الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا

بولس اسحق

2015 / 12 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في تصفحي للقرآن أستوقفتني ألآية ألتالية:..... أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا. سورة مريم آية٨-;-٣-;-
ألسؤال:
ـ هل أن ألشياطين يعملون لدى اله القران أم لدى إبليس؟...هل أن اله القران أرسل ألشياطين على ألكافرين ليرشدوهم للهدى أم ليضلوهم ( هم كافرين على كل حال)...أم ليمنعوهم عن ألهداية ويبقوهم على ضلالتهم؟...من اين اتت الشياطين .. و كيف حصلوا على تاجيل العقوبة و هل هم مستمرين بالتكاثر ام ان نسلهم انقطع.
رحلة أخرى في عقر دار الفكر الديني الأعرج، رحلة أخرى إلى ضفاف اللامعقول المقدس، رحلة أخرى إلى أعماق السخافات الجادة.
يقول القرآن :
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ - قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ - قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ
قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ - قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ - قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ - ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ - قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ..الأعراف 11-18
إن من بين الأسئلة المحيرة التي لا يمكن لصاحب عقل ناقد تجنبها وهو يقرأ مثل هذه الآيات هذا السؤال: كيف لهذا الابليس ان يعرف بأنه يوجد يوم بعث؟؟؟ وبأن ادم سيكون له ذرية؟؟؟هل اطلع على مخططات ربنا وورق ملاحظاته وما هى الخطة بالضبط؟ لماذا قبل اله القران طلب إبليس بإنظاره إلى يوم يبعثون وهو يعلم بأنه لن يكون له من عمل آخر غير إغواء البشر...ومن ثم ما الهدف لاله القران من خلق شخص وهو يعرف مسبقا انه سيدخل النار؟
إبليس كان صريحا للغاية حيث قال: لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين
أي أنه طلب من اله القران إمهاله إلى يوم يبعثون ليقوم بعمله المتمثل في إغواء البشر، ويقبل الإله الإسلامي الغريب الأطوار بالصفقة الغريبة ويعطي لإبليس عمرا لم يعطه لأحد من البشر لكي يقوم هذا الأخير بمهمته القذرة بمباركة من اله القران الذي لولا أنه مد في عمره لما كان ليستطيع إتمامها، ويجب هنا على حسب رأيي أن يتخلص الإنسان من عقله أو يرمي به إلى القمامة ليؤمن بمثل هذه الترهات الغبية.
إذا، اله القران العلي الكبير يقوم بمد عمر الشيطان الرجيم فقط ليقوم هذا الأخير بتضليل البشر وجرهم نحو سبل الجحيم والعذاب الأبدي، وهذا كله حدث قبل أن يكون لآدم ذرية أو أن يأكل من الشجرة العجيبة، أي أن مصير البشرية كان يُتداول فيه بين اله القران وإبليس قبل أن تخلق البشرية، وهذا يعني أن اله القران شريك لإبليس، بل إن إبليس في الأخير ليس إلا منفذا لإرادة اله القران...فاله القران هو الذي اغوى ابليس ليرفض السجود وهذا نراه واضحا من خلال سياق الايه(قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ)...فبماذا اغوى اله القران ابليس؟؟؟
كما أن اله القران لو كان محبا لخليقته وغير مكار والمصيبة امكر الماكرين.... ما قبل طلب إبليس ولأماته أو سجنه ليمنع شروره عن الإنسان، ولكننا على العكس من ذالك نجده يقبل طلبه بتمديد عمره ويعطيه مطلق الحرية في التحرش بالإنسان ومهاجمته بخيله ورجله وبمشاركته في أمواله وأولاده، وكل هذا ليتمكن اله القران من ملأ جهنمه التي تعب في ايقادها آلاف السنين وهو يجمع الحطب: قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ.
جاء أيضا في سورة الإسراء:
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً...الإسراء
لو أن اله القران أمهله إلى يوم القيامة، ويأتي رد رب العزة على طلب إبليس هكذا:
قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ...الإسراء63-64
أي أن اله القران قبل طلب إبليس وتوعده بالنار هو وكل من سيغويهم قبل حتى أن يخلقهم، بل ويعطيه كامل الحرية في التصرف ومهاجمة البشر بشتى الوسائل وأنجعها، وكل هذا يحدث طبعا تحت أعين اله القران الذي لا تخفاه ذرة في الأرض ولا في السماء، أي أن اله القران أمهل إبليس وهو اليوم يتفرج عليه ويشهد على اقترافه لجرائمه في حق الإنسان ويلتزم اله القران بعدم التدخل وعدم تحييد إبليس وكأنه ملتزم بالعهد الذي أعطاه إياه، وأي عهد هذا الذي التزم فيه اله القران بإطالة عمر المجرم وتركه يعمل دون أن يتدخل ليحمي ضحاياه منه أو أن يوقفه عند حده؟
يقول ابن كثير في تفسير الآية 14 من سورة الأعراف
قَالَ " أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ قَالَ إِنَّك مِنْ الْمُنْظَرِينَ " أَجَابَهُ تَعَالَى إِلَى مَا سَأَلَ لِمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْحِكْمَة وَالْإِرَادَة وَالْمَشِيئَة الَّتِي لَا تُخَالَف وَلَا تُمَانَع وَلَا مُعَقِّب لِحُكْمِهِ" وَهُوَ سَرِيع الْحِسَاب " .
يقول ابن كثير بأن اله القران حكمة في امهاله لإبليس وإمداد عمره إلى يوم يبعثون، ولكن شيخ المفسرين لم يقل لنا كيف عرف هذا الإبليس بأنه سيكون هنالك يوم قيامة يحاسب فيه الله البشر رغم أن كل هذا قد حدث قبل أن يكون لآدم ذرية كما أسلفنا فهل ابليس ايضا يعرف المستقبل والغيب كاله القران ام ماذا؟
كما أن جل التفاسير لم تحاول أن توضح للقارئ كيف تمكن ابليس من دخول الجنة والوسوسة لآدم رغم أن اله القران كان قد طرده منها؟
هو إذا عهد اللئام ضد الانسان، عهد بين الشيطان واله القران خالقه، وما يخلق الشياطين إلا الشيطان، وما يُجيب مطالب الشيطان إلا الشيطان...المشكلة ان كل أخطاء المؤمنين تنسب لهذا المسكين
واذا نظرنا الى القضيه حسب المفهوم الإسلامي فالشيطان أقوى من الله لقد تحداه ودخل الجنة ليغوي آدم ونطق على لسان أفضل مخلوقاته فيما يعرف بالغرانيق.
وأكثر من هذا فان أتباعه أكثر من أتباع اله القران( فحسب المفهوم الإسلامي فغير المسلمين يعتبرون من الخاسرين)ومنهم اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس
فمن يستحق العبادة بصحيح اله القران أم الشيطان؟؟
انا اعرف ان الشيطان الذي كان يرافق محمد دخل الاسلام وعليه سيدخل الجنة, فهل الفرصة لا تزال متاحة للشياطين بالتوبة؟ وهل من يتوب منهم بترديد الشهادتين سيذهب الى الجنة وهذا اكيد في الاسلام لانه جاء في احدى هرطقاته..لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ؟ (جنة بشياطين - اخر تقليعة!) هل من احد من زملاءنا المسلمين او الكفار يلقي بعض الضوء على الموضوع...اما من وجهة نظري انا وحسب الاسطورة الاسلامية فاقول: ولم لا يغفراله القران له انه يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به و إبليس كما تقول الهرطقة لم يشرك...بل رفض السجود لأدم ، وهو الملاك الوحيد السابق الذي لم يسجد لغير الله...وعلى ما اعتقد انه ذكي سيطلب المغفرة في الوقت المناسب عند بروز الامارات الصغرى للقيامة.
واخيرا... لا يمكن لمستعمل عقله والقادر على تقليب الأمور بحياد ونزاهة إلا أن يصل بعد تأمله لهذه القصة الموغلة في الغرابة على انها خرافة، وقد كان كفار قريش من السباقين إلى وصف ادعاءات محمد بأنها مجرد أساطير، ولكنهم دفعوا رقابهم ثمنا لذاك الرأي كما تعلمون، ونرجو أن يأتي يوم يستطيع فيه الإنسان المسلم التخلص نهائيا من هذا الدين الفاسد الذي لا يحترم في الإنسان أعظم ما فيه، وهل في الإنسان أعظم من عقله الذي استباحه هذا الدين المتخلف المتعجرف وجعل منه مجرد زبالة لا تكترث لما يلقى فيها؟...تحياتي Cyclone.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنك لعلى خلق عظيم يا بولص أسحق
عراقي ( 2015 / 12 / 21 - 15:40 )
أستمر في أبحاثك لعل وعسى أن تصل الرسالة بلسان عربي مبين لمغسولي العقل من المتجمدين كالثلجي ورفاقه , وكل عام والجميع بخير


2 - الشيطان يتقمص شخصية الله
شاكر شكور ( 2015 / 12 / 21 - 18:11 )
عن قولك استاذ بولس : (هل أن ألشياطين يعملون لدى اله القران أم لدى إبليس؟) ، جوابا على سؤالك ، لقد حصلت لي القناعة بأن ابليس يلعب دورين في آن واحد في القرآن ، احد هذين الدورين هو دور تمويهي يتقمص فيه الأبليس شخصية الله لغرض تشويه صورة الله وذلك بتقديم الله بصورة تظهر بأن الله لا يزال يتعامل مع الشياطين كجنود مخربة تأتمر بقيادته ، ومثال القول القرآني :(ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين)، اما الدور الثاني فيظهر الأبليس بشخصية شيطان لكن يحاول ان يساوي اعماله بأعمال الله بحيث لا يمكن التفريق احدهما عن الآخر كوصف الله والشيطان كلاهما بصفة المضل حيث تقول الآية القرآنية -فإن الله يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء- ويقابلها نفس العمل منسوب للشيطان بقوله : -ويريد الشيطان أن يَضلّهم ضلالا بعيدا-، وهذا ينطبق ايضا على موضوع وضع العداوة والبغضاء بين الناس . حتى قصة سقوط ابليس صورها لنا الأبليس وكأنه مظلوم لأن سبب سقوطه كان فقط رفضه السجود لآدم والحقيقة ابليس سقط بسبب تكبره وتعاليه لشعوره انه يستحق عرش الله أكثر من سيده ، تحياتي استاذ بولس


3 - شياطين لا يختشون
سمير ( 2015 / 12 / 21 - 19:51 )
المحير استاذ بولس ان الجن والشياطين, ولا اعرف الفرق بينهما , فعلا لا يختشون على حالهم . فلا هم قد ملوا الاستراق الى القران ولا اله الاسلام قد مل من رميهم بالشهب. لماذا اعطى الاسلام ومحمد هذه الاهمية للشياطين والجن؟ الم يكن بامكان اله الاسلام وبجرة قلم ان يخلص محمد من قرينه الجن بدلا من يجعله يتعذب معاه طويلا قبل ان يقنعه بالاسلام؟


4 - العراقي
بولس اسحق ( 2015 / 12 / 21 - 20:35 )
احد المرضى بفيروس الصلعمة قال لى بالامس ان العلوم منبثقة جميعها من القران....فعندما يكون كتاب التخاريف والتحريض على القتل والقتال...والحديث عن احوال النكاح المحمدية...والرق...والشتائم...مرجع للعلوم...فأرح قلبك وارتاح ...لاااااااااااااااااااااااااااااااااااا فائدة معهم....مهما تعتقد انه من الممكن انهم يصغوا اليك... يا سيدي من ينادي بعذاب القبر و ينعق في سبيله لا مكان له في هذا الكون سوى في القبور...تحياتي لك ابها العراقي وشكرا.


5 - شاكر شكور
بولس اسحق ( 2015 / 12 / 21 - 23:57 )
اخي شاكر شكور.....الله و الشيطان في القران وجهان لعملة واحدة .. فلا ترى إلها إلا و هناك شيطان يحاربه .. كأنهما اتفقا سوية على هذه المسرحية ... فشيطان يضل و اله يهدي (المؤمنين فقط )... الله يدعو للخير (شر مبطن)والشيطان يدعو للشر ...
فالشيطان لديه ما لدى اله القران من صفات خارقة و خاصة ابليس ... فهو حي لا يموت .. له قدرات خارقة كاله القران تماما ...يعني العمليه هي دوبلاج هو نفس الممثل بدورين احدهما ملاك والاخر شيطان.....فاله القران هو الشيطان ذاته...تحياتي


6 - سمير
بولس اسحق ( 2015 / 12 / 22 - 01:09 )
بصراحة يا اخ سمير......لم أرى أغبى من الشياطين المتخصصين باستراق السمع برغم من أنهم يقذفون بالشهب من كل جانب منذ أكثر من 1400 سنة كلما حاولوا أن يسترقوا السمع , الا أنهم لا يرتدعون عن أستراق السمع....وعتبي على اله القران ...اليس القران قد أكتمل من زمان فلماذا ما زال اله القران يرميهم بالشهب الى الان...والمفارقة العجيبه انك تطلب من اله القران ان يخلص محمد من قرينه....فلو فعل ذلك كيف كان للمقبور قثم ان يؤلف كتابه هذا...اخي سمير ان اله القران كان في النهار مع الحكومة(شيطان متخفي على شكل جبريل)...وفي الليل مع العصاة(شيطان على المكشوف)...يعني شيطان باسماء وهيئات مختلفة لا اكثر ولا اقل.....تحياتي.