الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول ) ج13- الحروب النووية فيما قبل التاريخ

نبيل هلال هلال

2016 / 1 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن ما تقوله المخطوطات القديمة , وتدل عليه الأساطير والآثار والموروثات الشعبية والملاحم الأدبية , هو أنه كان فيما مضى حضارات بادت الواحدة تلو الأخرى بحروب ذرية أو كوارث طبيعية , لذا يتعين علينا احترام التراث الإنساني بأساطيره و"فلكلوره" وإعادة النظر فيه , فهو ليس صدفة .وشيوع الأساطير وانتشارها يدفعنا إلى عدم التردد في قبولها فذلك خطأ جسيم يَحُول دون تفسير تاريخ مَن كانوا قبلنا. ويقول المؤرخ "ويل ديورانت" في مؤلَّفه القيِّم قصة الحضارة :" ليس بوسعنا أن نصم آذاننا فلا نسمع هذه الأساطير التي لم تنقطع روايتها طوال عصور التاريخ عن مدنيات كانت ذات يوم عظيمة عالية الثقافة , ثم حلت بها كارثة من كوارث الطبيعة أو الحرب فحطمتها تحطيما لم يبق منها ولم يَذَر, فإن حفائرنا الحديثة في مدنيات كريت وسومر ويقطان تدل كلها على مدى احتمال الصدق في هذه الأساطير. ولا شك أنه من الجائز- كما ظن أرسطو- أن يكون العالم قد شهد مدنيات كثيرة توصلت إلى كثير من المخترعات وأسباب الترف , ثم أصابها الدمار وزالت من ذاكرة البشر, ويقول "بيكُن" عن التاريخ إنه حطام سفينة , فالضائع منه في الماضي أكثر مما بقي , فكما أن ذاكرة الفرد لابد أن تنسى الجزء الأعظم مما يصادفه في خبرته من حوادث , فكذلك الجنس البشري كله لم يحتفظ في تراثه إلا بأنصع وأقوى ما مر به من تجارب ثقافية- أم استمد هذا المحفوظُ نصوعَه في الذاكرة لأنه وحده ما أجادت الذاكرة الاحتفاظ به ؟ومهما يكن من أمر تراثنا الذي نعيه , فحتى لو لم يكن إلا عُشر ما مر بالإنسان من تجارب , فليس بوسع إنسان أن يلم به كله , انتهى كلام ديورانت , ج1 – ص 185 . "وتذكُر بعض النبوءات التوراتية القديمة ظهور نيران في السماء وأعمدة مشرومية (على شكل فِطر عيش الغراب المميز للتفجير النووي) من الدخان في نهاية الزمان عندما يمتلك الإنسان القدرة على تدمير الأرض , وتذكر صراحة أن مدن العالم ستدمَّر , وأن العناصر ستنصهر بفعل حرارة شديدة" ( المرجع : جوناثان جراي - أسرار الرجال الموتى ), والآيات التاليات توحي في إلحاح هادئ بذلك التعاقب الحضاري- على الأقل- كما أراه. اسمع إن شئت كلام الله تعالى إذ يقول: (أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرض مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) الأنعام6 . والآية تقول بوضوح إن المستوى الحضاري الذي بلغه السابقون ممن أهلكهم الله , كان مستوى أعظم مما أتيح للمخاطَبين بالآية , اسمع : "مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرض مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ), و(القرن) و(القرون) كلمات تفيد معنى أهل الحضارة كما أسلفنا. وانظر كم هو فريد في بابه ذلك الأسلوب القرآني على نحو لا يكون إلا للقرآن وحده , فالآية تقول :" مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأرض مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ), فيُفهم أن من علامات هذا التمكين إرسال المطر وجريان الأنهار مما يمكنهم من تنمية الزروع ورخاوة العيش. ومن جهة أخرى تنطق الآية - وبنفس حروفها- بمعنى مغاير تماما إذ أن إرسال السماء مدرارا وجريان الأنهار من تحتهم , يمكن أن تكون من مسببات الإهلاك على غرار ما حدث في طوفان نوح :(وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ) الأنعام6. يتبع - بتصرف من كتابنا (القرآن بينن المعقول واللامعقول)-نبيل هلال هلال









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشكر والعرفان
57 معقب ( 2016 / 1 / 8 - 23:00 )
الشكر والعرفان والتقدير لمؤلف الكتاب الاول بلغة الضاد العتيدة ونتمنى معرفة عنونه لارسال باقات الورد له فهو يستحقها بالفعل وخصوصا انه اجبر العرب على بدء القراءة والكتابة ومعرفة االلغة واعرابها ورسم حروفها وتنقيطها وتحريكها وبس على كدة


2 - تعقيب على الأستاذ معقب
نبيل هلال هلال ( 2016 / 1 / 9 - 09:04 )
الشكر لك أخي الكريم على حسن ظنك , وقد أعطيتنا فوق ما نستحق ,وقد وصلنا من حسن الظن ورقيق الكلام ما يفوق ما كنت تنوي من إرسال الزهور

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة