الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- السادية من منظور مختلف -

سارة شريف النطار

2015 / 12 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"ماركيز دي ساد" من ذلك الاسم بدأ يظهر إلي العالم السادية .
لم يتعدي معناه الشعور باللذة الجنسية من تعذيب الآخرين أو الشريك الجنسي .
و طوي داخل ملفات التحليل النفسي كانحراف جنسي و أغلق الملف .
لم يكن أحد يتوقع أن يظهر الاسم مرة أخري علي مقياس الحياة ؛
أقصي اليمين السادية و أقصي اليسار المازوخية (التي عرفت أيضا بأنها الوجه النقيض من السادية )و هو التلذذ الجنسي بالتعذيب من الشريك .
لكن الأمر أكثر اتساعا من ذلك بكثير، إذا نظرنا إلي الأمر بصورة متعمقة، و ليس علي أنه انحراف سلوكي يجب تعديله .
لو اقتربنا من ذلك السادي الذي ربما يكون موضع تعذيبه شخصا شديد القرب منه، و يحبه بشده ،لماذا ؟!
تجد رغبة جامحه في الشعور بالأمان، و الإهتمام؛ و يكمن في تعذيبه هذا الشعور بالسيطرة التامه عليه و امتلاكه؛ و كلما شعر بخضوعه تأكد من أنه لن يذهب بعيدا أو حتي يعصيه .أو حتي ليعوض الشعور بالنقص، و الضعف، و الضآلة أمام الذات .
و قد ذكرنا سابقا أن الجنس له علاقة بدوافع الأنا أكثر من الغريزه. و بالتالي من خلاله نكتشف المزيد من شخصية الفرد و احتياجاته و اضطراباته .
و المازوخية ما هي إلا الوجه الآخر للسادية؛ و ليست النقيض .فهي تحوي علي نفس الدوافع، و هي السيطرة، و الامتلاك، و الحصول احيانا علي الأمان، و الاهتمام، و حتي تعويض النقص من خلال شعوره بأنه خالي المسؤلية و الآخر يتحكم .
من خلال ذلك يمكن أن ندرك أن المازوخية و السادية أقصي درجاتهم أو ما يقترب من الطرف انحراف. لكنها توجد داخل جميع الناس بدرجات مختلفة؛ بداية من التوسط إلي الميل إلي الزيادة التدريجي.
و لا يقتصر علي النوع الجنسي فقط، و لكن في التعاملات مع الجميع أو مع ما يهم الشخص من أفراد .
فدائما ما ينتشر النمط المسيطر المتحكم بدرجاته، و النمط الخاضع التابع بدرجاته.
و الجدير بالذكر أن كل شخص لديه الأثنين، لكنه يميل إلي واحدا أكثر من الآخر . و ايضا تجد النمط يختلف فتجده سلطويا مع الآخرين، خاضعا مع المرأة التي يحبها و العكس .
هتلر كان ساديا نيكروفيليا -أي يميل إلي التدمير و كل ما هو ميت -لكن رغم ذلك كان مازوخيا مع النساء اللاتي يحترمهن .
ايا كان درجتك علي المقياس، فإذا ما كان الأمر سمه طبيعية، سواء درجتها عالية أو منخفضة، فلتعلم أن الإنسان مبدع في تطرفة، ليس في توسطه التام .كل ما نملك من خصال غير متفقة مع اللحظة التي نعيشها يمكننا أن نجعلها مصدر قوة، و ليس كبتها و التمرد علي ما يميزنا .
مثل من يحب وضع الخطط و الصراعات و المنافسة، أو من يحب القيادة بصورة مفرطه...إلي آخره .
إذا ترك لنفسه الجماح سيدمر نفسه و الآخرين و إذا كبتها ستنفجر لذلك يجب وضعها تحت السيطرة .و تنفيسها بالطريقة التي تحقق غايات أكبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو