الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصه ألاسطوريه الكامله للهروب من سجن الحله المركزي1967

وجدان المعموري

2015 / 12 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


‎إكتسبت التنظيمات الشيوعيه في العراق خبرة قل نظيرهافي عمليات الهروب الجماعي من معتقلات ألأنظمه القمعية والدكتاتورية المتعاقبة في حكم العراق،الى الحدالذي أصبحت تجارب يحتذى بها،تلقن،للمناضلين لتكون واحدآ من أهم الوسائل الثوريةالباسله،لمقارعةالنظم الشموليةوتسلطها،وقدكنت مهتمآ ومازلت في دراستهاوالوقوف عندبطولاتهاورموزهاالتي أقلقت مضاجع رموز الجلادين كثيرآوإستغرقت طويلآقبل الشروع بالكتابة عنهالأبدأبالقصة البطولية ألأسطورية الكامله لحفرنفق الهروب من سجن الحله المركزي عام1967،الذي يحاول ألأعداءالتقليل من قيمتهاالبطولية التأريخية،حيث يعودوابنجاحها لضعف النظام آنذاك وليس لبسالة المناضلين الشيوعيين،والحكاية بدأت أوائل تموز عام1967عندمابدأت ثلة باسله من مجاهدي الحزب الشيوعي العراقي المعتقلين في سجن الحله المركزي وهم المنفذون(عقيل كريم حبش،الملازم فاضل،كمال المدني أوكمال كماله،وحميدغني جعفرالملقب جدو)وألأخيرلازال حيآيرزق وماركسيآمنظبطآيقيم في مدينة الكاظمية حاليآ وكان يديركشك السجن الواقع بين باب القلعة القديمة والقاعة رقم(7)أماالمشرفون فهم(ألشاعرمظفرالنواب،حافظ رسن،حسين ياسين)وعملت المجموعتين على ضبط مسافات الحفر وإستقامتهاوإختصت ألأخيرة بالحصول وبشتى ألأساليب على صورشخصية للرفاق وعمل هويات مزوره لأستخدامهاحال نجاح عملية الهروب الجماعي،إضافة لمهمة الحفروسريته وبعدألاتفاق على مكان بدءالحفر(غرفة الصيدليه المتروكة)مغادرون لفكرة البدءمن غرفة المطبخ ،بدأألعمل بالحفرمن مانهول وبأدوات بسيطة بدائية كالسكاكين وملاعق الطعام وبعض قطع الحديدالصغيره،كان العمل في حفرالنفق ليلآليلامس الفجر،بعدهايلتحق الرفاق كل في عمله المكلف به من قبل إدارة السجن واستمرعملهم هذا(58)يوم عمل حقيقي في حين أمتدت الفتره الكليه عملأمتقطعآمايزيدعلى ال(130)يوم،وكانت مشكلة التراب المتجمع من اهم وأصعب ماواجه المنفذون من مصاعب،وكانواتخلصوا منها عن طريق تعبئتها بعلب السكائرالفارغة وعلب التايد التي لم تكن تفي بغرض الخلاص من أطنان الأتربة المتجمعة ألأمرالذي دفع المنفذين للبحث عن وسيلة جديدة وهي أنهم طلبوا من إدارةالسجن إصلاح سطح القاعه بدعوى خريره في موسم المطر،فوافقت إدارة السجن وفعلآكان للمناضلين ماأرادو وجاء التراب ورفع للسطح وإختلط تراب الحفرمعه،واستمرالمنفذون بالحفرالليلي حتى واجهتهم منطقةحجرية أوصخرية اتعبتهم كثيرآوأخرت ساعة الصفرفي الوقت الذي كان به الحزب في الخارج يتابع الموقف بتفاصيله،حيث لازال المنفذون بحاجة لمكان لإخفاءالأتربه التي ستنجم عن حفرالنفق في الجزءالآخرمنه،فاقترحوا إقامة معرض للرسم تسبقه دورة لهواته والمكان هو القاعة المجاره للنفق،وأمركهذابالتأكيديحتاج لخشب ومعاكس لاستخدامه لاحقآكقاطع أوسياج لحجب الرؤيا عن أكوام الأتربة التي ستختفي خلف هذاالسياج،وتمت مفاتحة إدارة السجن التي وافقت ونقل الخشب للقاعة التي يقارب طولها ال(10)أمتاروفعلآتم بناء قاطع الخشب الذي أصبح ظهره ومخفاه مكبآلأكوام الأتربة،ولغرض التأكدمن إستقامة حفرالنفق وعدالته إتبع المنفذون إسلوب فيزيائي من خلال مرآة عاكسة وحفرة في الارض وصندوق تمكنواحسب أدبيات النفق من التأكدمن آستقامة النفق نسبيآ،وحصل ذات يوم أن زارمديرعام مصلحة السجون،سجن الحله المركزي وذهبت به قدماه لغرفة الصيدلية حيث مبتدى حفرالنفق،الذي عدل عن مقصده بعدإقناعه بأنها غرفة خربة متروكه،وحتى إقتنع وإستدارعنها كان المنفذون يراقبون الموقف وعروقهم جفت بدماءها،وطلب المنفذون ترابآجديدآلتمويه الكميات الجديده التي تجمعت ولم يستوعبها مخفى القاطع الخشبي معللين طلبهم بإصلاح سقف ثان،يسبب لهم تسريبآلماءالمطرشتاءآ وتم ذلك حيث جاءت كميات التراب اللاحق وإختلطت بتراب حفرالنفق،وإكتمل الحفرودخل النورالنفق وغلفت جدرانه البطانيات والشراشف وغلف سقفه،وجهزبالتيارالكهربائي (سلك ومصابيح)وكانت نهايته (فتحة الهروب)مكانها في منتصف المرآب المجاورللسجن،حصل هذاوالحزب يمربحالة انشقاق خطيرنجم عنه مايسمى بالقيادة المركزيه(عزيزالحاج)إضافة للجنة المركزية للحزب،هذا ألانشقاق الذي بدا مزمجرآمقلقآفي منتصف الفتره المحصورة بين تموزوتشرين الثاني1967مما اثرفي سرعة إنجازالنفق وتهددت سرية التنفيذوكادت تحطم كل شيئ،حيث حاولت جماعةالقياده المركزيه(الشاعرمظفرالنواب وحسين ياسين وحافظ رسن وعقيل حبش ومن معهم)األاستئثارخلسة بفرصة الهروب الجهادي لوحدهم وحرمان جماعة اللجنه المركزيه التي لم يبقى معها من كادرالعمل سوى(جدو،،حميدغني جعفر)حيث لاحظ ألأخيرالجماعة المنشقة دارجة باتجاه مدخل حفرالنفق المستقر في القاعه(7)وهم يحملون حاجاتهم الشخصيه بأيديهم يتقدمهم الشاعرالنواب وحافظ رسن وحسين ياسين والملازم فاضل وعقيل عبدالكريم حبش،ورافق هذا الوضع المريب إنقطاع في التيارالكهربائي،مماحدا بالرفيق جدو،حميدغني جعفرالذي كان يزاول عمله المعتادفي الكشك أوحانوت السجن،مراجعة الرفيق المناضل حسين سلطان صبي مسؤول ألمنظمه الحزبيه في السجن وعضواللجنه المركزيه للحزب الذي إعتبرذلك غدرآ وخيانة للعهدوالاخلاق الشيوعية و هب لموقع النفق وكاد يشتبك الجمعان(القياده المركزيه+اللجنه المركزيه)وبعدتهدئة الموقف أتفق الفريقان على الهروب المتناوب،وباشرالمناضل حسين سلطان صبي(أبوخالد)تبعه الشاعر مظفرالنواب ومن ثم المناضل جدو(حميدغني جعفر)وتوالى هروب الرفاق الى أن وصل عددهم ال(46)،كان آخرهم المناضل كمال كماله المدني،الذي أبلى بلاءآرائعآفي مراحل الحفرمناوبآ بين عمله في فرن السجن والسهرحتى الرابعه صباحآغالب ألأحيان في مساعدة رفاقه المنفذون حفرآ للنفق،وكان يوم الصفرهويوم عاشوراء حيث يحج ابناءالحلة كباقي أبناءالشيعة لكربلاءالتي كان مرآب سياراتها ملاصقآتمامآلسياج السجن الخارجي،وفي مناسبة دينية كهذه يزدحم المرآب بشده وهومايوفرفرصة للهاربين بالتلاشي والتخفي بين المئات من رواد المرآب،ومن طرائف عملية الهروب ان رواد المرآب صرخواعاليآ منوهين عن ظهور(الجن)من تحت أرض المرآب والفتحه المخصصة للهرب،كان ذلك وهم يشاهدون الرفاق بأشكال منهكة وهم يهرعون ذعرآباتجاه الباب الخارجي للمرآب،وإتصل الهروب بعلم إدارة السجن التي جن جنونها،هذا،بعد أن إنتشرالرفاق في أزقة الحلة وشوارعها كل نحوصوب وإختارأغلبهم الريف ملاذآ حسب توجيهات الحزب الذي لم يغب عن هذه المجريات لحظة واحده،وترتب أثرذلك إقصاء الموظف المسؤول عن إدارة السجون في العراق،والحقيقة ان محاولة هروب سابقة لم توفق من هذا السجن في العام 1964،وهذه هي العمليه الثانيه،ومن الجديربالذكران محاولات هرب شيوعية عديدة حصلت منها عملية الهروب من سجن بدره وجصان القصي والهروب الفاشل من سجن نقرة السلمان وسجن بعقوبه1956وسجن الكوت1956،وكانت هذه المحاولات قدآتخذت أنماطآمختلفة عن بعضها البعض،فمنها محاولات فرديه من باب أو شباك بعدآستغفال الحرس،أوالتسلل خارجآمع الزائرين بعدإنتهاءمواجهة الاهل،خلاصة القول كانت عملية الهروب من سجن الحله المركزي أكثرها تخطيطآ وجهدآونجاحآ،وأخيرآفأنني لم أكن واحدأممن شاركوافي عملية الحفروالهرب وكل ماكتبت ودونت هوحصيلة قراءآت لكل من كتب وهوفي لُب المهمه،منهم الرفيق حميدغني جعفر والاستاذعقيل عبدالكريم حبش والاستاذجاسم المطيروكمال كماله المدني،كما قرأت للاستاذمحمدعلي محيي الدين(ابوزاهد)والاستاذعبدالرضاعوض،وشاهدت ماعرض من على شاشة فنان الحريه وقرأت مانشرته طريق الشعب وتابعت كل ماقيل في اجهزة الاعلام المقروءة والمرئية ومانشرفي الشبكه العنكبوتيه،لأخرج بمقال لم يضيف جديدآفلاجديدبعدمرور(50)عامآعلى هذه العملية البطولية،وكل الذي أردت قوله خلف هذاالمقال هوإصطفافي مع من ذهبت مذهبهم في مادونت وكتبت لأنني وجدت الحجة معهم والدليل العقلي،في ذات والوقت لي أملآفي إيصال التأريخ المجيدلشبابنا..فعسى ان تنفع الذكرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال