الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء عن الإيديولوجيا

موسى راكان موسى

2015 / 12 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


سأتجاوز في هذا الطرح المقدمات الطويلة التي إعتدنا عليها في تناول موضوع (( الإيديولوجيا )) ، و سأحاول قدر الإمكان أن تكون فكرة الطرح واضحة في هيئة مُوجزة أو مُختصرة .

(( الإيديولوجيا )) من أكثر المواضيع التي تم تناولها بكثرة و بعمق . و العجيب أنه على الرغم من ذلك ، إنتهى الأمر إلى الإتفاق على عدم الإتفاق بشأنها ؛ إذ إنتهى أمر (( الإيديولوجيا )) إلى الوقوع في الغموض و في بعض الأحيان فيما يشبه النكوص أو ما يقترب منه _حتى علت بعض الأصوات المنادية بالتخلي عن إستعمال كلمة (( الإيديولوجيا )) في الدراسات و الأبحاث_ . و لا إختلاف حقيقة حول كون (( الإيديولوجيا )) من المفاهيم الحديثة ، و التي تملك طابعا دلاليا للدلالة ذاتها ، مُعبرة عن الفترة التي ظهرت فيها و تناوبت عليها و فيها الأطراف المحسوبة على { الحداثة } ، بل و أصبحت كلمة وصفية كـ{ سلاح } ضد الخصم ، الذي بدوره يمكنه أن يرد بذات { السلاح } .

و بشكل عام ، لا يغيب عن أحد الصبغة السلبية التي طالت (( الإيديولوجيا )) ، حتى باتت تقترب عند البعض من أن تكون هي هي الشر المطلق ، لكن يغيب عن الكثيرين الطابع الإيجابي الذي يكمن في (( الإيديولوجيا )) ، أو من خلالها . لكن سواء السلبية أو الإيجابية التي طالت (( الإيديولوجيا )) ، فقد كان المقصود منها الجانب المعرفي أو الثقافي أو القيّمي .

هناك جانب يكاد يكون مطلق في غياب ذكره حين يتم تناول (( الإيديولوجيا )) ، هذا الجانب هو الجانب الشعوري أو العاطفي _على الرغم من أن نيتشه هو الوحيد الذي تناول هذه المسألة على قدر من الوضوح نوعا ما ، إلا أنه لم يُسمها بالإيديولوجيا ، أو جانب منها_ .

[[ وقح جدا هذا الإدعاء القائل بأن المشاعر و العواطف بدورها تتأدلج ]] ، هذا الرد مُبرر ، بل منطقي في دفاعه ؛ إذ أننا بذلك ننتهك خصوصية هي بذاتها ذات طابع خصوصي ــ خصوصية تترادف إن لم تنطبق تماما مع { نزعة القوة } .

لأتطرف أكثر : إن الجانب الشعوري أو العاطفي يطغى على الجانب المعرفي أو الثقافي أو القيّمي في (( الإيديولوجيا )) ، بل إن الجانب الشعوري أو العاطفي هو من تكون له الكلمة الفصل في أحايين كثيرة .

في المنطقة العربية ، حاليا ، يدور الحديث عن الصراع ( السني – الشيعي ) ، و هو صراع إيديولوجي _بغض النظر عن الخلفية الطبقية أو الحقيقة الطبقية الكائنة و الكامنة خلفه_ ، و هذا يكاد يتفق عليه الجميع _وهذا ما يدفع للعجب ، كما للشك_ . و سيكون من السُخف حقا القول بأن هذا الصراع يقع في الجانب المعرفي أو الثقافي أو القيّمي بين أتباع الإيديولوجيتين ، إن الصراع في معظمه إن لم يكن في كله يقع في الجانب الشعوري أو العاطفي بين أتباع الإيديولوجيتين . فمن هذا { العاقل } الذي يجرؤ على أن يقول أن [[ الكراهية ]] القائمة بين جُلّ السنة و الشيعة في المنطقة ، مبنية على أسس معرفية أو ثقافية أو قيّمية ؟! ، هل قرأ و فهم جُلّ أتباع الإيديولوجيتين أمهات كتبهم ، أي حلّت فيهم الجوانب المعرفية و الثقافية و القيّمية ؟! .

تناول المشاعر و العواطف كجانب من جوانب الإيديولوجيا [ إذ هي ممكنة التأدلج ] ضرورة لفهم رصين و إقرار برنامج عمل سليم ، فأيا يكن الدواء الذي يتم وصفه ، يبقى الجهل بتشخيص الداء ، داءا هو الآخر ــ بالتالي لا يؤدي الدواء الموصوف إلا إلى مضاعفة الداء . و لا تقتصر المشاعر و العواطف _كما في الإستشهاد السابق_ على [[ الكراهية ]] ، بل و تشمل كل المشاعر و العواطف : الشفقة ، تأنيب الضمير ، السعادة (... إلخ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ