الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية وباء فل نحذر منها.

خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)

2016 / 1 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يصادف هذا اليوم مرور 40 يوما على جريمة غدر واغتيال الشيخ خطاب صالح الضامن في مدينة الحلة.

لقد غدر بالشيخ على يد مجموعة مسلحه تؤمن بأنها تقتل المدنيين على الهوية المذهبية بهدف الانتقام من مسلسل الجرائم البشعة التي ارتكبها الإرهابيين ولازالوا بحق شيعة العراق منذ 2003.

ولسخرية الأقدار أو ربما لغايات ربانية، أن يكون الشيخ المغدور واحدا من ابرز النابذين للطائفية على مستوى العراق، وكان له مواقف كثيرة في هذا المجال، واسمحوا لي اليوم بهذه المناسبة أن اروي لكم إحداها.

إنقاذ حياة 3 سجناء شيعة من قبضة داعش.

بينما كنت من ضمن المدعوين لمأدبة غداء في دار الشيخ الفقيد بمناسبة عيد الأضحى الأخير في داره بكركوك.

كان الحديث لأحد رجال الدين، فأخذ يعنفنا ويؤكد على ضرورة الالتزام بقضايا لم أؤمن بأهميتها إزاء ما يمر به مجتمعنا وبلدنا من كوارث.

استأذنت الشيخ الفقيد للحديث فأذن لي:

تحدثت عن مخاطر انتشار قيم العنف الطائفي في مجتمعنا بسبب المتدينين الغلاة وما اشعلوه من فتن وسفك دماء وحروب.

ورويت لهم قصة احد الناجين من سجن بادوش في الموصل، وكيف أن الدواعش اقدموا على إعدام زهاء 500 سجين مدني من أبناء الجنوب فقط كونهم شيعه.

شكرني الشيخ الشهيد وقال:

اتفق معك يا أبن أخي، وقال للحضور ما نصه:

"دعوني اروي لكم ما حدث مع سجناء بادوش في الشرقاط:

بعد بضع أيام من سقوط الموصل، ابلغني احد أبنائي بأن 3 سجناء (هاربين من سجن بادوش) من أبناء مدينة الصدر مختبئين في قريتنا بمدينة الشرقاط منذ أيام، وان صاحب الدار يشعر بالخوف على حياتهم من خطر الدواعش، وطرق هروبهم خطرة جداً، فما الذي ترى يا أبتي؟
.
أمرت ابني بالذهاب إليهم فورا، والقيام بكل ما هو ضروري للحصول على هويات مزورة تحمل صور السجناء وأسماء أولادي الثلاثة (عمر ، محمد، طه).

وبالفعل لم تأخذ عملية تزوير الهويات إلا ساعات قليلة.

تحدثت بعدها مع السجناء الشباب، أبلغتهم بأسمائهم الجديدة، أعطيتهم معلومات عن مدينتنا وعشيرتنا وعائلتنا تحسبا لما قد نواجهه من خطر في طريق هروبهم من الشرقاط نحو كركوك.

صليت صلاة العصر في يوم 20 / 6 / 2014، أمرت الشباب بالصعود في سيارتي البيك أب نوع دير، وأمرت والدتي وإحدى زوجاتي بمرافقتنا بغية التمويه وإيهام مجرمي داعش بأننا عائلة واحدة.

انطلقنا من الشرقاط شرقاً باتجاه ناحية الزاب، فقضاء الحويجه، مررنا بإحدى عشر سيطرة لتنظيم داعش، وبعد جهد وعناء ومخاطر عبرنا منطقة داعش باتجاه سيطرة للبيشمركة فمررنا بها قبل الغروب نحو كركوك بر الأمان.

ومن هناك استأجرت لهم تكسي تعود لأحد أصدقائي فأوصلهم إلى بغداد، وفي اليوم التالي اتصل بي ذوي الشباب من مدينة الصدر شاكرين ممتنين، والحمد لله" انتهى كلام الشيخ خطاب.

هذا ما فعله الشيخ المغدور مع 3 جنود من مدينة الصدر، جازف بحياته وحياة اسرته مع التنظيم الاكثر اجراماً في تاريخ الإنسانية كي يوصلهم إلى بر الأمان!.

بينما قامت عصابة إجرامية تدعي دفاعها عن شيعة العراق والثأر للمغدورين، بقتله وغيره من الأبرياء.

إنني أومن جازماً بأن جريمة اغتيال الشيخ خطاب قد أحدثت صدمة لدى الكثيرين ممن عرفوا تفاصيلها الحقيقية، لاسيما أهل الوسط والجنوب.

وان دمائه البريئة سوف تحدث صحوة كبيرة وصرخة مدوية فحواها أن الثأر والانتقام بالحق ينبغي أن يوجه صوب المجرم بعينه، بعد التأكد والأخذ بالأدلة والبراهين.

وان إزهاق الأرواح البريئة بالظلم، سوف لن يولد إلا مزيداً من الدماء والدمار وغضب الله سبحانه وتعالى.

تحياتي لكم ايها الاحبة الكرام، وشكرا لوقتكم في القراءة والمتابعه وابداء الرأي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي