الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر لمن يعقلون – ج84

مالك بارودي

2015 / 12 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خواطر لمن يعقلون – ج84

1..
من تعاليم الإسلام الأساسيّة "الولاء والبراء"، أي عدم إظهار الولاء والحبّ إلّا للمسلمين وكراهيّة غيرهم. وبناء على ذلك يصبحُ السّؤال التّالي ضروريّا: كيف يحرّضُ الإسلام على كراهيّة غير المسلمين ويرى أتباعه ذلك التّحريض جميلا ورائعا، خاصّة وأنّه منصوص عليه في القرآن، ولكنّهم في نفس الوقت يستنكرون أن يبادلهم غير المسلمين بالمثل؟ هل "حلال" أن تكره غيرك، عزيزي المسلم، وحرامٌ أن يكرهك الآخر أو يكره فيك كراهيّتك له أو يكره ما يحرّضك على كراهيّته؟ أم أنّه النّفاق؟ أو الجهل؟ أو إنفصام في الشّخصيّة أصبح وراثيّا لدى المسلمين؟

2..
"المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان"، صحّحه الألباني في صحيح الترمذي...
من يؤمن بهذا الحديث، ينسى أنّه لولا المرأة لما وُلِد وكبر وأصبح رجلاً يتحفنا بتكراره الببّغائي لهذا الحديث السّافل. وعليه، فمن باب العدل والإنصاف أن يقبلَ هذا الرّجل ألّا نذكر إسمه إلاّ مسبوقا أو متبوعا بلفظ "إبن العورة"، ليتناسق مع قناعاته، مثلما يجب أن نقول: محمّد بن آمنة أو محمّد بن العورة، حين نذكر القائل الأصلي لذلك الحديث المهزلة. وعلى من يستنكرُ قولنا هذا أن يلوم محمّدا أوّلًا و"علماء الإسلام" المزعومين ثانيًا، فما نحنُ إلّا ناقلُون للتّفاهات التي في كتب التّراث الإسلامي.

3..
ورد في صحيح مسلم (كتاب القدر، باب قدر على بن آدم حظّه من الزّنى وغيره): "حدّثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد واللّفظ لإسحاق قالا أخبرنا عبد الرّزّاق حدّثنا معمر عن بن طاوس عن أبيه عن بن عبّاس قال ما رأيت شيئا أشبه باللّمم ممّا قال أبو هريرة أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال إنّ الله كتب على بن آدم حظّه من الزّنى أدرك ذلك لا محالة فزنى العينين النّظر وزنى اللّسان النّطق والنّفس تمنّى وتشتهى والفرْجُ يصدّق ذلك أو يكذّبه قال عبد في روايته بن طاوس عن أبيه سمعت بن عبّاس".
فإذا كان الله هو الذي كتب على الإنسان نصيبه من الزّنا، فكيف يتنصّلُ الله منهُ لاحقا ويزعمُ تحريمه عليه، وهو الذي كتبه عليه وقدّره له ووضعه فيه؟ وما هذا الإله الأبله والمتناقض الذي يُجبرُ الإنسان على شيء ثمّ يدّعي أنّه سيحاسبُه إن هو فعل ما هُو مُقدّرٌ عليه وما هُو مُجبرٌ على فعله رغم أنفه (أدرك ذلك لا محالة)؟ إله كهذا لا يحتاج أصلًا لأن يخلق شيطانا يوسوس للنّاس ليُضلّهم، فهو نفسه كارثة شيطانيّة وهو نفسه سيّد الضّلال.

-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منهج ذئاب الصحراء الولاء والبراء
شاكر شكور ( 2015 / 12 / 23 - 00:36 )
عندما يكون في التعاليم الإسلامية منهج -الولاء والبراء- ، فمن حق الناس غير المسلمين ان يخافوا حين يحكمهم قاضي إسلامي او قاضية مسلمة ، لقد دخل الرعب في قلوب سكان مدينة نيويورك حين اقسمت القاضية المسلمة المحجبة كارولين وولكر على القرآن في حفل تنصيبها كقاضية على مدينة نيوورك وكأنها تريد ان تقول للناس قسماً بشرف أبلس سأحكم بالعدل لكن على منهج الولاء والبراء القرآني ، لم يبقى إلا ان تقول هذه القاضية لقد جئتكم بالذبح يا أغبياء ، تحياتي استاذ بارودي

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah