الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب

حاتم استانبولي

2016 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يمكن ان يفهم اعدام رجل دين بسبب انتمائه الى مذهب اسلامي موجود منذ اكثر من 1300 عام (ووصفه بانتمائه للفئة الضالة) بانه حكم من هيئة قضائية مدنية . ان الحكم بالأعدام يؤكد ان الجهة التي اخذت القرار قد رفعت التناقض بين المذهبين السني والشيعي لدرجة التناحر , وسيشكل حافزا لفصلا جديدا من العنف المذهبي , سيجر شعوب المنطقة الى صراع لا يمكن التكهن بحدوده وسيخلف اثار سلبية عميقة في مجتمعاتنا . وهذا يعطي مشروعية لأصحاب الفكر الديني المتطرف لتبرير قتلهم وتفجيراتهم والغائهم لكل من يختلف معهم . لا يمكن حصر الأحقية في التمثيل الألهي بفئة او سلطة او جماعة , فلا يملك ايا منهم توكيلا بهذا الحق . ان اخطر ما تواجهه الأنسانية ومكتسباتها هي استعمال الحق الألهي في محاكمة الأخرين . ان وجود ممثلين لفئة تمثل اتجاها فكريا (بغض النظر عنه ) في السلطة وتستحوذ على امكانيات الدولة المادية , لا يعطيها الحق او يؤهلها ذلك بتصفية الأتجاهات الفكرية الأخرى , ان امتلاك السلطة والمال لا يعطي الحق في قتل البشر وقصف الشعوب وتدمير الدول . ان اقل ما يمكن وصف قرار الأعدام بانه قرارا غير عقلاني , ويعبر عن مقامرة سياسية ودينية واخلاقية لا تمس الجهة التي اتخذت القرار فقط وانما ستنعكس على الوحدة الوطنية لكثير من المجتمعات وتنقل الصراع المذهبي الى واجهة الصراع في منطقة تكثر فيها الأتجاهات الدينية والعرقية والقومية . ان هكذا قرارات يتعبر عن ان صيغة الدولة الجامعة لكافة الأتجاهات الفكرية والعقائدية اصبحت في مهب الريح واعطت مبررات للشعور بعدم الأمان في ظل الدولة القائمة لكون سلوك الفئة الحاكمة تنظر للمواطنة والأنتماء من منظور انتمائها الفكري والعقائدي , هذا سيدفع بقوى اجتماعية لعدم الثقة والأمان وستكون حاضنة اجتماعية للتفتيت . ان القرار من حيث الزمان والمكان يفهم منه ان القرار السياسي والعقائدي للحكم في المملكة السعودية هو مع الأتجاهات الأكثر تطرفا في العالم الأسلامي الذي يمتد من اندونيسيا الى المغرب. واما من حيث التوقيت فقد جاء بعد زيارة اردوغان الى السعودية , وتشكيل مركز تعاون استيراتيجي. على ما يبدو ان الهدف منه هو تصعيد الحروب الطائفية والمذهبية لحماية مصالح الفئات الحاكمة في البلدين . ان المنطقة تشهد ردة فكرية ستقوض كافة المكتسبات الأنسانية التي انجزت عبر مئآت السنين . وتهييء المنطقة لتفتيت شامل ينتج عنه غياب الثقة بصيغة الدولة القائمة وشرعية لأمراء الفكر الديني المتطرف بكل اتجاهاته . وستكتسب الفكرة العنصرية الفاشية القائمة على اساس الرواية الدينية اليهودية مشروعيتها . ان مطلب فصل الدين عن الدولة اصبح ضرورة تقتضيه المصلحة الوطنية في الحفاظ على صيغة العقد الأجتماعي .ومطلب انساني من اجل الحفاظ على المكتسبات المحدودة (في حدها الأدنى) , هي احترام النفس البشرية في امتلاك رايها وحريتها ومشاركتها ومساواتها في الحقوق الأنسانية . ان ما يجري هو اعتداء على هذه المكتسبات ويضعها في مهب الريح ويدفع باسلوب حل الصراع عن طريق الألغاء والقتل الى الواجهة ويكسبه شرعية الهية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - على الباغي تدور الدوآئر
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2016 / 1 / 3 - 05:59 )
اخي الكريم بعد التحية.لقد اعدم الطاغية صدام الامام محمد باقر الصدر ودارت الدوائر ولقى نفس المصير. لا تستعجل ان هؤلاء الاوباش سيلقون المصير ذاته وان طال الزمن.وانا اوؤكد لولا ارتباطهم بالصهيونية والامبرالية بمساتة فقهاء السوء لاصبحوا في ذمة التاريخ ولكن انبطاحهم تحت اقدام الاسياد لنتفيذ ما يخدم مصالحهم هو من جعلهم يسرحون ويمرحون. انه من المؤسف ان هذه الشرذمة المارقة هي من تتحكم في مشاعر المسلمين على مراى ومسمع منهم ويدعون انهم خير امة اخرجت للناس.
تبا لامة يحكمها اراذلها.

اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا