الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإجرام من الإسلام أم من الحكام ؟!!

أبو نواس خليل الحلو

2016 / 1 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يحاول الإسلاميون وعلى وجه الخصوص علماء الدين والمشائخ في مملكة آل سعود تبرئة الدين الإسلامي من كل تهمة بالإجرام والإرهاب والفساد والقمع والفساد طالته ؛ بل ويتصنعون بشكل مقزز ويدعو للغثيان محاولات دفاعهم الخائبة ؛
وينفون أي صفة أو صورة للوحشية المفرطة في الحدود الإسلامية المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية من جز للعنق بالسيف أو رجم أو قطع يد أو حتى جلد ؛
والمضحك في الأمر انهم لم يكتفوا بالتبرير عن بشاعة ووحشية تلك الحدود ؛ بل ويتغنون فيها أي في الشريعة الإسلامية وأحكامها وحدودها غزلا وعشقا وطربا ؛ ولم يبق لهم إلا أن تجود قريحة أحدهم بمعلقة شعرية وقصيدة عصماء على غرار المعلقات السبع الشهيرة عند العرب قبل ظهور الإسلام ؛
إلا أن الأمر الملفت للنظر أن جميع علماء الدين والمشائخ في مملكة آل سعود الرسميين وغير الرسميين لا يتجرأون فرادى أو جماعات أو مؤسسات دينية على التبرير بسياق فشل أو سوء التطبيق على سبيل المثال ؛ وبالتأكيد لا يستطع فرد منهم أن يلمح لشماعة التوظيف أو الاستغلال من قبل الحكام ؛ وان فعل أحدهم أي الإشارة لذلك ولو تلميحا كان مصيره الفصل من عمله والاعتقال وحرمانه من كل مميزات ومخصصات مادية وعينية مما هي معروفة ويحظى بها رجال الدين عند آل سعود ؛
ولهذا انفرد رجال الدين والعلماء والمشائخ وطلبة العلم الشرعي في مملكة آل سعود بالتبريرات المصطنعة وبحشو كلام لا يقدم أو يؤخر ؛ ودائما وابدا يعزفون ويغردون خارج سرب بقية الاعلام من العلماء والمشائخ في بقية الدول العربية والإسلامية الأخرى ؛
ودوما يتحدثون عن نصوص بعينها تدور حول هذه الحدود وتلك العقوبات الإسلامية وفق الشريعة أو مستنبطة من مصادر التشريع الإسلامي بحسب فقهاء الإسلام في القديم من السلف ؛
ولهذا ايضا عن غير قصد هم يؤكدون وبشكل قاطع إجرام ووحشية التشريعات الإسلامية وقسوتها وبشاعتها ؛
وعليه من السهل أن نخرس عند مناقشتهم ألسنتهم ومن فمك أدينك كما يقال ؛
بل إن الحدود والعقوبات مع وحشيتها وبشاعتها مبالغ في مقدارها أمام التهمة نفسها بحسب النصوص الإسلامية نفسها أيضا ؛
فحد الردة على سبيل المثال أو الخروج على ولي الأمر هو القتل بقطع العنق بالسيف ؛ والخروج ليس هو الخروج المسلح فحسب بل الإسلام أعطى الحاكم مفهوما عاما وشاملا وخاصة الخروج العقائدي أو الفكري أن صحت لنا النسبة والوصف ؛
وعلماء الدين والمشائخ بل وحتى القضاة في المحاكم الشرعية يستندون على نصوص البيعة وطاعة ولي الأمر والخروج العقائدي والفكري بل واسطوانة الردة عن الإسلام للتخلص بالقتل حدا أو تعزيزا أو وفق حد الحرابة من كل مفكر حر أو مصلح أو تنويري وبأمر مباشر من الحاكم الشرعي ولي الأمر نفسه ؛
ولهذا الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحق المفكرين والتنويريين بل وحتى النشطاء الحقوقيين من قتل بحد السيف أو سجن أو جلد وفصل من عمل ومنع من سفر وتضييق أبواب الرزق أمامهم ؛ هذه الجرائم ضد الإنسانية ليس مردها حاكم ظالم ومستبد بل شريعة إجرامية وبكل ما يعنيه الوصف من معنى ؛
لأن الحاكم المسلم صدقا أو نفاقا لم يكن يتأتى له أن يتجرأ بكل إجرام لولا نصوص البيعة والطاعة لولي الأمر ونصوص ملازمة الجماعة ونصوص حد الردة المطاطية بحسب هوى وقضاء الحاكم ؛

فالإجرام في الإسلام أولا وأخيرا منبعه النصوص نفسها وليس الحكام ؛
ولهذا عندما نتناقش مع أحدهم نفتح ملف هذه النصوص الإجرامية في الإسلام والمرتبطة تحديدا بالتشريعات الاسلامية من حدود وتعزيرات وحد الردة وحد الحرابة بشكل خاص ونجمعها مع نصوص الجماعة والطاعة وولي الامر ومباشرة وبشكل فوري وصريح ودون أدنى عناء نخرسه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا