الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخروج عن النَّص الجزء الأول: النَّص القرآني من تشييعه إلى علمنته

عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية

(Azza Ragab Samhod)

2015 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخروج عن النَّص

الجزء الأول: النَّص القرآني من تشييعه إلى علمنته
• مدخل:
أحد أهم الإشكالات التي تُوقع الإسلام في مأزق عدم الفهم لروحه وجوهره، هي مسألة الخروج عن النَّص القرآني، ويبدو أنَّ العلمانية الحداثية، التي تفصل الدين، عن الدولة، مُنادية بالحريات المفتوحة، تستغل ذلك في الترويج لمناهج الانفتاح العالمية الجديدة، باعتبارها المُبشرة بتآلف الديانات تحت سقفها، وباعتبارها تتجاهل الديانة لتوفق بين أفرادها، بحجة أنَّ الإسلام بات قديماً، وبات لا يصلح للزمان الآني، ولا يحقق أحلام معتنقيه في ظل الالحاح لممارسة ديمقراطية مُتحررة من القيد والأحكام التشريعية، وذهبتْ في انفتاحها إلى الدخول في علم التأويل والتفسير القرآني، فحوَّلت بعض النصوص للمُفسَّر القائم على رؤى بشرية ذاتية * دون الاعتداد بالتوثيق النقلي المأخوذ عن الرواة والمفسرين المُعتد بهم، ما عنى ذلك تشويهاً واضحاً، وتعدياً صارخاً على القرآن الكريم فإذا كانت رؤية الانفتاح العلماني التي يقودها كُتاب وشعراء* ضد الإسلام نابعة من محاولة صارخة للزج بالإسلام رغماً عنه نحو مأزق العلمانية، فإن ذلك أوقع بكثيرين في إشكالية فهمهم لقدسية النَّص القرآني، ودفعهم نحو الخروج من النَّص القرآني، بإرادة، أو بغير إرادة منهم، فمارسوا جهلهم بالنَّص على شعوبهم العربية، وأباحوا لجهادهم الكلامي النيل من رقاب إخوتهم، وسمحوا لأنفسهم بالتعدي الصارخ على قرآنهم، وفق فتاوى جاهزة لضرب الدين الإسلامي بمصدر تشريعه القرآن الكريم، مُتخذين من دعوات العلمانية العالمية قاعدة انطلاق سياسية لهم، بأوجهها المتعددة، ساخرين بذلك من دينهم، ومُغيب عنهم أنه انفتاح يحاول احتضان كل المكونات السياسية تحت راية العلمانية، دون أن ننتبه إلى أنها حاضنة الديانات العالمية* ككل.
لابد أن نركز على الأيدولوجيات التي جعلت النَّص ينحرف بتوجيه فكري مؤدلج، ليتم تسويقه وفق أجندة تلك السياسات التي تقوم على أساسين:
• أساسُ فكري نابع من حملة قوية لتوجيه مسار الإسلام نحو (تشييع النص القرآني).
• أساس تكفيري مغزاه (تحريف النَّص القرآني وعلمنته) وهو تحريف بتشويه المعنى، وتحريف عن المسار الأصلي للنَّص القرآني، بانحرافه عن معناه.
وحيثُ أن التحريف في القرآن له تعريفات عدة، فإننا سنقف عندها باختصار شديد لنفهم كيفية الخروج من النَّص القرآني تالياً، ورد التحريف في اللغة بالمعنى التالي:
• حرف الشيء*: طرفه وجانبه، وتحريفه: إمالته والعدول به عن موضعه إلى طرفٍ أو جانب. قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ الله عَلَى حَرْفٍ))2، قال الزمخشري: "أي على طرفٍ من الدين لافي وسطه وقلبه، وهذا مثلٌ لكونهم على قلقٍ واضطرابٍ في دينهم، لا على سكونٍ وطمأنينة".
• في الاصطلاح* "جرى أن يكون التحريف ترتيبياً، أي نقل آية من مكانها على اعتبارات مكيتها أو مدنيتها أو أسبقيتها لآية أخرى أو بعديتها لآية بعدها، وهذا فيه نقاشات لا ترقى لمستوى تحريم المناقشة في أوقات النزول للمُتداول في شأنها، أما التحريف المعنوي فقد جاء ليفسر الكلمات والمفردات وحملها بغير معناها الأصلي والمُراد منها، قال النبي (صلى الله عليه وسلم) (من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار) ويقع تحت طائلة ذلك تفسير القرآن بما يحلو للبعض أن يفسره، بحيث يخرج من دلالة النَّص الأصلية، ليعطيها معنى آخر وفق أهواء معينة، و أيدولوجيات يتبناها تيار معين لأغراض مُحددة وهو مُحرم بالإجماع عليه، وأما النوع الأخير يسمى التحريف اللفظي ويجري باللفظ نفسه سواء في مخالفة ضبط الكلمة من شكل حركاتها الإعرابية لتغير في دلالتها، أو من حيث الزيادة والنقصان في النص نفسه، وهذا باطل بالأجماع السني عليه، عدا كونه يختلف في بعض القراءات المتواترة، فهذا يكون في مواضع معينة فقط ومعروفة لعلماء السنة.
لاشك أن القرآن الكريم تعرَّض لمسألة تحوير النَّص منذ عهود الإسلام التي تلتْ وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقد ظهرتْ محاولات الشيعة لتحويل* النَّص لقرآني عن مساره، وتوجيهه نحو زيادة في النَّص، أو توجيه في التأويل والتفسير، أو الحذف منه بما يتوافق مع أهواء مريدي ولاية علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) حين أرادوا له التأمير على المسلمين بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم) عدا ما فعله معارضو ولاية عثمان بن عفان (رضي الله عنه) إذ كانوا يشيعون أنَّ عثمان بن عفان (رضي الله عنه) جمع نسخة القرآن بما توافق له، فأبقى ما أبقى منه، وحذف ما حذف، حتى انتهت بهم المحاولات لقتله والتكبير عليه، كل هذا جعله العلمانيون مادة دسمة للتشكيك في آيات القرآن كوحي مُنزَّل، وكرؤية قابلة للتأويل والتفسير بحسب هواهم، مُستغلين مُقاربات الشيعة في النَّص القرآني، ومناقشاتهم فيه بإقامة الحجة على المسلمين من أنَّه ليس بكلام الله تعالى في علاه، وأنَّه من وضع بشر*، وأنَّ المحذوف من النَّص ـ والذي يتناوله المسلمين بعلم التأويل، لا يخضع للتأويل، قدر ما يحتاج للتعديل فيه*، وعليه خضع القرآن الكريم لعمليات تعديل كثيرة، لازالت تجري لهذه الساعة عليه، يُضاف ما يُضاف عليه، ويُحذف ما يُحذف منه، وفقاً لأهواء العلمانيين دُعاة التحرر، وقادة التكفير الذي أوصلنا لما وصلنا إليه اليوم، من خروج عن الدين في ثوبٍ تبدأ عملية تفصيله بالخروج عن تأويلية النَّص القرآني، كما وردتنا تواتراً عن القُراء الثابتين والحفظة المعتمدين له،* واستغلال مواضع إضافات الشيعة لبعض الآيات التي قالوا أنَّها قيلت في علي (رضي الله عنه) وبعض السور التي نفوا نزولها بالقرآن ليعدو ذلك الخروج خروجاً كاملاً عن جزئية النَّص من كتابه، ليشمل الكتاب ككل.
• اضف لهذا مسألة تعدد المذاهب الإسلامية الأربعة (المالكي/ الحنبلي/ الشافعي/ الحنفي)* حين تتحول من مسألة تشريعية يعمل بها دستور دولة ما، إلى مسألة جدلية تمارس خاصية الولوج إلى النًّص القرآني وتحويله إلى نص قانوني، بواسطة إحداث ثغرات فيه، عن طريق التسلل من مذهب إلى مذهب آخر، وهذا الولوج يتحول تلقائيا إلى خروج عن حكم النَّص القرآني، مُستحدثاً بالطرق التي لم يتم ذكرها سلفاً، والتي لم يعرفها الإسلام، ويوقعنا في مأزق كبير، أسميه (بالخروج عن النَّص) بالكيفية التي نراها اليوم، ولا تلتفت الدول العربية للأسف الشديد لمثل هذه القضايا، في ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها اليوم، فمسألة المذاهب الأربعة لم تكن ضد الإسلام في عملها، لكنها حين أنتجت مذاهباً خرجت من بطونها، وكثُرت فتاويها ـ من تعدد أئمتها، أفسحت المجال للمزيد من الفضفضة والتمطيط في أحكام القرآن الكريم، عدا الاختلاف المكاني للمذهب، يجعل مسألة إصدار فتوى شرعية لمسلم، تبدو قضية، أكثر من كونها خدمة تنويرية، ومن هذا أذكر من ذلك على سبيل المثال لا الحصر، أنني ذات مرة بينما كنتُ أتصفح إحدى القنوات الليبية توقفت عند برنامج لتعريف الناس بأحكام دينهم، وأثناء متابعتي للشيخ المفتي ـ الذي لم يكن ليبياً ـ سألته سيدة ليبية بلهجتنا الدارجة: أنَّ خطيبها قرأ فاتحتها (بمعناها الليبي عقد قرانها أي تزوجها كتاباً دون إشهار بالدخول) فما حكمها إذا فسخت الخطوبة وماذا عليها؟ (أي هل تصبح مطلقة وتدخل عدتها أم لا) فأجابها: أنَّ لا شيء عليها، وإن قراءة الفاتحة للاستفتاح ببركة الأمر فحسب، هذا الرد من المذهب الحنفي ناقشه المفتي وفق أعراف دولته الاجتماعية، يضعنا نحن أصحاب المذهب المالكي في مأزق فكري كبير، لابد من تدوير المسألة، فنحن نستفتي بمنهج دولة عربية لها مذهبها، داخل دولتنا التي لها مذهبها الآخر، وهكذا دواليك من استضافات لقنوات مأجورة، تتقصد خلط أمور الإسلام ببعضها داخل الدول المسلمة ومن ذلك وقوع حالات كثيرة من الطلاق، يكون فيها الزوجين سكان دولة مذهبها أحد المذاهب الأربعة، والاستناد في إيجاد ثغرة حق الرجوع بينهما، على آراء شيخ الإسلام ابن تيمية واجتهاده في التفسير، أو استغلال الثغرة في وقوع الطلاق، من عدمه، بين مذهب، ومذهب آخر، وبمثل هذا الحل لجأ كثيرون من دولنا العربية لاسترجاع زوجاتهم، بالسفر لتلك الدول التي تغاير مذهب دولهم، ثم الذهاب للقاضي للاسترجاع وفق مذهب الدولة المُسافر إليها.. وفي هذا خروج صارخ عن النَص القرآني، يمرره لنا المذهب، واختلافه، تباينه بين دولة ودولة أخرى.
هذا عدا وجود المواقع الافتراضية بكثرة، والتي تقدم خدماتها للمسلم السائل عن حرمة الشيء من عدمه ـ فأول ما يكون الرد للمفتي الافتراضي، هو طرحه لأسماء كثيرة من الشيوخ، فيكون الرد مُثقلا بالفتاوى، والمخارج، والثغرات، يختار منها المسلم ما يختار، دون الانتباه إلى أن اسم الشيخ كذا قد يكون مذهبه حنفي أو حنبلي أو مالكي أو شافعي أو زيدي إلخ من مذاهب فيخرج عن النَّص دون إرادة منه، أو بتجاهل من أجل تحصيل السبب وإبطال المُسبب.
نحن اليوم لسنا بعيدين عن دعاة العلمانية، وهرطقاتهم الفكرية، ومحاولة صعودهم ظهر القرآن الكريم بالمسبة والتشكيك والشتم، بإخراج العقل الإسلامي من فكرة النَّص تماما، من ذلك أن العلمانية سقف مفتوح، يسمح لكل الأديان بالتعارف، والتزاوج وفق فكر علماني حر، لا يبحث مسألة الأديان، ولا يعتد بالفروق الدينية، والشيع، والطوائف، والأديان السماوية، إنها ثقافة الانفتاح الشهواني ـ التي تُذيب الفوارق المعنوية، لتركز رسالتها على جعل الفكر الإنساني المعنوي، كآلة ميكانيكية، تحسم وجودها المادي، وتؤثثت لفضاءات الجسد، والشهوة، والتحرر والإباحية، دون أي اعتبار لقيم الدين، أو حدود النص القرآني، الذي ألزم المسلم الزواج بمسلمة، وألزم حدود الطلاق، وحقوق الأبوة للطفل، وحرَّم الزنى، وأباح الزواج بعدد يصل لأربع نساء لا أكثر، ومنع شرب الخمر، وحدد شروط عقد النكاح، كل هذا تمكَّن كثيرون من الخروج منه، بمجرد الهجرة لأوروبا، والعالم الغربي بشكل عام، وتمكَّن شباب عرب من تجاهله، وإزاحته كعقبة في طريق حياتهم، التي سرعان ما بدلها ثوب العلمانية الأوروبية، وتحضرني قصة شاب سعودي أحبَّ فتاة مجوسية، لم يستطع مفارقتها، عرض عليها الإسلام، قالت له أنا لا أهتم لدينك، إذا كنا سنتوافق في حياتنا، علينا أن نتجاهل فروقنا الدينية، فالثقافة تكفينا لفهم واحتواء بعض، يقول ذلك الشاب، ووجدت نفسي أتزوجها، وتنجب لي أولادي، ماذا حصل في الكون؟ وهل تخلخل النظام الكوني بزواجي من امرأة أحببتها؟؟
• إنَّ الشاب الذي ينظر لإسلامه على أنه مجموعة من الأحكام الصادرة في حقه، حري به أن يجعلنا نعود لنفكر، هل كانت مناهج إسلامنا قائمة على التلقي بالتلقين؟؟ أم قائمة على زرع عقدة الخوف من عقاب الأنظمة؟؟؟ أم قائمة على هاجس الخروج عن الإطار الاجتماعي في مجتمعاتنا العربية، بسبب ظروف حياتنا القهرية، والحرمان والتهميش الذي يتعرض إليه المسلم من أنظمة الحكم العربية، وعدم احترام أدميته، وحرياته، وحاجاته، أم بسبب انشغال شيوخنا بالحديث عن الجنة، والنار، دون إفهامنا النَّص كبداية صحيحة لإسلامنا؟
• أعتقدُ وبشدة أننا بحاجة عميقة لإعادة تعريف كثير من الأشياء، لخلق ترتيب منطقي لما يحدث، بدءاً من نشوء حركات الخوارج التي تطورت منذ عهد الخلفاء، وحتى يومنا هذا، وعن طريقها شاه ديننا الحنيف، وانتهاء لما يحصل لنا اليوم في ظل تطاول العلمانية على الإسلام، والتي سمحت لحركات الخوارج بالنشوء بين أحضانها، بحجة الفتوى، وإصدار تعديلات نصية في النَّص القرآني، والتبشير بدولة خلافة جديدة، قائمة على فهم الإسلام كما تراه من منظورها العلماني، أو الشيعي، أحصره في آخر حركات الخوارج المعاصرة المسماة بداعش والتي من سمات خروجها عن النَّص القرآني:
• القدرة على الاحتواء لمختلف الديانات العالمية، ما يعني أنها تيار علماني كبير يسعى لإحداث قمة الانفتاح على سقف الديانات ككل، ويمكن بناء عليه أن يذيب الفوارق الدينية بين طوائف أفراده وفقا لمعايير ثقافة التنظيم، التي تسمح بالكثير من المساحة الممنوحة لحقوق التحرر الجسدي ككيان مادي، لا يهتم بالفوارق المعنوية والحسية.
• القدرة على التناسل، من كل حدب، وصوب، دون حدود مشروطة، أو قيود مفروضة، عدا كونها تضع تسعيرات للجسد المسلوب الإرادة، فهذا يقودنا إلى آليتها في العودة بالإنسان إلى عصر الآلة الميكانيكية، التي تعمل وتظل تفقد مع مرور الوقت قيمها، ومبادئها، وديانتها، وأعراف مجتمعاتها، ما يعني خروجها عن أحكام دينها وقرآنها ونصوصه.
• القدرة على (الخروج من مسألة النص)، بالتحريف فيه، فهم يضعون الفرد العربي في موقف فصامي بينه وبين معتقداته، ودينه ـ يشرع ويبيح لنفسه، ويحاسب مجتمعه على النَّص والحكم ، يدعو للحجاب والخمار، لكنه يبيح لنفسه السبي، وارتكاب الموبقات، يُكفر الحريات والديمقراطيات، لكنه يمارس أعتى وأشرس أشكال الحرية العلمانية، في إباحيتها، وخروجها عن النَص القرآني بالزنى، وهتك الأعراض، والاعتداء، والاغتصاب، وتحليل جسد الطفلة، والطفل، وممارسة أشكال الشذوذ.
• القدرة على (تجاوز حدود النَّص) بالتجاهل له، بشكل يتماشى مع الحرية العلمانية، القائلة بأنه لا يوجد سقف محدود للحرية، وبناء عليه يحرص التنظيم على عدم التزاوج بشكل مُلزم وثابت، بحيث لا تبقى الزوجة ملكاً دائماً، ويمكن تغييرها بين ساعة وساعة، ويمكنها المجاهدة بنفسها، على حساب كيانها وحقوقها المعنوية، لتشبه وتتشابه بذلك مع طريقة الحيوان في العيش.
• لا يهتم التنظيم في ظل علمانيته، بأن ينشئ أسرة، بل إنه يحرص على عدم حمل الزوجة، وعدم الالتزام بحقوق بناء الأسرة، ويحلل الإجهاض، ويفرض على المرأة تناول مانعات الحمل، وفي هذا خروج عن الحكم الإسلامي لمثل هذه الحالات، وبالمقابل يلزمها بنص الحجاب، ويتجاهل آية النكاح، والعقد الشرعي، فيجعلها زوجة وفق تسميتها بمرسوم الخليفة، ووفق مهر قد يكون رأساً مذبوحاُ، ويسمح بأن تتنقل الزوجة معه من مكان لآخر، ومن زوج لآخر، منتظرة أن يتخلى عنها آخر زوج لها، عند أول سبي له، بسبب تشريعهم لجهاد النكاح الذي يعد بدعة من بدعهم.
• سنلاحظ أنه رغم زعم التنظيم أنه دولة خلافة إسلامية، لكنه يستوعب الفئات غير العربية، والملل، والطوائف الشيعية بشكل خاص، والديانات المسيحية، والنصرانية، وأفراد من طوائف أفريقية، ومجوسية، و إسلامية، وهذا يعني تمثيله لتيار العلمانية العالمية، وينبئ بخطر تحولها من مجرد حركة دعاية ثقافية، عالمية، إلى ديانة احتوائية مفتوحة السقف على كل ديانات العالم.
إذا كانت العلمانية بقبحها الشديد، وعهرها الثقافي، تمنح حق الخروج عن النَّص القرآني، للخارجين عن الدين، بكل هذه المساحة الممنوحة باسم الإسلام، والعاملة في أصلها ضد الإسلام، فنحن نواجه حملة شمولية مغزاها الخروج عن جوهر الدين الإسلامي، بتكفير نصوصه، أوتشريع تشييعها وفضفضتها، وتمطيطها، و بخلق إسلام يناقضنا، سواء كان نقيضاً مقروءاً كنصِ، يبحث الثغرات، أم نقيضاً سلوكياً، يرفع شعار دولة الإسلام، لكنه يضرب أول ما يضرب عقر دار الإسلام.
عزة رجب

هوامش
• النَّص المُفسَّر على رؤى بشرية: من أمثلة ذلك تفسيرات العلمانيين للقرآن، وطرح رؤاهم بالنَّص القرآني، القائمة على أيدولوجيات تخدم التيار العلماني، وتتيح لهم من خلاله سوق النص القرآني للانفتاح أكثر، كنكرانهم الحجاب، والسخرية منه، واعتباره يزيد في تأزم وغباء المرأة ..إلخ من رؤى قصدها التشويه والتعمية عن النص القرآني.
• ظاهره الانفتاح العلماني التي يقودها كُتاب وشعراء، سنأتي على ذكرها في جزء مستقل قادم، بالتناول لكيفية ذلك، وبطرحنا لطرق خروجهم عن النَّص القرآني.
• التحريف في اللغة والاصطلاح، انظر القاموس، كتاب التبيان في القرآن، للطوسي، الكشاف الجزء 3، علماً بأن التحريف لا يوجد في السنة النبوية، نظراً لصحة النقل السني للقرآن، ولكن وجب معرفة التحريف، من المصادر المُدعية، لتبيان ماهيته، والغاية منه، مع ملاحظة أن علماء كثر من السنة ناقشوا فيه كابن القيم.
• العلمانية حاضنة الديانات العالمية، انظر للعلمانية، في تعريفها الشامل، والواسع، أقرب مصدر العلمانية ويكيبديا (موثق)·من أهم محاولات الشيعة لتحويل النَّص القرآني عن مساره، مقارباتهم في تفسير آية الولاية الخاصة بعلي، وكذلك اعتراضهم بخصوص وجود سورتين محذوفتين من القرآن هما سورة، النورين، وسورة الولاية، (يمكنك الوصول لنص السورتين من أقرب مصدر بحث).
• الإدعاء بأن القرآن الكريم من وضع بشر، يمكنك مراجعة كتابات العلماني سامي الديب، وقراءة الادعاءات بأن القرآن الكريم، من تأليف حاخام يهودي، وما تبع ذلك علمانية، أضافها على القرآن الكريم.
• التعديل في آيات القرآن الكريم، والخروج عن النَّص بالإضافة عليه، انظر إضافات سامي الديب، لسورة النساء، وآية (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) سورة البقرة، وغيرها من تعديلات في سور القرآن الكريم، قائمة على التشكيك في التأويل ـ والتفسير، وقراء القرآن، والزعم أنهم أسقطوا كلمات، وحذفوا...
• كتاب فقه المذاهب الأربعة لمؤلفه عبدالرحمن بن محمد عوض، مصر، يمكن الرجوع إليه، ويمكن الاستدراك للمخالفات بين المذاهب من أقرب مصادر للبحث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب