الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب والقتلة يكافان

صبيحة شبر

2005 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقتلون الناس الأبرياء ويدعون أنهم يدافعون عن الإسلام ، فأي إسلام يدافعون عنه ، وأي دين يؤمنون به وقد نادت الأديان بإكرام الإنسان وتقديره فهو خليفة الله في الأرض ، اختاره الله كي يعمر الأرض ، ويبني الحضارات ويقيم المجتمعات على أسس الإخوة والعدالة والمساواة ، ولكن الذي نلاحظه اليوم في موطن الحضارات هو اختلاط فظيع للمفاهيم ، وانقلاب للمقاييس ، أصبح الإرهاب يسمى مقاومة ، وفتل النفس البريئة التي حرم الله قتلها الا بالحق يدعونه إسلام ، والإسلام قد ذكر في كتابه الكريم ان قتل النفس محرم على الناس ، وانه من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا ، ولقد نص القران على مبدأ القصاص ، بان قال : ( ولكم في القصاص حياة يا اولي الألباب ) والمعنى المفهوم من الآية ان القاتل يجب ان يعاقب بمثل جنايته ، لكي يكون عبرة لغيره ، فلا يعود احد لارتكاب الجرائم ، ويبقى مطمئنا سادرا لا يلقى العقاب المناسب ، لأنه لو ترك المجرم بلا عقاب لاستشرت الجريمة بين أبناء المجتمع ، ولم يامن الناس حينئذ على حيوا تهم وأملاكهم وأسرهم ، وإنما يعيشون في خوف دائم ، وقلق مستمر من أن تطال حيوا تهم قوى الإرهاب والطغيان ، فتضع حدا لحياتهم الجميلة التي لم يتمتعوا بها ، لقد نصت الشرائع والقوانين على عقاب الجاني ، وردعه ، لان تركه دون يعاب يؤدي إلى تكاثر الجرائم واستفحالها في البلاد ، وسوف يستهين الجناة بأرواح الناس ما داموا يعيشون بمنأى عن العقاب
لقد شرع العقاب ليس حبا به ورغبة وإنما لحماية أرواح الناس وتحقيق الأمن لهم ، فيقبلون على الحياة وشعور بالاطمئنان ، يملؤهم بان لا احد يمكنه ان يعتدي عليهم ويترك طليقا دون أن يؤدب ، الحياة مدرسة تعلمنا كيف نحسن التصرف مع الآخرين ، وألا نسيء إليهم لمجرد الإساءة كما تعلمنا ان حياة الناس عزيزة ، وعلى أولياء الأمور أن يحافظوا عليها ، وان يحترموا القوانين الصادرة التي تنص على احترام حقوق الناس وعدم الاعتداء عليهم لاي سبب كان
عاش العراقيون طيلة العقود الماضية وهم معرضون إلى الاعتقال بدون سبب وإنما رغبة من المسئولين في التشفي من الناس ، كان العراقي يعذب بمختلف أنواع التعذيب في السجون والمعتقلات بلا أي ذنب ، تبتكر أنواع عديدة من صنوف التعذيب ، ويدعى الأصدقاء والمعارف الذين يحرص على إرضائهم النظام الدكتاتوري الى تلك الجلسات لإثارة الضحك والاستهزاء بالضحايا الذين يرميهم حظهم التعس في أيدي عصابات جبانة لاتمت الى الإنسانية بأي صلة ، اعدم العراقيون بالملايين ، أبيدت قرى بأكملها ، هجر الآلاف من موطنهم لأنهم لم يرتضوا ان يتخذوا من البعث عقيدة ومبدأ ، وهاجر الملايين من المواطنين هروبا من الظلم المستشري الأليم ، استعملت الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا مع ابناء البلاد بأنواعها المتعددة ، من كيمياوية ، او جرثومية ، تجلب للناس أنواعا من الأمراض المزمنة والتي يستحيل علاجها
ثار العراقيون ثورات عديدة ، قمعت بشراسة لا مثيل لها في التاريخ ، وعندما انكشفت أمام العالم تلك الورقة التي اسمها صدام حسين ، قررت أمريكا أن تزيله من الحكم ، فكان من ابسط الأمور التي تؤدي الى إقامة العدل في ربوعنا بعد حرماننا الطويل منه أن يعاقب الجاني بعقاب عادل ويلقى المصير الذي يستحقه ، وان ينال الملايين من شهدائنا الذين قضوا نحبهم في السجون ومن جراء الأساليب التي اقل ما توصف به أنها وحشية ، قبورنا الجماعية من ابلغ الشهود على فظاعة الجرائم التي ارتكبت بحق أخوتنا وأبنائنا وأعزائنا ، وانتظرنا تحقيق العدالة ، وبدلا من تحقيقها جاءنا الإرهاب ، يقتل أولادنا وشبابنا وشيبتنا وأطفالنا ، وكأننا مخلوقات ليس لها حق ان تتمتع بحقوقها كما يتمتع بها الناس الآخرون ، وكأننا مخلوقات غريبة ليس لها ان تطالب بأمر من الأمور ، وإذا دماؤنا التي سالت من غير حساب ، تبقى تهدر ، ولا احد ينصفنا ، ولا من منادي يأخذ لنا بحقنا ، وإذا بهم يريدون ان يطلقوا المجرمين القتلة ، هل دماؤنا يجب ان تهدر ، وهل ينبغي ان يكرم قتلتنا ويعالجوا من أمراض ، أصيب بها الملايين من أناسنا نتيجة التلوث الموجود بالبيئة جراء الأسلحة والمتفجرات
نحن أناس عرفنا بتضحياتنا الطويلة ، ونضالاتنا المستمرة ومن العدل ان يتم إنصافنا ، والاقتصاص من قتلتنا وسفاكي دمائنا أولئك الذين أحالوا حياتنا جحيما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ


.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا




.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج