الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرائق الدين

محمد صالح الطحيني

2016 / 1 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


طرائق الدين
السحر – طقوس الزراعة – أعياد الاباحة – أساطير الإله

اضاف الانسان البدائي الى الروحانيات لديه السحر ، وهو بمثابة الروح الى شعائر العبادة البدائية ، وكان " السحر التمثيلي " هو اول طرق العبادة ، فكان اكبر السحرة في القبيلة البدائية اذا شحت الامطار يقوم بمشهد تمثيلي بان يصعد اعلى الشجر ويسكب الماء على الارض مناشدا الالهة انزال المطر والى وقتنا الحالي ما زالت بعض الاديان يقوم كهنتها بالدعاء والصلوات الى الاله مناشدتاً اياه إنزال المطر .
وكانت الايحاءات التمثيلية تستخدم غالبا لإخصاب التربة فقد كانت بعض القبائل مثل قبيلة "زولو" يشوون الاعضاء التناسلية للرجل اذا مات في عنفوانه ثم يطحنونها ويذرون رمادها فوق الحقول ، وذهبت بعض القبائل الى التضحية بأحد افرادها بذبحه وسكب دمه على الارض لكي تخصب ، استبدلت التضحية بالبشر بالتضحية بالحيوانات وما زالت طقوس التضحية موجودة في معظم الديانات الى وقتنا .
وما كان السحر البدائي سوى مدخل الى العلوم الوضعية ، كما قال "فريزر" في شئ من المبالغة ( ان امجاد العلم تمتد جذورها الى سخافات السحر ، لأنه كلما اخفق الساحر في سحره استفاد من اخفاقه في استكشافا لقانون من قوانين الطبيعة ، يستعين بفعله على مساعدة القوى الطبيعية قي احداث ما يزيد من ظواهر ، ثم اخذت الوسائل الطبيعية تسود وترجح كفتها شيئا فشيئا ، ولو ان السحر كان يخفي هذه الوسائل الطبيعية ليحتفظ بمكانته عند الناس ، ما استطاع الى اخفائها ، بأن يعزو الظاهرة التي احدثها للسحر الذي استمده من القوى الخارقة للآلهة )
وهذا شبيه جدا بأهل هذا العصر حين يعزون الشفاء الطبيعي لوصفات وعقاقير سحرية ، وعلى هذا النحو كان السحر هو الذي انشأ لنا الطبيب والصيدلي وعالم الفلك .
لكن الطريق اقصر بين الفلكي والساحر منها في سائر ضروب العلماء ذلك لأنه لما تعددت طقوس الدين وتعقدت لم يعد للرجل العادي مقدرة على استيعابها والإلمام بها ومن هنا نشأت طبقة خاصة انفقت معظم وقتها في مهام الدين ومحافله وأصبح الكاهن باعتباره ساحرا بما له من قدرة على الذهول الروحي وتلقي الوحي وتوجيه الدعاء المستجاب كونه بصلة بإرادة الارواح او الآلهة بحيث يستطيع تحويل تلك الارادة الى ما فيه نفع للإنسان ، ولما كان هذا الضرب من العلم والمهارة هو في رأي البدائيين اهم ضروب العلم والمهارة جميعا ، ثم لما تصوروا ان القوى الخارقة للطبيعة لها اثرها في حياة الانسان عند كل منعطف في الطريق فقد اصبحت قوة رجل الدين مساوية لقوة الدولة وجعل الكاهن او القسس او الشيخ منذ اقدم العصور الى يومنا الحالي ينافس الجندي المقاتل في سيادة الناس والإمساك بزمامهم حتى لقد راح الفريقان يتناوبان بذلك وحسبنا في التمثيل لذلك ما يجري في وقتنا الحالي فقد بات فكر رجال الدين سببا لصراعات لا نهاية لها .

يتبع مهام الدين الخلقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب