيْكَ جَاهِلِيَّةٌ،، " إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ).
فكانت النتيجة أنْ لبس أبا ذر حلةً وألبس غلامه حلةً مثلها إمتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتطبيقاً عملياً بالإعتراف بالأخوة والمساواة بينه وبين غلامه.

2. يُروى عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أَيُّمَا رَجُلٍ كَانَتْ عِنْدَهُ وَلِيدَةٌ فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ). وقياسا على ذلك وتنفيذاً عملياً قيام النبي الكريم بعتق السيدة صفيَّة بنت حُيَيِّ بن أخطب, وقد جعل عتقها صداقها.

3. اجتمع الصحابة في مجلس ... لم يكن معهم الرسول صلى الله عليه وسلم ... فجلس خالد بن الوليد, وابن عوف .. وبلال بن رباح, وجلس أبو ذر ... فتكلم الناس في موضوع ما .. فتكلم أبو ذر بكلمة اقتراح فيها قال: "أنا أقترح في الجيش أن يفعل به كذا وكذا",, فقال بلال: لا .. هذا الاقتراح خطأ. فقال أبو ذر: حتى أنت ياابن السوداء تخطئني؟ فقام بلال مدهوشاً غضباناً أسفاً وقال: والله لأرفعنك لرسول الله,, وأندفع ماضياً إلى الرسول الكريم فقال له: يارسول الله ... أما سمعت أبا ذر ماذا يقول فيَّ؟ قال صلى الله عليه وسلم: (مَاذَا يَقُولُ فِيْكَ) ؟؟ قال بلال: يقول كذا وكذا ... فتغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأتى أبو ذر وقد سمع الخبر, فاندفع مسرعاً إلى المسجد ,, فقال: يا رسول الله ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, قال صلى الله عليه وسلم: (يَاْ أبَاْ ذَرٍّ, أعَيَّرْتَهُ بِأمِّهِ؟ ...إنَّكَ امْرُؤٌ فِيْكَ جَاهِلِيَّة (. فبكى أبو ذر .. وأتى الرسول عليه السلام وجلس, وقال: يارسول الله استغفر لي, سل الله لي المغفرة,, ثم خرج باكياً من المسجد وأقبل بلال ماشياً, فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب وقال: والله يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك أنت الكريم وأنا المهان فأخذ بلال يبكي وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا. (كنتم خير أمة أخرجت للناس).

ثم,, كما نرى,, فالكاتب يتحدث أولاً عن العنصرية وقد حصرها في أمرين اثنين هما (القبلية والقومية) على حد تعبيره وزعمه.
ثم إدعى بأن جزورها تعود إلى الأيديولوجية الإسلامة.
ثم إدعى ثالثةً بأن هذه الإيديولوجية الإسلامية حملتها قبائل الأعراب البدو من الجزيرة العربية ونشرتها بينهم, وأنها قد أعادت العصبة القبلية والقومية وأعاقت تكوين الأمة الوطنية.

وقد عرضنا للتو واللحظة نماذج قليلة من تعامل النبي الكريم مع مواليه الذين في أيديه, ولا تثريب عليه إن تعامل معهم في هذا الإطار, ويكون مضرباً للمثل الذي يحتذى في الكرم وحسن الخلق إن تعامل معهم بشيء من رحمة قياساً (بالمعايير الجاهلية في معاملة "العبيد"), أما أن يرفع المولى إلى مستوى وليِّهِ وسيده فهذا ما لا يمكن تصوره أبداً ولا يستطيع أن يقول به أحد من العالمين,,, ولكن مع كل ذلك يفعله النبي الخاتم محمد الذي قال فيه ربه (وإنك لعلى خلق عظيم).

فهل يعرف هذا الكاتب ما هي القبلية وما هي القومية إبتداءاً؟ ..... فإن كان يعرفهما "وأنا أستبعد ذلك تماماً" (من خلال تحليل كتاباته ومفاهيمه), وحتى لو سلمنا جدلاً بأنه يعرفهما ويستطيع التفريق بينهما قرباً وبعداً, تقارباً وتباعداً وتنافراً,, فلنناقش معاً النقاط التالية فنقول:
1. على أي أساس إدعى بأن جذور العنصرية تعود إلى العقيدة الإسلامية, وما هي مرجعيته في ذلك؟؟

2. وهل هو على بينة مما يقول ولديه شواهد أم يتخبط هنا وهناك بلا هدى ولا دليل ولا كتاب منير؟؟؟

3. وكيف سيكون حاله أمام الملأ إذا ثبت عكس ما يدعي, ألا يخشى أن يوصف أو يوصم بالتدليس والتلفيق والشنآن الأعمى الجاهلي المتخلف؟ ..... أم أن (الزمار لا يغطي ذقنه)؟؟

4. ثم,, ما مدى علمه ومعرفته وتصوره للعقيدة الإسلامية "إبتداءاً", حتى يوقع نفسه بقسوة في هذه السقطة المزلة المخلة لمصداقيته (إن وجدت) وأمانته العلمية ومجافاته للتاريخ وحقائقه المعلومة لدى العامة دون الصفوة من النخب المؤرخة؟

5. فهل يدرك الكاتب أن العرب شيء والأعراب شيء آخر؟؟؟ ..... فإن قبلنا "جدلاً" بأنه يعرف ذلك, فهل حقيقة أن الأعراب البدو من الجزيرة العربية هم الذين جاءوا بالعقيدة الإسلامية ونشروها لديه في البلاد التي كان يرتع في باديتها؟؟؟ ..... وإن كان ذلك كذلك, فما الوضع الإجتماعي والثقافي والإقتصادي الذي كان سائداً عنده قبل أن ينشر "الأعراب البدو" العقيدة الإسلامية كما يدعي ويأفك؟؟؟

6. فإذا كانت العقيدة الإسلامية "الإعرابية البدوية" التي يدعيها قد أعادت العصبة القبلية والقومية وأعاقت تكوين الأمة الوطنية لديه كما يقول الكاتب,, فهل هذا إعتراف منه بأن هذه النواقص كانت سائدة قبل أن يأتيهم الأعراب البدو بما يقول,,, الخ فهل يدعي بأنه كان لديهم مشروعاً حيَّاً يهدف إلى تكوين أمة وطنية حيث كانوا بادون فتعطل هذا المشروع بالأيديولوجية الإسلامية وعادوا إلى العصبة القبيلة والقومية التي كانوا عليها من قبل؟؟؟ ...

فإن كان ذلك كما يدعي, أليس من الواجب على الكاتب أن يحافظ على مصداقيته وأمانته العملية ويشير إلى هذه الحقائق التاريخية التي يدعيها وهو يعلم يقيناً انه لا ولن يستطيع تأكيدها لأنها من أفكاره وتصورات أحقاده ونواقصه ووجده وعنصريته. فالتاريخ موجود وموثق ومشهود وكذلك الحال بالنسبة للعقيدة الإسلامية الغراء,, والقراء يريدون الحقيقة, فماذا ينتظر هذا الغر؟؟؟

7. وهل نسي التردي الكامل الذي كان عليه في ظل الدولة الرومانية, وأن الفتوحات الإسلامية هي التي حررته من العبودية التي تعتبر العنصرية وتوابعها غايتهم آنذاك لأنها أخف وطأة من العبودية اللاغية للإنسانية تماماً التي كانوا يرزحوت تحتها, فأعادت الفتوحات الإسلامية لهم إنسانيتهم لأول مرة في تاريخهم بعد أن فقدوا الأمل في تمنيها؟؟؟

على أية حال,, فليعلم هذا الكاتب الآتي:
1. القومية ليست أيديولوجية إسلامية كما يدعي, وإنما هي فكر سياسي تكتلي على غرار التكتل الأوروبي,, في أدبياته ومبادئه فكراً مناهضاً للإسلام, فهو فكر علماني ومؤسسوه خليط من النصارى واليهود وبعض المنتمين للإسلام. ويمكنك متابعة ما بهذا الرابط لتعرف جيداً ما هي القومية التي تدعي نسبتها للعقيدة الإسلامية. http://www.saaid.net/feraq/mthahb/45.htm

2. ثم أنظر!! ماذا قال الله تعالى في الأعراب, وقارنهم بمن أوصلوا إليك نور الشريعة الإسلامية وأحرقوا بها كل أوراق العنصرية والإستعباد والإستغلال,,, فهل بعد هذا القول الكريم الموثق, يكون الكاتب صادقاً في إدعائه المفترى؟؟؟
أولاً: في سورة التوبة قال تعالى: (وَجَاءَ « الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ » لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 90), فهل هؤلاء جديرون بحمل لواء الإسلام وهم ليسوا مأمون عليه في داخل المدينة وأمام العين؟

ثم قال عنهم: ( « الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا » وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 97), وقال عنهم أيضاً: ( « وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ » عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 98)، ثم مستثنياً بعضهم, قال: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ « مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ » وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 99).

وقال عنهم أيضاً: ( « وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ » وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ « مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ » لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ 101), وقال سبحانه: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ 120). فهل هؤلاء الذين إدعاهم الكاتب – وهو يجهل قدرهم ودورهم – هم الذين نشروا الإسلام في بقاع الأرض؟؟؟

ثم أنظر وصفهم أيضاً في سورة الحجرات, حيث قال تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 14).

وفي سورة الفتح, قال عنهم: (سَيَقُولُ لَكَ « الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ » شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا 11), وقال وتعالى: (قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 16),

هذا,, وفي سورة الأحزاب قال تعالى: (يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا 20).

إذاً,, أيها الكاتب الغائب عن الحق والحقيقة, لا تورط نفسك في أمور أكبر منك, ولا تدعي المعرفة في حقائق أغلقت دونك فتجد نفسك في ظل لا بارد ولا كريم, فعندما تتحدث عن القرآن الكريم إعلم يقيناً أنك تحت رقابته وسلطانه, فلن تستطيع تمرير شيء تحت الطاولة.

أما القبليَّة,, فالإسلام جاء مناهضاً لها مزلزلاً لأركانها محبطاً لمساعيها وغاياتها ومراميها, وقد ركز على وحدة العنصر البشري وحدة كاملة يستوون فيها في الحقوق والواجبات, ولم يقبل منهم بأقل من العدالة المطلقة بدرجة (القسط), والمساواة بينهم الحقيقية المبرمجة والموثقة في الحقوق والواجبات وتكافل الفرص وضَمِنَ حفظ حقوق الفرد كاملة حتى في حالة عجزه البدني والعقلي والمادي عجزاً كاملاً يجعله غير أهلٍ لحفظ أو المطالبة بها, ووضع كل الضوابط الرقابية, ولم يكتف بذلك بل حفَّذ وحذَّر ووعد وتوعَّد وأخاف وأغرى.

وفيما يلي بعضاً من هذه الضوابط التي خلدها الله في قرآن يتلى ليل نهار, لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, فوثق الله تعالى ما يجعل من المستحيل تصور أي قبلية أو أي مستوى أو قدر أو نوع من العنصرية القبلية أو الإثنية أو العرقية،،، وغيرها في القرآن الكريم, نذكر هنا بعضاً من هذه الآيات في بعض السور الكريمة:

1. ففي سورة البقرة, قال تعالى: ( « يَا أَيُّهَا النَّاسُ » - اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 21), خاطب كل الناس بدون أي تمييز قبلي أو عنصري أو قومي,,, ولم يحصرهم في فترة أو حقبة زمنية محددة بل كل الناس و حتى الذين من قبلهم, فكل ما هو مطلوب منهم – على حد سواء - التقوى, بعدم بغي بعضهم على بعض أو ظلمه أو التعالي والتكبر والتميز عليه,, ثم عرفهم بربهم الذي خلقهم ومن ثم عليهم جميعاً عبادته (طاعته), قال تعالى: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ - « الْأَرْضَ فِرَاشًا » « وَالسَّمَاءَ بِنَاءً » « وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً » فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ «« فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ »» 22), هذا كل شيء.

2. وفي سورة الزمر, قال: ( « خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ » « ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا » - وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ - « يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ » ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ 6)؟؟؟ ..... أليست البطن مظلمة؟ وبداخلها رحم مظلم؟؟ وبداخل الرحم مشيمة مظلمة بداخلها الجنين, الذي خلقه الله في ظلمة داخل ظلمة داخل ظلمة؟ (... خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ...).

نعم, لقد أمركم الله ربكم بأن تعبدوه وحده ولا تجعلو له أنداداً وأنتم لا تعلمون, ليس ذلك لأنه تعالى في حاجة إلى عبادتكم وتوحيدكم إياه, فهو واحد أحد بكم أم بدونكم, بل كل هذا لصالحكم وسعادتكم, أما هو فغنِىٌّ عن الخلق كله, ولكن بإجماعكم على طاعته ستتوفر لكم كل مقومات الحياة الكريمة أولها الحرية الكاملة, والمساواة في كل شيء إلَّا التفاضل والتمايز عنده في الآخرة الذي يتحقق بالتنافس والتسابق إلى عمل الخير للنفس وللغير.

وسيوفر لكم وحدة الكيل والميزان بالقسط, ووحدة المعايير والقوانين التي يقف الناس أمامها على قدم المساواة والتكافؤ بحيث لا يميز أحد عن الآخرين بأي قدر, ويقفل بذلك باب القومية والقبلية والعنصرية والمحسوبية وغيرها إلى الأبد,,, الخ. قال تعالى مبيناً ومفصلاً ذلك: (إِن تَكْفُرُوا « فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ » - وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ - وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ « وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى » ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 7).

3. وفي سورة النساء, قال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي « خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ » « وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا » « وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً » - وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ - إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا 1). كما هو واضح,, أنه يخاطب الناس "كل الناس" على أن مصدرهم هو نفس واحدة فقط, وخلق من هذه النفس زوجها (أبو البشر وأمهم). فإذا علم الإنسان أنه من نفس الأم والأب الذي جاء منهما الآخرون من إخوانه البشر, وبنفس الكيفية وفي نفس الظروف ويعيش ويموت كما يموت الآخرون, فمن أين تأتيه نعرة القبلية والقومية والعنصرية إلَّا إذا سفه نفسه وتملكه الشر من أبي العنصرية ومبتدعها إبليس اللعين عدو الإنسانية جمعاء, الذي قال لربه "أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"؟؟؟

4. وفي سورة الحجرات, بين الله تعالى أُوْلَى الضوابط التي على الإنسان تذكرها دائماً وهي إحترام مشاعر وكرامة وأسرار وخصوصيات الآخرين وعدم الإقتراب منها (لأنها حدود الله) فقال بمنتهى الدقة والتفصيل المبين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا « لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ » « وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ» - « وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ » « وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ » - بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ - «« وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ »» 11). بالله عليكم,,, كيف يتسنى للقبلية أو القومية أو العنصرية, أو التمايزات الإجتماعية من علم ومال وحسب ونسب ولون وجمال ,,, الخ أن تخترق هذا السياج المنيع الذي ضربه الله تعالى لحماية وحدة ومساواة الناس جميعاً؟؟؟

لم يقف الشرع عند هذا الحد فقط,, بل تعرض لأهم وأكبر محركات الفتن بين الناس حتى في ظل المساواة الكاملة التي توفرها الآية السابقة التي تُعْتَبر ليست كافياً لمنع سوء التفاهم وسوء الظن الذي قد ينشأ بين الناس مما قد يدعوا للتجسس أو الغيبة والنميمة والملاسنات والتطاولات,,, لذا تناولها بالتفصيل الدقيق وحذر من مغبة الوقوع فيها لأنها هي التي ستجلب المشاكل والتجافي والتدابر,,, التي قد تصل إلى الحروب والإقتتال, قال تعالى مُغلِّظَاً في النهي والتحذير للذين آمنوا به حتى لا تحبط أعمالهم, قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا « اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ » - « وَلَا تَجَسَّسُوا » « وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ؟؟» - وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ 12).

ثم بين لهم حقيقة خلقهم ذكراناً وإناثاً, ليس للتفاضل والتمايز والتعالي والتنافر والتدابر,,, وإنما خلقهم ليجعلهم شعوباً وقبائل ليس ليتقاتلوا ويتحاربوا ويعتدي بعضهم على بعض ويضرب بعضهم رقاب بعض,,, الخ, وإنما جعلهم كذلك ليتعارفوا فيما بينهم ويتعاونوا ويتحابوا فقفل دونهم باب العنصرية بل أوصده وجعل عليه ردماً, قال تعالى مبيناً ذلك الفضل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ - « إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى » « وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا » - «« إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ »» إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13).

5. وفي سورة الأنعام, قال: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم « مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ » فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ 98 ). فهل فقه الكاتب - ومن على شاكلته ورهطه - هذا التفصيل قبل أن يتجرأ على الصادق الأمين فينفث غيه وبهتانه وسوء أدبه عليه صلى الله عليه وسلم؟؟؟

6. وفي سورة فاطر, بين الله تعالى أصل الإنسان "كل الإنسان", بتفصيل يجعل من عاشر المستحيلات أن يقدم أحد منه على التعالي أو التكبر أو التعنصر على غيره من إخوانه الذين خلقوا من مادته ولا شيء فيه يميزه عنهم ويفضله عليهم إلَّا التقوى وهذه علمها عند الله تعالى الذي قال لهم: (وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ 11). إذاً,,, أين تلك العنصرية والقومية والقبلية التي إدعيتها على الإسلام يا هذا وكيف إستطعت أن تفتريها كذباً على الله ورسوله وأنت أجهل خلق الله بها؟؟؟

7. وفي سورة الروم, مخاطباً كل الناس, قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ 20), ثم قال: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ 40), كذلك قال: (اللَّهُ الَّذِي - « خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ » « ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً » « ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً » - يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ 54). فهل تعرف من إنسان – أيها الكاتب النبيه – إنساناً في الوجود كله خرج من هذا السيناريو وله مسار غير هذا البرنامج الذي أوحاه الله تعالى ونرى فعاليته في كل لحظة من لحظات حياتنا؟؟؟ ..... فماذا يعني هذا بالنسبة لمن يحمل شيئاً من علم مشبوه على متنه,, مع كثرته وعلله, وهو لا يدري أنَّ جهله بحقائق ودقائق الأمور يجعله كمثل الحمار يحمل أسفاراً؟؟؟

8. وقال الله تعالى في سورة غافر: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 67). أليس هذا هو الحق المبين الذي لا يخطئه عاقل ولا مخبول؟؟؟

9. وفي سورة النحل قال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ 70), ثم قال: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 93).

10. فأنظر هنا إلى قيمة النفس البشرية عند خالقها, لدرجة أن الذي يقتل أو يتسبب في قتل نفس واحدة فقط من البشر دون وجه حق يعتبر عند الله تعالى كأنه قتل الناس جميعاً, وبالمقابل, إن أحياها فذلك عند الله كأنما أحيى الناس جميعاً,, صور ذلك في قوله تعالى في سورة المائدة: ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ 32).

يظن الجاهلون المجهلون أن الله تعالى – عندما يدعوهم لعبادته وطاعته – أنه يحتاج إلى تلك العبادة, وأن عدم طاعتهم له يقلل من ملكه وسلطانه عليهم وعلى الكون كله أو أن طاعتهم ستزيد من ملكه وسلطانه شيئاً,,, بل على العكس من ذلك تماماً لأنه إن كانت مشيئته الطاعة المطلقة لما إستطاع مخلوق أن يخرج عن مشيئته فهو الذي قهر من هم أكبر منهم وأبقى كالسماوات والأرضين والجبال والنجوم والبحار والوحوش الكواسر والطيور الجوارح،، الخ.

ولو لا أن الله تعالى يرأف بالناس من أن يهلكوا أنفسهم بالتعرض لغضبه وعذابه بوقوعهم في الفتن التي يجريها عليهم إن أوقعوا أنفسهم في مصيبة الكفر, لأغدق عليهم النعم الكثيرة ليوسع عليهم دائرة الإبتلاء, وهم لا يدرون ما سيقع لهم جراء هذا الكفر. فلولا ذلك لأعطاهم – بعد كفرهم - الدنيا كلها ومتعهم فيها ما لم يمتع به غيرهم من المؤمنين إستدراجاً لهم وتأكيداً بأنه سبحانه لا تعني الدنيا عنده شيئاً يذكر.

صور الله ذلك الخطر على الكافرين في سورة الزخرف, قال: (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ 33), (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ 34), (وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ 35). فالإنسان هو الذي يحتاج إلى عون الله تعالى ليجنبه ورطة الكفر ويفتح عليه أبواب كل شيء إستدراجاً له ثم يجعل مصيره إلى النار يوم القيامة.

ولا يزال للموضوع بقية

تحية طيبة للقراء

بشاراه أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاديان والاحزاب
الرصافي الكردي ( 2015 / 12 / 10 - 21:05 )
نفس السياسات التي سلكتها الاديان سلكتها الاحزاب السياسية وتقول في مناهجها ومبادئها ان لا فرق بين الغني والفقير الا بقدر ما يقدمه للحزب وكذلك الكادحون والفلاحون الفقراء وابناء الاقليلت يهرعون الى صفوف تلك الاحزاب وخصوصا اليسارية وانت يا سيد بشارة لم تاتي بحجة مقنعة ولا طرت او اشرت الى معجزة لنفرق بين الاحزاب التي يشكلها اشخاص وبين الاديان التي يعلنها من يسمي نفسه النبي او الرسول ..( نفس الطاسة ونفس الحمّام ) ..


2 - الأحزاب نقيض الأديان 1
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 11 - 06:29 )
لا, ليس صحيحاً مقارنتك لسلوك الأديان بسلوك الأحزاب السياسية,, لأن الأديان تأتي مِمَّن يعلم الماضي والحاضر والمستقبل, وهو المسيطر على الكون كله ويعرف إحتياجات كل باعوضة أو ما دونها من خلقه ولا يعوزه تمويل أو ميزانية أو حصار وعائد,,, وهو إن قال فعل.

أما الأحزاب, فهم لا يعرفون عن الماضي شيئاً إلَّا ما كتب لهم عنه ولا يملكون معايير لتدقيق ذلك العلم, والحاضر بالنسبة لهم يتحول في التو واللحظة إلى ماضي, فالذي يقول كلمته في إجتماع تصير تاريخاً ماضياً قبل أن يرد عليه الآخر في نفس الجلسة, كما أنهم لا يملكون شيئاً عن المستقبل القريب فضلاً عن البعيد, كل تطلعاتهم للمستقبل هي نتبئية forecasting وكل موازناتهم حتى التشغيلية كذلك,, وبالتالي فإن ما تقوله الأحزاب – حتى في أحسن حالاته هو -إدعاء وتخمين- وليس قول, لأنهم لا يملكون تصريف الأقدار.

أولاً: يا عزيزي,, أنا لست معنياً بسلوك البشر عموماً وإنما – كما تلاحظ في كل كتاباتي – أناقش كل من يحاول جعل الأديان شماعة يعلق عليها إخفاقاته وتجاوزاته التي بها يكون مشاركاً -أصيلاً- في فساد البر والبحر سواءاً أعلم بمسئوليته وإعترف بها أم مارى فيها.

... يتبع ...


3 - الأحزاب نقيض الأديان 2
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 11 - 06:46 )
... تكملة ...

وهذا يعني أننا جميعاً في هذا الإخفاق والتقصير سواء, مع تفاوتات مختلفة نسبياً , ولكننا جميعاً مدانون حتى ولو بالتكاسل أو التباطؤ في السعي الجاد للإسلاح والتقويم أو على الأقل -الإستنكار-.

لذا ما يعنيني أولاً هو إثبات أنَّ الأديان -السماوية- كلها دون إستثناء تلتقي عند نقطة واحد فقط لا غير ألا وهي (الحرية والمساواة والإصلاح) وهذا لا يتحقق بدون إيمان وإلتزام. فلم يحكِ التاريخ أن هناك نبي أو رسول كانت لديه قوائم اسعار يبيع بها منهجه أو له نظام جباية ليعود بها على نفسه وأهله وذويه, أو له أجندة خاصة, أو أعلن نفسه إمبراطوراً على غيره, حتى من كان منهم ملكاً كداود وسليمان لم يميز نفسه ويمجدها,, فداؤد عليه السلام (كان يأكل من عمل يده),, كحداداً يصنع القدور والجفان والتماثيل ليأكل من ثمنها ولا يأكل من مال الله الذي إستخلفه فيه لأنه حق الناس.

ثانياً: مشكلة الإنسان الأساسية -الجدل والجدال- وتقليب الأمور وخلط الأوراق إما ليخفي جهله وعجزه أو ليتهرب من تبعة جَرْحِهِ وجنوحه,,, وبالتالي يحاول دائماً التملص من المسئولية ثم إلصاقها بغيره, لذا نراه كثير الجدل والتبريرات والمخالفات.

يتبع.


4 - الأحزاب نقيض الأديان 3
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 11 - 07:04 )
... تكملة ...
ثالثاً: الأحزاب كلها -دون إستثناء-, هي مؤسسات إستثمارية من العيار الثقيل, تستثمر في السياسة, حيث أن رئيس الحزب هو رئيس مجلس الإدارة والسكرتير هو المدير العام, وأعضاء الحزب هم المساهمون (حملة الأسهم) والهدف الإستراتيجي -السلطة-, والزبائن -الجماهير الكادحة المغلوبة على أمرها-, والسلعة -شراء مكاسب سياسية وأصوات ونفوذ-,, ورأس المال هو -الوعود الفارهة بما ليس موجود أو معهود أو مقصود-, والنتيجة في كل الأحوال -عموماً- واحدة,, إذ لم نجد أو نسمع بأن حزباً حقق أهدافه ووصل إلى السلطة نفذ ما وعد به أو تذكره, ولم يفقد هذه السلطة والناس كانت راضية عنه. فالأديان تعطي بلا مقابل والأحزاب تأخذ بلا مقابل إلَّا القليل وهذا بالطبع نادر جداً حتى لا نقول إنه معدوم.

إذاً,, كل مسعاي أن يرى الناس عن قرب وبالتفصيل مناهج كل الأنبياء والمرسلين, ليدركوا أنها سليمة وفيها سعادتهم في الدنيا -لمن أراد الدنيا-, وفي الآخرة -لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن-, وأن الأديان لم تجبر أحد على إعتناقها, بل تركت له الخيار -الحر- فقط راقبت السلوك العام الذي يتأثر به الآخرون فوضعت له الضوابط والحدود

يتبع ...


5 - الأحزاب نقيض الأديان 4
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 11 - 07:36 )
... تكملة ...

الأحزاب تقول بما يناقضه سلوكها, تقول لا فرق بين غني وفقير, فتميز الغني بالمحسوبية, وتنادي بالمساواة وحق المواطنة فتنقضها بالولاءات والمحابات والفساد وأهم أداتين فعالتين هما:
-العنصرية- الحزبية الطائفية,
وتبادل المصالح.
فالأحزاب -في الغالب- محل شك أكثر منها محل ثقة حتى من أتباعها, ولكن لعدم وجود البديل أو للأمل في -غد أفضل-, يساير الناس الأحزاب -كشر لا بد منه-..

فتعدد الأحزاب يعني إنقسام المجتمع, والتنافس الحزبي والدعايات الحزبية دليل مادي على عدم سمة الكمال لأي من المتنافسين وبالتالي يكون الإنتماء لحزب معين -ظني- وليس يقين قطعي.

أما أنا شخصياً لا ولن أتبع أو أنتمي – يوماً من الأيام - إلى حزب أو طائفة, أو تكتلات بشرية ذات منهج هوائي بأجندة مزيفة خارج إطار الشرع الذي ليس له هوى ولا مصلحة يحرص عليها فتتأثر معاييره ويختل ميزانه وفقاً لهواه. سواءاً أكانت دينية أو دنيوية لقناعتي بأن المنهج ليكون -قسطاً- لا بد أن يكون مشرِّعه من خارج نطاق المخلوقات كلها التي لا بد وأن يكون لكل منها مصلحته وهواه الذي يجعله يتأرجح ما بين الخير والشر .

والدساتير دليل على حاجة الناس للدين.


6 - اقتباس
محمد عثمان ( 2015 / 12 / 11 - 07:48 )
اقتباس - لم يقف الحال مع زيد عند رسول الله إلى هذا الحد من التكريم, بل وزوجه النبي من إبنة عمته السيدة -زينب بنت جحش- ذات الحسب والنسب القرشية,, رضى الله عنها. ثم طلقها زيد لعدم قدرتهما على الإستمرار في حياة زوجية سعيدة, فزوجه النبي حاضنته أم أيمن -

واريد ان ازيد على هذا واقول ان الرسول(ص) استمر في تكريم زيد حين حرّم التبني بامر من رب العالمين جل جلاله ففُصِخَ عهد التبني بين الرسول وزيد وحرِم الأخير من ان يرث الرسول ولكن هذا لم يغير الحب والعاطفه بينهما بدليل ان الرسول وبامر رباني تزوج طليقة ابنه السابق والذي لم يعد ابنه شرعيا , وهذا تكريم اخر لسيدنا زيد.


7 - أريد أن أذكر م.ع. ،، بدون إقتباس!!!:
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 11 - 12:14 )
أولاً: رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي خطبها لزيد وأصر على ذلك:

أنظر وأفهم:

انطلق رسول الله ليخطب لزيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش رضي الله عنها فخطبها، فقالت: -لستُ بناكحته-. فقال رسول الله: - (بَلْ فَانْكِحِيهِ .( قالت: يا رسول الله، - أاُؤمَرُ فِيْ نَفْسِيْ؟ - ... فبينما هما يتحدَّثان، أنزل الله تعالى قوله على رسوله في سورة الأحزاب: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا (36
فقالت رضي الله عنها: -رضيتَه لي يا رسول الله منكحًا؟- قال رسول الله: (نَعَمْ). قالت: -إذن لا أعصي رسول الله ، قد أنكحته نفسي-.

السؤال المهم الآن للذين ليس في فكرهم شيء سوى ما بين رجليهم من الذين يعبدون ما بين رجلي النساء,,, هل الرجل عادةً يزهد في الفتاة -البكر- ويزوجها غيره ثم بعد ذلك يطمع أو يرغب فيها بعد أن قضى غيره منها وطراً فأصبحت ثيباً؟؟؟

أليس منكم رجل رشيد!!!

قلنا لكم ولكنكم لا تفقهون حديثاً (الذهب يزيده الطرق بريقاً ولمعانا وتألقا) !!!


8 - كلام بذئ
محمد عثمان ( 2015 / 12 / 11 - 18:59 )
اني اترفع عن تلويث لساني بنطق كلام لم يعلمه لي ديني دين الاسلام الحنيف, الحمد لله اني اعبده الواحد الاحد القهار المذل. من السهل السب والشتم ولكن يبدو ان من الصعب على البعض ان يقتدو بحديث الرسول [ص] سباب المسلم فسوق وقتاله كفر صدق رسول الله. الاخلاق تنبت كالنباتِ اذا سقيت بماء
المكرماتِ.


9 - السيد بشاراة احمد
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 12 / 11 - 19:12 )
احم احم نحن هنا .. ارجو من زميلنا القدير بشاراة احمد ان ينورنا عن صور واقصد سور كما ياتى سورة التوبة الاية 5 و 12 و 29 و123 هذا غيض من فيض وكذلك
سورة التوبة الاية 12
سورة محمد الاية 4
.................................
https://www.youtube.com/watch?v=QDGg_CzzDuw
اسمع هذا الرابط حتى لا تزوروا التاريخ تشوهوا الإنسانية.. اسمع الحقائق..
اما انا فلست طرف فى الامر
احتراماتى


10 - أخي الكريم محمد عثمان :
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 12 - 04:37 )
أولاً: راجع تعليقك جيداً, ستلاحظ فيه صيغة التهكم واضحة – قد لا تكون مقصودة منك – ولكنها تبدوا كذلك, خاصة وأن هذه الصيغة التي قلتها هي شبهة أو تكاد تكون نفسها التي يلوكها المبطلون الفاسدون الذين قصدتهم بالتوبيخ الذي أزعجك.

ثانياً: دعنا نراجع معاً تعليقك لنرى إن كان فهمنا له خطأ أم فيه ما يبرر تقييمنا,,, فيما يلي:

1. لم يحرم الرسول الكريم التبني -كما تقول-, وإنما الله تعالى هو الذي حرمه بآية كريمة,
2. لم يُفسخ عهد النبي لزيد -إن العهد كان مسئولاً-, والنبي لا يفسخ العهود, وإنما حُرِّم التبني بتشريع قرآني من الله الذي لا يسأل عما يفعل,

3. لم يُحرم زيد شيئاً, بل كان تكريمه مباشرة من عند الله تعالى إذ ذكره بإسمه في القرآن الكريم, وإن كان هناك حرمان من ميراث يكون النبي هو المحروم لأن زيد قد مات قبله, علماً بأن إلغاء التبني بالضرورة يلغي التوارث لأنه ليس إبنه من صلبه.

ثالثاً: قولك (... لم يغير الحب والعاطفه بينهما بدليل ان الرسول وبامر رباني تزوج طليقة ابنه السابق والذي لم يعد ابنه شرعيا , وهذا تكريم اخر لسيدنا زيد). هل تجد لهذه العبارة معنى أقرب من التهكم؟؟؟

تحية خالصة لكل مؤمن موحد:


11 - وقفة للتامل!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2015 / 12 / 12 - 07:12 )
الاخ الكريم بشاراه احمد المحترم بعد التحية:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ** كما ان عين السخط تبدي المسآوئا
ان اجبار زينب بنت جحش على الزواج من زيد بن حارثة هو علم مسبق بان العشرة الزوجية لن تدوم لان الزواج الذي لا يقوم على الحب والرضى المتبادل هو زواج فاشل وان مآله الفرآق. اما قولك لماذا لا يتزوج محمد زينب وهي بكر والبكر افضل فهذا تبرير لا قيمة له لان لذة البكارة وقتية وهي لذة لمن لم بعاشر الجنس ابدا كـ الزوج والزوجة الذان لم ينذوقا لذة المعاشرة. لو ان البكارة لها مفعول حيوي لاختربت العلاقات الزوجية في اول اسبوع من الزواج.ان اجبار زينب على الزواج من زيد هو ترضية خواطر فقط لان الزواج لم يتم عن رضى. اخي الكريم ان الغاية تبرر الوسيلة لذى لما تزوج محمد منها الغى التبني.ان السياسات تبنى على المصالح وقد تتطلب تضحيات وقتية او حتى ابدية.ان تاريخ المسلمين حافل بكذا حوادث.لقد اجبر المامون الخليفة العباسي الامام الرضا على الزواج من ابنته ام الفضل ليس حبا فيه بل هو وسيلة لاغتياله باسهل الطرق.ان الحل الامثل لهكذا حوادث هو التسليم بان الله هو من امر بذالك ولا راد لامره وليس تبريرات غير منطقية.


12 - أخي فهد العنزي ... الغاية يبررها السلوك 1
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 12 - 09:38 )
أولاً: أنا في يقيني بأنه لا يوجد من هو أكثر نفاقاً من المبررين, وقد ذكر الله ذلك ضمن صفاتهم حيث قال -وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون-, وكان ذلك هو سبب مرض قلوبهم.
ثانياً: قول الله وشرعه ومراده يجب أن يتدبر ولا يؤول أو يبرر, حيث يصبح عندها -تألهاً عليه- وهو إشراك نفسه مع الله في حكمه,

ثالثاً: الإستنتاج الذي تفضلت به -لا شك- وارد,,, ويمكن أن يكون منطقياً في الحالات العادية بعيداً عن محيط الشرع وقت التشريع,, ولا تنسى أن الله تعالى قال إنه إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة, فباعوا عن رضى وقبول فربحوا البيع, وبالتالي قد إعترضت السيدة زينب في البداية ظناً منها أن الأمر كان عرضاً فيه قبول ورفض مكفول لها بحرية الإختيار, ولكن عندما علمت أن الأمر تكليف من ربها قبلت به, ولكن هوى النفس والوجدان خارج نطاق السيطرة, فلم تستطع -عملياً- قبوله كشريك لحياتها الحميمية ولكنها لم تسعى هي للطلاق منه, ولم يزهد زيد فيها ولكنه أيضاً ضحى بها من أجلها حتى لا يكون سبباً في تعاستها. خاصة وأن المراد من هذا الزواج بهذه الطريقة التي بني عليها تشريع قد تم المراد تماماً.
... يتبع ...


13 - أخي فهد العنزي ... الغاية يبررها السلوك 2
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 12 - 10:22 )
... تكملة ...

ولم يغفل رسول الله ولا ربه عن التضحية التي كُلفت بها السيدة زينب في سبيل دينها وطاعة ربها ورسوله فإستحقت بذلك المكافأة والتعويض الذي كان بزواجها من رسول الله الأمين.

رابعاً: تذكَّر أن النبي نفسه كان دائماً هو المقصود بشخصه في تطبيق التشريعات الخطيرة التي لن يجروء أحد غيره عليها,, وبالطبع لن يتركها أهل الزيغ تمر بلا وقفة عندها والتشكيك فيها, بدءاً بالقبلة وتحويلها من بيت المقدس إلى البيت الحرام أثناء الصلاة, مروراً بإلغاء التبني, ثم بزواجه من زينب, وقد كان الأمر بالنسبة له ثقيلاً للغاية على نفسه حتى أن الله تعالى عاتبه فيه بقوله (وتخفي في نفسك ما الله مبديه, وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه),

خامساً: بغض النظر عن اللذة والمتعة الجنسية,, فالإنسان عادةً يفضل الفتاة البكر التي لم يطمسها أحد قبله على الثيب, والذين لا يهمهم مثل هذا الترتيب هم الأقل نسبياً,,, إنها النفس البشرية, كما أن هناك متعة أخرى لدى الشخص وهي أنه لا يريد أن تعرف زوجته أحداً قبله أو بعده وإن طلقها طلاقاً بائناً. فالله تعالى بشر المؤمنين بالحور العين بأنه (... لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان ...).

يتبع.


14 - أخي فهد العنزي ... الغاية يبررها السلوك 3
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 12 - 10:36 )
... تكملة ...
سادساً: إن القول بأن النبي ضحى بإبنة عمه زينب ومشاعرها ترضية خواطر فقط,, فهذا ظلم لا يختلف حوله إثنان, ومن عاشر المستحيلات أن يصدر عن رسول الله محمد, كما أن زيداً نفسه لم يطمع أو يطمح أو يطلب من النبي أن يزوجه -زينب- لأنه يحبها ولن يستطيع العيش بدونها,,, وإنما كانت تكفيه أي فتاة أخرى غيرها مثلاً -أم أيمن التي أصبحت زوجته بعد ذلك وأم ابنه أسامة-,, ولكن الشرع ليس فيه جبر خواطر وأهواء.

أما القول بأن -الغاية تبرر الوسيلة-, هذا القول يجافي الشرع تماماً, فالمؤمن لا ينادي بها ولا يقبلها أو يعمل بها لأن الغاية يبررها السلوك. فالغايات السياسية لا تبنى فقط على المصالح, وإنما تبنى أيضاً على الإنتهازية والنفاق والتبريرات التي تسوغ لها, وهذا شأن البشر. والخليفة العباسي المأمون أو غيره بشر غير معصوم,, ومن ثم,, لا يقاس الإسلام ويراجع بعمله,, وإنما يقاس ويراجع عمله بالإسلام,, فإن فعل شيئاً يتعارض مع هديه فهو رد ومحسوب عليه والإسلام يتبرأ منه ومن عمله.

فالإسلام ليس وصياً على أعمال وسلوكيات وإجتهادات الناس سواءاً أكانو مسلمين أو غير ذلك. كل نفس ما كسبت رهينة.

لك وللقراء خالص التحية


15 - الحكم بالظن لا شرع له
محمد عثمان ( 2015 / 12 / 12 - 13:44 )
اقتباس :
راجع تعليقك جيداً, ستلاحظ فيه صيغة التهكم واضحة – قد لا تكون مقصودة منك – ولكنها تبدوا كذلك - انتهى.
لقد بدى لك يابشاراه اني اتهكم وظننت الظنون واتهمتني واتهمت الاخرين باننا نعبد بظر المراه[ استغفر الله العظيم]
لقد خرجت عن طورك وتلفظت بارذل الالفاظ وحكمت بكفر الاخرين وانت في مرحلة الظن والشك , لقد اصدرت حكمك بدون دليل دامغ فهلكت واهلكت. وهذا ما نسميه بالارهاب. هل فهمت مصدر الارهاب الان؟
انت غير مؤهل لحمل شعلة الاسلام العادل السمح الصبور. احزم حقائبك ياهذا واترك هذا الامر للمسلمين الذين يخافون على دينهم والذين يصونون اعراض الغير ويحقنون دمائهم.


16 - هكذا تستقيم الأمور!!!
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 12 - 17:40 )

الآن يا محمد عثمان


الآن قد إستقامت الأمور بحمد الله وتوفيقه!!!


تحية طيبة للقراء الكرام

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah