الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء؟ رد على مقال الاستاذ سامي لبيب

طوني سماحة

2015 / 12 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حضرة الاستاذ سامي لبيب المحترم ،
قرأت لك مقالك "منطق آلهة سادية أم بشاعة وسادية القدماء؟" واستوقفني نقدك للجزء الوارد في سفر صموئيل الثاني 12: 11). قبل الرد، دعني أولا أورد النص كاملا كيما لا يكون هناك أي اقتطاع منه "فَأَرْسَلَ الرَّبُّ نَاثَانَ إِلَى دَاوُدَ. فَجَاءَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: «كَانَ رَجُلاَنِ فِي مَدِينَةٍ وَاحِدَةٍ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا غَنِيٌّ وَالآخَرُ فَقِيرٌ. وَكَانَ لِلْغَنِيِّ غَنَمٌ وَبَقَرٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا. وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ إِلاَّ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ صَغِيرَةٌ قَدِ اقْتَنَاهَا وَرَبَّاهَا وَكَبِرَتْ مَعَهُ وَمَعَ بَنِيهِ جَمِيعًا. تَأْكُلُ مِنْ لُقْمَتِهِ وَتَشْرَبُ مِنْ كَأْسِهِ وَتَنَامُ فِي حِضْنِهِ، وَكَانَتْ لَهُ كَابْنَةٍ. فَجَاءَ ضَيْفٌ إِلَى الرَّجُلِ الْغَنِيِّ، فَعَفَا أَنْ يَأْخُذَ مِنْ غَنَمِهِ وَمِنْ بَقَرِهِ لِيُهَيِّئَ لِلضَّيْفِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ نَعْجَةَ الرَّجُلِ الْفَقِيرِ وَهَيَّأَ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ». فَحَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ عَلَى الرَّجُلِ جِدًّا، وَقَالَ لِنَاثَانَ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّهُ يُقْتَلُ الرَّجُلُ الْفَاعِلُ ذلِكَ، وَيَرُدُّ النَّعْجَةَ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ لأَنَّهُ فَعَلَ هذَا الأَمْرَ وَلأَنَّهُ لَمْ يُشْفِقْ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «أَنْتَ هُوَ الرَّجُلُ! هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: أَنَا مَسَحْتُكَ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَأَنْقَذْتُكَ مِنْ يَدِ شَاوُلَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ سَيِّدِكَ وَنِسَاءَ سَيِّدِكَ فِي حِضْنِكَ، وَأَعْطَيْتُكَ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَإِنْ كَانَ ذلِكَ قَلِيلاً، كُنْتُ أَزِيدُ لَكَ كَذَا وَكَذَا. لِمَاذَا احْتَقَرْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ لِتَعْمَلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيْهِ؟ قَدْ قَتَلْتَ أُورِيَّا الْحِثِّيَّ بِالسَّيْفِ، وَأَخَذْتَ امْرَأَتَهُ لَكَ امْرَأَةً، وَإِيَّاهُ قَتَلْتَ بِسَيْفِ بَنِي عَمُّونَ. وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ». فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ». فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: «الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ." (صموئيل الثاني 12: 1-13)

استاذي الكريم،
أحترم حقك في انتقاد الاديان وفي رأيي أن من لا ينقد لا يفكر. لكنني أختلف معك في تفسير النص. أظن كلانا نتفق على أن الهدف من النص الذي أوردته هو عقاب داوود، ليس فقط على زناه و قتله لأوريا الحثي زوج بتشبع المرأة التي زنا معها، وإنما أيضا على استغلاله الحكم لمنافع شخصية. دعنا الآن نتأمل في مضمون الحكم الذي صدر على داوود. هل كان عادلا؟ هل يتفق و يتناسب العقاب مع الجريمة في زمانها ومكانها؟
لو أعدنا قراءة النص، نستخلص التالي: يقول الله لداوود" أنا أوصلتك الى العرش واعطيتك خيرا كثيرا وها أنت الآن تتجاوز شرائعي، فتزني مع امرأة وتقتل زوجها. وبالتالي أنت أسأت استعمال السلطة لذلك أنا سوف أنزع منك هذا العرش والخير الكثير (بما فيه النساء) ولن يفارق السيف بيتك."
أظننا لا نختلف أن الايجابية الاولى في النص هي ان الله لم ينحاز للملك على غرار كل آلهة القدماء من كنعانيين وبابليين وفرس ومصريين وغيرهم، حيث كان الملك يأخذ ما يشاء ويفعل ما يشاء دون رقيب او حسيب وبمباركة الآلهة. في رأيي المتواضع، سيدي، أن انحياز الله للعدل هو خطوة ثورية وعلامة فارقة في زمانها ومكانها. ولا شك ان هذه الخطوة هي الحجر الاساس في مبدأ العدل الذي تدعو اليه الانظمة الحديثة والمتطورة في العالم، فما بالك إن حدثت هذه الخطوة منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف عاما؟ أنت ترى، سيدي، أن مشرقنا العزيز يعيش الفساد لانعدام العدل فيه، فيما الغرب يتقدم علينا بخطوات كبيرة لأنهم يطبقون مبدأ أن لا أحد فوق القانون، ولا حتى الرئيس. ولا شك أنك مطلع، سيدي، على محاكمة الكثير من الرؤساء في الغرب بقضايا الفساد او سؤ استعمال السلطة.

أفهم من مقالك، سيدي، أن اعتراضك بشكل رئيسي كان على فحوى الحكم، إذ كيف لإله أن يأخذ نساء رجل ويعطيهن لآخر؟ تساؤل منطقي ومقبول. لكن، دعني أطرح السؤال "هل كان الله من أسس لمبدأ انتقال حريم الملك من الملك المهزوم للملك الرابح؟ هل قرأت ذلك في العهد القديم؟ دعني اقول لك سيدي، أن قبول الله بمنطق الامر الواقع لا يعني مباركته له. بل كل ما في الامر أن داوود ارتكب جريمة مثلثة، والله رفض ان يأخذ موقفا محايدا، بل ها هو يعاقب المجرم حسب جرمه بما يتناسب مع زمان ومكان الجريمة وظروفها. حدثت القصة في نهاية الالفية الثانية وبداية الالفية الاولى قبل الميلاد. ملوك الدول المجاورة هم أصحاب السلطة المطلقة. الشعب اليهودي والشعوب المجاورة يعيشون في ظلام روحي وثقافي مطبق. أفضل الشرائع التي وصلت للإنسانية حتى ذلك الوقت هي الوصايا العشرة. لم يكن الله مؤيدا لتأسيس ملك في إسرائيل، لكنه وتحت الحاح الشعب (ونستطيع هنا استعارة قول يسوع للفريسيين: لسبب غلاظة قلوبهم) تركهم لأهوائهم. في ظل هذه الثقافة التي تشبعت بخرافات الديانات المجاورة ووحشية الثقافة والدين بما فيها من غزو وقتل والتضحية بأطفال، لا أظن انه من العدل ان نطلب من الله ان يحاكم الملك بحسب الشريعة التي اتى بها يسوع المسيح، لأنه وببساطة مطلقة لم يكن يسوع قد أتى بعد ولا كانت رسالته قد اعلنت. كما اني لا اتوقع ان يحاكم الله داوود بحسب شرعة حقوق الانسان التي عرفها العالم في القرن العشرين، ببساطة لأن ما يزيد عن ثلاثة آلاف عاما تفصل بين داوود وشرعة حقوق الانسان.

سيدي الكريم،
ببساطة مطلقة، يسهل علينا نحن الذين نحيا في الالفية الثالثة بعد الميلاد ان ننظر للوراء وان نحكم على سكان تلك الحقبة بناء على معاييرنا الحاضرة. لكنني ايضا اظن، انه لو أن اي واحد منا عاش في الالفية الثانية قبل الميلاد لرأى أن الحكم الذي وقع على داوود منسجم جدا مع ثقافة وتاريخ ذلك الزمان. إن الخطأ الذي نقع فيه جميعا هو أننا نحكم على النصوص القديمة بمعايير لم تكن متوفرة للشعوب القديمة آنذاك. لا بل، أظن في هذا السياق، أن حكم الله على داوود كان أفضل حكم يمكن أن يصدر ضده، في زمانه ومكانه. فهو يتماشى تماما مع ما ندعو إليه اليوم من محاسبة المسؤول ومعاقبة المجرم.

تتساءل سيدي في عنوان مقالك إن كان منطق الله ساديا أم هي بشاعة وسادية القدماء؟ أستطيع ان اقول انها سادية القدماء لأن الله لم يؤسس لمبدأ أن الملك المنتصر يحصل على سراري الملك المهزوم، بل العادة هذه هي عادة طبقها ملوك الشرق الاوسط آنذاك. ولا ننسين ان الله لم يؤيد مبدأ إقامة ملك في إسرائيل، بل وحذر منه في سفر صموئيل الاول 8، معللا هذا الرفض برغبة الملك في التفرد بخيرات الامة و في استرقاق الشباب والبنات واتخاذهم سبايا وعبيدا له. إذا بما أن شعب اسرائيل رفض مشورة الله واختار ان يعيش بحسب شرائع الشعوب المجاورة، تركه الله يدفع الثمن و يجتر خيبة خياره. لذلك نرى الله يبقى خارج المشهد، يترك الانسان يحصد الشوك الذي زرعه بيديه. فها هو داوود يدخل على سراري شاول الملك بعد حصوله على الملك. وها هو أبشالوم ابن داوود يثور على أبيه وينتزع منه الملك ويدخل على سراري أبيه كما نقرأ في صموئيل الثاني 16: 20-22): وَقَالَ أَبْشَالُومُ لأَخِيتُوفَلَ (مستشاره): «أَعْطُوا مَشُورَةً، مَاذَا نَفْعَلُ؟». فَقَالَ أَخِيتُوفَلُ لأَبْشَالُومَ: «ادْخُلْ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيكَ اللَّوَاتِي تَرَكَهُنَّ لِحِفْظِ الْبَيْتِ، فَيَسْمَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّكَ قَدْ صِرْتَ مَكْرُوهًا مِنْ أَبِيكَ، فَتَتَشَدَّدَ أَيْدِي جَمِيعِ الَّذِينَ مَعَكَ». فَنَصَبُوا لأَبْشَالُومَ الْخَيْمَةَ عَلَى السَّطْحِ، وَدَخَلَ أَبْشَالُومُ إِلَى سَرَارِيِّ أَبِيهِ أَمَامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ." (صموئيل الثاني 16: 20-22).

في خلاصة هذا المقال، أستطيع أن أقول سيدي، أن الله أعطانا شرائع تتناسب مع الزمان والمكان الذين نعيش فيهما. فكانت البداية في الشريعة الموسوية التي مهدت الطريق فيما بعد لشريعة يسوع المسيح. ولولا شريعة المسيح، لكنا ما زلنا، على ما أعتقد، نعيش في ظل خرافات الاقدمين، إذ أن الشرائع الحديثة لم تنتجها حضارات الصين البوذية ولا اليابان الكونفوشية ولا الهند البراهماتية، ولا أفريقيا بتعدد ايمان قبائلها ولا الشرق الاوسط المسلم. بل شرائع حقوق الانسان، هي وليدة الثقافة التوراتية المسيحية التي تبلورت في أوروبا وأميركا بعد سنوات من الظلمة والحروب.

وفي النهاية، سيدي، لك مني كل الاحترام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تسلم ايدك
nasha ( 2015 / 12 / 21 - 11:23 )
الاستاذ طوني سماحة المحترم .
لقد شوشت الثقافة الاسلامية والثقافات الايديولوجية اليسارية على عقولنا جميعنا نحن المولودين في الشرق الاوسط بمن فينا من مسلمين وغير مسلمين.
اليساريين عموماً والماركسيين خصوصاً مثل المسلمين كله عندهم صابون . اي نص ديني (مهما كان رديئ او جيد او قديم ) محكوم عليه مسبقاً بالرجعية والخرافة والسادية والوحشية.
انا لا افهم لماذا تقحم نصوص العهد القديم دائماً مع نصوص القرآن الذي ظهر بعد العهد الجديد؟
السيد المسيح قسم التأريخ واعتبر النصوص القديمة مجرد تأريخ ولا يمكن ان تُستدعى لتطبق اليوم.
شرعة حقوق الانسان التي يتبجح بها المثقفون اليوم مشتقة من العهد الجديد ولا تتفوق عليه الى اليوم وبعد مرور الفين سنة من ظهوره والذي كان اساسه العهد القديم فلماذا هذا التشنيع؟
تحياتي


2 - هل الإله يستعير نهجه وشرائعه من الأعراف السائدة
سامى لبيب ( 2015 / 12 / 21 - 11:51 )
تحياتى أستاذ طونى سماحة
يشرفنى أن يتناول كتاباتى شخصية محترمة مثلك تقدم رؤية وتبرير دون ان تنتهك الحوار والود
اختلف مع حضرتك فيما سوقته من مبررات لتعالج ماورد فى سفر صموئيل فأنا أتوقف أولا عند هاتى النساء اللاتى تم اغتصابهن تحت عين الشمس ولا ذنب لهن فى إنتهاك كرامتهن وإنسانيتهم لأتوقف أمام هذا العقاب القاسى كذلك سلوك الإله فى التعامل بنهج بعيد عن الحكمة والعدل بل بعناد وصلف شديد(لانك انت فعلت بالسر وانا افعل هذا الامر قدام جميع اسرائيل و قدام الشمس)
عذرا تبريرك غير منطقى ولا مقنع عندما تعزى هذا الحكم الصادر على داود ان هكذا كانت اعراف وسلوكيات ومنظومات اخلاقية فى هذا الزمن الغابر فأنا لا أتوقف ولا أدين منظومات اخلاقية بشرية فى ذاك الزمان فمن أنتجها بشر بكل قصورهم المعرفى والإنسانى كما لا أجرؤ أدينهم بمنظور عصرى وقيمى ,ولكن ياعزيزى نحن نتكلم عن إله كلى العدل والحكمة والرحمة وله منظومته الأخلاقية فلا يستعير شرائع البشر بل يقدم تشريعاته التى تتوافق مع ألوهيته العادلة والحكيمة فليس من المنطقى ان يستعير نهج مجتمع همجى ويقره ويمتثل له فله ان يعاقب داود بنهجه دون الإخلال بعدله وحكمته


3 - الرق والعبودية وصمة عار في جبين الاديان
ملحد ( 2015 / 12 / 21 - 11:56 )
الرق والعبودية وصمة عار في جبين الاديان

استطيع ان اعقب على مقالتك بعشرات المداخلات لتفنيد ما كتبت ولكن ساكتفي بواحدة! لانها كافية تماما لدحض ما كتبت.
فحسب ما يسمى بالاديان الفضائية( السماوية ) فان جميع البشر هم ( مخلوقات) ذلك الاله الوهم المسمى ( الله ) وقد خلقهم متساويون حسب تلك الخرافات.....

فحقيقة استرقاق الانسان لاخيه الانسان وعدم تجريم وتحريم, بنص قطعي واضح مبين, ذلك الاله الوهم المسمى (الله ) للرق والعبودية هو كاف بحد ذاته لدحض وتفنيد وهدم تلك الاديان
وهذا ينطبق على جميع ما يسمى بالاديان, فضائية او غير فضائية......

تحياتي


4 - تسلم يداك
طوني سماحة ( 2015 / 12 / 21 - 14:17 )
أخي العزيز ناشا
يسعدني التواصل معك مرة أخرى. لا شك ان كل فكر يتعرض للتشويه من الفريق الآخر وما اسعى اليه هو اخراج الفكر المسيحي من التشويه الذي تعرض له ليس في الشرق فقط بل وفي الغرب ايضا
اشكرك مرة اخرى وأحيّ ناشا الانسان الذي فيك


5 - هل يستعير الاله نهجه وشرائعه من الاعراف السائدة؟
طوني سماحة ( 2015 / 12 / 21 - 14:22 )
شكرا أستاذ سامي ويسعدني ايضا ان يكون الحوار، اي حوار، خارجا عن إطار الشخص هادفا لنقد الفكر.
أقول سيدي، لا لم يستعر الإله شرائع البشر. بل له شرائعه الخاصة. فإن كان البشر خرجوا عن شرائعه، أتراه يلزمهم بها و يتجاوز حريتهم محولا إياهم الى رجال آليين؟ أين هي الحرية عندها؟ ولكي لا أكون منظرا، دعني أسوق الشاهد الذي كنت أريد إدخاله في المقال لدعم فكري، لكنني عزفت فيما بعد لكي لا اطيل المقال. أرجوك ان تعود الى سفر صموئيل الاول 8. اجتمع شعب اسرائيل الى صموئيل وطلبوا منه ان يقيم ملكا عليهم -يقضي لنا كسائر الشعوب-. ساء الامر في عيني صموئيل فقال له الله - اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك، لأنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا-. عدد الله للشعب مساوئ الملك والتي منها استعباد الملك لبنيهم وبناتهم. -فأبى الشعب أن يسمعوا لصوت صموئيل، وقالوا: لا بل يكون علينا ملك فنكون نحن أيضا مثل سائر الشعوب، ويقضي لنا ملكنا ويخرج أمامنا ويحارب حروبنا-.


6 - هل يستعير الاله نهجه وشرائعه من الاعراف السائدة؟
طوني سماحة ( 2015 / 12 / 21 - 14:24 )
استكمال للتعليق السابق
.لا يا سيدي الكريم، لم تكن نساء الملك كما صورتهن أكثر براءة من الرجال المحاربين أو من سماسرة الدين والمجتمع. بل هن شأنهن شأن جميع شرائح المجتمع تدفعن ثمن رفضهن لشريعة الله التي لم ترد لهن أن يكن سبايا في قصر الملك، بل لسان حالهن هو لسان حال المجتمع عامة الذي رفض الله. وفي النهاية أقول -ما يزرعه الانسان إياه يحصد-. لا يا سيدي لا يستعير الاله نهجه وشرائعه من الاعراف السائدة. لكنه وعندما يرفض الانسان نهجه يتركه للنهج الذي اختاره كيما يحصد الانسان ما زرعه.ولك مني كل الاحترام


7 - الرق والعبودية وصمة عار في جبين الاديان
طوني سماحة ( 2015 / 12 / 21 - 14:28 )
شكرا صديقي ملحد على االمداخلة لكن دعني اورد لك الآية التالية من رسالة بولس الرسول الى اهل غلاطية: لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
اظن هذه الآية كافية لتعلن موقف المسيحية من العبودية
ولك من كل الشكر


8 - انا اتحدث عن تجريم وتحريم مطلق وصريح
ملحد ( 2015 / 12 / 21 - 17:58 )
لقد تم استرقاق واستعباد الانسان لاخيه الانسان وتم بيعهم وشرائهم في اسواق النخاسة والرق, كل ذلك تحت سمع وبصر ذلك الاله الوهم المسمى ( الله ) وتحت سمع وبصر ما يسمى بانبياءه ورسله ......
ورغم كل ذلك لم يصدر تجريم وتحريم مطلق وصريح للرق والعبودية , لا من طرف ذلك الاله الوهم ولا من طرف ما يسمى بانبياءه ورسله.....

اخي الكاتب -;- انا اتحدث عن تجريم وتحريم مطلق وصريح, فاين هو ان وجد?
كذلك تم استعباد واسترقاق الانسان لاخيه الانسان وبيعه وشراءه واستغلاله.......الخ لقرون طوييييييلة كل ذلك تحت سمع وبصر الكنيسة وكهنتها .......الى ان تم تجريم وتحريم الرق والعبودية والكل يعلم كيف تم ذلك فلا فضل في ذلك لما يسمى بالاديان

كذلك الجملة التي اقتبستها عن بولس في ردك رقم 7 فهي تتحدث عن واقع كان قائما في ذلك الوقت , اقصد وجود العبيد, اذن فالجملة المقتبسة تؤكد وتقر بواقع كان قائما ,اي وجود عبيد وبالتالي تجارة رقيق.....الخ

تحياتي


9 - انا اتحدث عن تجريم وتحريم مطلق وصريح
طوني سماحة ( 2015 / 12 / 21 - 22:24 )
نعم صديقي ملحد، تمت العبودية تحت مرأى الله تماما كما تم قتل الانسان للانسان وسرقة الانسان لاخيه. تحت مرأى الله. لماذا لا يتدخل الله؟ لأنه يعطي الانسان مسافة من الحرية و يدعوه الانسان للتوبة . لكن دعني اوكد لك ان الانسان مطالب يوما ما ان يدفع حسابا عن حسن او سؤ استغلال هذه الحرية، اطالت هذه المدة ام قصرت

ما ان تكون العبودية قد تمت تحت مرأى الكنيسة، فذلك لا يعطي الكنيسة مبررا بل يضعها في موقف المحاسبة امام خالقها وهي سوف تكون مسؤولة امام الله شأنها شأن كل المؤسسات والافراد الذين اساؤا استعمال الحرية

اما بالنسبة للجملة التي اقتبستها من بولس، فهي اعلان واضح وصريح بمساواة البشر في المسيحية بعيدا عن الدين والاثنية (يهودي ويوناني) والمركز الاجتماعي (عبد وحر) والجنس (رجل وامراة). نعم ، اوافقك الراي ان الجملة تقر بوجود العبيد كحالة اجتماعية قائمة لكنها لا تتبناه ولك مني كل الشكر

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah