الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن براءة الأزهر من سجن إسلام بحيري .

صالح حمّاية

2016 / 1 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لم يمر الكثير عن الحكم الذي أصدرته محكمة جنح مستأنف مصر القديمة، بسجن الباحث إسلام بحيري بتهمة إزدراء الأديان ، حتى انطلق الكثير من "المثقفين" يهاجمون الأزهر و مشايخه، و يشنعون بهم لأنهم حسبهم هم من رفعوا الدعوة على إسلام و التي تسببت بسجنه ، و الحقيقة ان هذا أمر يدعوا للحيرة، فكيف لشخص يدعي انه مثقف، او على الأقل متعلم ، أن يذهب ليدين من يستعمل القانون ويشنع به بينما ينسى بالأساس واضع هذا القانون ومنفذه ، ففي قضية اسلام بحيري ، فما دخل الأزهر بمسألة قانون ازدراء الأديان ، فذلك القانون وضعه الرئيس الساداة من وحي إرادته الشخصية ، و منه فالأزهر لا علاقة له به ، و بالنسبة للأزهر فهو لم يقم سوى بإتباع القانون كأي مؤسسة او مواطن في مصر رآى تجاوزا للنظام أمامه فقام برفع قضية وترك الأمر للقضاء ، وعليه ففي هذه الحالة فمن يستحق الإدانة والاستهجان هو القانون المصري الذي حكم ، وليس الأزهر الذي رفعها او حتى القضاء الذي التزم بنصوص القانون وحكم بالحكم ، لهذا فعلى أي اساس يهاجم هؤلاء الأزهر و يشنعون به ؟ نعم يمكن لأي شخص ان يتحدث عن رجعية الأزهر، و إرهاب الأزهر ، وعن كل الكوارث التي يسببها للبشرية بالأفكار التي يروجها ، وكله كلام مفهوم ومقبول ، لكن في قضية سجن إسلام فالملام هي الدولة المصرية لأنها دولة تحوي نصوص قوانين داعشية الهوى سببت هكذا كارثة وليس غيرها ، اما كون الأزهر أو أي فرد استغلها لتقييد الحريات فتلك حالة أخرى ، على هذا اليوم فلمن يريد ان ينتقد محاكمة اسلام بحيري و رميه في السجن ، فالأحرى له هو ان يدين الدولة المصرية التي صارت دولة داعشية تحاكم الناس على أفكارهم ، وليس ان يدين الازهر أو غيره ، فعلى اقل تقدير ، فليست هذه هي المرة الأولى التي يحكم فيها على شخص بتهمة ازدراء الأديان في مصر ، ففي تاريخ القضاء المصري هناك فضائح يندى لها الجبين من أحكام أصدرتها المحاكم المصرية بحق المفكرين على غرار مثلا الحكم بتطليق نصر حامد ابو زيد من زوجته وهو الحكم المخزي و الفاحش و الذي أصدرته المحاكم المصرية وليس أحد أخر ، فهل هنا يلام الأزهر، أم يلام القانون نفسه و الكل يعلم ان رافع تلك القضية كان هو الشيخ البدري وليس الأزهر ، وكذلك في قضية سجن كريم عامر خمس سنوات ، فهل هنا يلام الأزهر أم القانون نفسه ؟ وعليه فالأحرى هنا ولمن يريد رمي اللوم على أحد فاللوم كل اللوم هو على الدولة المصرية ، وعلى القانون المصري ، و ليس على الازهر الذي لم ينفذ سوى هذا القانون ؛ وعموما ولمن يبحث عن كبش فداء اخر عدى الدولة المصرية ليحمله المسؤولية، فوجب القول انه ليس الأزهر حتى الآن ، فقبل الأزهر ومن يرجع لهم وزر سجن اسلام بحيري بعد الدولة المصرية ، فهم المثقفون المروجون لخرافة مصر دولة مدنية ومصر دولة حديثة ، فهؤلاء الحقيقة هم من يعملون على بقاء الوضع المخزي على ما هو عليه ، حيث هم بهذا الخطاب يمنعون ان تتطور مصر نحو دولة حديثة حقيقية ، لانه حاليا فمصر ليست دولة مدنية لا من قريب ولا من بعيد ، بل هي لا تختلف أي شيء عن داعش ، فداعش تقول الشريعة هي مصدر التشريع ، ومصر تقول مبادئ الشريعة هي مصدر التشريع ، وفي داعش لديه قوانين الحسبة ، وفي مصر لديهم قوانين الحسبة ، لهذا إذا أردنا حقا انقاد الدولة المصرية من الانزلاق نحو محاكم التفتيش ( او اي دولة شبيهة بها لها قانون يستند للمادة التي تقول الإسلام دين الدولة ) فالأحرى هو ضرب أس الفساد وهو الدساتير الدينية التي لا تؤمن بحرية الإنسان و بحقه في المساواة ، وليس أولائك الرجعيين الذين يستغلونها ، لانه دائما يجب مهاجمة الجوهر وليس العوارض ، و حاليا يمثل الأزهر مجرد عارض لدولة غرقت في أتون الشمولية الدينية، و الذي بداء أساسا منذ دستور 23 الذي مهد للماحكم التفتيش كالتي حكمت على عميد الأدب العربي طه حسين بسبب كتابه الشعر الجاهلي ، فمنذ 23 ومصر تحاكم مثقفيها ، وهي منذ 23 وهي في حالة رعاية للشمولية الدينية ، فذلك الدستور لم يحمي حق طه حسين في حرية الفكر وعليه تم محاكمته ، و اليوم الدستور المصري مثل الأمس لم يحمي اسلام بحيري في حقه في حرية الفكر ، لهذا فلتغيير الواقع وجب تغيير الأساسات ، وهو بالتحديد حذف كل المواد التي تصادر الحرية وبالأساس المواد الدينية ، لكي نتكلم حقا عن دول حديثة ، وعن نصرة الفكرة والمفكرين، اما و الوضع لن يتغير فقد يزول الأزهر ومليون أزهر ، لكن ستبقى الشمولية الدينية مسيطرة عن طريق سلطة القانون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كبرائته من أعدام محمودمحمد طه بيد النميري
عراقي ( 2016 / 1 / 4 - 18:49 )
الأزهر الغير الشريف لايدبن حتى الدواعش فهو منبع الأرهاب !!..


2 - لا ياسيدي هو الذئب لا الكبش
السير جالاهاد ( 2016 / 1 / 4 - 19:49 )
لا اوافقك الرأي, ليس لان ما تقوله غير صحيح ففي الحقيقة اغلبه كذلك

فقط لا اوافقك الرأي في ما وصلت اليه بشأن الأزهر

لا لكون الازهر هو من حرك الدعاوي او لم يحركها

وليس فقط لانه من يقبع علي رأس المنظومة الفاسدة التي فعلت وتفعل هذا إما بإيعاز او مباركة منه .. بل والاهم انه مصدر كل هذه الافكار التي انتهت وتنتهي بنا الي هذا الوضع المخزي


في الدكتاتوريات القوانين تسن في لحظات و طبقا لمزاج الدكتاتور

لكن في الديموقراطيات لا تغير القوانين الا عن طريق البرلمانات

التي تدرس وتناقش وتتدبر ثم تلغي او تعدل او تشرع جديدا

فماذا نفعل ونحن لا برلمان لدينا بعد؟

والاهم ما الذي يمكن لنا ان نفعله اذا كان فكر الشعب عامة بما فيه نوابه المنتخبون للبرلمان الوليد قد تكيف وتلون وضغي عليه فكر وثقافة هي حصاد 40 عاما من تخلف فكري تربع علي رأسه الازهر؟ .. يغوص في مستنقعات التخلف .. ثم يخرج ويجتر ويكرر ويعلم ويؤكد ويقدس افكار بالية مخزية كان ينبغي تركها في مكانها الطبيعي وهو المتحف الاسود؟

كيف لنا أن نخلي ساحة الازهر حتي لو أردنا؟

الازهر ليس الكبش ... هو الذئب




3 - الأزهر وراء سجن إسلام بحيري
شاكر شكور ( 2016 / 1 / 4 - 23:29 )
اصلاً إحدى التهم الرئيسية الوارد في لائحة الدعوى التي قدمها المحامي الإسلامي ممدوح عبد الجواد ضد الباحث إسلام بحيري كانت تخص قيام إسلام بحيري بإزدراء علماء الأمة الإسلامية بهجمة شرسة عليهم ثم تلت التهمة الرئيسية تهمة ثانوية بأزدراء الباحث إسلام كتب السنة النبوية وصحيح البخارى وكتب السلف ، ولو علمنا بأن كثير من الأعلاميين وحتى بعض شيوخ الأسلام كالشيخ المصري محمد عبد الله نصر المعروف اعلاميا باسم -ميزو- ينتقدون كتب التراث الإسلامي دون ان يقيم احد دعوى عليهم بازدراء الأديان لذلك ارى ان المحامي الإسلامي ممدوح عبد الجواد يحتمل جدا بأن شيوخ الأزهر هم من جندوه لتصفية حسابات شخصية مع الباحث إسلام بحيري لأن التهمة الرئيسية كانت ازدراء شيوخ الأزهر وألصقت بها التهمة الثانية بازدراء كتب التراث لكي تقع التهمة ضمن مادة الدستور التي تخص ازدراء الأديان ، وحتى في حالة عدم وجود فقرة ازدراء الأديان التي وضعها السادات يستطيع شيوخ الأزهر تكفير الباحث إسلام بتهمة المرتد بحسب الشريعة الأسلامية الدستورية فوكر غار حراء الأزهري لا يزال ينتج شياطين من الدواعش المعممة، تحياتي للجميع


4 - الواجب
على سالم ( 2016 / 1 / 5 - 04:02 )
الواجب هدم الازهر على رؤوس شيوخه المجرمين ,الازهر له سلطه كبيره على وجدان الشعب المصرى الاهطل الساذج , فى نفس الوقت السعوديه المجرمه هى التى تمول الازهر بالاموال والدعم والرشاوى والهدايا لكل الانذال فى مصر بل دعنى اقول لك ان مصر تتحكم فيها السعوديه تماما ومصر مثل المرأه البائسه الجائعه المتسوله الداعره , انه بزنس اسلامى بين السعوديه المجرمه اللوطيه والقياده المصريه السياسيه والدينيه الفاسده والكل بيهبر ,لاتنسى ان ميزانيه هذا الصرح الفاسد المسمى بالازهر مايقرب من العشرين مليار جنيه سنويا ,الازهر يفرخ الارهابيين والانتحاريين والقتله ويسمم عقول الطلبه والشعب ,الازهر كارثه على مصر والعرب والعالم ويجب تفجيره بالديناميت والخلاص من كوارثه


5 - ابشروا نهاية الاسلام قد قربت
نور الحرية ( 2016 / 1 / 5 - 12:06 )
ابشروا فان نهاية الاسلام قد قربت وشواهد ما اقول ما يحصل في هذه الشعوب اليوم من صراعات واحقاد وتخلف والصراع الحاصل اليوم بين ايران والسعودية هي بوادر حرب طاحنة ستعصف بالاسلام الى مزبلة التاريخ

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah