الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش صناعة من ؟

عبد الهادي المظفر

2015 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


داعش صناعةُ مَنْ ؟

ليس غريباً أن تصل الأمور لما وصلت عليه الآن إذا مااستبعدنا المؤامرات الغربية المستفيدة ، لكن ألا تجد أن الخلل بنا نحن ؟ أجل أعتقد ذلك ، فهذي النتائج أجدها طبيعية حينما يتعامل الفقيه مع حديث للرسول حول شجرة عمرها نصف قرن فيجعله سنةً تصل الى أبد الآبدين فيقول حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ! ، إذن فما الداعي لسرد الوقائع وعلم أسباب النزول بما يتعلق بالنص القراني ؟ هكذا عزيزي حين تدخل المصالح الى الأديان علينا تحمل النتائج .

اذن نحن أمام سؤال كبير هل نحن مع تقييد النص قطعياً أم إعطائه المرونة الظرفية ؟ وهنا نود أن نورد عدة أطاريح .

الأطروحة الأولى :
أن النص ثابت وهو قطعي وغير قابل للمرونة الظرفية وهنا علينا أن نعترف أن المرويات التاريخية قد أكدت الكثير من أفعال داعش الآن ولكن من وجهة نظر صديقة حين ينقل ابن طاووس في الملاحم والفتن عن ان المهدي عج لا يلقاه أحد الا قتله ، ويقال انه ليس من ولد فاطمة لشدة بطشه بالأعداء ، ويقال أنه أتى بشرعة جديدة ! اذن فلا تستغرب عزيزي إن جاءت أقلامٌ بعد مئة عام لتصف داعش بقيمومتها الدينية الحقة المعطلة ! .

الأطروحة الثانية :

هو أن النص مرن وقابل للتغيير وفق الظرفية كما القران بناسخه ومنسوخه وآيات الحدث والنزول ! فلم تعد الشجرة التي أستظلَّ بها الرسول موجودة حين قال لهم مثلاً أن هذي الشجرة مباركة وأشار بـ( هذه ) كما لم يتعارض الإسلام مع عادات الشعوب رغم إختلافها مع الشرع ! ، كما علينا أن نذعن للظرفية وحاكميتها حتى على النص في حرب علي ع مع معاوية ومهادنة الحسن ع معه ! فلم يحرّم الخمر منذ أول تشريع وحتى النزول التشريعي الأخير لم يُقم الحد على شاربيه من الديانات الأخرى ! ولكن علينا أن لا ننسى أن الحروب كانت كما تفعل داعش اليوم من سبايا وإماء وذبح ذريع ! .

وهنا يستبد أنصارُ كل جهة بالفقيه الجامع للشرائط لتطبيق النص ، لكن ماذا إن اختلفنا في شرائط الفقيه ؟ سنرجع الى ماكنا عليه ، فلداعش فقهاؤها ولنا فقهاؤنا وكل لا يرى الآخر صالحاً لتنفيذ النص المقدس ! ، وبهذه الحالة علينا أن نعود الى ما فعلته الجمهورية الاسلامية في تأسيس مجمع فقهاء مصلحة تشخيص النظام والتي تلقى على عاتقها مهمة النص وتناسبه مع العصر وتطوراته ،

" هل يؤمن الإسلام بالتعايش السلمي ؟ "

اذا ما استثنينا بعض الشخصيات الإسلامية وانطلقنا للعموميات لم نجد تعايشاً اسلامياً حقيقياً في سلطة الدولة الإسلامية مع الأمم الأخرى ماعدا اذا ما كانت تحت سيطرتها ! ، فهي غالباً ماكانت تذهب برسلها الى الأمم الأخرى بالإذعان للدين لحفظ السلامة ! ، خلاصة البحث أننا الآن بحاجة لتحديث شامل على التعامل الجدي والقطعي مع النص وربطه بالحوادث التاريخية لا الحالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال