الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعبودات الدينية

محمد صالح الطحيني

2016 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المعبودات الدينية

الشمس – النجوم – الأرض – الجنس – الحيوان – الطوطمية – الأنتقال
إلى مرحلة الآلهية البشرية – عبادة الأشباح – عبادة السلف

المعبودات الدينية لا تقع تحت الحصر لكنها تقسم الى ستة اقسام : ما هو سماوي وما هو أرضي ، وما هو جنسي ، وما هو حيواني ، وما هو بشري ، وما هو إلهي
كان القمر من المعبودات الاولى ، صورت الاساطير القديمة بأن القمر رجلا شجاعا يغوي النساء ويسبب لهن الحيض مرة كلما ظهور ، وكان القمر مقياسا للزمن فهو سبب نزول المطر والثلج حتى الضفادع تتضرع للقمر كي ينزل المطر .
بعدها حلت الشمس معبودة محل القمر وذلك حين انتقل الانسان البدائي من الصيد الى الزراعة فقد ادرك ان الشمس هي التي تحدد الفصول وحرارتها هي السبب فيما تدر الارض من خيرات وأصبحت الشمس الاله الاوحد فهي تنفخ الروح بكل شئ حي وما ظهر من آلهة بعدها ليست إلا تجسيدا للشمس وقد نفى اليونانيين اناكسجوراس لأنه صرح ان الشمس ليست بآله بل هي كرة من النار كما في العصور الوسطى كان يصور القديسين برؤوس تحيطها هالات من الشمس واعتبرت كل النجوم تحتوى آلهة بروح كامنة في جوفها وهذه الارواح اصبحت عند المسيحية ملائكة تهدي السبيل ، والسماء نفسها كانت تعتبر إلها تقام لها العبادة فالقبائل البدائية تستعمل كلمة الله لتعني بها السماء وكذلك عند المنغوليين والصينيين والهند القديمة معنى كلمة الله هو " السماء الولدة " وما زلنا حتى الان نتضرع للسماء بدعائنا ، كما ان هناك عقائد عبدت الارض واعتبرت كل ما فيها له ارواح الشجر وينابيع الماء والجبال قدستها .
كما ان الانسان البدائي لم يكن يعرف ماهية الحمل والولادة لذا اعتبر ان الجنس شئ مقدس وعبدوا الجنس وظهرت هذه العبادة في مصر والهند وبابل وآشور فقد كانوا يجلون الوظيفة الجنسية اجلالا عظيما لأنهم يرتبطون ارتباطا وجدانيا بخصوبة المرأة .
ولم يكن هناك أي نوع من الحيوانات لم يعبد فقد جعل لكل عشيرة طوطم بشكل حيوان تقدسه هذه العشيرة ومخصص لها وقد حرم التزاوج بين اصحاب الطوطم الواحد ومن هما نشأت فكرة الحرام والحلال في التزاوج ، وقد نشأت فكرة عبادة الحيوانات نتيجة خوف الانسان البدائي منها وما ان ظهر الصيد حتى انحسرت عبادة الحيوانات وانتقلت لتجسد الالهة البشر بشكل حيوانات ، فنرى آلهة "جلوكوبس أثيني " لها عين بوما و"هيري بوبس " لها عينا بقرة والآلهة في مصر وبابل بوجوه بشرية وأجسام حيوانية ، ومعظم الالهة البشرية ظهروا رجال من الموتى ضخموا بفعل الخيال فظهور الموتى في الاحلام خوف البدائي منها جعله يعبدها ويقدم لها القرابين لإرضائها فمعنى كلمة اله عند كثير من الشعوب البدائية تعني " رجل ميت " فقد كانت في احدى القبائل اذا اراد رئيس القبيلة أرسال رسالة للموتى يمليها على احد رجاله ويقطع رأسه لإيصال رسالته الى الاموات .
ومن بعدها تتدرج عبادة الموتى الى عبادة الاشباح ومن بعدها الاسلاف من روح المحافظة على القديم وتدعيم المجتمع من حيث سلطانه ودوامه وللاحتفاظ بالنظام وشاعت عبادة الاسلاف شيوعا كبيرا وازدهرت في مصر واليونان وروما ولا زالت سائدة الى يومنا في اليابان والصين ، وعبادة الاسلاف كانت في البدء نتيجة الخوف بعدها اثرت في النفوس شعور بالرهبة وتطور اخيرا الى ورع وتقوى .
وفكرة اله بشري لم تظهر إلا اخيرا وبرزت بصورة واضحة بعد اجتيازها لمراحل كثيرة فقد كان اليونان الاقدمين يعتبرون الاسلاف آلهة والآلهة اسلاف فأسبغوا على بعض اسلافهم لونا اوضح من الربوبية الصريحة .
ولما تصور البدائي عالم الارواح الذي يجهل طبيعتها وغاياتها خلق السحر للتقرب منها ولئن بدأ السحر بالخرافة فإنه ينتهي بالعلوم الوف من اغرب العقائد جاءت نتجه للفكرة الروحانية القديمة ثم نشئ عنها صلوات وطقوس عجيبة ؛ فقبيلة "كوكى Kukis كانت تلهب حماسة أبنابها في القتال بزعمها لهم ان الأعداء القتلى سيكونون لهم عبيدا في الحياة الاخرة وكذلك فكرة الحوريات في الديانة الاسلامية بعصرنا
وتكاد الشعوب البدائية كلها تجمع على فعل اللعنات وشر "العٌين الحاسدة "فلم يشك الأستراليون الأصلٌيون فًي أن اللعنة ينطق بها الساحر القوي تقضً على حٌياة اللعيٌن وان يكن على بعد مائة ميل منه وبدأت العقيدة في السحر من اوائل التاريخ الى يومنا .
ان الكاهن لم يخلق الدين خلقا ، لكن استخدمه لأغراضه فقط كما يستخدم السياسي ما للإنسان من دوافع فطرية وعادات فلم تخلق الديانات من الاعيب وتلفيقات كهنوتية انما نشأت من فطرة الانسان بما فيا من تساؤلات وخوف وقلق وأمل وشعور بالعزلة فالكاهن أضر الناس على ابقائه للخرافة واحتكاره للمعرفة ، لكنه مع ذلك حصر الخرافة في نطاق ضيق وكثيرا ما اهمل الناس شأنها ، وهو الذي لقن الناس بداية التعليم والتهذيب وكان أداة التوصيل للتراث الثقافي الانساني وكان عزاء الضعيف فكان لا بد منه ، كما اصبح العنصر الفعال الذي أعان الدين على تغذية الفنون وتدعيم بناء الاخلاق الانسانية فهو المدعوم من القوى العليا فلو لم يجد الناس كاهنا لخلقوا كاهنا لأنفسهم .

يتبع طرائق الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب