الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمانيون وعقدة اللغة العربية

رنا كواليت

2016 / 1 / 8
المجتمع المدني


شدني حوار كان يجري بين فتاتين في العشرين من العمر كانت أغلبية المفردات والجمل المستعملة فيه مقتبسة من اللغة الإنجليزية، وقد استفزني إصرار كلتا الفتاتين على الحديث بالإنجليزية رغم ركة وضعف وتصنع اللهجة لإكمال هذه المحادثة التي اضطررت إلى الاستماع إليها خلال اصطفافي في طابور في أحد المحال التجارية في العاصمة عمان.

لقد كانت هذه الحادثة كفيلة بتذكيري بهيمنة اللغة الإنجليزية على المجتمع العماني، وللدقة في الحديث، فإنني أخص بالذكر سكان عمان الغربية على وجه العموم، حيث تحتضن هذه المنطقة الجغرافية المجتمع الأرقى في الأردن من حيث الأحياء والبنى والمراكز التجارية والمدارس.

لماذا نتحدث باللغة الإنجليزية، وما هي مشكلتنا مع اللغة العربية، لماذا ينظر إلى اللغة العربية على أنها لغة رجعية تنم عن تخلف ثقافي لا يناسب العصر، في حين أن اللغة الإنجليزية هي لغة العصر، لماذا نستخدمها لاستعراض عضلاتنا الثقافية، ألا نرى بأنه أمر محزن ومخزي في نفس الوقت. ألا نرى في هذا تحقيق الغرب لأهدافهم في تهميش اللغة العربية وبالتالي المساهمة في طمس الهوية العربية تحت مسمى العولمة، ألا يكفي بأن نرى لغة المراسلات الأساسية في قطاع الأعمال أصبحت اللغة الإنجليزية، كما أن عددا كبيرا من المدارس الخاصة أصبحت تتبع المناهج التعليمية الأمريكية أو البريطانية وبالتالي أصبح الطفل ينشأ على أن اللغة الإنجليزية هي لغته الأم وليست اللغة العربية، دون أن ننسى دور الوالدين في تعزيز وتشجيع ذلك.

إن طغيان اللغة الإنجليزية على العربية في حياتنا اليومية، وشعورنا بالخجل والعار غير المعلن أو حتى المعترف به من قبل الفرد من استعمالها هو بداية الطريق لفقدان هويتنا العربية التي أصبحت تعززها اتخاذنا لمناحي أخرى تشمل التقليد الأعمى للغرب في بعض المظاهر الخارجية وجوانب حياتهم غير المجدية والنافعة، كل ذلك ظنن منا باكتساب ثقافة والمسير قدماً نحو التطور والتقدم.

ليس هناك مانع من إتقان اللغة الإنجليزية، فهي لغة غالبة وهامة في عالمنا اليوم، ولكن من واجبنا احترام لغتنا العربية والمحافظة عليها، حيث أظهر تقرير صادر عن منظمة اليونيسكو بأن اللغة العربية مهددة بالإنقراض، إذ أن اللغات تكتب وجودها من خلال التعليم باللغة وليس تعلم اللغة. وللغة العربية تاريخ عريق، فهي من أكثر اللغات السامية انتشاراً حيث يتحدثها نحو 422 مليون شخص، وهي من أغزر لغات العالم من حيث المادة اللغوية، وأطول الآداب العالمية عمراً، علاوةً على أنها لغة مقدسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العربية أطول الآداب العالمية عمرا أقلّها إنتاجا
سامح ابراهيم حمادي ( 2016 / 1 / 9 - 09:40 )
الفاضلة الأستاذة رنا كوااليت

الثورة التكنولوجية قامت على أكتاف الناطقين بالإنكليزية
وليس للعرب أي فضل في حضارة اليوم،ومع كل تقدم جديد تسجّل العربية خطوة إلى الوراء

تسألين لماذا لا يتحدثون بالعربية؟التي ترينها من أغزر لغات العالم لغويا،وأطول الآداب عمرا،علاوة على أنها مقدسة

بم يتكلمون؟ بفصحى مضحكة(وهي مقدسة)أم بالعامية المتدهورة؟

أما عن غزارتها اللغوية فأنت مخطئة سيدتي، فالمترجمون يعانون بشدة من افتقار العربية للمقابل باللغات الأجنبية

ولا أظنك بغافلة عن التراجع الخطير للغتنا على لسان أبنائنا الذين لا يستطيعون كتابة جملة واحدة بدون أخطاء، ولا يستطيعون تركيب جملة واحدة بالفصحى
حتى الشيوخ أنفسهم، حماة اللغة المقدسة يخطئون بالجملة والمفرّق بالفصحى كتابةً ومحادثة

العربي لا يقرأ وإذا قرأ فالكتب الدينية أو كتب الأبراج والحظ والطبخ والنفخ

ضحكوا علينا فقالوا إن الغرب يريد طمس خصوصيتنا الذاتية
والحق أنه تبجح وغرور،فلسنا محور اهتمام الغرب الذي لا يسأل عن المتخلفين وتركهم منقوعين في اعتقادهم أن لغتهم مقدسة،فتحجّرت وأصابها الهزال لأنهم لا يستطيعون تطوير حرف فيها بحجة أنها لغة مقدسة

تحية


2 - أوافقك الأخت رنا
ماهر عدنان قنديل ( 2016 / 1 / 10 - 01:13 )
أوافقك فيما جاء في مقالك الأخت رنا العزيزة.. الكثيرون لا يعرفون قوة هذه الحضارة العربية وهذه اللغة العربية.. الله يسامحهم


3 - أوافقك الأخت رنا
ماهر عدنان قنديل ( 2016 / 1 / 10 - 01:13 )
أوافقك فيما جاء في مقالك الأخت رنا العزيزة.. الكثيرون لا يعرفون قوة هذه الحضارة العربية وهذه اللغة العربية.. الله يسامحهم

اخر الافلام

.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة


.. مقتل عدنان البرش أحد أشهر أطباء غزة نتيجة التعذيب بسجون إسرا




.. كم عدد المعتقلين في احتجاجات الجامعات الأميركية؟