الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رَشِيْدِيَّاتٌ ضَالَّةٌ, لا تَرْشُدُ 2 ( ج ):

بشاراه أحمد

2016 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دحض شبهة سورة الإخلاص وإعادة الشبهة إلى أهلها (جزء ثالث):

قبل أن سنواصل في كشف أسرار سورة التوحيد (الإخلاص), التي تعدل ثلث القرآن الكريم, رغم أنها من أقصر سورة فيه فآياتها فقط أربع آيات متناهية في القصر تتراوح ما بين "كلمتين" و "أربع كلمات" فقط, نود أولاً أن نرد على الأخ مروان سعيد رداً علمياً - كما وعدنا القراء الكرام - على تعليقه بعنوان "نحتكم لجهاز كشف الكذب" قال لنا فيه بثقة الواثق المتيقن,,,:

(... اذهب الى البحث بالكتاب المقدس وضع كلمة عزير في المستطيل المسؤل عن البحث عن اي عزير يتكلم نبيك انها كانت مدينة او قرية في فلسطين ولكي تعرف النبي الكاذب من الصادق ضعهم بميزان كشف الكذب ستعرف الحقيقة وهذا الميزان هو كلمة محبة طبعا ليس محبة النسوان فقط بل المحبة بشكلها الكلي ستعرف حينها من نبيك وما هو كتابك ...).

فعن أي كذب يتحدث؟؟؟ وعن من يقول؟؟؟ ..... أعن الله تعالى: الذي (يقص الحق وهو خير الفاصلين)؟ أم عن النبي لا كذب,, أبن عبد المطلب,, النبي الأمي "أحمد" الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التورات والإنجيل)؟ النبي الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وحي يوحى؟؟؟
ولك,,, ما مصدر هذه الثقة التي يتحدث بها؟ ومن أين جاءته سوى من أمرين إثنين أساسيين هما:
1. ثقته في قول الأفاكين, وتصديقه للأكاذيب والإفتراءات والدجل الذي غسلت به عصابة زكريا بطرس ورشيد المغربي أدمغة الناس الطيبين الباحثين عن التوحيد وإصلاح ما بينهم وبين خالقهم ومالك الملك ذو الجلال والإكرام, فصدقوا إستعراضاتهم التلفاذية وتنميقاتهم وفبركاتهم الإعلامية المسرحية التي أوهمت الكثيرين بأنها حق وحقيقة لغياب المرجعية السليمة لديهم.
2. ذهابه الى محرك البحث بالكتاب المقدس لديه, ووضع كلمة عزير في المستطيل المسؤل عن البحث كما يسميه, فلم يلق لهذا الإسم وجوداً, فكانت تلك النتيجة المضللة بمثابة تأكيد مبرراً لتصديقه ألعصابة المارقة لأنه فعلاً كلمة "عزير" غير موجودة هناك, ولكن لعله لم يفطن إلى أن هناك بكتابه المقدس يوجد عزير هذا الذ له سفر كامل بإسمه مكون من عشرة إصحاحات بالتمام والكمال,,, فلماذا لم يظهر في البحث إذاً؟؟؟ ..... هذه هي إشكالية العصابة الضالة المضلة وليست مشكلة القرآن الكريم.

فقلنا له في ردنا العام على تعليقه: (((لا داعي لجهاز الكذب أو الحاسوب, فأنا خبير حاسوب لعلمك, وأعرف تقنية كشف الكذب جيداً,, فهي تقنية محدودة الأثر والفعالية, ولكننا نملك الجهاز الذي يكشف الكذب ولا يخطيء أبداً ابداً أبدا... هو القرآن الكريم .ونحن أساساً لا نحتاج للذهاب الى البحث بالكتاب المقدس ولا وضع كلمة عزير في المستطيل المسؤل عن البحث,, هذه أشياء بدائية عقيمة, يلجأ إليها المترممون على المواقع أمثال عصابة زكريا ورهطه المهووسين بالنسخ واللصق.

نحن معنيون بالبحث والدراسة والمرجعية المقنعة ثم التحليل وإعمال الفكر المنير بنور القرآن الكريم لمن أراد المعلومة الصحيحة,, ولسنا على إستعداد أن ندخل في تجاوزات وملاسنات وتهكمات لن تغير الحقائق على الأرض ولن تدمغها بما ليس فيها .تأكد بأن الرد الكافي الشافي سيأتي للقراء الكرام على هذا الإستفسار منكم عن -عزير- في الكتاب المقدس لديكم وفي القرآن الكريم وفق معايير الدراسة والبحث العلمي والموضوعية والأمانة العلمية والشفافية وكفى.

أولاً: نقول للعصابة الضالة المضلة,, ايها الجهلاء المجهلون الجاهلون بلغ بكم السفه والإستخفاف بعقول الناس أنكم حتى العبث أو التغاضي أو الجهل بفقه اللغة العربية ألا تعرفون تصغير الإسم الثلاثي "ساكن العين ومفتوح اللام" الذي يأتي على وزن (فُعْلَ, أو فَعْلَ, أو فِعْلَ), كأن تقول مثلا "صُبْحَ = صُبَيْحَ" و "طَوْقَ = طُوَيْقَ" و "ظَفْرَ = ظُفَيْرَ", و "نَهْرَ = نُهَيْرَ", و "هِرَّ = هُرَيْرَ" ... و "هِرَّةَ = هُرَيْرَةَ, و "عَزْرَ = عُزَيْرَ" ... و "عَزْرَاْ = عُزَيْرَ أو عُزَيْرَا أو عُزَيْرَاً...؟؟؟ ..... ماذا دهاكم؟

أولاً: الله تعالى ذكر إسم "عزرا" بالتصغير وهكذا يفعل العرب في كثير من الأسماء فنجد مثلاً (عُمَيْرَ, جُبَيْرَ, قُبَيْسَ, سُهَيْلَ, عُبَيْدَ, أُمَيَّةَ, هُرَيْرَةَ, أُمَيْمَةَ, طُلَيْحَةَ, و سُهَيْلَةَ...). أما الألف المتطرفة بعد لام الكلمة في "عزرا", فهي حرف مَدٍّ زائد للفتحة لأن الكلمة هي "عَزْرَ", ولها نفس التصغير بدونه أو يمكن إضافته له هكذا: (عَزْرَا = عُزَيْرَا). فما هي الإشكالية اللغوية التي أقمتم الدنيا ولم تقعدوها وصدقتم الكذابين الدجالين والمشعوذين,, ظناً منهم ومنكم أن الإسم غير موجود في كتابكم المقدس لديكم, وبنيتم على ذلك الخلل المعرفي والفكري والتخلف العلمي أوهاماً وتوهم بأن هناك خطأ لغوي في القرآن الكريم,,, يا لكم من سيج أغبياء أيتها العصابة الخائبة الضالة المضلة.

ثانياً عباقرتكم الأغبياء السطحيون عندما وقفوا عند الإسم "عزير" وإنتقدوه وإفتقدوه هناك,, لماذا لم يقفوا بالمثل عند أسماء أخرى غيره, وهي كثيرة في القرآن وتختلف عن أسماء نفس الشخصيات أو غيرها في كتابكم المقدس لديكم,,, مثلاً:
1. لا يوجد لديكم إسم "عيسى" وإنما المستعمل لديكم هو "يسوع", أو "عيسو" اليس كذلك؟؟؟
2. لا يوجد لديكم "يحي", وإنما "يحنا",
3. لا يوجد لديكم "إدريس", وإنما "أخنوخ" أو "خنوخ",
4. لا يوجد لديكم "إسحاق", وإنما "شاحاك",
5. لا يوجد لديكم "يونس", وإنما "يونان",
6. لا يوجد لديكم "موسى" وإنما "موشيه",
7. لا يوجد لديكم "ذا الكفل", وإنما "حزقيال",
8. لا يوجد لديكم "سليمان" وإنما "شالوم" أو "سولومون".

ثالثاً: أما لماذا قالوا عن عزير أو "عزرا" ابن الله فهذا قصته معروفة ومتميزة, وقد قيل فرية "ابن الله" لمن هو أقل دوراً وشهرة من "عزرا" هذا, وذلك للدور الذي قام به بعد موسى عليه السلام وفقدان النسخة الأصلية للتوراة,, لإنه أعاد إليهم كتابة التوراة من غير وحي بعد سبي اليهود ببابل. وهو ذلك الكاهن الذي أماته الله مائة عام ثم أحياه, قال تعالى عنه في سورة البقرة: (أَوْ « كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا » قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا «« فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ »» - قَالَ كَمْ لَبِثْتَ - قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ «« قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ »» فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ « وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ » - وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا - فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 259). فجاءهم بعد ذلك فتعرفوا عليه وأطلقوا عليه فرية "ابن الله", وهناك غيره في الكتاب المقدس لدى أهله قد أطلقت عليهم نفس الفرية وليس هو وعيسى فقط.
نكتفي بهذا القدر في الوقت الحالي,, وهذا أكثر ما كافً لحرق أوراقك وذرها رمادها في يوم عاصف يا زكريا بطرس, ولنا لقاء آخر قريباً لحرق المزيد من الأوراق الفاسدة المفسدة بإذن الله تعالى.


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


نعود الآن إلى موضوعنا الأساسي وهو: كشف أسرار سورة التوحيد (الإخلاص) التي تعدل ثلث القرآن الكريم, رغم أنها من أقصر سورة فيه. وقد ذكرنا بعضاً من الحقائق التي حاول رشيد وأعوانه تشويهها فظهرت للعيان روعتها إعجازها, ودقة مقاصدها وخطورة مدلولاتها على البشر كلهم بصفة عامة وعلى أهل الكتاب بعهديهم بصفة خاصة, وأنها جاءت ناسخة لإفتراءاتهم ومنسية لتشويهاتهم لكتبهم التي شوهوها بتحريفاتهم وتوليفاتهم وتجريفاتهم الشيطانية فكانت مهمتها إعادة البريق لآية التوحيد التي يقول الله تعالى فيها: (وإلهكم إله واحد) بعد أن تقوم سورة الإخلاص بتنقيتها مِمَّا علق بها من شرك مركب تَضمَّنَ فرية البنوة والندية والخلافة لرب الأرباب سبحانه (تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا).

ثم نرى رشيد يتهكم على وعد الله تعالى المؤمنين بالجنة ونعيمها, والحور العين, وقصور الجنة, والحور العين, والكوثر... الخ, فكأنه لا يعرف أن موسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء والرسل كانت رسالاتهم كلها بشارة بالنعيم المقيم يوم القيامة, ونذارة من عذاب عظيم مقيم, وتوحيد للذات الإلهية, فما الذي يجعله يستنكر ذلك إن كان حقاً نصرانياً أو يهوديا, فهل كانت البشارة والنذارة وقفاً على النبي الخاتم محمد, أم هو يجهل منهج الكليم والمسيح, أو لعله يتجاهلهما دليلاً على إنكارهما؟؟؟

ولنا أن نسألك يا رشيد,,, وعليك أن تجيب بصراحة:
- ماذا تنتظر أنت من ربك أن يقدم لك وأنت على المسيحية أو اليهودية أو أي من أديان أخرى قد تروق لك مستقبلاً فتدعيها أو تعتنقها,, فهذا في الحقيقة وارد فمعروف عنك أنك قُلَّبٌ؟ هل تنتظر أن يمنحك جناجاً أو غرفة في فندق بأجر مخفض أو مجاناً أم ماذا تنتظر منه جزاءً لعملك وعبادتك إن كنت تعبده حقاً؟؟؟

- فما هو طموحك بالتحديد؟ وماذا قدمت له لتنال قسطاً من هذا الطموع في الحياة الآخرة إن كنت تؤمن بها كما تدعي وتأفك؟؟؟

- فهل فكرت في غضبه وبطشه وإنتقامه وثأره لأنبيائه ورسله الكرام الذين نالهم منك كل سوء وحتى هو نفسه كذبته وإستهذأت به وأنكرته مع إنكارك لقوله الحق في القرآن الكريم؟؟؟

- هل فكرت في اللحظة التي تلتف فيها الساق بالساق, حين يأذن الله تعالى وينقضي أجلك المتناقص مع كل شهيق وذفير, إلى ربك يومئذ المساق, وهو القائل (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه), فهل أنت مستعد لهذا اللقاء الذي ستكون فيه مقهوراً؟؟؟

- هل في عقيدتك اللاهوتية أن ربك في الحياة الأبدية سيحاسبك على الإساءة والملاحقة لأناس قدموا لأنفسهم وماتوا منذ عشرات القرون, ولم يسيء أي منهم إليك شخصياً, أو أنت تعرف قدرهم عن ربك الديان, فماذا ستقول له حينئذ, إن كنت مؤمناً كما تأفك ويكذبك عملك ويشهد عليك شرك وعدوانك لكل الخير والخيرين؟؟؟

- فهل تذكرت انك ستموت مثلهم مهما طال بك العهد وستقف أمامهم متهماً وربك الديان سيقتص لهم منك وهو الذي لا يظلم الناس شيئاً؟؟؟ ..... وعلى فكرة كثير من أهل الكتاب يعملون حساب لهذا اليوم الآخر,,, وأنا شخصياً رأيت بعضهم يتصدق على الفقراء لهذه الغاية وليس كرماً فقط,,, فأين أنت من هؤلاء الذين تعمل ليل نهار على تزوير الحقئق لهم وإضلالهم وأنت تدعي أنك منهم ومع ذلك تعين الشيطان عدوهم عليهم؟؟؟

والآن إليك هذا السؤال الجريء الحقيقي:
1. هل تتمنى أن تمتلك في الدنيا بيت صغير بسيط، أم فلَّة، أم بناية شاهقة أم عشرين بناية؟؟؟

2. وهل تفضل إمتلاك سيارة واحد قديمة أم عدد من السيارات الفخمة آخر موديل؟

3. وهل تفضل أن يكون لديك حساب في بنك واحد أم عشرة بنوك وهل تكفيك العملة المحلية أم الأفضل لك حيازة عملات عديدة مختلفة؟

4. وهل تفضل أن يكون أثاث عماراتك من الخشب أم من التيك والآبنوس والعاج ومطعم بالحجارة الكريمة والمعادن النفيسة... الخ؟؟؟

5. وهل تفضل أن تكون لك زوجة واحدة عجوز شمطاء أم يكون لديك عشرات الزوجات الجميلات الشابات اللتي لا يفقدن حسنهن مع مرور الزمن ؟؟؟

فإن قلت بأنك ترتضي بالمتواضع وشظف العيش تكون إما كذاباً منافقاً أو شاذاً أو معتوهاً أو قد ماتت فيك صفات البشر وحب التكاثر والطمع وحب التنوع والوفرة والراحة بدون أدنى مسئولية أو إلتزامات ترهق كاهلك؟

إذاً ما دام ذلك كذلك,, فما الغضاضة في أن يبشر الله عباده بقصور في الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر,, ويحفذهم بما تهواه فطرتهم التي غرسها وأصَّلها في الإنسان والحيوان والجن ،،، الخ، وهو قادر على تحقيقها لهم جزاءاً منه على ذكره ومضاعفة لهم على شكره وإحساناً منه عليهم بكرمه؟ فقراءة الإخلاص هي ضمن الإعتراف لله بالوحدانية والتفرد فيرددها العبد خوفاً وطمعاً حتى يأتيه اليقين.

أما أنت فترددها إستخفافاً بها وجحوداً وخوضاً فيها، فهي شاهدة عليك لاشاهدة لك، وتربص بحقها عليك،، فيكون مقامك حيث لا تكاثر ولا قصور هناك إلا الشرر والشر وأشياء ستعرفها في حينها. فإن كنت حقاً تؤمن بأن الإخلاص هي نفسها ما لدى اليهود "كما إدعيت"، إذاً إستخفافك بها يعني أنك لا تؤمن بالتوراة ولا بالإنجيل لأنك تستخف بأهم وأقدس آية فيهما بدليل أنهم يعلقونها في أبوابهم تقديساً لها,, كما تأفك. وإلَّا فليست لك صفة أخرى غير النفاق والدجل.

وليعلم رشيد وغيره أن ورود أسماء الله في القرآن أو في غيره إن جائت متتابعة (لا يمكن, بل يستحيل أن تكون بينها "أداة عطف" إطلاقاً), فمثلاً أنظر إلى قوله تعالى في سورة الحشر:
- (.. هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ 22)،،
- (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ... 23)،،
- (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ...)،،
فكيف يتفق أن يوجد حرف عطف بين إسمه وأي شيء أو ذات أخرى معه مهما كانت تلك الذات؟؟ يستحيل ذلك قطعاً مؤبداً لأن ذلك سيكون شركاً.

وتذكروا يا أولي الألباب والنهى - (تأكيداً لهذه الحقيقة المعجزة الباهرة لسورة "التوبة") - أنها هي السورة الوحيدة من القرآن الكريم كله التي لم يذكر الله تعالى فيها البسملة (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ), لأن مجرد ذكرها فيها سيخلق شبة شرك بإسم مخلوق له مع إسمه سبحانه وتعالى,, هذا المخلوق هو خليله المصطفى الخاتم محمد بن عبد الله (أحمد في التوراة والإنجيل) "جامع الحمد منه لربه, ومن ربه إليه", لذا فهو أحمد - محمد.

وهي من غرائب معجزات القرآن الكريم التي تُخْرِصُ كل أفاك قال بأن القرآن الكريم كتبه النبي محمد أو علمه له أحد من البشر,, وهي من الأسرار العجيبة التي أودعها الله بكتابه العزيز ووجه إليها العقول والأفئدة "بالتدبر", لتأكيد أنه (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه), وهي لا تقل غرابة وعجباً من الحروف المقطعة في فواتح بعض السور, وتشهد للقرآن الكريم بطلاقة الدقة وأنه يستطيل أن يقبل حرفاً واحداً زيادة أو نقصان.

فالذي يتأمل سور القرآن كلها يجد أن المتحدث فيها بعد البسملة مباشرة هو: (الله وحده وليس معطوفاً عليه أحد من الخلق نهائياً ومؤبداً), ما عدا سورة "براءة" إذ أن الآية الأولى منها تقول: (براءة من "الله" و "رسوله",), فحرف العطف (الواو) قد عطف "رسوله" إلى لفظ الجلالة "الله". فلو حللنا هذه الظاهرة الفريدة البديعة المعجزة في القرآن الكريم كله ستتضح لنا حكمة الله تعالى في عدم ذكر البسملة لأسباب منها إحتمال ظهور أي شبهة للشرك, فمثلاً:

1. لو كانت البراءة من الله وحده, يمكن أن تكون هكذا: ("بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ",, "براءة من الله"), فتكون السورة كباقي السور الأخرى لأن المتحدث وصاحب البراءة "حينئذ" هو الله وحده,

2. وأما لو كانت البراءة من الله وحده, ولكن عطف عليه رسوله ومع ذلك وذكرت البسملة هكذا (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ,, براءة من "الله" و "رسوله"), لأصبحت البراءة من أثنين وليست من واحد لأنها ستكون من "الله" و من "رسوله" وفي ذلك شبهة الشرك, كأنما البسملة تشمل الإثنان معاً هما الله ورسوله, وهذا ما لا يمكن أن يكون أبداً لذا كانت السورة بدون البسملة لتفويت الفرصة على عصابة زكريا وأمثالها لأن وليهم أبليس لا بد من أن يدلهم عليها ولكن الله تعالى له ولهم بالمرصاد (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً).

3. ولإبعاد إي إحتمال لشبهة الشرك الذي ستتسبب فيه أداة العطف (الواو) كان لا بد من عدم ذكر البسملة فتكون السورة هكذا: (براءة من الله ورسوله) بدون بسملة, وهذه من معجزات القرآن الكبرى التي تلجم الأفاكين وتفحمهم الذين يدَّعون بأن هذا القرآن ليس موحى من عند الله تعالى, وأن النبي إكتتبها وهي تملى عليه (فُضَّ فُوهُم).

أما كلمة أحَدْ، "في توحيد الذات الإلهية" إنها لم ترد في القرآن كله، ولا في التوراة والإنجيل قبله سوى عبارة "الله الواحد"، أو "إله واحد"، هذه حقيقة لا شك فيها وتؤكدها الغاية من سورة الإخلاص، فإذا رجعنا لأقوال كل الأنبياء لم يقل أي منهم في توحيد الله كلمة "أحد" على الإطلاق, وليس هناك ما يدعوا أو يبرر ذكرها, وذلك لأن الناس حتى رسالة المسيح عيسى عليه السلام كانوا إما موحدين، أو مشركين بآلهة مفتراة من أصنام أو أشياء أو أشخاص، وإما ملحدين، ولكن إطلاقاً لم يصل أي منهم إلى تركيب آلهتهم وإحلالها في ذات الله نفسه أبداً. فإمَّا تصديقٌ أو كفرٌ به أو إلحاد أو تمجس دون الإقتراب من ذات الله لا بالبنوة ولا بالإحلال والتركيب ... فكان تذكير الأنبياء لهم دائماً بقولهم: (وإلهكم إله واحد).

- فمثلاً: في سورة ص, قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ « الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ » 65)،
- وفي سورة يوسف قال: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ « الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ » 39)
- وفي سورة غافر, قال: (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ « وَحْدَهُ » وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ 84)،
- وقول موسى في سورة طه بعد أن أضلهم السامري: (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا 98). فكلها تستخدم كلمة "واحد".
- وفي سورة البقرة: (وَإِلَهُكُمْ « إِلَهٌ وَاحِدٌ » لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ 163),

- وفي سورة النحل: (إِلَهُكُمْ « إِلَهٌ وَاحِدٌ » فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ 22), (وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ « إِلَهٌ وَاحِدٌ » فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ 51)
- وفي سورة الأنبياء: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ « إِلَهٌ وَاحِدٌ » فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ 108),
- وفي سورة إبراهيم: (هَذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ « إِلَهٌ وَاحِدٌ » وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ 52),
- وفي سورة الكهف: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ « إِلَهٌ وَاحِدٌ » فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا 110).

- وفي سورة فصلت: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ « إِلَهٌ وَاحِدٌ » فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ 6),
- وفي سورة المائدة: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا « إِلَهٌ وَاحِدٌ » وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 73).

- وفي سورة الحج: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ « إِلَهٌ وَاحِدٌ » فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ 34).
- وفي سورة الأنعام: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لَّا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ « إِلَهٌ وَاحِدٌ » وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ 19).

- وفي سورة النساء: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ «« إِلَهٌ وَاحِدٌ »» سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا 171).

إذاً إستخدام كلمة "أحد" له مقتضيات أخرى وأسباب وأسرار لا بد من الوقوف عليها لنعلم كيف يكون إحكام آيات الله البينات ليس على مستوى القرآن كله أو على مستوى الآية أو العبارة أو الكلمة فحسب،، بل وعلى مستوى الحرف الواحد. فالشيء الشاذ الذي جَدَّ على البشر هو بدعة وفرية وإدعاء "الثالوث" التي لم تُعْرَفْ في أي أمة خلت لذا فهي تمثل أخطر أنواع الشرك بالله تعالى، لأنها مست ذاته المقدسة سبحانه فلم يصبح الشرك بإشراك غيره معه, أو إنكار وجوده كلياً دون الإقتراب من ذاته، أو جحود نعمه،، الخ، بل الآن قد أصبح إشراكاً معه, في ذاته وصفاته وأسمائه مباشرة.

لذا قال الله تعالى في سورة مريم: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا 88), (لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا 89), (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا 90), (أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا 91), (وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا 92), (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا 93). إنه أعظم ذنب أرتكب في حق الله تعالى.

وقال في سورة المائدة: ( «« لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ »» وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ 72), («« لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ »» وَمَا مِنْ إِلَهٍ «« إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ »» - وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ - لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 73).

فكان لا بد من إيجاد الكلمة المناسبة "من لسان العرب وكلماتهم التي يعرفونها ويستخدمونها" لنسخ وإزالة هذا الشرك وإستأصاله من كلمة التوحيد فأصبحت لا تكفي عبارة (إله واحد)، لتتصدى له وتنسخه، خاصة وأنه لم يواجه نبياً أو رسولا قبل النبي الخاتم محمد مثل هذا النوع من الشرك والكفر فكانت الحاجة لازمة لوجود كلمتين خاصتين متخصصتين ناسختين لكل هذه التراهات والإفتراءات.
الإولى هي (الله أحد)، لسد الثغرة التي دخل منها المبطلون بتحريف عبارة (إله واحد) فتبطل كل العبارات التي نفذت من هذه الثغرة، مثل قولهم (والله وكلمته وروحه إلهاً واحداً)، وغيرها وما على شاكلتها من التخاريف الشيطانية الفاسدة المفسدة المضلة.

والكلمة الثانية الصمد في الآية الكريمة: (الله الصمد)، جاءت لتبطل التجسيد والإحلال والتركيب والدمج،، مثلاً قولهم: "واللاهوت حّل في الناسوت"، و "المسيح وهو باللاهوت ومتجسداً"، ثم جاءت الآية: (لم يلد ولم يولد)، لإبطال فرية النسب والأبوة والبنوة المدعاة، مثلاً في قولهم: "والكلمة هو المسيح، وهو وحيد الآب"، ثم تأتي الآية (ولم يكن له كفواً أحد)، لتبطل فرية قولهم: "المسيح الخالق والديان والعادل" و "يسوع هو الله مخّلص العالم"،،، إلى غير ذلك من الإدعاءات والتراهات والأكاذيب التي لن يقيم أحد منهم دليلاً مادياً أو منطقياً مقبولاً عليها.

أنظر إلى هذه النماذج المبينة: في سورة الزمر قال تعالى: (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ « اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ » 4)، وفي سورة ألمؤمنون, قال: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ 116)، وفي سورة الشورى, قال: (فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 11).

وفي سورة ص, قال: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا « اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ » 65)،
وفي سورة يونس, قال: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ 68)؟،
أما في سورة الأنعام, قال: (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ 103). هذه من الآيات البينات المحكمات التي تجمعها سورة الإخلاص.

فهل عرفت الآن لماذا إستعمل الله تعالى كلمتي (أحد)، و (صمد)، بعد شرك الثالوث ولم يستعمل كلمة (واحد)؟؟ لأن كلمة "واحد" لن تحسم إدعاءكم، مثلاً,, إننا عادةً نقول: (نحن شعب واحد) في وصف المتعدد على أنه واحد ولكن لن نستطيع أن نقول (نحن شعب أحد).
ويمكننا أن نقول (البشر كلهم واحد) وصفاً لمتعدد بأنه واحد، ولكن يستحيل قولنا (ألبشر كلهم أحد). إذاً, قد أمكنكم إفتراء عبارة (و"الله" و "كلمته" و "روحه" إلهاً واحداً)، كإدعاء كاذب ضال,, لأنها تعني متعدد وليس واحداً,, هكذا: ("الله اله واحد" و "كلمته إله واحد" و "روحه إله واحد") فهم ثلاثة آلهة وليسوا ".. إلهاً أحداً". فإستخدام أداة العطف في قولكم (الآب و الأبن والروح القدس..) وتؤكد الربط بين ذوات متعددة وهذا شرك صريح مغلظ "يا رشيد وشيخك بطرس ومنظركم سامي الذيب!!!".

ولنا هنا سؤالاً جريئاً أخر,, متعلق بالصليب:
أولاً:
- هل الصليب مقدس فعلاً؟؟؟ .. بمعنى آخر، هل المسيح عليه السلام عَرِفَ الصليب وصرح بأنه سيصلب به, وأمر بلبسه ووضعه في الكنائس والمنارات والأعلام,, وأمركم أن تعمدوا به البشر كباراً وصغاراً في أجزاء مختلفة وحساسة من أجسادهم؟؟؟ ..... أليس تعميد الطفل بالصليب في غيبته عن الإدراك وقدرته على الإختيار هو مصادرة لحرية إختياره عندما يبيلغ مرحلة الإختيار؟؟؟ ..... أليست هذه المصادرة تجَنَّي وضد حقوق الإنسان التي تنادون بها, وإستحواذ على خصوصيات ذلك الطفل ومصادرتها أيها العنصريون؟؟؟

- فإن سلمنا جدلاً بأن يسوع فعل ذلك فمتى كان، وكيف؟ .... وما الدليل والبرهان على ذلك؟؟ أكان ذلك بعد القيامة المزعومة من بين الآموات أم قبلها؟ كأن يقول لكم مثلا "سأموت على صليب، فقدسوا ذلك الصليب وعلقوه على أعناقكم لأن عليه دمي المسكوب خلاصاً لكم،،،" أو شيء من هذا القبيل؟؟ .....

- ومن الذي طرح الفكرة ونفذها لأول مرة , وما برهان صدق ذلك الذي أتى بها على أنه صادر عن يسوع تحديداً,, وما إمكانية أو إحتمالية كذبه؟؟؟

- فإن لم يفعله يسوع بذاته ولم يطالب به كجزء من العقيدة، فهل فعله تلاميذه "عقيدةً" وصاهم بها يسوع أم فعله غيرهم بعدهم "بدعةً", وإفتراءً عليهم أم عليه؟؟؟ ...... فإن كان بدعةً فكيف تضاف البدعة إلى الدين وتقدس ثم تكون عنصراً أساسياً منه؟؟؟ ..... فلو فرض أن نصرانياً أساء إلى الصليب أو تعامل معه بإستخفاف,, هل يعتبر "مجدفاً" ويقام عليه الحد بالقتل أو الحرق حياً أو على الأقل يعتبر كافراً؟؟؟ ..... فما قولكم في من فعل به ذلك حقيقةً,, فهل هم يستحقون ذلك أم كانوا ضحايا لبدعة مبتدعة وغير معروف مبتدعها حتى للصفوة من الكهنة؟؟؟

- فإن كان ذلك كذلك فمن أين جاءتكم قدسيته وهو غير مُضمَّن أصلاً لا في التوراة ولا في الإنجيل أي نص يدلل على هذه القدسية الملزمة,, بل ليس هناك ما يؤكد أن يسوع نادى بتقديسه إبتداءاً؟؟؟

- ومعلوم أن الصليب عليه جسد بشر مصلوب يرمز ليسوع كما تدعون (وأكيد الصورة ليست حقيقية بل صنعتها يد صانع بشر بخياله وتصوره...) ,,, ومع ذلك يتم تقبيله من وقت لآخر بتقديس ظاهر, وتسكب عليه العبرات ,,, فهل يمكن إعتبار هذا "وثن", وأنَّ هذا التقديس والتقبيل نوع من أنواع العبادة الوثنية,,, تماماً كاللات والعزى وهبل ومناة أو بعل ولكن بحجم مصغر ومن الذهب أو الخشب بدلاً عن الحجارة. أم لديكم تفسير آخر له وبرهان ينفي عنكم شبهة الوثنية وعبادة الأصنام أو البشر؟؟؟ ..... إن كان ذلك كذلك فما هو تبريركم للنصارى الطيبين فضلاً عنا نحن الذين ندرك غياب أي تبرير موضوعي؟؟؟

ثانياً: المعروف عن فطرة البشر عموماً أنه إذا قُتِلَ شخص عزيز لديهم بآلة معينة أو سلاح أو غيره، كرهوا ذلك السلاح أو الشيء وكرهوا النظر إلى تلك الآلة أو الكلام عنها، وإذا مروا بالمكان الذي شهد القتل شعروا بإنقباض وكراهية طبيعية كلما نظر أحدهم إليه وهذا أمر طبيعي لأنه يذكرهم بذلك الفقيد العزيز, أليس كذلك؟؟؟،، حسناً إذاً ...

كيف يُقَبَّلُ الصليب الذي قُتِلَ عليه الحبيب المعبود، الذي حرمكم ذلك الصليب منه ويذكركم بدمه المسكوب عليه؟؟؟ ..... على فكرة،، نحن لسنا في حاجة إلى الإجابة منكم على هذا السؤال لأننا نعرفها ونستغربها ككثير من الأخوة النصارى الذين يرفضون هذا المفهوم المغلوط، ولكن,, عليك يا رشيد "المرشد" أن تبرر للآخرين هذا الشعور الإنساني الوجداني المعكوس، إن استطعت لذلك سبيلاً؟ ..... طبعاً بالشفافية لن تستطيع فأنت لا تتعاطى هذه المكرمات لحساسيتك المفرطة حيالها, المهم حاول بطريقتك لأن المخدوعين فيك كُثر!!

أما تعليقكم على سورة الحشر، وتبريركم لواقعة تهديم اليهود لبيوتهم بأيديهم إنما هو مدعاة للشفقة عليكم والسخرية من فكركم الساذج في نفس الوقت،

أولاً من قال لك أن النبي الخاتم قد تعجب لأنه لم يكن يعرف لماذا كان اليهود يخربون بيوتهم؟ ما هذا الغباء المركب يا هذا...؟ ألا ينبغي على الإنسان أن يحتفظ لنفسه بقدر ما من الإحترام لكيانه ومصداقيته بدلاً من الإتجار بكل شيء فيبدوا كخشب مسندة؟؟؟
فإنْ تَعَجَّبَ النبي الكريم، فيكون عجبه من مَكْرِ ربِّهِ وبأسه بهم، وكيف أنَّه شديد المحال. وهنا سأثبت للناس أنك تسخر منهم ولا تحترم عقولهم ولا تصدقهم القول.

فتأويلك وتبريرك المخزي المضحك عن حالة تخريب اليهود لبيوتهم بأيديهم، بقولك "إن السبب لأنه مكتوب فيها (إسمع يا إسرائيل... الخ)، وأن كلمة الله عزيزة عليهم حتى لا يدوسها الوثنيون، إلى آخر هذه الخزعبلات الممجوجة التي لا تسمن ولا تغني من جوع, فلو كانت كلمة "الله" عزيزة عليهم كما تقول لما عبدوا "بعلاً" من دون أحسن الخالقين.
- أليس الأقرب والأجدى والأيسر عليهم أيها الساذج هو إزالة إسم أو كلمة "الله" أو عبارة "إسمع يا إسرائيل..." فقط وكفى؟ فما المبرر لتخريب البيوت بكاملها إذاً؟؟؟ ..... ألهذه الدرجة كانوا أغبياء وحمقى وسفهاء؟؟؟

- ثم من هم أولئك الوثنيون الذين تتحدث عنهم يا رشيد؟ ..... هل هم أولئك الذين لا إله لهم إلَّا الخلاق العليم, الذين يذكرونه بتسعة وتسعين إسماً كلها (أسماء كمال, وجمال, وجلال)؟ الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ويقولون "ربنا ما خلق هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار"؟؟؟ ..... (يآ رآقِلْ أُوْوولْ كَلَآمْ غِيْرْ دَاْ .... أسدَّأك)!!!

- هل هم المسلمون الطاهرون الأطهار, أولئك الذين لديهم كتاب الله الذي يذكر فيه أسمه مئات الآلاف من المرات وذلك بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ولم يُذكر معه أحد إطلاقاً؟ الكتاب الذي يبدأ بإسم الله وينتهي كذلك والمتحدث الوحيد فيه هو الله رب الخلق كله,,, أهؤلاء هم الوثنيون الذين تقصدهم؟؟؟

- المسلمون الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار؟ ..... ألا تستحي يا رجل؟؟؟
- هل هم أولئك الذين جعلهم الله حرباً على الشرك والوثنية بكل أنواعها؟

- أم لعلك تقصد أولئك الوثنيين الذين يعلقون الوثن على صدورهم بسلاسل من ذهب ويقبلونه ويقدسونه، الذين جعلوا الله الأحد الصمد إلهاً متعدداً مركباً تركيباً مزجياً أو تركيباً كيميائياً إحلالياً,,, الخ؟؟؟ هذا بجانب الصور والأنصاب والتماثيل؟

أين كل هذا مقارنة بقول المشركين (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى..)، أليس هؤلاء أكثر معرفة منكم بالله؟؟؟ ..... وهل الأنجس هم الذين يستنجون بمنديل من ورق ولا يستجمرون أو يغتسلون من جنابة أو حدث أكبر، أم الذين يتطهرون بالماء ويغتسلون للصلاة خمس مرات في اليوم ؟ على العموم، فالآية واضحــــة وبينة الأحداث والمعاني والأسباب كلها موثقة فلن تستطيع أن تلف وتدور لأن القرآن سيعيدك إلى حيث ينبغي أن تكون في الحال والتو.

لن تستطيعوا أن تذوروا الحقائق الدامغة مهما بذلتم من جهد وطاقة,,, القصة ببساطة: لقد خان بنو النضير العهد الذي عقدوه مع النبي (كعادتهم الذميمة) فقد نقضوا العهود والمواثيق مع الله ذاته، ليس ذلك فحسب, بل نقضوه، وغدروا وتآمروا على المسلمين وخاضوا حرباً لصالح قريش "تآمراً" معهم ضد المسلمين, قُصِدَ بها إبادة المسلمين وإستأصالهم من الجزيرة العربية، فجاء حكم الله المخفف عليهم (لأن النبي كان فيهم) لحسن حظهم.

وهذا يعتبر أخف الأحكام في ثقافة الحروب، وفي حكم الله على المجرمين أمثالهم وهو "الجلاء" (فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون), وهذا يعني حقن الدماء، وكان كرم النبي بهم مشهوداً بأن مكنهم من حمل ما يستطيعون حمله من أمتعتهم وأموالهم، فكان الجلاء بأن قذف الله الرعب في قلوبهم حفظاً للمهج والأرواح، فكان التخريب نكالا من الله عليهم ولو لا وجود النبي لعذبهم الله بالهلاك كما عذب عاد وثمود وأصحاب السبت. إذاَ للنبي عليهم في ذلك فضل يستحق عليه الشكر والتقدير منهم, ولكنهم جبلوا على الغدر.

لذا فإن تمييع الأمور ولي عنق الحقائق لن يفيدكم في شيء.
بالمناسبة: هنا لدينا سؤال جريء آخر:
- متى تصافيتم مع اليهود؟ هل قبلتم رفضهم بألوهية المسيح والتشكيك في نسبه وعفة والدته العذراء البتول عليهما السلام؟ أم أنهم قبلوا بالثالوث وإعترفوا لكم بأن عيسى بن مريم هو المسيا المنتظر لديهم وغيروا رأيهم في نسبه؟ أفيدونا إن كنتم تعلمون وتجرؤون. لأنكم إن قلتم بغير معتقدهم الحقيقي قد لا يلتزمون الصمت حتى لو إلتقوا معكم في الهدف والغاية التي تعملون على ترسيخها وفرضها على أرض الواقع وخداع الناس بها وبغيرها.

أما عبارة "كاتب القرآن" أو "مؤلف القرآن"، أو "القرآن ليس وحياً من عند الله" ،،، وكل هذه التخبطات والإحباطات تدل على الخيبة والفشل الذريع، ولن توصلكم إلى شيء بل على العكس ستعيدكم لما دون ألمربع الأول الفارغ من المضمون والمحتوى والبرهان، هذه مماحكة وحسرة تدل على فقدان التوازن والضياع والحيرة.

فهذا الإدعاء يدخلكم في ورطة كبيرة لا طاقة لكم بها، فإن كان محمد هو مؤلف هذا القرآن الكريم المعجز بكل المقاييس، يكون – بشهادتكم - هو أعظم وأبلــغ وأفصــح كاتب عرفته الدنيا منذ أن خلق الله الخلق وإلى أن تقوم الساعة. فهل أنتم على إستعداد لقبول هذه الكارثة الماحقة عليكم وعلى مشاعركم ووجدانكم يا عصابة زكريا المحبطة؟؟؟

فإن حاججتم ولاججتم في ذلك فدونكم قبول التحــدي العظــــيم، بأن تؤلفوا لنا كلكم "مجتمعين وبمساعدة الجن" قرآناً مثله يضاهيه، فإن لم تفعلوا "ولن تفعلوا" فهذا دليل وإعتراف عملي منكم على أن الذي أعجز الإنس والجن لا يمكن أن يكون إلا من عند الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء هو رب محمد وموسى وعيسى، ورب كل شيء.

أحسموا أمركم ودعكم من المماحكة واللجاجة التي ستضعفكم أكثر فأكثر.
أما المفاجأة الكبرى في تأكيد رسالة محمد تكمن في سورة يس بل في حرفين منها فقط هما "ي" و"س". فتربصوا إنا معكم متربصون, وسيكون لنا معكم فيها لقاءٌ مطولٌ بإذن الله تعالى.

أما ألدكتور إبراهيم, ذلك الحاوي الذي كان يتحدث من وراء الكواليس ولم يفصح عن نفسه، (وقد إعتدنا منكم إستخدام النكرات غير المقصودة ..)، المهم قد أتي رشيدكم بشخص يدعى إبراهيم مهمته هي أن ينفي أن يكون الله قد أتى بشيء جديد، بسورة الإخلاص على ما جاءت به الرسل قبله.
كيف ذلك ....... هذا ما سنلقاكم عليه في الجزء التالي بإذن الله تعالى.

ولا يزال للموضوع من بقية باقية

تحية طيبة للقراء الكرام والقارءات المجيدات

بشاراه أحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد بشاراة احمد
وليد حنا بيداويد ( 2016 / 1 / 2 - 20:16 )
أولا اود ان اسجل بجزيل شكرى للسيد الدرة العمرية لتعليقه السابق الذى قال بالحرف الواحد ان محمدا جاء للعرب لكى يبعدهم عن عبادة الاصنام،، اذ انا اشكر السيد الدرة العمرية على هذا الكلام واسال في ذات الوقت انك تعلم حقيقة هذا الدين الوضعى غير السماوى فلماذا يضغط الشعوب غير المسلمة لكى يقبلوا الإسلام هل بغية تحويلهم الى جهلة واميين وغير حضاريين كحال العرب والمسلمين ، اين قال محمد انه نبى ومرسل ؟ هل تعرفوننا بذلك ؟ جزاكم الله خيرا
و اعود لاسال اذا كان رشيد وكاكه ازاد والأب زكريا بطرس قد اخرجوك من جلدك بما سمعته منهم فما بالك بالذى لم تسمعه لحد هذا اليوم. ماذا عساك ان تفعل لو سمعت الكلام الباقى الفاضح انا انصحك جيدا بان تشد حزامك جيدا لكى لاتصاب بدوخة وغثيان ودوار. مهلا يا زميلنا انصحك بان تتبع نصيحتى وتاخذ الجرعات الخفيفة وتسمع منهم لدقائق أولا ليس اكثر لكى تصبح لديك مناعة عقلية تمكنك من الاستماع لباقى الكلام
اما السيد المسيح فقد قال انا هو نور العالم فمن يتبعنى لايمشى في الظلمة بل تكون له الحياة الأبدية.. هذا الكلام دليل كاف لكى اتبع من جاء بالجسد وقام الموتى وهو حى الى الازل .

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah