الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألاعيب أزهرية مكشوفة

طارق المهدوي

2016 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



نظراً لأن الدولة المصرية المعاصرة تضم عدة مؤسسات رسمية مختصة بوظيفة العلاقات العامة الخارجية سواء كانت تمارس اختصاصها علناً كالهيئة العامة للاستعلامات أو سراً كالهيئة العامة لمكتبة الإسكندرية على سبيل الأمثلة لا الحصر، فقد قام الأزهر الذي يترأس الجناح الديني للدولة المصرية بتكليف مكتبة الإسكندرية كمؤسسة رسمية تحترف اختصاص العلاقات العامة الخارجية حتى تتولى نيابةً عنه تنظيم مؤتمراً دولياً لمواجهة التطرف، وذلك في إطار ألاعيبه ومناوراته الماكرة لتسويق صورة ذهنية زائفة عن اعتداله المزعوم أمام العالم الخارجي على أن يتم الاكتفاء بوضع اسمه كمجرد شريك في المؤتمر من أبواب التخفي والتمويه لإمساك كل العصي من أواسطها كعادته، وضمن نفس الألاعيب والمناورات أرسل الأزهر إلى المكتبة قائمة بمحاور المؤتمر المحددة سلفاً مع قائمة بأسماء الأشخاص المرشحين للحديث فيها وهم ينقسمون إلى الفئات الأربع التالية:-
1 – الذين يروجون للتطرف ويدافعون عنه من حيث هم يدعون كذباً أنهم يواجهونه.
2 – الذين يحملون الرسائل والمعلومات المتبادلة من التطرف وإليه على المستويات الفكرية والسياسية والحركية واللوجستية.
3 – الذين يملأون الميكروفونات ضجيجاً أجوفاً لا يفيد في مواجهة التطرف بأي شيء.
4 – الذين يواجهون التطرف بأساليب ودوافع وخلفيات استفزازية منفرة تخلق لدى المتلقين ردود فعل عكسية متعاطفة مع التطرف.
وباعتبارها مؤسسة رسمية متخصصة في مجال العلاقات العامة الخارجية فقد قامت مكتبة الإسكندرية بوضع لمساتها الاحترافية سواء المتمثلة في إعداد وإخراج جلستي الافتتاح والاختتام المصحوبتين بفقرات خفيفة للترحيب والتوديع، أو المتمثلة في توزيع الأسماء المرشحة للحديث بالمؤتمر على محاوره المختلفة مع إضافة وحشو بعض المحاور والأسماء التقليدية التكرارية المملة المفروضة من قبل الدولة على كافة المؤتمرات والندوات الرسمية ذات الصلة بالعلاقات العامة الخارجية، لاسيما الأكاديميين المرتبطين بالأجهزة الأمنية وصاحبات الوجه الحسن بتوابعهم أصحاب "اللسان الفهلوي" الذين يوزعون على كل الأطراف و"الزبائن" مجاملاتهم وابتساماتهم وهداياهم وما خفي كان أعظم، إلا أن أحد "أمناء" مكتبة الإسكندرية الشباب تجاوز ربما عامداً أو جاهلاً هذا "الإسكريبت" التمثيلي العبثي فخرج عن "النص المقرر" وأرسل دعوة للمشاركة في المؤتمر إلى سيدة "حقيقية" موصوفة لدى من يعرفونها بأنها تحاول مواجهة التطرف بجدية، وهي الدكتورة "آمال قرامي" الأستاذة في كلية الآداب بجامعة "منوبة" التونسية مما أثار رعباً أزهرياً من احتمال إشارتها بوضوح إلى عورات الملك العاري أمام ضيوفه وأثناء انعقاد مؤتمره، فاتصل الأزهر بوزارة الداخلية لتكليفها حتى تتولى نيابةً عنه منعها ليس فقط من المشاركة في المؤتمر بل من دخول الأراضي المصرية أصلاً، ورغم ارتباك كوادر وزارة الداخلية بالنظر إلى أن الأزهر يطلب منهم منع دخول شخص يحمل في يده دعوة رسمية أرسلها إليه هذا الأزهر ذاته فقد حسمت قيادتهم المحنكة أمرها، ليتم منعها من دخول الأراضي المصرية عبر مطار القاهرة وإعادتها قسراً إلى بلدها ليعقد الملك العاري مؤتمره بدونها عقب اطمئنانه إلى أن كل الحاضرين الذين يرون عوراته جيداً قد أصبحوا إما عراة مثله أو مقطوعي الألسنة!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس