الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارتداد إلى ما قبل العصر الحجري!

عمار عرب

2016 / 1 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الارتداد إلى ما قبل العصر الحجري:
قابيل - وهو إنسان ينتمي إلى ( العصر الحجري ) في بداية ظهور الوعي والتجريد عند البشر بعد نفخة الروح في أبيه آدم - عندما أراد أن يقتل أخاه هابيل بسبب الحسد والغيرة ..قال له هابيل حسب ما علمنا القرآن الكريم كلاما ولا أروع لن تسمعه حتى في أيامنا هذه التي وصلت فيها البشرية لأرقى مراحل التطور الحضاري على صعيد القيم ...حيث قال هابيل ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ) ...
هذه الحادثة الجبارة والمزلزلة أخلاقيا في زمن كان مغرقا في البدائية و الدموية ...كانت علامة فارقة و مفصلية في تاريخ تطور البشر ودليلا على (( ترسخ الوعي الإنساني )) تطبيقيا بطريق مورثي عند البشر الذين كانوا قبل آدم بدون وعي إنساني و بدون قدرة على التجريد و بالتالي أصبح هناك سلسلة إنسانية تطورت انتقائيا على الصعيد المورثي للأنواع هم بنوا آدم لديهم قدرة متطورة عل التمييز الواع و الفصل بين الصحيح والخاطيء فطريا فالبشر قبل بني آدم كانوا هم الذين قالت عنهم الملائكة بأنهم سفاكون للدماء ..
فعندما أراد الله استخلاف البشر وتمكينهم من مقدرات الأرض ليسيطروا فيها سئلت الملائكة رب العزة مستغربة هذا التمكين حسب ما يقول الله تعالى في كتابه إذ قال ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) .. لما رأوه من البشر غير الواعي قبل نفخة الروح في آدم والتي لا نعرف طبعا كيفيتها تماما وآدم ليس أول البشر ولكن هو أول إنسان واع كمحصلة لقانون التطور الذي دام ملايين السنين من خلية واحدة في الماء .. وهذا حديث طويل ولكن ما أريد قوله ..
هل يعقل أن قابيل والذي هو إنسان ينتمي لعصر الإنسان الحجري أو إنسان الكهف البدائي ...يكون من ناحية الاصطفاء الانتقاءي الوراثي أكثر تطورا من ملايين البشر الموجودين اليوم في القرن الواحد والعشرين ؟ ...أم أن ما يحدث هو نوع من الارتداد و النكوص المواثيق على صعيد الأنواع في عودة البعض لزمن البشر الدموي الغير واعي الذي كان قبل آدم و التي خشيت الملائكة من خلافته للأرض ؟
وما كانت ستقول الملائكة لو كان في زمن الإنسان الأول حصار و تجويع للمدن والقرى للناس والأطفال حتى الموت تعذيبا من الجوع والعطش من مثال ما يحصل اليوم من حصار لا تكفي به كلمة ظالم و مجرم و مشين وسافل لمدينة مضايا السورية ...وسط صمت دولي مقزز و مخجل ... وتغطية و تعمية حمقاء من قبل أنصاره الحمقى عديمي الضمير ...الذين لا ينظرون إلا بعين واحدة لما يجري ..
وما كانت ستقول الملائكة في وقتها لو انها رأت البراميل المتفجرة تتساقط على أحياء كاملة من المدنيين العزل ...
أو عندما ترى تفجير المساجد والأسواق و ضرب الكاتيوشا و الصواريخ العشوائي و قطع الرقاب المسالمة مترافقا مع ذكر اسم الله العظيم عليها ..
ربما كانت الملائكة عندها ستصاب بالهلع و الفزع والرعب الشديد شفقة مما ينتظر هذه الأرض ..أكثر بكثير مما اعتراها في ذلك الوقت ...
ولكننا كلنا ثقة بالله و بأنه من المستحيل أن تكون المحصلة النهائية لصراع الخير والشر على هذه الأرض هو انتصار الشر فكما قال جل وعلا للملائكة في حينها للملائكة الذين لم يفهموا المغزى ...( إني أعلم مالا تعلمون ) ..و أنا شخصيا واثق أن هذا العلم هو الخير الكثير والسلام الذي سيعم هذه الأرض في يوم من الأيام بعد إنتهاء عصر الطغاة ..
والله عالظالم ..

د. عمارعرب 04. 01. 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج