الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلصابئة المندائيين. خوف غير مبرر من المجهول

وليد حنا بيداويد

2015 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



انعقد فى العاصمة الدانماركية فى الخامس من الشهر كانون الاول ديسيمبر 2015 المؤتمر الثانى للشهيد المندائى بحضور جمع غفير من المدعويين الى الموتمر وبحضور سعادة السفير العراقى وطاقم السفارة وممثلين عن الاحزاب والمنظمات المدنية والاديان، فى مدخل قاعة المؤتمر عرض الاخوة المندائيين الكرام صورا لكوكبة من الشهداء المندائيين البررة بين طفل وشيخ وعجوز وامرآة وشاب اغتالتهم ايادى الغدر والخيانة المتعطشون لدماء الابرياء ، فى مستهل المؤتمر القيت عدة كلمات ترحيبية من الاخوة المندائيين القائمين على ادارة المؤتمر وكذلك المؤتمرالاول وكذلك من الشخصيات المندائية الذين حضروا من مختلف دول العالم من استراليا والمانيا والسويد بالاضافة الى الدانمارك. تضمن المؤتمر الكرم الكبير الذى يتمتع به اخوتنا المندائيين من مختلف الاكلات العراقية والحلويات.
تلى بعد ذلك سعادة السفير العراقى فى الدانمارك ليلقى بكلمة ارتجالية تحدث بجراة وشجاعة عن الاخوة المندائيين واشاد بدورهم الكبير عبر التاريخ كبناة للحضارة العراقية القديمة وكشعب مسالم وكذلك كاحد كالاقليات القومية الوطنية المضطهدة كحال الاقليات القومية الاصيلة الاخرى الذين يتعرضون الى الاضطهاد العرقى والدينى كالازيدية والكلدانية الاشورية السريانية والارمنية والكاكائية التى تعانى الظلم وعدم الانصاف على ارض الوطن من قبل الاسلاميين . ليس من اتباع السلطة الحاكمة والمسؤولين فى البرلمان فحسب وإنما من قبل المتشددين والتكفيريين اتباع الجريمة المنظمة وتطرق سعادة السفير العراق خلال كلمته ايضا عن سيرة الامام على ابن ابى طالب كاحد الرجال الثوريين فى التاريخ الذى ناصر المظلومين واشاد كذلك بدور الاقليات القومية المسالمة الذين يتعرضون الى الاضطهاد والظلم والقتل والتشريد ومحاولة فرض الجزية او اعتناق الاسلام عنوة او القتل ، استنكر سعادة السفير العراقى مايجرى من ظلم واجحاف وقتل وتهجير واغتصاب لابناء الاقليات القومية فى العراق على يد مصاصى الدماء واكد ان العراق جميل باطيافه المختلفة ، جدير بالذكر ان سعادة السفير العراقى فى الدانمارك شخصية وقورة ومرموقة يتمتع بقدرعال من الثقافة العامة والوطنية العالية وله اطلاع واسع عن الاديان ويبحث هذا الرجل عن دواء شافى ليداوى به جرح الوطن النازف حاملا على اكتافه هموم الوطن ومعاناة ابنائه وفقرائه.
بعد ذلك بقليل كان على ان القى بكلمة على المؤتمريين كلمة الكلدان السريان الاشوريين والكنيسة الكلدانية وكانت الفرصة مؤاتية جدا ان استغل دقيقة واحدة بعد ختام كلمتى عن ماطرحه سعادة السفير وبشجاعة بالغة الذى تحدث عن الظلم والاجحاف الذى تتعرض له الاقليات القومية من ظلم التكفيريين واتباع الجريمة المنظمة والقادمون من وراء الحدود، فشخصت انا بدورى وتعليقا على الملاحظات الشجاعة منه اسباب الفوضى والاعتداءات المستمرة والقتل والتشريد ضد اتباع الديانات غير المسلمة والفقر المدقع والذى يعانى منه شعبنا العراقى وازدياد نسبة الامية وفقدان المستشفيات والدواء وتفشى الامراض وازدياد نسب الجريمة بشكل مثير والقتل وخلو البنك المركزى العراقى من العملة الصعبة وعدم دفع الرواتب لشهور عديدة وانعدام الامن والاستقرار ووجود شبكات ارهابية تجوب المدن والشوارع بدلا من الشرطة والامن..
فكان تشخيصى باننى القيت باللوم على الحكومة العراقية الحالية وتحديدا المسؤولين على ادارة الدولة والبرلمان ومن اسند اليهم المناصب كنواب لرئيس الوزراء وتاريخ بعضهم معروف خاصة اولئك الذين التجاوا الى بريطانيا واسميت البعض من الوزراء بالاسماء.. فالمضحك المبكى ان مشرف المؤتمر قاطعتنى وطالبا منى اختصار الكلمة لاسباب تخوفه من المجهول، انها المآساة بعينها يا سيدات وسادة ، مآساة كبرى ان يلاحق الخوف حتى فى بلدان الحرية اولئك البعض من الناس خائفون فى ابداء ارائهم، مآساة بعينها حقا ..وفى هذا الاثناء رد احد الشعراء الشعبيين من الاخوة الشيعة وبصوت عال مسموع قال لى وانا لازلت لم انتهى من القاء كلمتى قائلا (لماذا تشخص الحرامية من الشيعة فقط فلا تشخص الحرامية من السنة)؟ تصورت ان شاعرنا الشعبى سيعلق بكلمة مهمة ولم اتصور انه يدافع عن الحرامية من ابناء جلدته . شاعرنا الشعبى معروف لدى الاوساط الشعبية بطائفيته ، فكان جوابى وبكل هدوء ان كلهم حرامية مثلما انت تقول ذلك ايضا ،فانا لا اشخص الحرامى لكونه شيعيا وانما اشخصه لانه حرامى سارق فلا يهمنى اذا كان شيعيا ام سنيا ام غير ذلك . فلايهمنى طائفته وانما انا اشخصه انه حرامى يسرق قوت شعبى وبسببه تعم الفوضى فى بلادى..
رغم ان الحفل الاستذكارى لم يكن حفلا سياسيا لكن الاحداث والقتل والتهجير والظلم و عدم الاستقرار هى افرازات سياسية نتائجها حصد ارواح الشهداء من الاطفال البررة والنساء والشيوخ والشباب، لكن للانسان ايا كانت ظروفه ان يبدى قدرا من الشجاعة ويشخص الاخطاء والخلل خاصة عندما تسنح له الفرص بان يقول الحقيقة بعيدا عن المجاملات فيقول (السيد المسيح نادى من على السطوح عندما ترى اللصوص والحرامية ) فما هو الاشكال اذا ان لا نشخص الخلل كما يجب تشخيصه خاصة نحن فى بلاد الحرية ، اذا كان العراقيون الشجعان فى داخل الوطن يتظاهرون وينادون فى الساحات العامة وعلى مسامع ازلام الحكومة الطائفية وفى المقابلات التلفزيونية يبدون ارائهم بشجاعة ولا خوف فما بالنا نحن ان نخاف من الحرامية واللصوص واللذين سببوا لنا المآساة وبسسببهم تم تهجيرنا وتهجير عوائلنا.. الى متى الخوف يملئ قلوبنا وبطوننا .. بالمناسبة اود ان اشكر احد الاخوة المندائيين فى المؤتمر الاول للشهيد المندائى وعندما انتهت الجلسة الاولى قال لى ( يا ابنى لك كل الحق بما قلته فماء الهور لايزال يملئ بطوننا) اشارة الى الخوف الموروث من الاهوار، وبسببه بات اخوتنا المندائيين فى طريقهم الى الانقراض، هل نسى اخوتنا المندائيين ان شهدائهم رحمهم الله قد سقطوا نتيجة الفوضى وانعدام الامن والاستقرار ونتيجة تفشى الطائفية والتفرقة الدينية وبسببه قد هجروا من مناطقهم الاصلية تلك التى عاش فيها ابائهم واجدادهم وبسبب ذلك الخوف فقدوا حتى حرية استخدام اسمائهم التراثية والشخصية وبسببه يستخدمون الاسماء الاسلاميه من عباس واحمد وعلى وحسن وغيره مع جل احترامى لجميع الاسماء ايا كانت وكان مصدرها ولكننى اقصد ان لكل شعب خصائصه ويمتلك اسماء تراثية وحضارية يمتلكها إلا اخوتنا المندائيين نسوا تاريخهم بسبب الخوف الذى يلاحقهم حتى فى بلدان الغرب وبلدان الحرية.. فالى متى الخوف من المجهول؟ .
لقد نسى البعض من اخوتنا المندائيين ان جميع الجرائم التى ارتكبت بحقهم قد قيدت باسم المجهول، العشرات من الشهداء معروفون بتبعيتهم ولكن جميع الحالات ان الفاعل مجهول وكحال باقى الجرائم التى ارتكبت بحق الكلدان الاشوريين السريان والارمن والازيديين وبسبب افعال اولئك المجرمين قد تم تهجير الالوف من المسيحيين من بيوتهم سواء فى بغداد والبصرة قبل ان يتم تهجيرهم من دورهم وقراهم ومدنهم فى شمال العراق ومن الموصلتحديدا فتلك الجرائم قد بدآت فعلها فى جنوب العراق اولا لتصل لاحقا الى شمال العراق، لقد نسى البعض من اخوتنا المندائيين ان اخر الاضطهادات لم تاتى من اخوتنا السنة وانما من دواعش الشيعة القابعون فى البرلمان العراقى لاصرارهم على اسلمة الاقليات واصرارهم على اصدار قرار فى تبعية الاطفال القاصرين فى ماتسمى البطاقة الوطنية الموحدة ... فالى متى الخوف ؟
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10153268980823994&set=a.373806773993.153040.737923993&type=3&theater

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=799015.0
الى متى الخوف.. الا تشجع ارواح الشهداء المعروضة صورهم ان يدفع بالانسان ان يكون شجاعا ويمزق طوق الخوف الذى يعيشه ويخرج من ذلك المحيط الذى عاش فيه سنوات عمره لايتمكن من ابداء رايه بحرية ويكف عن مجاملة الاخرين.. اليست الصورة فى الرابط اعلاه دليلا مخجلا من ان العشرات الالوف من حالات العراقيين الذين يعانون ظلم واجحاف الحكومة واموالهم تسرق.. الى متى الخوف؟
اقول اننا اولى بنا ان نرفع اصواتنا عاليا بشجاعة ولا خوف وان ندافع عن ارض العراق لاننا ابناءه الاصلاء ، نحن بناة الحضارة وكتبة التاريخ وليس غيرنا
اعتذارى ان جاءت المقالة متاخرة قليلا بعض الشئ لانشغالاتى بامور اخرى
احتراماتى









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة رائعة تفيض إنسانية
ادوارد ( 2015 / 12 / 16 - 19:48 )
يعطيك العافية لاحساسك الرائع وشعورك وحسك الإنساني النبيل ؛ وللأسف العراق أصبح بخبر كان ؛ نتضرع للقدير أن يحمي بحدقة عينه سكانه المسالمين .


2 - شكرا
فريد جلَو ( 2015 / 12 / 17 - 00:58 )
شكرا لدقه وصفك وشجاعتك وكذلك لنقل ما دار

اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة