الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاة بلا وضوء

زهدي الداوودي

2015 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قصة قصيرة
صلاة بلا وضوء
زهدي الداوودي

المعروف عن سكنة محلة البشرى التابعة لقضاء الشيخان من أعمال ولاية كركوك، أنهم لا يصلون. وكان عدم التقرب من الصلاة مسألة طبيعية لا يحاسبك عليها أحد. وكيف يتوجب عليه أن يحاسبك ، إذا كان الفساد قد بلغ رقبته هو. ومما زاد في أمر الوضع السيء الذي لم تتمكن السلطات ووحدات الشرطة من التغلب عليها هو بقاء الوالي في الخارج وتمديد فترة إجازته كما يشاء.
استقبل الوالي الاحتجاجات التي رفعها بعض الرعايا المتخلفون، كما كان يسميهم، بامتعاض شديد. واضطر أن يقطع عطلت اللانهائية، قبل أن ينهار جانب منه. وقبل أن يتخذ الوالي بعض الاجراءات القانونية ضد الفساد، أستدعى جميع أعضاء المجلسين: مجلس البلدية ومجلس الولاية.
بالنظر لاهمية العرائض تقرر أن يكون بحثها أول نقطة. خاصة لأنهم يستندون في نشاطاتهم على المساعدات التي تأتيهم من الأقاليم الاسلامية. وبدأت المناقشات تحتدم وتحتد ورغم وقوف الجانب الأكثر نفوسا واهمية إلى جانب تأييد الصلاة، تبين للوالي أن بعض الفئات لا تريد سوى تخريب الاجتماع. وكان أن أرغمهم على استعمال الانتخاب العلني.إلى جانب منحة شهرية لا تقل عن ليرة ذهبية، تسلم إلى يد رب العائلة.
مرت عدة أشهر والناس ينتظرون وصول "الراتب الشهري" الليرة الذهبية دون جدوى. وأخيرا اتفقوا على أن يشكلوا وفدا يزور الوالي ويقدم له الطلب عن طريق حاجبه. بيد أن الوالي سبق الحاجب وهو يلوح بعصاه ويوزع الضربات على رؤس أعضاء الوفد، قائلا:
"أولاد القحبة، أنتم تريدون دخول الجنة ونحن ندفع الايجار"
قال أحدهم وهو يبحث عن يشماغه:
"ونحن لم نقصر. قضيناها بالضراط"










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل عام وانت ومن بعز عليك بخير وعافيه وشعب عراقنامن
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2015 / 12 / 27 - 19:01 )
اخي العزيز ابو اميره الورد-في هذه الايام العزازات على قلوب مئات الملايين من بني البشر ارجوك قبول اخلص تهانيي باعياد الميلاد المجيد والسنة الجديده 2016 التي اتمنى لك شخصياولعائلتك الصغيره الكريمه وكذالك لكل من يعز عليك ومنهم شعبنا العراقيان تكون سنة خير ونجاحات سيما واليوم تم تحرير الرمادي من الفاشية المتاءسلمة-داعش الارهابي
اخي دكتور زهدي-النص المنشور اعلاه هو النص الثاني لك الذي لم افهمه-ونحن حينما نكتب وانت في طليعة كتابنا العضويين-نكتب من اجل هندسة النفوس البشريه تشذيبها وتوسيع وتعميق وعيها لذالك فاءن كتابات التقدميين تكون دائما واضحه وطبعا وضوحها لايعني السطحية
قبل اشهر واعتقد في اذار كتبت نص عن الشهيد او الشهداء واليوم تكتب قصة قصيره ايضا للاسف لم استوعبها ولو انني اعرف جديتك والتزامك الادبي والعلمي لساءلتك بالعراقية الشعبية-حجي شكد هذا اغاتي
ارجوك ان تجيبني بهدور فاءنا في ال81 ولكنني اشعر دائما في حضرة الثقافة والمعرفة لازلت رضيعا يزحف ودمتم بالف خير


2 - قراءة نقدية
زهدي الداوودي ( 2015 / 12 / 27 - 22:23 )
عزيزي أبا ياسر
أعانقك وأشد على يديك. وأشكرك من الاعماق لتحياتك القلبية ولاهتمامك الجدي بالنصين. حسنا فعلت بقراءتك النقدية للنصين. سنتكلم حول الموضوع عند عودتك بالسلامة. لا تنس ان للباركنسن دوره الحقير ليتك جلبت معك نسختين مطبوعتين. تحياتي وعناقي لكل الاخوان


3 - حول الأدب الساخر
العزيز أبا ياسر ( 2016 / 3 / 24 - 19:44 )
عزيزي أبا ياسر: قرأت التعليقين هذا اليوم وأشكرك لأهتمامك لما أكتب، إذ أن النقد الادبي يحفز
على إعادة النظر فيما يكتبه الكاتب. أنا في الحقيقة أهتم بآراء القارئ التي التزم بها بكل جد واحترام، بيد أن هذا لا يعني انني أصبحت ذيلا للقارئ ولا يمكنني أن أتنازل عن استقلاليتي في الكتابة. إنني كتبت كثيرا عن البؤس وعن الابطال الروائيين الذين تحدوا القمع والارهاب. هل قرأت :وداعا نينوى؟ هل أطلعت على ملحمة وادي كفران برواياتها الثلاث أطول عام و زمن الهروب و تحولات؟ وأعتقد أنك كنت لا تعاني مشكلة الفهم لو قرأت رواية أسطورة مملكة السيد أو الزنابق التي لا تموت الخ..
إن القصتين القصيرتين بسيطتان ولا يمكن للقاري أن ينكر ذلك. إنهما عملان من مجموعة قصصية تحتوي على حوالي عشرين قصة قصيرة ساخرة تصور الحياة الاجتماعية والاقتصادية عند البسطاء وديدني في التوجه إلى الأدب الساخر هو إخراج القارئ من جوه المتشائم الملئ بالمعارك الدموية والذبح وقطع الرؤوس ونشر الخرافات. الخ من المشاكل التي تخلق عملية انسداد أبواب الدماغ في تلقي المعرفة. أنا أشك في كونك لا تفهم او لم تفتهم القصتين .
هناك مشكلة أخرى..


4 - التاكيد على تسلم نص المسودة
العزيز أبا ياسر ( 2016 / 3 / 24 - 22:29 )

























لم أتمكن من مواصلة الكتابة بسبب ضيق المكان . إذا سمح لي الوقت، فسأعود إلى الموضوع مرة أخرى على أن أضع النقاط على الحروف، إذ أن إصرار الصديق الكحلاوي على عدم فهم النصين البسيطين فيه مبالغة لا تثير المصداقية، هذا إذا كانت الخلايا الدماغية متأثرة فعلا بدور الشيخوخة السلبي، علما أن مثل هذه الحالات لا يمكنها الافلات من قبضة الطب. والصديق الكحلاوي أدرى بالموضوع وهو طبيب معروف.
أنا لا أفهم ما هو التعقيد في قصة صلاة بلا وضوء.قرية في العهد العثماني أبناؤها لا يصلون وهكذا عاشوا منذ مئات السنين دون أن يتدخل أحد في شؤونهم ويجري تعيين والي جديد عثماني راح يتدخل في كل كبيرة وصغيرة. وقرر أن يمارس هؤلاء الصلاة كالآخرين ورفض هؤلاء القرار بشكل قاطع وعندما شم الوالي رائحة الانتفاضة، خصص مبلغ ليرة ذهبية في كل شهر. ومرت أشهر طويلة تجاوزت السنة وأهل القرية يحلمون بالليرة الذهبية بلا جدوى. وشكلت القرية وفدا رفيع المستوى لطرح القضية على الوالي، بيد أن الوالي كان أسرع فوقع فيهم ضربا. قال أحدهم وهويبحث عن يشماغه:
بالضراط ب نحن لم نقصر قضيناها




اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah