الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ب ):

بشاراه أحمد

2015 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دحض شبهة سورة الإخلاص وإعادة الشبهة إلى أهلها (جزء ثاني):

قلنا في موضوعنا السابق - (دحض شبهة سورة الإخلاص ... جزء أول) - إن الله تعالى أنزل سورة الإخلاص لحسم موضوع التوحيد بصورة نهائية. وقد ردَّ سبحانه وتعالى على ثلاث أسئلة طرحت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناصر الثلاثة المكونة للمجتمع المشرك, وهم بعض من اليهود, وكثير من النصارى, ثم المشركون عبدة الأصنام والأوثان, حيث جاءت سورة البَيِّنَة لمعالجتها وحسمها وفك رباطها المتين المانع لأي تغيير إيجابي أو خروج من ذلك الشرك الراسخ وعودة للإيمان مرة أخرى, وقد كان الوضع مستقراً على الشرك لسبيبن أساسيين, هما:
1. غياب المرجعية لدى المشركين التي يمكنها المساعدة في إحداث أي تغيير لدىهم, لأنه لا يوجد شيئ يمكن أن يجعلهم يتركون ما وجدوا عليه آباءهم وهي عبادة الأصنام.
2. فساد مرجعية أهل الكتاب (يهود ونصارى), بعد فقدانهم (أصل التوراة وأصل الإنجيل), ما عدى النُسخ المحرفة والمشوهة التي كانت لديهم متضمنة شيئاً منها يصعب - إن لم يكن يستحيل - عليهم فرز الغث من السمين, فأصبح المرجع غير موثوق به وغير قادر على إعادتهم إلى عقيدة موسى وعيسى عليهما السلام.

لذا إلتقى مشركو العرب عبدة الأصنام, مع مشركي اليهود الذين قالوا "عذير ابن الله", مع مشركي النصارى الذين قالوا "المسيح ابن الله", بل قالوا "هو الله الخالق الاديان",, - كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلَّا كذباً - فجاءت سورة البينة لتوضح خارطة الطريق للنبي الخاتم محمد ومهمته الصعبة لقاسية, وهي:

أولاً: فك رباط الشرك الوثيق الذي كان يربط الأقطاب الثلاثة برباط متين لا أمل في فكه أو تطويره لذاته,

ثانياً: نسخ كل الكتب التي أفسدها أهل الكتاب بالتحريف والتجريف والتأليف,,, ثم إنساءها "عملاً" والإبقاء عليها إيماناً بأنها كتب كريمة من عند الله تعالى,

ثالثاً: إبدالها بخير منها أو مثلها وهو القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى متضمناً كل تجارب الأمم السابقة وكل ما جاء به الأنبياء الكرام الذين سبقوا الخاتم الأمين قال تعالى: (رسول من الله يتلوا "صحفاً مطهرة" فيها "كتب قيمة"). وقال تعالى في سورة الأنبياء: (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ «« هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي »» بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ 24).

على أية حال,,, جاءت إلى النبي الخاتم مجموعة من الأسئلة التي طرحتها هذه الأقطاب الثلاثة المكونة للمجتمع, كانت هي من مقتضيات نزول سورة الإخلاص للرد عليها.
فالسؤال الأول: كان من قريش الوثنية، تسأل الرسول عن "ذات الله" تعالى فتقول له "يا محمد صف لنا ربك، ما هو؟ أمِنْ شيءٍ هو؟"، --- إذ هم في ذلك قد يوجد لهم العذر، لأن آلهتهم الإفك التي إتخذوها إنما لها جرم ومادة محسوسة وملموسة ومشاهدة فإلهتهم التي يعبدونها مجسدةٌ أمام أعينهم، فكان سؤالهم عن المادة ينسجم مع ثقافتهم ومعتقدهم وجاهليتهم,

والسؤال الثاني: كان أيضاً من المشركين أنفسهم حيث قالوا له فيه: أنْسِبْ لنا ربك؟ ..... وكانوا ينسبون الولد الذكر لأنفسهم, والأنثى لله تعالى,, قال تعالى في ذلك عنهم وعن مشركي أهل الكتاب في سورة الصافات:
- (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ 149)؟,
- (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ 150)؟,
- (أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ 151), (وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ 152)!!!,
- (أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ 153)؟,
- (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ 154), (أَفَلَا تَذَكَّرُونَ 155)؟؟؟,
- (أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ 156)؟؟؟,
- (فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 157),

فبهذا هم يتوقعون جواباً يتعلق بنسب الله خاصة وهم يعتقدون بأن الملائكة بنات الرحمن، يقول تعالى عن ذلك: (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ 158)، وفي سورة الزخرف, قال: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ 19).

أما السؤال الثالث فكان لرهط من اليهود، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا محمد هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟). فهم قد إعتادوا على سؤال الأنبياء بهذه الوقاحة, فتاريخهم حافل. وهذا السؤال من هؤلاء المتمردين "الذين كفروا" من اليهود ليس بغريب فقد سُئِلَ موسى أكبر من ذلك وطلبوا منه أن يريهم الله جهرةً بعد أن إتخذوا العجل، يقول تعالى مخاطباً لهم مباشرة: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ 55).

ووفد نجران الذي قال للنبي: "صف لنا ربك أمن زبرجد أو ياقوت أو ذهب أو فضة؟ هذه الأسئلة قد صدرت من كل شرائح المجتمع آنذاك، وهي تدل على أن السائلين إما لا يعرفون حقيقة الله تعالى المخالفة للحوادث, جهلاً وضلالاً وإما كفراً وإعراضاً وإستهذاءً وإعجازاً في آياته. ومع غلاسة وغلظة الأسئلة, كما يفعل الآن بيداويد وأمثاله,,, فالنبي لعله لم يغضب من الأسئلة الأولى لأنها صادرة عن أناس ليس لهم علاقة بالله الواحد القهار فهم لهم أصنام وتماثيل بعدد أيام السنة لا يعرفون غيرها.

أما الذي أغضبه هو غضب الله تعالى من سوء أدب وكفر السائلين من رهط اليهود ووفد نجران، وهم أهل كتاب، فأكبر منهم زوال وإختفاء تعاليم موسى وعيسى من وجدانهم. فجاءهم الرد من الله كاملاً شاملاً مستوفياً, على كل تلك التساؤلات وقطعياً ومؤبداً. وجاءت سورة الإخلاص الحاسمة الناسخة المنسية لكل شائبة طرأت على كلمة التوحيد، وذلك بنفي النسب، والنوع، والتركيب والإحلال والتثليث الأقانيمي المفترى وإثبات التوحيد الخالص الفريد لله رب العالمين.

جاءت سورة الإخلاص رداً على كل منهم حسب سؤاله:
1. ردت على أهل التعدد بقوله تعالى لنبيه الكريم: (قل هو الله أحد 1)،

2. وعلى أهل الثالوث والأقانيم المركبة أو المخلوطة أو المدموجة أو التي حل بعضها في بعض,,, من هذه التراهات والسخافات التي لا يقبلها عقل وليد رضيع بقوله لهم: (الله الصمد 2)، تأكيداً للذات الواحدة التي لا تقبل "التعدد" ولا " الإنقسام" أو "التجميع بالإحلال" ، لأنه تعالى فريد في ذاته وصفاته وأفعاله وأقواله،

3. ثم رد على من إدعوا لله الولد (بنين) كقول بعض اليهود وبعض النصارى أو (بنات) كما إدعى المشركون عن الملائكة. بقوله لهم جميعاً: (.. لم يلد ..) لا أبناء ولا بنات،

4. ورداً على النسب بقوله تعالى: (.. ولم يولد 3)، فلا أصول له ولا فروع.

5. ثم ردَّ على أهل الأقانيم والجوهر والإحلال (لاهوت حل في ناسوت), وأولئك الذين قالوا بأن عيسى إبن الله وشريكه في الخلق وهو يجلس على يمينه في العرش,,, لدرجة أنهم قالوا عنه (هو الله الخالق الديان).... بقوله: (ولم يكن له كفواً أحد 4). - كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلَّا كذباً. فيا لها من قولة فظيعة مجرمة خبيثة,,

يقول تعالى عنها في سورة مريم: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا 88), (لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا 89), (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا 90), (أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 91), (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا 92), (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا 93).

إذاً جاءت سورة الإخلاص فقط لمحمد الخاتم الذي واجه بها كل تيارات وأطياف وأنواع شرك الأمم السابقة وبدعهم, وهو وحده من دون الرسل السابقين قد واجه النصارى الذين إتخذوا مع الله إلهاً آخر وشريك له في الملك (بل حتى في ذاته العلية المقدسة سبحانه). علماً بأن هناك كثير من النصارى المعتدلون الذين لا يقولون بألوهية المسيح عيسى ولا يؤمنون بفرية ودرامى الصلب والقيامة ولا بالأقانيم المركبة كرشيد وبيداويد وزكريا وغيرهم, لأنهم يؤمنون بالله الواحد الأحد وقد ذكرهم الله تعالى في كتابه الكريم, فقال عنهم مثلاً في سورة آل عمران:

(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 199).
فكانت سورة الإخلاص خالصة لإزالة ما أحدثه كفار النصارى "حصرياً" في توحيد الذات الإلهية والخوض فيها وتقسيمها وتمثيلها بالأشياء المادية.

إما إدعاؤه الساذج بأن المسلمين لا يعرفون لأي سبب نزلت فهذا أمر مضحك مبكي في آن معاً فهو الذي لا يفهم ما يقرأ، ولن يفهم, لعل الله "هكذا حكم عليه"، ولا يركز جيداً في نصوص قد أعجزت أسلافه من فطاحلة الكيد والمكائد والتحريف من المحرفين المحترفين والمنحرفين، لقد نزلت السورة لكل هذه الأسباب، فلا يحتاج هذا لكبير ذكاء، فما هي الأسباب التي يريد المسلمون إخفاءها يا هذا؟ ليس بين آيات الله أي تحريف أو حروف عاطلة زائدة، ولن يكون أبداً ما دامت السموات والأرض، يجب أن يستوعب الجميع هذه الحقيقة التي لن يستطيع أحد من الخلق كله بثقليه مجتمعين تغييرها أبداً, وعشررات آيات التحدي بالقرآن نفسه موجودة, فهلم إليها إن كنتم صادقين.

فالقرآن الكريم سمته وروحه وعبقه العطر "النشر" وليس "الإخفاء",, والمسلم لديه في القرآن علم الأولين والآخرين، وتفاصيل كثيرة عن حياة البرزخ والحياة في الآخرة من جنة ونعيم وفردوس،، ونار وجحيم مقيم، ولظى وصاخَّة, وندم, وبكاء, وغبرة وقترة في وجوه التعسين،، وصراط وأعراف، وميزان، ورحمة، وملائكة عذاب وملائكة رحمة. فالباحث العلمي تلزمه معايير علمية وأدوات سليمة وحياد، أما اللجاجة والتحريف فيكفي أن ترفع صوتك فتظن أنك تفتي بعلم صادق، يقول تعالى في سورة البقرة: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ 171), هذا هو أنت يا رشيد للتو يصفك الله مباشرة, ولست أنا الذي يقول أو يصف.

أما سؤالك عن كون سورة الإخلاص مكية أو مدنية فهذه كلها مماحكات قد أعيت شيخك ومعلمك زكريا بطرس, وسامي الذيب الذي يلف ويدور في حلقة مفرغة, وقد أضاع عمره جرياً وراء سراب بقيعة, وسيفارق الدنيا وهو مفلس, ويظن أنه يحسن صنعاً, وغيرهم فلم تُجْدِ معهم نفعاً مع رسوخ وشموخ القرآن الكريم, لذا فهذا لا ولن يغير من الأمر شيء، إلا إذا كنت تريد أن تنسبها إلى أربابكم – ورقة الحبر, وبحيرا الراهب كما فعلتم في فرية الحروف المقطعة من القرآن التي ألجمناكم بحقيقتها والمدعين إلجاماً, بعد أن تركناكم تفرغون ما في جعبتكم من شطحات ووهم وسذاجة حولنا فأغريناكم بها, ثم حاصرناكم بالحق المبين فأتاكم الله من حيث لم تحتسبوا... و لا زال "لنا موعد معكم فيها"، وحينئذ ستكون قاصمة لكم بإذن الله.

لا!!! يا رشيد، نحن نعرف آيات الله وسوره وكلماته وحروفه ما يكفينا وما قصد الله أن يبلغنا به فأبحث لك عن شيء آخر إن إستطعت أما هنا فلا مؤطيء قدم لك فيه. فأعلم أن القرآن إنما يتحدث عن الذين كفروا من أهل الكتاب وليس عن أهل الكتاب كلهم, والنصوص موجودة فلا تصطاد في الماء العكر, أما من ظلم نفسه وصدق خداعك المتعمد له فهذا شأنه,, ولا يلومن إلَّا نفسه التي أوبقها ودساها,, "فكل من إتبع نبياً أو رسولاً في فترته، وصدَّق به فهو أخونا في الإسلام" سواءاً بسواء لأنه أخلص لله دينه وعمل بأمره وإجتنب نواهيه وأقام الوزن بالقسط بين عباده.

مثلاً قوله تعالى:
- في سورة البينة: (إِنَّ - « الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ » فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ 6). فالمقصود الذين كفروا منهم وليس كلهم.

- وفي سورة البقرة: (مَّا يَوَدُّ - « الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ » أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ 105).

- وفي سورة الحشر, قال: (هُوَ الَّذِي - « أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ » مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ 2). وقال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ 11).

عليك أن تَصْدُقْ إخوانك اليهود والنصارى الذين أبتلوا بك, ولا تخلط الأوراق، فأهل الكتاب أنفسهم يعترفون بأن هناك كافرين منهم وقد نشبت حروب طاحنة بينهم وبين اليهود من جهة، وبينهم وبين طوائفهم المختلفة المنشقة، والمتشظية إلى مذاهب وكنائس فرعية وفرعية من الفرعية، وما زالت وستظل إلى ما شاء الله تعالى، وهكذا.

أليس منهم من تطلقون عليهم "هراطقة"، فمن هم هؤلاء؟ وما علتهم؟ ولماذا أحرقتم بعضهم أحياءاً من بينهم كثير من العلماء والمفكرين الذين أفكارهم الآن واقع ساهم في التطور؟؟ ثم من تنكرتم لهم مثل "برنابا"، وغيرهم كذلك؟ ..... وليس ما فعلتم بالعالم جاليلي جاليلو ببعيد

لهذا السبب كان لا بد من تصحيح العقيدة للرجوع إلى حسم: (قل هو الله أحد الله الصمد...) وهذا هو الجــديد الذي جاءت به سورة الإخلاص, الجديد الذي تصدى للشرك المركب ومحاولة العبث في الذات الإلهية السامية, ولو اتفق أن جاء موسى أو عيسى عليهما السلام للوجود مرة أخرى لن يسعهما إلَّا العمل بقتضيات سورة الإخلاص حصرياً.

وهناك أمر في غاية الأهمية أنتم غافلون عنه وهو سورة البينة. ولقد فصَّل الله فيها حيثيات وحتمية مجيء النبي محمد الخاتم والقرآن "الناسخ" في سورة البينة هذه التي أوضحت أن الذين كفروا من أهل الكتاب كان كفرهم شرك بالله بقولهم"عذير" إبن الله ومنهم من قال المسيح ابن الله ومنهم من قال هو ثالث ثلاثة ومنهم من قال عن عيسى إنه هو الله الخالق الديان، ومنهم من ألَّه مريم العذراء,, هذا بجانب المشركين الذين عبدوا الأصنام من دون الله أو معه, وقالوا الملائكة بنات الله, والمجوس الذين عبدوا الشمس والقمر والنجوم والكواكب والأشياء,,, الخ, فكانت مهمة الرسول الخاتم هي "التوحيد" بمستوى ومعطيات ومعايير سورة الإخلاص, ثم نسخ ما دون ذلك وإنساءه ... وقد فعل الرسول كل ما جاء من أجله, والتوثيق قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضييت لكم الإسلام دينا).

يقول تعالى فيها: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ...), بل كانوا مترابطين برباط متين هو رباط الشرك, وبين أن هذا الرباط سيستمر هكذا دون أدنى تغيير: (... حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ 1).

فلم يشأ الله تعالى أن تكون تلك البينة "آية" عقابية في عهد محمد الخاتم, كناقة صالح مثلاً، أو هلاك وإستئصال كعاد وثمود... ولكنه أرادها وحياً وكتاباً منه لرسول من البشر, فلا تفيد الآيات,, إذ أن تجارب البشر معها في الأمم البائدة عديدة ومتنوعة ولا تزال آثارها موجودة وهي كافية للإنذار والعظة, إذ يكفي التذكير بها بالإشارة إليها وإلى أسبابها ونتائجها من وقت لآخر,, لأن الله تعالى لا يرسلها إلَّا تخويفاً فإكتفى بالإشارة إليها والتذكير بها في القرآن الكريم وأنها ليس ببعيدة عن الكافرين.

ولأن عناصر الشرك الثلاثة قد إلتقوا وإرتبطوا برباط وثيق هو الشرك بإتخاذ آلهة مع الله أو من دونه. وأصبح لا بد من تدخل السماء لتصحيح المسار لأن المشركين لا مرجع لهم من وحي فهم يتبعون ما وجدوا عليه آباءهم، وفي نفس الوقت "تحريف الكتاب" بتوراته وإنجيله جعله غير موثوقٍ فيه بكامله كمرجع للتصحيح التلقائي بالرجوع إليه، فكان لا بد من كتاب جديد ومنهج جديد يجتمع عليه الناس كلهم.

يقول تعالى بأن البينة هي: (رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً 2)، وهذا الرسول هو محمد الخاتم، وأن هذه البينة: (فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ 3)، وهي زبدة منقحة من الكتب السابقة تحكي العبر من قصص التوراة والإنجيل وما سبقها من أمم بائدة. فالغاية هي نسخ الكتب السابقة بغضها وغضيضها لأن التحريف بالحذف والإضافة والتغيير والتبديل قد أفسدها فلم تعد سيرتها الأولى, لذا شاء الله تعالى أن يأتيَ بخير منها أو مثلها, وقد كان القرآن الكريم,, منهجاً موحداً لكل البشر لا يقبل الله تعالى أي عمل من أحد بعده بغيره أبداً.

فحين واجهت البينة أهل الكتاب بالحقائق التي كانوا يخفونها ويحرفونها ورأوها شاخصةً أمام أعينهم وملىء سمعهم وبصرهم, لم يسعهم إلا أن يتحزبوا ويختلفوا ويتفككوا كسابق عهدهم,,, يقول الله تعالى في ذلك: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ 4). ولكن النتيجة الإيجابية لهذه البينة أنها حققت الهدف الإستراتيجي الأول للدين وهو (فك رباط الشرك) تمهيداً لتقبل المنهج الجديد.
لاحظ أن الله تعالى بين في سورة البقرة جوهر خلافات أهل الكتاب خير تصوير وبين أصل خلافهم العقدي غير القابل للمراجعة من كلا الطرفين.

فأنظر إلى قوله تعالى في سورة البقرة: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ 113). ومصوراً تصدي أهل الكتاب للبينة والإعراض عنها ومقاومتها - مع أنها جاءت منقذة لهم من ذلك التردي والخلاف ضماناً لأمنهم وسلامهم وحقناً لدمائهم وأعراضهم وأموالهم وإنسانيتهم... – ومع أنه لم يطلب منهم بأكثر مِمَّا جاءتهم به رسلهم وهو الإخلاص لله ونبذ الشرك ثم الإستقامة.

قال تعالى في ذلك: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ). فكانت المؤامرات والدسائس والأحقاد والتحاريف والتحايل على مر العصور حتى مجلسكم هذا الذي أنتم فيه اليوم يا رشيد!!!، وسيستمر إلى أن يشاء الله تعالى.

أود هنا أن أطرح سؤالاً جريئاً "حقيقياً" عليكم !! هل اليهود يؤمنون بأن عيسى بن مريم هو المشيا، أو هو إبن الله؟؟؟
وماذا تعني كلمة "Ben-Pandera" عندهم،، ثم عند النصارى؟؟ رجاءاً يكون الجواب مباشراً لأنه ستترتب عليه أمور فارقة, ينبغي عليكم ذكرها للقراء إن استطعتم لذلك سبيلاً أو جرءةً.

الآن،، بالشفافية والأمانة العلمية والمجهر الذي تدعون بأنه لديكم، أخرج لنا هذه الأقوال النصرانية من دائرة الشرك البواح من الدرجة الأولى إن كنتم من الصادقين,,, فأنتم تقولون:
1. "يسوع المسيح هو ابن الإله" - بنوة صريحة، ..... (فالإب ذات مستقلة و كذلك الإبن ذات مستقل,, فهل هذا شرك أم ماذا)؟؟؟

2. "خليفة الله هو يسوع المسيح ابنه"، - بنوة كاملة وخلافة، " ..... (هنا جعلتم الله مخلوفاً والمسيح خليفة له,, ومعلوم أن الخليفة لا يخلف إلَّا غائب سواءاً أكان الغياب "بموت" أو "بفقدان الأهلية", ), فكيف يكون لله تعالى خليفة وهو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم, وهو "الأول بلا إبتداء" و "الآخر بلا إنتهاء",,, فما قولكم في هذا الفجور؟؟؟

3. "يسوع هو ابن الإله الوحيد.. (وتقولون إن هذا النص هو نص إنجيلى سائد فى الإنجيل كله)، - بنوة مؤكدة مجمع عليها فهل نتوقع أبناء آخرين بعده لأنه البكر؟ لأن كلمة "البكر" تتعارض مع كلمة "الوحيد" وتنسخها اليس كذلك؟ وتقولون: المسيح هو شخص واحد ، وهو ابن الله الوحيد الذي جاء ليفدى ويخلص البشر بدمه المسفوك على الصليب".. أليس هذا شرك!

4. تقولون أيضاً،، "وهو ابن الله الوحيد الذي جاء ليفدى ويخلص البشر بدمه المسفوك على الصليب" - ، تأكيد للبنوة وتوثيق لها،

5. "ويسوع المسيح هو ابن الإله"، (والله وكلمته وروحه إلهاً واحداً)! (هذا شرك مركب من ثلاث ذوات سميتموها أقانيم) فجعلتم الله ثالث ثلاثة ..... إن لم يكن هذا أصل الشرك فما يكون إذاً.... "إنتهوا خير لكم"،

6. " صفات المسيح الابن هى صفات الله الآب "، فهل يوجد شرك أكبر من الندية هذه؟؟؟

وهناك الكثير،، وكلها تتعارض تماماً مع رسالات كل الأنبياء والرسل الذين أجمعوا على أن الله واحد لا شريك له ولا ند ولا كفوء، ولكنها لديكم تنسب إلى كيان آخر وتقول إن "صفات المسيح الإبن هي صفات الله الأب". هل علمت الآن الجديد الذي جاءت به سورة الإخلاص؟ ولماذا هي " تعــــدل" ثلث القرآن؟

فما بالكم بصفات الله التي لا تعد ولا تحصى فهو (الخالق، الباريء، المصور، القهار، الوهاب, الرزاق،،، الخ) فهل لعيسى أو كما يحلوا لكم "ليسوع" نصيب من هذه ؟ إن وجدت فعليكم بإقامة الدليل المادي عليها كما فعل الله تعالى؟

أما سؤالك الثالث: (لماذا تعتقد أن سورة الإخلاص ذات أهمية للمسلمين)؟؟؟ هذا أيضاً سؤالٌ منطقيٌ ومقبولٌ ويستحق الشكر لله على أن إستدرجك من حيث لا تعلم لتطرحه، وليكشف ما يدور في ألأذهان من جهل ووجد وحسد.
إن أحاديث النبي في سورة الإخلاص: بأنها تعدل ثلث القرآن فهذه حقيقة لا يمكن أن يدركها من لم يستطع التفريق ما بين كلمتي (تَعْدِلُ) و (تُسَاوِيْ)، فهي" تَعْـدِلُ " ثلث القرآن في الفضل والأجر والدور لأنها تحقق الإيمان الذي معني به ما يعدل ثلث القرآن من آيات ومقاصد، فمن قرأها نال أجر من قرأ بثلث القرآن لأنها ستحقق له من التوحيد الخالص الذي يحققه ثلث القرآن المتعلق بترسيخ التوحيد, ولكنها "لا تسـاويه" من حيث الكم المادي, كما يظن ويأفك الجهلاء المجهلين.

فالحديث المروي عن ابْن عَبَّاسٍ قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ: (مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ "بعيران"، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ "نسقي عليه" الأرض، قَالَ الرسول: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْـدِلُ حَجَّةً) وفي رواية لمسلم: (تعـدل حجة معي) أيعقل أن هذه العمرة تسقط عنها حجة الفريضة, أم هي تعدلها في الفضل والأجر, وتبقى فريضة الحج في ذمتها إن إستطاعت لها سبيلاً؟؟

وقوله تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر)، ليس المعني المقصود الفترة الزمنية (29/30 يوم x 1000 شهر), ولكن المقصود هو فضل العمل فيها وإدراكها يعـدل فضل ألف شهر فيما سواها, خاصة وأن المؤمن يقيس عمره بمقدار العمل الصالح الذي أحرزه فيه, فهناك الصدقة الجارية التي تستمر إلى ما بعد الموت, وهناك الشهادة التي تبقي الحياة حتى بعد مفارقتها,,,

أما الحديث عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ (بغض النظر عن تخريجه)، الذي قَالَ فيه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلَّ يَوْمٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ أَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ وَأَعْجَزُ» فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَزَّأَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، "فَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" أَحَدُ أَجْزَائِهِ),, فهذه حقيقة قد صاغها ببلاغته المعهودة.

فالقرآن والكتب التي جاءت قبله غايتها توحيد الله وتنزيهه من الند والشريك والوالد والولد, ثم الإستقامة. ولكن إعتدى الأشرار على هذا التنزيه تحريفاً وتزويراً ودساً وإخفاء فأظهروا الكفر الصريح والضلال والبدع و الإلحاد. فبعث الله الأنبياء والرسل تباعاً لإعادة الأمور إلى نصابها، فمنهم من إتعظ ومنهم من غلبت عليه شقوته فعاند وكذب وخاض في آيات الله كما تفعلون أنتم الآن يا رشيد بكل سفور وفجور. فأنذرهم الله فلم يستجيبوا، فأنزل عقابه عليهم، بدءاً من قوم نوح، فعاد وثمود وأصحاب الأيكة وقوم تبع وقوم صالح وأهل السبت وغيرهم. فكانت قصصهم عبرة لمن يعتبر.

ثم أدخل أهل الكتاب البدع في العبادة فأضافوا إليها ما لم يأمر به الله وغيروا وبدلوا وهرطقوا،، فكان لا بد من نزول كتاب جامع يصحح المسار كما فعل عيسى بالتوراة مصدقاً لها، ويعيد الناس إلى الطريق القويم، وأن يتولى الله حفظه هذه المرة بذاته مانعاً إمكانية التحريف والتبديل والتغيير فكان لا بد أن يكون هذا الكتاب من ثلاثة أجزاء لا رابع لها:
1. الحزء الثالث (الأخير لأنه هو الغاية), يعالج مسألة التوحيد: حيث يزخر القرآن بالآيات المحكمة والمفصلة التي تحقق كل هذه الغاية والتي بإجمالها لاتخرج عن مفهوم سورة الإخلاص "قل هو الله أحد ..". لذلك "عَدِلَتْ" الإخلاص الجزء الثالث من القرآن الذي يلتقي عنده كل البشر والجن.

2. أما الثلث الثاني, فكان لتصحيح مسار التشريع للعبادة التي إرتضاها الله وقضى بها ثم ضبط العلاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان، ثم بينه وبين ما حوله من مخلوقات أخرى تشاركه العيش ووَجَّهَ لكل ما يصون البيئة من فساد وإفساد أيدي البشر. ثم وضع الحدود والميزان، وهيأ الناس للإستعداد ليوم الرحيل بعد فترة الإمتحان التي تنتهي بالموت فبشرهم بالجزاء والثواب على ما قدموا لأنفسهم من خير. فكان هذا هو الجزء الثاني من القرآن (البشارة).

3. ولأن القرآن جاء بشيراً ونذيراً، لذا تقتضي النذارة تذكير المُنذَرين بمغبة مخالفة النبي وبما حدث لمن قبلهم من الأمم التي كانت أشد منهم قوة وبأساً فلم يعجزوا الله شيئاً وكانوا من الهالكين. هذا هو الثلث الأول من القرآن الكريم وهو (النذارة).

فالباحث المنصف كان يفترض أن يتسآءل لماذا وقف النبي عند الجزء الثالث فقط ولم يعدد الجزئين الآخرين؟ ... ولكن الله يهدي من يشاء. فسورة الإخلاص "لا تُشَـــكِّلُ" ثلث القرآن كما تأفك يا رشيد، "بل تَعْــــدِلُهُ" وشتان بين هذا وذاك. لو كنت تضع الأشياء تحت المجهر كما تدعي للاحظت المعاني السامية التي يتضمنها هذا الحديث، ولعلمت أن النبي حقاً لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يُوحَى.

فمثلاً: لماذا وقفت عند قول النبي: (... مُحِيَ عَنْهُ ذُنُوْبُ خَمْسِيْنَ عَامَاً ...)، وسخرت منها، ولكنك لم تقف عند عبارة (... إلَّا أنْ يَكُوْنَ عَلَيْهِ دَيْنٌ ...؟) ألا تعني هذه لك شيئاً قط!!! أم على قلوب أقفالها؟ ألا تعرف أن توجيهات النبي وهديه فيما يتعلق بحقوق الإنسان صارمة ولا يغفل عنها أو يماري فيها أو يداهن؟ إذ يؤكد لهم أن الله تعالى لن يغفر حق الناس إلا إذا غفره أصحابه أنفسهم،، حتى لو كان صاحب الحق عدواً مجاهراً لله بالعدوان؟ هذه قيم ومعاني بينك وبينها أمداً بعيداً (إلا أن يشاء الله) طبعا فالحكم له.

أما فضل قراءة سورة الإخلاص والإكثار منها والتحفيذ عليها هي عبادة ومناجاة لرب العباد بأحب العبادات إليه وتوحيده والتأكيد على ذلك مراراً وتكراراً ويجزل العطاء عليه.
والغريب!! أنك أنت تستهجن ذلك التكرار والإلحاح في الذكر, وتسخر من عبادة حرمت منها فقلاك الله وودعك بمكره وأبعدك، لذا نراك تقول لضحاياك من ألمضللين بخيلك ورجلك: (... لاحظوا معاي أن الإسلام يعلمك ترديد الكلام بدون أي شيء "ماكينة تردد الكلام" ...), ثم تدلس قائلاً (... تخيلوا معي شخص جالس اليوم كله يردد ...)، مع أنه "لم يأتِ ذكر اليوم بقصد النهار نهائيا" في كل الروايات وإنما الحديث كله عن الليل فقط في الخلوة, قبل النوم وهي ساعات الذكر ومناجاه الرب وسؤاله والشكوى إليه وتسبيحه, وإن كان ترديد القرآن ليل نهار لا يحتاج إلى أن يجلس الإنسان أو يتبطل كما تحاول أن يضحك على عقول السذج الذين يلتفون حولك ويستمعون لإفكك وضلالاتك.

العجيب أنك دائماً متناقضاً مع نفسك, تقول شيء وتفعل نقيضه في آن معاً.. مثلاً الذي يستمع إليك وأنت تنتقد ترديد الذكر وتستهجنه يظن أنك في واقع حياتك لا تفعل ما تنتقده, أو بمعنى آخر أنه لا يوجد تكرار في عبادتك اللاهوتية, وليس موصى بها في كتابك المقدس لديك... أليس كذلك؟؟؟
قد لا تكون أنت مستدركاً لهذه الإزدواجية لتعودك عليها ولمكيالك المزدوج,, ولكننا سنذكرك به لعلك تستحي منه قليلاً,, وإنك مع كل هذا الوضوح والبيان تصر على التشويه والتحامل المريض.

والملاحظ أن هوى النفس والتشفي والغل قد صرفك عن المبدأ الذي ناديت بإلتزامه وهو الشفافية وعدم قبول المسلمات، ولكنك دون أن تفطن لحديثك وقعت في المحظور، فواضح أنك تكيل بمكيالين لأنه على ما يبدوا قد أسكرك صوتك العالي وغيبة المناظر المباشر أمامك، فظننت أنك قد ملكت زمام المبادرة وناصية الفكر، وأن الكرة في ملعبك.

لاحظ أنك تنكر التكرار كمناجاة "ليلية" لله، في ذلك الوقت الذي يقضيه الآخرون في معصية الله والعكوف على الحرام، ثم تثبتها لليهود والنصارى. لذا، ولمكاييلك المزدوجة، كان عليَّ أن أذكرك بسفر تثنية, إصحاح 6 الذي استشهدت أنت به "جدلاً ولجاجة" ونسيته مرجعاً وثوابت حيث يقول هذا الإصحاح 4-14:
(إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. وَلتَكُنْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ:
1. عَلى قَلبِكَ.
2. وَقُصَّهَا عَلى أَوْلادِكَ
3. وَتَكَلمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ
4. وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ
5. وَحِينَ تَنَامُ
6. وَحِينَ تَقُومُ.
7. وَارْبُطْهَا عَلامَةً عَلى يَدِكَ
8. وَلتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْكَ.
9. وَاكْتُبْهَا عَلى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ
10. وَعَلى أَبْوَابِكَ.
وَمَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي حَلفَ لآِبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَكَ إِلى مُدُنٍ عَظِيمَةٍ جَيِّدَةٍ لمْ تَبْنِهَا).

ما رأيك الآن في هذه الشخصية التي تحملها على ركبتيك ويركض بها حافيةً قدميك؟؟؟ هل بقيت لك معها مصداقية؟ ..... فأنظر لهذا التكرار والإلحاح الذي يستوعب كل الوقت حيث يظل أحدكم يكرر صباحاً ومساءاً وليلاً ونهاراً يكتب ويعلق ويعصب ويحكي,,, ثم قارنه مع قراءة سورة الإخلاص 50 مرة في جوف الليل قبل النوم والتي لا تحتاج لأكثر من عشرين دقيقة فقط أو أثناء العمل والمرور في الحريق وهي لا تعطل عمل أو تأخذ مجهود بدني من القاريء, بدون ربط علامة على اليد, ولا عصابة بين العينين, ولا كتابتها على قوائم أبواب البيت,,, الخ.

فما بالك بهذا التكرار المكثف ليلاً ونهاراً، قياماً وقعوداً ومشياً وعلى الأشياء، وفي الطرقات والفنادق وعلى الأبواب وعلى الأسرة وفي القلب وعصابة على العينين ورباط في اليدين،،، وهلم جراً). لماذا لم تستهجن هذه الديمومة في التكرار؟ أيهما أكثر ترديداً ومبالغة وإلحاحاً؟؟ هذه أم تلك التي تصرف الإنسان ليلاً "من شر غاسق إذا وقب"، وبدلاً من أن يشغل نفسه بالتفكير في الرزيلة والخمر والميسر والعكوف على المنكر والبغي والخوض في الناس والتسكع في الطرقات لمعاكسة المارة والتضييق عليهم والسطو على منازلهم وعلى كراماتهم.

فالنبي الكريم قد حفذ المؤمن على قفل باب الشيطان بذكر كلمة التوحيد - التي أنت توافق وتصر على أنها هي نفس الآية التي عند اليهود والنصارى - إذن لماذا تسب وتتطاول على من إحترم أهم عنصر في عقيدتك المسيحية أو اليهودية وحرص على تحفيذ الناس عليها إن كنت من الصادقين حقاً؟؟؟
- الا تتفق معي أنك متناقض مع نفسك ولا تلتزم بالمواثيق ولا تحترم توحيد موسى وعيسى لربهما؟ أليس الإله الذي يعبده المسلمون ويخلصون له العبادة – أولاً وأخيراً - هو خالق السموات والأرض وخالق كل شيء؟

- هل مَنْ مَجَّــدَ إلهك وخالقك وخالق كل شيء,,, يستحق منك الإكرام والتمجيد أم التحقير والتشكيك والعدوان؟؟؟ ..... أم أنت تعبد غير الله خالقك وخالق كل شيء, ولذلك يضيق صدرك بكل من يوحد رب السماوات والأرض, رب العرش العظيم؟؟؟

- هل أنت حقاً تؤمن بالله الواحد الأحد بغض النظر عن إتجاهك الديني وإنتمائك العنصري؟

- وهل حقيقةً تعرف رب موسى وعيسى، رب العرش العظيم؟

فقولك بأنك عندما كنت صغيرا في مرحلة "الكُتَّابِ" لم تستطع حفظ سورة الإخلاص رغم أنك ترددها أكثر من مائتي مرة ليل نهار؟ أليست هذه وحدها تكفي شهادة منك مباشرة ومؤكدة تدل على أنك منذ حداثة سنك المبكرة، لم تكن على عقيدة الإسلام أصلاً,,, كما تفتأ تردد وتدعي أن خلفيتك مسلمة وأنت وجدانك خاوياً من التوحيد ولم تحركه سورة الإخلاص وأنت الآن تحفظ التلمود, فكيف إذاً إن لم تكن كما تدعي,,, المنطق يقول إنك لم تعرف الإسلام ولا الإيمان بالله الواحد الأحد يوماً من الأيام لأن سورة الإخلاص التي تحاربها وتنتقدها إنما هي خالصة لله رب العالمين؟؟؟

هل نعتبر هذا الظاهر "والله أعلم" إما لأنك كنت تفعل ما كنت تفعله فقط إرضاءً لوالدك ولم يلمس القرآن والإيمان شغاف قلبك، وهذا مصداقاً لقوله تعالى "... وهو عليهم عمى..." وهذا هو الختم ... نسأل الله السلامة؟؟؟ ..... لأنه إن لم يكن ذلك كذلك فليس هناك تفسير آخر مقبول سوى إصابتك بخلل في المدارك ونقص في القدرات العقلية والذهنية الطبيعية التي تؤدي إلى الفعم والإستيعاب.

نحسب أن الله تعالى قد علم أنك ستكون حرباً عليه وعلى كتبه ورسله، فصرفك عنه وقلاك. أما بالمقابل فإن هذا القرآن يحفظه أطفال المسلمين عن ظهر قلب بالتجويد وعلى سبعة ألسن، وهم دون الحادية عشر من عمرهم. أما في باكستان، فيحفظ الطفل القرآن كله بتجويده وعلى سبعة ألسن في مدة أقصاها ستة شهور. علماً بأنهم ليسوا عرباً فلك أن تقارن نفسك بهؤلاء وتضع ذلك الواقع المعاش تحت المجهر التي لا تعرف طريقة إستعماله إبتداءاً.

أما قولك ساخراً بأنك رددت صورة الإخلاص عشرون مرة وأن عندك عشرون قصراً في الجنة، فهذا دليل على الجهل والعمه المركب والغباء الذي أنت فيه. ونذكرك بحديث النبي الذي قال فيه: (رب قاريء للقرآن والقرآن يلعنه). فأنت تقرأ القرآن لتخوض فيه وبالتالي ستنال ما تستحقه على ذلك البغي من رب القرآن, وغداً لناظره قريب.

لا يزال للموضوع بقية باقية

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد بشاراة احمد
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 12 / 30 - 14:02 )
تحية،، كتبت اليك ولكنك تتهرب من الإجابة الصحيحة وتدخلنا في متاهات متصورا انك قادر على تسويف الموضوع الذى أوقعت نفسك في ورطة كما اوعقوا اسلافك انسفهم في ورطة تاريخية لا مخرج منها ،تعتقد انك بالجهوم المقابل لربما تكسب الجولة وبهذا تكون مخطآ، لا اعرف في الحقيقة انك خولت أناسا فضولين من صحراء السعودية ادخلوا انوفهم للرد بدلا عنك. المهم ( وقولهم انا قتلنا عيسى ابن مريم والى اخره من الاية، فالمشرفون بأنفسهم يؤكدون حالة الصلب والقران نقل لنا ما قالوه في بداية الاية،.. فكيف ان القران يناقض نفسه ويقول ما قتلوه ما صلبوه ولكن شبه لهم؟.... طيب اذا المشرفون والصلابون بنفسهم يؤكدون ذلك فكيف ان شخص اخر جاء بعد 600 عام ينفى ذلك؟ هل كان الشخص موجودا ان انه مجرد خيال تخليه محاولا التقليل من الحدث الاعجوبة ومحاولات فاشلة بغية اقناع الاخرين ولكن من دون جدوى؟
الا ترون انه التناقض بعينه ، تناقض فاضح ومكشوف يجب تداركه قبل ان ننتقل الى كشف حالات أخرى
احترامات للعقول النيرة التي تقر بالحقائق .


2 - نحتكم لجهاز كشف الكذب
مروان سعيد ( 2015 / 12 / 30 - 15:34 )
تحية للاستاذ بشارة احمد وتحيتي للجميع وكل عام والجميع بخير
معروف الذي يتكلم كثيرا يخطئ وينسى ما قاله ولتعرف ان القران هو من عند غير الله ضعه على جهاز كشف الكذب وهو الكومبيوتر
اذهب الى البحث بالكتاب المقدس وضع كلمة عزير في المستطيل المسؤل عن البحث
عن اي عزير يتكلم نبيك انها كانت مدينة او قرية في فلسطين
ولكي تعرف النبي الكاذب من الصادق ضعهم بميزان كشف الكذب ستعرف الحقيقة
وهذا الميزان هو كلمة محبة طبعا ليس محبة النسوان فقط بل المحبة بشكلها الكلي ستعرف حينها من نبيك وما هو كتابك
وبالنسبة للتوحيد هو ليس اختراع اسلامي يستاهل عليه جائزة نوبل حتى عبدة الاوثان كانوا موحدين وحتى عبدة البقريقدسون البقرة ولكنهم يعبدون صانعها
وتقول موجدين واكثر القران عندما يقول الله يتبعها برسوله وبالضمة اي مساويا لله
ارجوا من الله ان تصحوا وتتحرروا من براثن ابليس قبل فوات الاوان
ومودتي للجميع


3 - السيد بشاراة احمد
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 12 / 30 - 15:56 )
المضحك المبكى ان عقلك لا يستوعب اكثر مما تم تلقينك به منذ نعومة اظفارك فمصيبتك مصيبة سلفية غير قابلة للنقاش، انك تكتب مقالات طويلة لاتفهم معاناها ولاتستوعب ما تنقله لنا من أمهات الكتب الإسلامية التي تقر بالحقائق وتحاول تسويفها ونكرانها،، تقول هل هناك شرك اكبر من هذا عندما يقول المسيحيون ان المسيح مساوى للاب.. نعم ان المسيح مساوى للاب في الجوهر، فكم انت مضحك يا سلفى.. المسيحيون لم يقولوا هذا من تلقاء انفسهم وانما يؤمنون فعلا ودليلا بهذا وقد المسيح قال من رانى راى الاب الذى في السماوات وكذلك قال انا فى الاب والأب في كذلك الاية ليس بغيرى ان يدخل الى السماوات وغيرها من الايات التي تؤكد الوهية السيد المسيح الظاهر في الجسد..سؤالى الجرئ لك هل ان الشجر ارقى من البشر ام البشر ارقى من الشجر؟ هل نسيت ان القران يقول ان الله ظهر في الشجر؟ والعهد القديم يقول ايضا ان الله ظهر لموسى على الجبل؟ فايهما ارقى واكثر منطقية ان يظهر الله ذاته؟ هل بصورة الانسان ام في الشجر،،ولكى اعلمك المزيد انه لا نبى ورسالة من بعد المسيحية ومن قام بها حقق نبوة السيد المسيح حول الأنبياء الكذابين ومن ثمارهم تعرفونهم .. ملتقا


4 - هذا ممل جدا
على سالم ( 2015 / 12 / 30 - 18:09 )
الى المدعو بشاره ,لماذا كل مقالاتك طويله جدا مما يبعث على الملل والقرف والضجر , يا اخى خير الكلام ما قل ودل ,انت تتكلم كلام فارغ وليس له معنى او منطق ,هذه هى طريقه الشيوخ منذ عهد حبيبك المصطفى الى الان , السؤال لك , هل تعتقد ان داعش لاتطبق الاسلام الحقيقى اى اسلام صلعمك؟ ام لا ؟ ارجو عدم اللف والدوران والالتفاف


5 - السيد بشاراه ..بدون لف او دوران !
قريشي ( 2015 / 12 / 30 - 20:12 )
نعم فقط جاوب السيد علي سالم التعليق 4 بالمختصر المفيد اي بمعنى موقفك من ( داعش ) ..مع الشكر .


6 - أبلغت يا أحمد في الرد على الضالين و المضلين
عبد الله اغونان ( 2015 / 12 / 30 - 22:27 )


نناقشهم بالنص والنقل فيعجزون ونناقشهم بالعقل ويعجزون

ويفرون الى التراهات

شكرا للكاتب


7 - علي سالم ... تأدب وإستقم
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 30 - 22:58 )

هل تسمي الإحباط الذي أنت فيه والهزيمة المعنوية ملل وضجر وقرف؟؟؟

تقول بأنني أتكلم كلام فارغ أليس كذلك ..... أتحداك أن تشير إلى الجزء الذي تعتبره كلام فارغ إن كنت صادق فيما تقول. أما الولولة والتوجع عيب عليك . نحن نواجه بالمعلومة المؤكدة وأنت رد علينا بمثلها بدلاً من النحيب .

الذي قلناه دامغ ,,, وأتحداك ومن معك أن تغير فيه حرف واحد أما السباب والإساءات فهذا نعذركم فيه فاللطمة كانت قاسية وفي الصميم

أما إن كان لديك إي سؤال أو إستفسار فكن حضارياً وتحدث مع المحاورين بأدب.

على أية حال سؤالك سنضعه في موضعه حيث نرى وليس كما تريد ولكن سيصل للقراء الكرام ردنا المفحم قريباً.

تحية كريمة للقراء الكرام


8 - مروان سعيد ... عزير
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 30 - 23:09 )
يا أخ سعيد,,, لا داعي لجهاز الكذب أو الحاسوب, فأنا خبير حاسوب لعلمك, وأعرف تقنية كشف الكذب جيداً,, فهي تقنية محدودة الأثر والفعالية, ولكننا نملك الجهاز الذي يكشف الكذب ولا يخطيء أبداً ابداً أبدا... هو القرآن الكريم.

ونحن أساساً لا نحتاج للذهاب الى البحث بالكتاب المقدس ولا وضع كلمة عزير في المستطيل المسؤل عن البحث,, هذه أشياء بدائية عقيمة.

نحن معنيون بالبحث والدراسة والمرجعية المقنعة لمن أراد المعلومة الصحيحة,, ولسنا على إستعداد أن ندخل في تجاوزات وملاسنات وتهكمات لن تغير الحقائق على الأرض.

تأكد بأن الرد الكافي الشافي سيأتي للقراء الكرام على هذا الإستفسار منكم عن -عزير- في الكتاب المقدس لديكم وفي القرآن الكريم وفق معايير الدراسة والبحث العلمي والموضوعية والأمانة العلمية وكفى

تحية طيبة للقراء الكرام


9 - السيد بشاراة احمد
وليد حنا بيداويد ( 2015 / 12 / 31 - 07:55 )
سلام المسيح للجميع ..يقول احد اللذين يلتجئون الى الترهات فى التعاليق ،انهم يناقشون الاخرين بالعقل والنص.. طيب هات لدينا دليلا علميا واحدا ان الانجيل محرف. هاتنى بالنسخة الاصلية وماتملكه من ادلة حول ذلك، انا شخصيا ساساعدك في مهمتك البحثية بما تطلبه، هيا سامهلك ستة اشهر للبحث هذا ومستعد ان اسافر معك حيث تريد. اثبت للقراء كلاما واحد انه محرف.. اود ان أقول لك كلاما واحدا ان الانجيل ليس منزلا ولامحفوظا في اللوح المحفوظ لان المسيحية ببساطة لاتؤمن بالخرافات، وانما الانجيل كتبه شهود رافقوا السيد المسيح وكانوا يعدون بالمئات وارتآت الكنيسة ان تختار افضل أربعة اناجيل منها لشموليتها وفلسفتها، لذلك اعلمك جيدا بانه انا متحديك لو وجدت كلاما ودليلا او إشارة واحدة الى ماتفكر به حول وجود إشارة الى نبى من بعد المسيح والمسيح بنفسه قد قال كلاما واحدا لاغير احذروا الأنبياء الكذبة الذين سياتونكم بثياب الحملان ومن داخلهم ذئاب خاطفة ومن ثمارهم تعرفونهم.. المسيح لم ينسخ كلامه يوما ولم يكرره ولم ينساه،، احترامات للجميع


10 - بشاره
على سالم ( 2015 / 12 / 31 - 14:21 )
من الاسف انك اتهمتنى بسوء الادب لاننى ذكرت ان مقالاتك طويله جدا وممله ,عموما انا انسان مسامح ,المهم ان تجيب على السوال بالنسبه لعصابه داعش المتوحشه ,اضيف سؤال اخر عن محمدك , لماذا هذا المحمد كان مهووس بالنساء والنكاح والاستنكاح والاغتصاب ولماذا لم يرتدى السروال فى حياته ؟


11 - سلمت يد
الدرة العمرية ( 2015 / 12 / 31 - 17:11 )

يا سلام على هذا المقال الرائع يا سيد بشاراه.كلماتك هذه كانت صواعق حارقة احرقت المدلس رشيد واتباعه.طبعا بعضهم لم يجدوا ما ينتقدوه في مقالك سوى الطول.عجيب ربما عقولهم لا تستوعب مثل هذه المقالات العلمية.
ما فهمته من مقالك سيد بشاراه ان رشيد يتساءل عن الجديد الذي جاءت به سورة الاخلاص؟ألم يفهم رشيد ان رسالة عيسى انما جاءت للخراف الضالة من بني اسرائيل. نعم ضلوا عن عبادة الله وجاء عيسى ليرد الخراف الضالة من بني اسرائيل الى عبادة الله وحده.ألم يفهم رشيد ان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم جاءت ايضا لترد خراف بني واسرائيل واتباع التثليث الى عبادة الله وحده؟ الم يفهم رشيد واتباعه من السادة المعلقين ان رسالة محمد جاءت ليعبد العرب الله وحده دون الاصنام التي تقربهم الى الله زلفى؟
الم تفهم البشرية ان القران الكريم هو حبل الله المتين ومن تمسك به فلن يضل ابدا(تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي او كتاب الله وعترتي اهل بيتي)
ويتساءلون وبوقاحة مالجديد الذي جاء به القران الكريم؟
بوركت يا سيد بشاراه وجزاكم الله عن الاسلام خير الجزاء وشكرا للمحترمين.


12 - صم بكم عمي فهم لا يرجعون: 1
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 31 - 20:13 )
واضح أنك تماماً مثل بيداويد, لم ولا تفهم ما تقرأ !!!
أولاً: أنا لم أكتب مقالاً عاماً,, فلو كنت تفهم معنى مقال إبتداءاَ,,, لأن الذي أكتبه بحث علمي تحليلي مدعوم بالأدلة والبراهين ومنهجية واضحة وإستراتيجية,,, ولا أكتب من فراغ أو عبث وإستعراض أو مواجهة وعدوانية ضد أحد كما تظن وتأفك,,, وإنما لمتطلبات هادفة وفق معايير دقيقة, ونحمد الله على أنها قد حققت مقاصدها بأكثر من المتوقع منها بكثير.

فنحن لا نعبث ولا نلهوا مثلكم, علَّمَنا محمد الخاتم الأمين (سيد ولد آدم) أن لا نشهد الزور وإذا مررنا باللغو مررنا كراماً تماماً كما علمه وأدبه ربه.

ولكن هناك أناس حسبهم خالقهم أمواتاً غير أحياء, وهم لا أكثر من عاهة وعالة على الدنيا, وهم المحركون للفتن والخبائث والفجور والفساد الذي تعاني منه الدنيا, إذ أن حياتكم فارغة من الجدية والفعالية, يأكلون ويتمتعون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم.

أكرر لك ما قلته مرة ثانية فأقول,, هل تسمي الإحباط الذي أنتم فيه والهزيمة المعنوية الكاسحة ملل وضجر وقرف؟؟ ألا ترى نفسك عالة على النصرانية وأنت عاجز عن أن تدفع عنها بأدلة وبراهين تكذب بها الحقائق التي قلناها؟؟

يتبع ..


13 - صم بكم عمي فهم لا يرجعون: 2
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 31 - 20:33 )
... تكملة ...

ألم تفهم قولنا المباشر لك؟ ... قلنا لك ونكرر إنني: (أتحداك أن تشير إلى أي جزء من موضوعنا الذي تعتبره كلام فارغ إن كنت تحترم نفسك حقيقةً), فهل فهمت الآن؟؟.

أما الولولة والتوجع والتهبل,, فعيب عليك وعدم إستطاعتك المواجهة ومقارعة الحجة يشهدك على نفسك بالعجز والجهل والسفه. فنحن - كما ترى وتسمع - نواجه بالمعلومة المؤكدة -تحدياً- شامخاً,,, وعليك إما الرد عليها بمثلها بدلاً من سلوك اللئام والتمرغ في الرغام أو أن تصمت مخزياً مدحوراً مهزوماً محبطاً.

مرة ثالثة ورابعة وخامسة: نكرر لكم أن ما قلناه ليس كلاماً مرسلاً وإنما واقع وحقيقة أنتم شهدتم ضمنياً بصحته وبعجزكم لأنه دامغ ومؤكد وكاسح لخيوط العنكبوت التي نسجها سفهاؤكم,, و(أتحداك ومن معك أن تغيروا في الحقائق حرف واحد أو تنفوها).

أما السباب والإساءات فهذه نسمح لكم بها كمتنفس وحيد ليس لديكم غيره, ونعذركم فيه فاللطمة كانت قاسية وفي الصميم, وإن كانت موجهة لأهل العلم منكم وليس للرعاع المحبطين الذين أفكارهم وعقولهم بين أرجلهم فأنتم لا تملكون لأنفسكم صرفاً ولا عدلاً لا يأتي منكم خير قط (تبغونها عوجاً), ويكفي خزلانكم لانفسكم.

... يتبع


14 - صم بكم عمي فهم لا يرجعون: 3
بشاراه أحمد ( 2015 / 12 / 31 - 20:48 )
... تكملة ...

أما محمد الخاتم صلى الله عليه وسلم فإنكم (لن تبلغوا -مجتمعين- شراك نعاله), وهو كما ترون لا يعبأ بكم, ويرد عليكم عنه ربه فيقول: (وَاتْلُ علَيْهِمْ نَبَأَ الّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشّيْطَانُ فَكانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ولَـَكِنّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ وَاتّبَعَ هوَاهُ فَمَثَلُهُ - كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث - ذّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلّهُم يَتَفَكّرُونَ), فلو نظرت إلى حال بيداويد ستعرف مآله ومقصدنا,, لذا لن نلتفت إلى تراهاتكم, فصافرتكم من داخل المقبرة أو تغريدكم خارج السرب لن يفيدكم. فما علاقة جهجعتكم وسفهكم بأصل الموضوع إن كنتم تحترمون أنفسكم وتستحون من القراء؟

فقط أريد أن أذكركم بأننا لا زلنا في بداية البداية, فننصحكم الإبقاء على بعض التوازن إن كان في إستطاعتكم لأن اللطمة التالية ستكون عليكم قاسية حقيقةً ولن يقوى عليها مرشديكم ودجاليكم. وها قد أكدتم لنا فشلكم في المواجهة العلمية وكفى

تحية للقراء


15 - مكانك الشماعية
شيخ صفوك ( 2016 / 1 / 1 - 03:28 )
كيف عرف محمد كل شئ عن الله ماذا يريد ماذا يكره ماذا يشتهي متي يغظب متي يهمل متي يمهل متي يظحك وانت كيف عرفت كل شئ عن محمد وكانكم انتم الثلاثة جنود في نفس الخندق او اصدقاء تربيتم في نفس المحلة اقسم لك بانك مخبل رسمي و مكانك الشماعية انت وكل المتدينيين


16 - أهل الشماعية ... كأنهم خشب مسندة 1
بشاراه أحمد ( 2016 / 1 / 1 - 11:07 )
نجيب فيما يلي عن أسئلتك ونترك الرد على شتائمك فهذه ثقافة وقدرات سلوكية غير مقدور عليهيا, فهي أكيد ستعود على مستحقيها:

1. فقولك: كيف عرف محمد كل شئ عن الله,, ماذا يريد ماذا يكره ... ببساطة شديدة لأن الله بنفسه أخبره عن كل ذلك,, ومحمد الخاتم يقول عن نفسه وكيرر -لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخيرات-, ويقول أيضاً -إنما أنا بشر مثلك يوحى إليَّ أنما إلهكم إله واحد-.

2. أما أنا كيف عرفت أنا كل شئ عن محمد رسول الله, بل وكل شيء عن كل الأنبياء والمرسلين وعن كل الأمم السابقة, بل وعن كال ما قبل خلق آدم والخلق, وما بعد الموت وفناء الدنيا بكاملها,,, ببساطة شديدة لأن الله تعالى أنزل كتباً من السماء عرف بها أياته في الوجود من سماوات وأرضين وكواكب وجبال وبحار,,, الخ, وأقام الأدلة والبراهين على أنه هو خالق كل شيء,,, فرأينا كل هذه الأدلة والبراهين فآمنا به وبكتبه ورسله ودلل على اليوم الآخر

وأقام البراهين على ذلك فآمنا به, ودلل على القدر خيره وشره وأقام الدليل على ذلك فآمنا به ونعمل إستعداداً ليوم اللقاء, الذي لا ريب فيه وأنه تعالى يبعث من في القبور, وما وعد به وما توعد به فهو قائم لا محالة

.. ينبع


17 - أهل الشماعية ... كأنهم خشب مسندة 2
بشاراه أحمد ( 2016 / 1 / 1 - 11:22 )
.. تكملة ..

3. أما الكيف التي عرفت بها كل ذلك, لأنني ورسوله وملائكته عبيد لله الخالق الذي أوحى إليه مايريد وما يكره, فبلَّغ الرسول ما أوحي إليه كاملاً وشهد الله له بذلك, وأنا قد صدقت رسول الله الذي أقام الله الأدلة المادية على صدق رسالته وخاطب عقلي فأناره ورسخ الحق فيه.

فنحن لا نقول برأينا ولا نعمل بهوانا, وإنما نقول بقوله وعمل بهديه ولا نخالف عن أمره, فكان الرابط بين الخالق وعبيده هو(الحب الحقيقي) العقلاني والوجداني, ثم الشوق إلى لقائه في الحياة الحقيقية الباقية, فهو خلقنا من تراب ثم من نطفة ثم من علقة, وفي أحسن تقويم, وتفضل علينا بأن خاطبنا -وهو العلي الكبير- وأقنعنا, ثم أعطانا حرية الإختيار وهو القادر على قهرنا كما قهر من هم أكبر وأعضم وأبقى منا.

وقد وعدنا الحسنى وزيادة وأكدها وهو غير ملزم أو مجبور أو مقهور أو مكره على ذلك, وإنما تفُضُّل منه ومِنَّة, وقد توعد الكافرين به والمخالفين لأمره بإختيارهم الحر ووفق مشئته المطلقة, وهو غني عن عذابهم بل هو غني عنهم, وأخَّرَ تنفيذ الوعد والوعيد ليوم تشخص فيه الأبصار وهو آتٍ لا ريب فيه فكذبتم فستعلمون -حينئذ- من هو في ضلال مبين.

تحية طيبة


18 - انت كائن خرافي
شيخ صفوك ( 2016 / 1 / 1 - 11:35 )
اول مرة اسمع ان الله انزل كتبا من السماء بها عرفت كل شئ
تقول هذا وببساطة شديدة
يجب ان تشارك في فلم حرب النجوم
مكانك الطبيعي في العصفورية


19 - تحدث كي اراك !!!
بشاراه أحمد ( 2016 / 1 / 1 - 13:02 )
الآن قد عرفنا ما هو شيخ صفوك, بعد أن خبرنا محتواه وقدره ودوره,,,

ويمكنه أن يفرغ عبوته كلها من الألفاظ الكريمة التي ينضح بها,, فلن نصغي إليها وقد عرفناها ..... ثم ماذا بعد يا شيخ, هل بقي في جعبتك شيء غير الشماعية والعصفورية تتحفنا بها؟؟؟

عدم سماعك بأن الله أنزل كتبا من السماء فهذا ليس بجديد,,, فأنت لا تعرفه أساساً أو تتعامل معه, فإن كنت تعرفه فدللنا على الله في مفهومك لعلك أنت أعرف به منا ,, من يدري فما أظنك كتبت ما كتبته إلَّا من دافع حرك هذا الشنآن الأسود,, فما هو يا ترى؟؟؟

على أية حال فإن إبليس نفسه يعرف الله حق المعرفة ويخشاه, مع عصيانه له لشقوته وغبائه,, فأنا لأول مرة أسمع أن هناك كائناً في الكون لا يعرف أن الله موجود وقيوم على البشر والخلق, وقد بلغت عجائب الدنيا ثمانية بعد أن كانت سبعة. .

لن أقول لك أين مكانك الطبيعي يا شيخ,, فأنت تعرفه جيداً ومتعود عليه,, والقراء يعرفونه عنك فتمتع به إلى حين.


فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟؟؟

هذه إحدى غرائب الدنيا فالله يخلق ما يشاء ويختار.

تحية طيبة للقراء الكرام.

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah