الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعتقدات البشرية ،، من طابعها التعددي الى الشمولية !!

عبدالسلام سامي محمد

2015 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الماضي البعيد و في زمن الحضارات الانسانية القديمة كحضارة وادي النيل و حضارة بلاد ما بين النهرين كانت المجتمعات البشرية و الاقوام تؤمن بفكرة تعدد الالهة ،، و كانت هنالك حرية نسبية و سلام نسبي في مسألة الايمان بالالهة و بالمعتقدات ،، دون ان يقوم طرف من الاطراف بفرض عقيدته الدينية على الاطراف الاخرى ،، و في زمن الجاهلية ايضا كان اهل المكة تعبد اكثر من عشرين الهة جنبا الى جنب دون ان يتعرض او يسيء اي منهم الى الاخر ،، اي كان الناس يحترمون معتقدات بعضهم البعض الاخر ،، الا ان الديانات الابراهيمية الثلاثة اختزلت فكرة تعدد الالهة في بوتقة الاله الشمولي الواحد ،، و لجأ الاسلام الى تشديد تلك الفكرة و تحريم و تجريم كل الالهة و وضع صفة التكفير على كل من لا يؤمن بالاله المحمدي الواحد ،، و قد ظنت الديانات الابراهيمية ان وجود الكثير من الالهة جنبا الى جنب امر غير ممكن و شاذ و غير طبيعي بتاتا ،، و فسرت فكرة وجود اكثر من إله واحد من وجهة نظر بشرية محدودة و ضيقة و صرفة تماما ،، و كذلك تبعا للنفسية البشرية الجشعة و الشريرة و وفقا للواقع البشري المتسم بطابع العنف و الشر و فرض الاراء و اللجوء الى استخدام القوة في حل المشاكل و الخلافات و الصراعات و النزاعات عن طريق الذبح و القتل و بالاساليب الدموية الهمجية ،، حيث ان وجود اكثر من اله في زمكان واحد يؤدي لا محال حسب وجهة نظر الديانات الابراهيمية الى قيام كل إله من طرفه بمنافسة و محاربة الاله الاخر و بمنتهى القوة و العنف و الشدة و القساوة ( حالهم كحال المماليك و الحكام و الامراء و الفراعنة عندما يحاربون بعضهم للبعض الاخر اما بسبب عدم وجود الثقة بينهم او بسبب خوف الواحد من الاخر و اما نتيجة للاطماع النفسية البشرية و غلبة عنصر العنف و الشر و الجشع و الطمع عند الاخر كما ذكرت ) ،، و كون صراعات الالهة ليس كصارعات البشر الذي يلحق بالاطراف المتنازعة و المتحاربة بعضا من الخراب و الدمار و الخسائر المحدودة فان اي نزاع يحدث بين الالهة نتيجتها ستكون لا محال الى هدم الحياة و الطبيعة ،، و فناء البشرية و المخلوقات ،، و تحطيم الكون و الوجود !! و من خلال هذه الزاوية المحدودة الضيقة نظرت الديانات الابراهيمية الى الالهة المتعددة ،، و فسرت فكرة وجود الاله الواحد على ذلك الاساس ،، و اقنعت نفسها و اتباعها بضرورة وجود اله قوي و عظيم واحد محل الكثير من الالهة المتعددة الضعيفة تفاديا للوقوع في الصراعات الجانبية مع الالهة القوية الاخرى ،، و منذ ذلك اليوم اخذت المعتقدات الابراهيمية طابعا عنصريا و ضيقا و شموليا و بدات على عاتقها مسؤولية محاربة جميع الالهة و المعتقدات الموجودة قبلها بالاف السنين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا