الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا عبد الله استرني يا عبد الله انكحني !

محمد بن زكري

2015 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رُبَّ ضارةٍ نافعة ، فبقدر ما كانت جرائم داعش صادمة و مرعبة ، كما بدت في وحشية و همجية ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و سوريا ، بقدر ما كشفت الستار عن حقيقة الشريعة الإسلامية ؛ لجهة وحشية و لا إنسانية أحكامها ، و مجافاتها لقيم الحضارة و السلوك السوي و الحس السليم و حقوق الإنسان . و كمثل لذلك : جواز سبي النساء ، و جواز ملك اليمين ، و جواز الرّق في الشريعة الإسلامية .
وما الفتوى التي أصدرها الشيخ ياسين العجلوني سوى غيض من فيض الفتاوى الإسلامية التي تبيح سبي النساء و ملك اليمين و الاتجار في الرقيق (الإماء و العبيد) ، و عبثا هي تلك الدفوعات التي يحاول أصحابها إرجاع مثل هذه الفتوى إلى شذوذ بعض شيوخ و علماء الدين الإسلامي ، فالواقع أن الشذوذ يكمن في الشريعة الإسلامية نفسها .
يبدأ الشيخ ياسين العجلوني فتواه بقوله حرفيا : نيابة عن علماء الإسلام في الشام ، علماء سوريا ، أصدر الفتوى بجواز أن تطلب المرأة السورية من الرجل المسلم القادر على كِسوتها و سُترتها و إيوائها ، يجوز لها أن تطلب منه أن يُدخلها في عقد مُلك اليمين كي تصير مُلكا ليمينه .
و يدلل على صحة فتواه - بجواز أن تدخل المرأة في عقد ملك اليمين ، فتصبح (أمة / جارية) للرجل - بعدد من الأحاديث النبوية ، فيقول بالنص : و في الحديث الذي رواه البخاري " و يُرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة ، يلُذن به ، من قلة الرجال و كثرة النساء " و لقوله صلى الله عليه و سلم " إذا عمت الفتنة ، ميّز الله أولياءه ، حتى يتبع الرجلَ خمسون امرأة ، تقول : يا عبد الله .. استرني يا عبد الله .. آوني - و في الرواية - تقول له انكحني " .
و يبين الشيخ العجلوني أنه يفتي بجواز استرقاق النساء السوريات (حفظا لفروجهن و أمنهن) ، فيمضي من ثم ليقول بالنص الحَرفيّ : يجوز لهن أن يطلبن الدخول في عقد زواج ملك اليمين ، بحيث يصير هذا الرجل سيدا لها ، و تصير هي مُلك يمينه ، و تطبق فيها أحكام ملك اليمين ، التي أكدها الله تبارك و تعالى في قوله " إلا على أزواجهم و ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين " فعلة الحكم الشرعي أن تصير المرأة في حكم ملك اليمين .
و يخلص الشيخ العجلوني في فتواه الشرعية إلى قوله : و من ثم بعد أن تصير هذه المرأة ملكا ، له بعد أن تقول له " ملكتك نفسي بعقد ملك اليمين " تصير هذه المرأة مولاته ، و يصير هو سيدها ؛ فتصير هي أمَةً له ، و جاريةً له ، و خادمةً له . عليه كسوتها ، و عليه حفظها ، و عليه رعايتها صحيا و بدنيا ، و عليه نفقتها و نفقة من في حياضها من ولد أو أخ أو غير ذلك ، فإذن يدخل هؤلاء (يقصد ابنها أو أخاها أو تابعها) في حكم ملك اليمين ، بعد أن تصرح هذه المرأة بهذا اللفظ " ملكتك نفسي " ، وهذا يكون مقابل اجر معلوم مقابل مبلغ معلوم يدفعه هذا الرجل المسلم المقتدر ... #
و نُلاحظ أن الشيخ المفتي قد تعمد في فتواه أن يخفف على النساء السوريات من شدة وقع المفهوم العبودي لمُلك اليمين عليهن ، فوصفه بأنه (زواج ملك اليمين) . و الحقيقة هي أن العلاقة بين الرجل و المرأة في (ملك اليمين) ليست على الإطلاق (علاقة زواج) ، بل هي (علاقة تسرّي) ، أي أنها علاقة استعمال و استغلال جنسي بحت .. مقابل الإيواء و الكساء و الغذاء ، فليس للأمَة أو الجارية في الشريعة الإسلامية أي حق من حقوق الزوجة الحرة . هذا أولا ، و ثانيا .. فإنه حسب فتوى الشيخ ، لا تقتصر عبودية دخول المرأة في عقد ملك اليمين عليها وحدها ، بل تتجاوزها إلى ابنها أو أخيها أو أختها من الأطفال القصّر أو غيرهم - ربما قريب بالدم أو حتى خادمة تتبعها - فيكونوا جميعا مُلك يمين للرجل المسلم الثري الذي دخلت المرأة (التي لابد أن تكون طبعا فتاة حسناء أو شابّة جميلة) في ملك يمينه .
و حتى ندرك مدى همجية و تخلف و لا إنسانية (مُلك اليمين) في الإسلام ، يكفي أن نشير إلى أنه من أحام ملك اليمين في الشريعة الإسلامية ، أنّ الأمَة (الجارية / العبدة / المملوكة) هي مُلك لسيدها - كأية دابة أو قطعة أثاث في بيته - يجوز له شرعا أن يبيعها ، و أن يهبَها ، و أن يتنازل عنها ، و أن يعيرها لغيره ، و أن يوَرِّثها ، و أن يدفعها في كفّارة ، فضلا عن حقه المطلق - أساسا - في معاشرتها جنسيا دون أن يكون لها حق الامتناع . و من أحكام ملك اليمين في الشريعة الإسلامية أيضا ، أن الأمة / الجارية (و كذلك العبد) ليس لها حق الميراث ، و أموالها و أملاكها و من قد يكون في تبعيتها .. هي جميعا مُلك لسيدها ، و أبناء الأمَة يرثون عن أمهم عبوديتها .. فهم مثلها إماء و عبيد لسيدها ، وديّة الأمة نصف ديّة الحرّة ، و من أحام ملك اليمين في الشريعة الإسلامية أيضا ، أن الأمة / الجارية ، لا عليها أن تغطي شعرها أو أن تغطي نهديها ، فعورة الأمة / الجارية ، هي كعورة الرجل من السُّرّة إلى الركبتين فقط ، و من حق من يرغب بامتلاكها أن يعاين جسدها - بكل تفاصيله - قبل أن يدفع ثمن شرائها من سيدها .
https://www.youtube.com/watch?v=6Wmixhycc-s










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت