الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهكذا يكرم ضيف الحسين يا أهل الحلة؟ غدر الشيخ خطاب صالح الضامن

خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)

2015 / 12 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أن يدفع مجرما حياته ثمناً لجرم اقترفه أمر تقبل به الانسانية، لكن أن تزهق روح إنسان بريء انتقاماً لما اقترف غيره! فهذا ما لا تقبله كل القيم والقوانين الإنسانية والدينية في جميع أنحاء الأرض.

هذا ما حدث فعلا لضيف الحسين في مدينة الحلة، الشيخ والضابط المتقاعد خطاب صالح الضامن، حيث تعرض للاختطاف والقتل على يد عصابة طائفية إجرامية عندما كان ضيفاً مع أسرته عند إحدى عائلات مدينه الحلة، الحي العسكري شارع 80، في ليلة 27 -28 / 11 / 2015، وكان متوجها حينها للمشاركة في زيارة أربعينية الحسين التي استمر في تأديتها منذ التسعينيات.

نبذه عن حياة الفقيد المغدور.

الفقيد من مواليد 1964 في مدينة الشرقاط، أفنى هذا الرجل عمره وماله في أعمال الإصلاح الاجتماعي والعشائري والوطني والإنساني، أحب بلده العراق ولم يؤمن يوما واحد لا بالطائفية ولا العنصرية، وكنت شاهداً على العديد من مواقفه في هذا المجال وأود أن أدونها بكل صدق وموضوعية بهدف اطلاعكم على الحقائق محاولا توعية الموبوئين بالهستيريا الطائفية التي حولتهم إلى وحوش تقتل البشر على هويته الطائفية، ولا تميز بين من حارب القاعدة وداعش وقدم التضحيات وأنقذ عدد من جنود سبايكر، وبين عناصر القاعدة وداعش أنفسهم، فالكل هدف للقتل والغدر وفقا لهويته الطائفية ويا للأسف.


من مناقب الفقيد المغدور:

للفقيد الشيخ خطاب صالح الضامن العديد من المناقب، معظمها يتمحور حول نبذ السعار الطائفي البغيض الذي انتشر في العراق بعد 2003 نتيجة لانهيار الدولة العراقية والاحتلال وتفشي الفكر الإرهابي المتمثل بالتنظيمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش وغيرها.
عمل الفقيد مستنداً إلى قاعدته الشعبية المتينة في مدينة الشرقاط ومحافظة صلاح الدين عموماً، فقاوم إرهاب تنظيم القاعدة حينما كان آمراً لأحد أفواج الجيش العراقي للمدة 2005 – 2007 ففرض الأمن بقيادته الشجاعة وبجهود ضباطه ومراتبه، واستمر بأعماله الإصلاحية التي سنذكرها حتى وفاته مغدورا.

القصة التي أود عرضها لحضراتكم هي واحدة من عشرات القصص واكتفي بعرضها وحدها لضيق الوقت على أن أكمل نشر المتبقي من مناقب الفقيد في أوقات لاحقة.
إكرام عابر السبيل في ظل القاعديون والدواعش؟

في إحدى ليالي شهر 12 / 2013، وبينما كان الفقيد عائدا من تكريت، وعند انعطافة للنزول نحو مفرق الشرقاط شمالاً، شاهد سيارة تاكسي نوع اوباما،

يقول الفقيد وعندما أنار ضوء سيارتي على تلك التاكسي لمحت عيني عقال سميك (غليظ) فعرفت انه رجل من أهل الجنوب في السيارة، ونتيجة لتفشي الإرهاب في مناطقنا حينها واستهداف أبناء الجنوب قررت الوقوف محاولا إبداء المساعدة لهذا الرجل.

وبعد نزولي وسلامي على من كان في التاكسي، رأيت رجلا تجاوز الخمسون من عمره، يرتدي العقال والعباءة، وكان وقورا محترما لحسن بزته، سلمت عليه وسألته عن سبب توقفه ومن معه في هذا المكان الخطير في هذا الوقت فأجاب قائلا:

مرحبا بك أيها الأخ، نحن من مدينة الديوانية، ومعي ثلاثة من أقاربي كانوا جنود في الموصل، جرحوا هناك فاضطررت للمجيء ونقلهم إلى الديوانية، وكما ترى سيارتنا تعطلت ونحن بانتظار السائق الذي ذهب لطلب العون.

يقول الفقيد، فقلت لذلك الشيخ:

يا شيخ أنت تعلم خطورة الأوضاع الأمنية في مناطقنا، فالإسلاميون السلفيون الجهاديون يقتلون كل من يظفروا به من ألشيعه، ووجودكم هنا خطراً على حياتكم، فل تركبوا معي إلى الشرقاط وتحلوا علي ضيوفاً أعزاء، قال الفقيد أن الشيخ رفض الذهاب إلى الشرقاط مفضلاً البقاء في الطريق العام وإصلاح السيارة.

يقول الفقيد، كانت الأوضاع خطيرة وتأكدت حينها أن بقاء الشيخ ومن برفقته من الجرحى سوف يجعلهم فريسة سهلة للإرهابيين، فما كان مني إلا أن أعطيهم مفاتيح سيارتي ناصحهم بالإسراع في طريقهم نحو بغداد فالديوانية، وبعد بضع أيام اتصلوا بي شاكرين ممتنين فابلغوني ان سيارتي عادت إلى بغداد كما طلبت منهم.

لم أحط علما بهذه القصة من الفقيد، ولم اعرف بها إلا بعد حديث أهل الديوانية بها ووصول الخبر إلى الشرقاط فسألت الفقيد حينها فوافق القصه ورواها لي كما اوصلتها لكم بأمانه.
شكرا لكم ايها الكرام على القراءة والاطلاع واعدكم بان سوف أحدثكم عن قصص أخرى تتركز اغلبها حول حب العراق بجميع طوائفه وزيراته لمحافظاته الجنوبية وتردده على العتبات المقدسه، كيف لا والفقيد كان عراقيا ووطنيا اصيلا كما عرفة الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عمل بمليون صلاة.....وعمل بمليون جريمه
صلاح البغدادي ( 2015 / 12 / 17 - 04:38 )
الاستاذ خطاب...تحية
بالرغم ان ماوصلني هو ان الحادث جنائي ...وليس طائفي،الا انكم اقرب الى الحدث وبالتالي اقرب الى الحقيقه
في مقال لكم سابقا عن جدوى الحياة...تسالت مالجدوى؟
كل الاديان والفلسفات والعلوم لن تجيبك عن هذا السؤال..ولغاية ان نحصل على الجواب حتى ولو بعد مليار سنه،وسيلتنا لمعرفة جدوى الحياة،هي مافعله خطاب صالح مع من تعطلت سيارتهم وسط الطريق....فعل الخير
خطاب صالح عمل عملا بمليون صلاة...ومن غدروا به عملوا عملا بمليون جريمه
نعزيكم ...بهذا المصاب....وشكرا


2 - الى الاخ الاستاذ صلاح البغدادي
خطاب عمران الضامن ( 2015 / 12 / 17 - 20:19 )
الأخ الكريم والاستاذ الفاضل صلاح البغدادي، شكرا جزيلا لحضوركم الكريم والمعطر برحيق الانسانية الخالصه، نعم كما تفضلت الجدوى من حياة الانسان تتلخص في عمل الخير، هي في انقاذ ارواح الاخرين ومساعدتهم واشاعة روح التسامح وكل ما يجعل الحياة افضل،

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة